مؤرخ قبائل السلقا
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
|
تكذيب كتاب الإكليل مغالطات وأباطيل!
بدايةَ يجب التنويه على أن هذا الموضوع سوف يرتكز على ثلاثة محاور أساسية أرى أنها أساس القضية ومدار البحث وهى 1- رأي الشيخ الجاسر رحمه الله فى نص الهمدانى وديار عنزة 2- نص الهمدانى فى الإكليل وصفة جزيرة العرب 3- نص إبن المقرب وإبن سعيد الأندلسى والبيهقى ....أما عدا هذه المحاور فهى لاتعنينا ولسنا ملزمين بالرد عليها كونها قضايا إنصرافية واَراء وإفتراضات لاتنهض بها حجة ولايسندها دليل لا من نص ولا من قول قديم مدون مما يعتبر كلام مرسل قائم على الظن وتهجم على غيب بلا دليل هاد! فيذكر كاتب المقال فى أحد محاوره إستناد الشيخ حمد الجاسر على الإكليل فيما يخص قبيلة عنزة بالقول:-
ثم نجد مقالا كتبه حمدالجاسر رحمه الله في مجلة العرب وبعدد رجب من سنة 1415هـ حمل عنوان ( قبيلة عنزة .. بلادها قديما) وقد حاول بالإستناد الى الجزء الأول من الإكليل الزعم بأن (عنزة بن أسد) الفرع القديم من ربيعة كان بالحجاز ( بين خيبر والمدينة المنورة) منذ فترة مبكر من التاريخ الإسلامي ، وان النصوص التي تحدثت عن عنزة التي مع بكر بن وائل لاتعدو عن : اما انها خاطئة ، او انها كانت تقصد فرع صغير من عنزة التي هي قبيلة حجازية منذ القدم غير مرتبطة باخوتها من ربيعة .وتمادى الجاسر حتى انه نفى الخبر الذي نقله ابن سعيد الاندلسي ( ت 685هـ) والذي افاد فيه ابن سعيد ان قبائل عنزة التي حول خيبر انما جاءت اليها من الانبار وتحديدا ( عين التمر) فجعل الجاسر يزعم أن ابن سعيد متأخر وان الهمداني الذي ذكر – حسب زعمه - قبيلة عنزة في ( الإكليل الجزء الأول) في خيبر أوثق من ابن سعيد ، كونه أقدم منه من جهة ، ومن جهة اخرى – والكلام لازال للجاسر- فان القبائل العربية التي تذهب الى العراق تتحضر ولاتعود الى البادية مرة اخرى . لكن الجاسر لم يذكر كيف ومتى ومن اين انتقلت قبيلة عنزة الى خيبر في تلك المقالة ، بيد انه أشار إلى أن الاستنتاج المهم في نظره هو أن قبيلة عنزة كانت من قبائل خيبر والمدينة في قرون مبكرة لا تتأخر عن القرن الثاني الهجري ثم انها انتقلت من جبل بني عوف قرب المدينة الى خيبر بعد ان احتكت بقبائل حرب,وللأسف تابع الكثيرين الجاسر فيما ذهب اليه دون ان يكلفوا انفسهم تحري الحقيقة التي سنوضحها في هذا الموضوع باذن الله .
أولاَ: القول - بأن الشيخ الجاسر رحمه الله قد ذكر عنزة بن أسد الفرع القديم من ربيعة كانت بالحجاز ( بين خيبر والمدينة المنورة) منذ فترة مبكر من التاريخ الإسلامي, فهذا صحيح وهو مانص عليه الهمدانى وماذهب اليه المؤرخين بعده دون إستثناء, لكن الحقيقة أن ماذكره الجاسر هو خلاف ماذكره الكاتب تماماَ؟ ففى مقال الشيخ الجاسر " قبيلة عنزة بلادها قديماَ" كان الشيخ يعقب على نص البكرى صاحب كتاب"معجم مااستعجم" الناقل عن كتاب "الإفتراق" لإبن الكلبى هشام بن محمد المتوفى سنة 204هـ وذلك عندما ذكر ديار ربيعة قديماَ قبل إفتراقها بعد حرب البسوس, ومما قاله الجاسر فى هذا مايلى : يبدو أن قبائل ربيعة لم تنتقل بأسرها من غرب الجزيرة فى أول الأمر بل بقيت فروع منها انتشرت فى جهات اخرى من تهامة وفى الحجاز كقبيلة عنز بن وائل فى سراة الحجاز الواقعة شرق الطائف وقبيلة بنى شعبة التى انتشرت فى جنوب مكة وفى تهامة وفروع من عنزة استوطنت نواحى خيبر" الى اَخر النص...... هذ ماذكره الجاسر تماماَ وهو قول صحيح لاغبار عليه من الناحية التاريخية, فقد ذكر هذا أغلب المؤرخين والجغرافيين العرب فأين عبارة -أن عنزة بن أسد كانت بين المدينة وخيبر! ولماذا تبتر النص عن موضعه وسياقه وتجعله كأنه كلام الشيخ الخاص ورأيه المجرد! فالجاسر كان يعنى أن فروعاَ من عنزة إستوطنت نواحى خيبر وليست عنزة بن أسد القبيلة وسوف يأتى تفصيل ذلك لاحقاَ, فالشاهد هنا أن الجاسر لم ينفى قدوم عنزة فى عين التمر كما تقول, بل كان نفيه أساساَ حول أن تكون العراق ومنها عين التمر من منازل ربيعة القديمة, حيث أنهم طارئون عليها بسبب الحروب التى نشبت بين بكر وتغلب فى الجاهلية, وإلا فديار ربيعة لاتخفى على الشيخ الجاسربطبيعة الحال.
أما قوله: بإحتكاك قبيلة حرب بالقبائل التى كانت تنزل قرب المدينة كعنزة ومزينة وبنى سليم فى نواحى "قدس" وأنه على أثر ذلك الإحتكاك إنتقلت عنزة الى نواحى خيبر ففى هذا يوضح الجاسر هذا الأمر بقوله: أن نص الهمدانى يوضح لنا ان ذلك كان فى عهد متقدم لايتأخر عن القرن الثالث الهجرى وأن عنزة لاتزال منتشرة فى نواحى خيبر وماحولها فى العهد الحاضر" هذا ماذكره الشيخ تماماَ إستناداَ على ذلك النص وهذا أيضاَ نص لاإشكال فيه كما جاء فى الإكليل, وأما الإدعاء بأن الجاسر قد ذكر النصوص التي تحدثت عن عنزة التي كانت مع بكر بن وائل وقال أنها خاطئة, أو أنها كانت تقصد فرع صغير من عنزة التي هي قبيلة حجازية منذ القدم وأنها غير مرتبطة باخوتها من ربيعة, فهذا من الإفتراء والتقول المكذوب على لسان الشيخ الجاسر رحمه الله! وهو كسابقه مجرد بتر الكلام عن سياقه وتوضيفه فى سياق مخالف لمضمونه كي يخدم الإدعاءات الباطلة الى لاأساس لها, فنص الشيخ على هذه الجزئية جاء على هذا النحو- " أما الفروع البكرية التى انتقلت الى شرق الجزيرة فقد كان من أثر الحروب التى وقعت بينها وبين بنى تميم أن انتصر التميميون وحلوا بلادهم ماعدا بنى قيس التى تحضرت واستقرت فى مدن البحرين (المنطقة الشرقية) وانزاحت القبائل البكرية ومعها أبناء عمومتها نحو العراق ومنها فرع من عنزة انتشر فى تلك النواحى ومنها "عين التمر" فأين النصوص التى خطأها الشيخ؟! وأين ذاك الفرع العنزى الذى لم يرتبط مع ربيعة؟ أما القول: بتمادى الجاسر ونفيه خبر ابن سعيد الاندلسي وإنكاره أن قبائل عنزة التي حول خيبر انما جاءت اليها من الانبار وتحديدا "عين التمر" بحجة أن الأندلسى متأخر عن الهمدانى, فقطعاَ أن كلام الشيخ الجاسر لم يكن على هذا النحو ولا بالصيغة أوبالمعنى الذى ذكرته, فالشيخ لم ينكر قدوم عنزة من عين التمر أساساَ حتى ينفى خبر الأندلسي, بدليل أنه ذكر إنتشارها فى نواحى العراق ومنها عين التمر فكيف ينفى بعد ذلك قدومها من عين التمر؟ فماعناه الشيخ فى تعقيبه على نص إبن سعيد الأندلسى الذى ذكر" بأن عنزة كانت بلادها فى الجاهلية وصدر الإسلام عين التمر فى جهات العراق ثم انتقلت بعد ذلك الى جهة خيبر" أن العراق لم تكن من ديار ربيعة وعنزة فى الجاهلية بل كان موطنها الرئيسي فى غرب الجزيرة التى أسهلت بعدها الى عالية نجد أثناء الحروب التى جرت بينهم اَنذاك, فهو هنا كان يتحدث عن هذه الجزئية فقط وهى الناحية الديمغرافية الجغرافية لقبائل ربيعة وعنزة تحديداَ,وذلك للتأكيد على أن ديار ربيعة ومنها عنزة كانت فى غرب الجزيرة قبل إنسياحها الى العراق وإستيطانها فيما بعد فى عين التمر.
حيث ذكر الشيخ الجاسر مانصه - "وكانت عنزة عند ظهور الإسلام تشارك إخوتها من بنى بكر فى حروبها ففى وقعة النُباج بينها وبين بنى تميم حيث إنتصرت تميم على اللهازم وهو بنو قيس وتيم بن ثعلبة ومعهم بنو عجل وعنزة" ثم يذكر قائلاَ : والنُباج هذا الذى يقرن بثيتل شرق الجزيرة وليس نُباج إبن عامر الواقع غرب الدهناء والنُباج وثيتل يعرفان الاَن بإسم (قرية العليا) و(قرية السفلى) ويستطرد الجاسر بالقول: وكانت قبيلة عنزة تشارك إخوتها من بكر بن وائل فى تلك الحروب كيوم"الشيطين" الواقع أسفل الصُمان التى انتصر فيها الربعيون على بنى تميم ويوم الشيطين كما جاء فى "النقائض" وقع بعد ظهور الإسلام ولرشيد بن رميض العنزى قصيدته المشهورة العينية التى يقول فيها: "فجئنا بجمعِ لم يرَ الناس مثله – يكادُ له ظهرُ الوريعةِ يظلعُ – صبحْنا به سعداَ وعمراَ ومالكاَ – فظل لهم يومُ من الشرِ أشنعُ – وذي حسبِ من اَلِ ضبةَ غادروا – يجُر كما جُرَ الفصيلُ المقرعُ"
فالشاهد هنا أن الجاسر رحمه الله كان يستعرض ديار ربيعة قبيل الإسلام بقليل ومنها عنزة وذلك قبل إستقرارها فى العراق, وهو بهذا لم ينفى نص إبن الأندلسى بالجملة, بل كان كلامه جغرافياَ بحتاَ فى مايخص بلاد ربيعة فى الجاهلية وصدر الإسلام تحديداَ, أما القول بإستناده على نص الهمدانى كونه أقدم من نص الأندلسى فهذا صحيح لاشىء فيه, فالهمدانى متقدم على البيهقى والأندلسى فلا تعارض بين النصين, فالأول ذكر عنزة حول المدينة والأخير قال أنها قدمت من عين التمر, وهذا تماماَ ماقاله الجاسر, حيث ذكر أن تواجدها فى ضواحى المدينة لايتاخر عن القرن الثالث الهجرى, لا كما تتهمه بأنه قال لايتاخر عن القرن الثانى الهجرى؟ ولو كان مقصده هو نفي قدوم عنزة من عين التمر بحجة أن نص الهمدانى أقدم من نص الأندلسى, لكان الأولى أن ينفى خبر البيهقى أولاَ كون الأندلسى ناقلاَ عنه فكيف ينفى نص الناقل ويترك نص المنقول عنه! أما القول: أن الجاسر لم يذكر كيف ومتى ومن اين انتقلت قبيلة عنزة الى خيبر في مقالته تلك, فياليتك ذكرت أنت أولاَ كيف ومتى ومن أين انتقلت قبيلة عنزة؟ وفى أي قرن كان هذا الإنتقال؟ أما الجاسر فقد ذكر لنا هذا الإنتقال بكل أمانة وموضوعية دون تأويلات كما جاء فى نص الهمدانى والأندلسى الذى إتهمت الشيخ بتكذيبها, فقصة إنتقال عنزة من جبل بني عوف قرب المدينة الى أعراض خيبر ليست من تأليف الشيخ الجاسر, فمن يطالب غيره بتحرى الحقائق عليه أولاَ أن يلتزم بالأمانة العلمية والمصداقية, وإتباع المصادر التاريخية دون تأويلات أوإجتهادات, فالقاعدة أنه لايمكن تقديم المظنون به أو الغالب على الظن على المقطوع بصحته والثابت تاريخياَ.
يذكر الكاتب:
(ديار عنزة القديمة : مصادر التاريخ تتحدث وعلى رأسها الهمداني نفسه )
وردا على هذا نقول أننا قد أثبتنا أن الكتاب بما فيه هذه القصة المُختلقة تعود الى القرن السابع الهجري اي زمن المؤلف الحقيقي للكتاب الذي هو محمد بن نشوان الحميري وعلاقة عنزة في نواحي خيبر هي أمر مألوف في القرن السابع الهجري لابل منذ اواخرالقرن الخامس الهجري وقبل هذا العصر – اي في الأربع قرون الهجرية الأولى- لم يكن لقبائل ربيعة ومنها عنزة اي تواجد بقرب المدينة المنورة وحتى نواحي خيبر ويشهد على الهمداني نفسه في كتابه الموثق ( صفة جزيرة العرب) ذلك انه ذكر وتحت عنوان ( مساكن العرب فيما جاورالمدينة)بين المدنية ووادي القرى خمس مراحل على طريق المروة ولها طريق أخرى أيمن من تلك في أرض نجد على حصن بني عثمان مسافتها أربعة أيام ولخيبر إلى المدنية طريقان إحداهما قاصفة من المدنية والثانية تعدل من حصن بني عثمان ذات اليمين وبخيبر قوم من يهود وموال وخليطى من العرب ومساكن بني حرب ما بين هذه المواضع هي وجهينة وبليّ ومزينة وهذه القبائل قديماً تطرقت إلى بلد طيء دون بني حرب ومن المروة إلى المدينة مرحلتان : السويداء وفيها الماء ثم المدينة وأوال الحجازية أيمن من السويداء فإذا جاء حاج مصر والشام من السويداء إلى المدينة مال إلى أوال ثم خرجوا منها إلى السّيالة وبأوال هذه نخل المروة ويسكنها الجعافر والموالي وخليط : العيص فيها جهينة ومزينة" فهذا كلام الحسن الهمداني الموثّق" ولنقارنه بكلام ابن نشوان الذي نُسب للهمداني زوراً فأين عنزة او بطن آخر من ربيعة بجوار المدينة او جبل ( قدْس) وهل يُعقل ان يفوت على الهمداني ذكر عنزة ضمن عرب الحجاز في صفة جزيرة العرب ثم يذكرهم في الإكليل ؟ لابل ان الهمداني وفي صفة جزيرة العرب ذكر عنزة بفصل آخر كان عنوانه ( ديار ربيعة في العروض ونجد) ثم ديارهم شمال بلاد العرب اي أن الهمداني كان قد وضع قبيلة عنزة في موضعها الصحيح في زمنهوليس هذا فحسب نجد الهمداني في صفة الجزيرة العرب يقول بأن جبل ( قدْس) لقبيلة جهينة ولم يجعله من ديار حرب أن نحمد الله عز وجل ان كانت قصة قبيلة عنزة وامتلاكها واحة خيبر قد وُثقت ومنشهود معاصرين فلولا ذلك لطالت اعناق المتشبثين بتزوير محمود ( شيخ بني حرب) الذي نقل منه ابن نشوان وقصته الملفقة التي زاد الجاسر والأكوع تلفيقها عبر الادعاء ان الهمداني هو صاحبها ! ولأن الجاسر رحمه الله وغفر له أنكر - مستنداً علىالتزوير - خبر ابن سعيد الاندلسي الرحالة شاهد العيان الذي ذكر ان قبيلة عنزة الربعية جاءت الى جهات خيبر قادمة من عين التمر فان ابن المقرب العيوني المعاصرلأبن سعيد قد ذكر في ديوانه وشرحه ملابسات استيلاء قبائل عنزة على خيبر بقوة سلاحهم وطرد أصحابها وهم قبيلة ( بني جعفر الطالبية) وليس بني حرب!يقول علي ابن المقرب العيوني مادحاً الجعفريين في احدى معاركهم مع عنزة بسبب خيبر : تـركـوا لـعــيـبـاً فـي مـئـيـن أربـع- جــزراً قـبـيــل تـنـــور ابــن ذكـــاء( وقال شراح الديوان الذي هو معاصر لأبن المقرب تعليقاعلى هذا البيت : لعيب رجل من عنزة وابن ذكاء الصبح رجل من عنزة وخيبر بلد يسكنها بنو جعفر الطيار ابن أبي طالب وكان من الحديث فيوقتنا هذا أن قوماً من بني أسد بن ربيعة أكثروا الغارات على خيبر وهي أرض ذات أنهارونخيل وزروع وظهروا عليها لكثرتهم وقوتهمثم ذكر قصة الجعفريين وكيف قتلوا لعيباً سفير عنزة ثم انتقام قبائل عنزة القوية له بعد جاءت من مضاربها البعيدة لتأخذ محصولها من التمورفهذه اذن قصة استيلاء عنزة على خيبر الموثقة ولامعنى للاختلاق الوارد في كتاب ابن نشوان والمنسوب زوراً الى الهمداني والذي يزعم كذباً أن بني حرب طردوا قبائل عنزة من جبل ( قدْس ) الى الأعراض من خيبر.
ثانياَ:إذا كانت عنزة ليس لها وجود حقيقى فى المدينة ونواحى خيبر خلال الأربع قرون الهجرية الأولى فما علاقتها إذن بخيبر وفى محصولها من التمور! ولماذا برأيك جاءت عنزة من ديارها البعيدة كي تأخذ حصتها من التمور فى خيبر؟ هذا على إعتبار أن ليس لها وجود فى هذه المناطق خلال القرون الأربعة كما تقول, ألا يدل هذا على أن تواجدها فى الحجاز كان قبل القرن الخامس الهجرى بكثير, علماَ أن هذا التواجد لايشترط أن يكون فى خيبر تحديداَ, فعنزة قبيلة متنقلة وليست مستقرة بمكان محدد ومعلوم حتى تنفي تواجدها قبل القرن الخامس؟ فإذا كان إستيلاء عنزة على خيبر فى القرن السابع الهجرى هو بسبب محصولهم من التمور وهذا فيما يبدوأ أحد أسباب الصراع, كما يتبين من نص شارح الديوان فالسؤال إذن: من أين تأتى لها هذا الحق وهى ليست من أهالى تلك المنطقة بل هى طارئة عليها؟ وماهى أسباب ذلك الصراع الذى حدث بين الفريقين؟ اليس فى هذا دلالة واضحة على قِدم هذا الوجود فى هذه المنطقة؟ فهل يعقل أن ينشب نزاع أوصراع بين قبيلتين أوفريقين فجأة من عدم دون أن يرتبط هذا النزاع بأسباب ملموسة على أرض الواقع! طبعاَ لايعقل وإلا أُعتبر هذا لغزاَ غير مفهوم.
وفى هذا يقول شارح الديوان: وكان من الحديث في وقتنا هذا أن قوماً من بني أسد بن ربيعة أكثروا الغارات على خيبر وهي أرض ذات أنهارونخيل وزروع وظهروا عليها لكثرتهم وقوتهم ومل أهلها الحرب ودخل عليهم خراب الثمار فصالحوهم على شطر من ثمار نخلها) الى اَخر النص....
إذن: فشطر الثمار هنا جاء بعد عقد الصلح بين الفريقين, وهذا بالطبع لايأتى من فراغ بل يدل أن الفريقين المتنازعين كان بينهم تحالف قديم ومشاركة متأصلة فى الأرض والمحاصيل, وإلا على أي اساس وحق يتم الصلح على هذه الشروط إن لم تكن عنزة تشارك الطرف الاَخر الأرض والثمار؟ أما الزعم بعدم ذكر الهمدانى قبيلة عنزة فى" صفة جزيرة العرب" فهذه حقيقةَ لاتعنى النفى ولاتدل على الإثبات فالكتابين لاتناقض بينهم, فما ذكره الهمدانى فى الإكليل لايخالف ماقاله فى صفة جزيرة العرب إطلاقاَ, ففى الإكليل لم يكذب نصه أو ينفى كلامه إو يطعن فى صحة ماجاء فيه أياَ من المؤرخين سواءَ من معاصريه أو ممن جاء بعده, وفى هذا دلالة على صحة نص الهمدانى فى الإكليل, أما فى صفة جزيرة العرب فالأمر مختلف تماماَ من عدة نواحى, فذكره لمنازل القبائل فيما جاور المدينة خصوصاَ قوله "وبخيبر قوم من يهود وموال وخليطى من العرب" هو صحيح لايخالف ماعليه الوضع القائم فى تلك الفترة, وكذلك ليس فيه مايدل أو يشير على نفى قبيلة عنزة أو عدم وجودها فى هذه المواقع,وغيرها من القبائل التى لم يتم ذكرها فى هذه الأماكن, والشواهد على هذا كثيرة, فهو أولاَ يتحدث عن ساكنى خيبر عينها ومحيطها القريب وهذا لايتعارض ووجود عنزة فى الحجاز أصلاَ, كونها لم تتخذ خيبر مسكناَ لها فيما بعد أو على الأقل أثناء تدوين هذا الكتاب, فلهذا لم يذكرها الهمدانى ضمن سكان خيبر وهذا شىء طبيعى لايخالف الواقع, فعنزة كان إنتشارها أساساَ فى سواد خيبر وماجاورها كقبيلة متنقلة تتبع المراعى لاتستقر بمكان, وهذا لايمنع أن تكون خيبر من أملاكها أثناء هذا النص أو مابعده,فكونها تملك الأرض لايعنى أنها مستقره فى هذه الأرض خصوصاَ أنها أرض زرع ومحاصيل, علماَ أن الهمدانى قد نص فى الإكليل أن عنزة إنتقلت الى الأعراض من خيبر وليس الى خيبر نفسها؟ لكنه فى صفة جزيرة العرب كان يذكر المنازل بصيغة الماضى والحاضر بدليل أنه ذكر ديار ربيعة فى الجاهلية, وسوف نأتى على ذكر هذا لاحقاَ, فعيه فإن هذا إستشهاد ساقط وحجة كسيحة فمن يكذب الهمدانى فى الإكليل عليه أن لا يستشهد بصفة جزيرة العرب وكلاهمها للمؤلف نفسه؟ ثم من هو الكذاب الحقيقى الذى إختلق هذا النص؟ هل هو الشيخ محمود المزور؟ أم إبن نشوان الذى لفق هذه القصة على لسان الشيخ محمود.
أما القول: أين عنزة أو بطن آخر من ربيعة بجوار المدينة أو جبل قدْس, أوهل يُعقل أن يفوت على الهمداني ذكر عنزة ضمن عرب الحجاز في صفة جزيرة العرب ثم يذكرهم في الإكليل, أقول نعم يعقل هذا لكن قطعاَ ليس حسب فهمك للنص بل حسب السياق التاريخى لكلا النصين وإختلاف مضمون الكتابين وظروف المنطقة الإجتماعى والسياسى أثناء تأليف هذين الكتابين, فالأول هو كتاب جغرافى يتحدث عن منازل القبائل وأماكن تواجدها وإنتشارها وهذا بالطبع خاضع لظروف تلك المناطق وقبائلها المتموجة الغير مستقرة, أما الثانى فكتاب أنساب يتحدث عن القبائل أخبارها واحداثها وكلا الكتابين كان المؤلف يتحدث بصيغة الماضى وحاضر عصره, كنص الإكليل وتواجد عنزة حول المدينة ولا إشكال فى هذا, أما فى صفة جزيرة العرب فالأمر مختلف كلياَ نظراَ لإختلاف الظروف الإجتماعية والأوضاع السياسية أثناء تلك الفترة فهذا أمر وذاك أمراَ اَخر, لكن السؤال هل الهمدانى قد وضع عنزة حقاَ في موضعها الصحيح في زمنه أم لا؟! بمعنى هل ديار ربيعة وعنزة زمن الهمدانى هى "الذنائب وواردات والأحص وشبيث وبطن الجريب والتغلميين والشيطين" أم هى ديارهم فى الجاهلية قبل الإسلام؟ فأين قبيلة عنزة هنا؟ ثم لنرى بعد ذلك ديار ربيعة وعنزة شمال بلاد العرب كما ذكرها الهمدانى فيقول: فهى ديار بكر بن وائل "من اليمامة الى البحرين الى سيف كاظمة الى البحر فأطراف سواد العراق فالأبُلة فهيت وديار تغلب الجزيرة بين بلد بكر" فهل هذه الديار تشمل جميع قبائل ربيعة زمن الهمدانى؟ وهل عنزة أصلاَ كانت بجميع فروعها وبطونها تتبع بكر بن وائل أثناء حروبها وأحداثها فى تلك الفترة الجاهلية التى سبقت الإسلام؟ فماذا عن الفروع العنزية والبكرية التى كانت منفصلة عن ربيعة أيام الهمدانى والى ماقبله؟ فماذا عن الفرع العنزى القاطن بثاج شرق الجزيرة هم وبنى قيس بن ثعلبة الفرع البكرى الربعى؟ وماذا عن بنى غبر بن يشكر القاطنين فى قرية ملهم فى بلاد اليمامة؟ وماذا عن بعض أناس من النمر بن قاسط الساكنين فى قرية ماوان وهى من قرى بلاد اليمامة؟ وكذلك الهدار وهى سكن بنو ذهل؟ وإجلة التى هى لبنى نفيع وهم من بنى شيبان؟ ثم الخضرمة التى يسكنها بنوعجل وبعض بطون حنيفة؟ اليست هذه كلها فروع ربعية إنفصلت عن ربيعة سواء قبل الإسلام أو بعده واستوطنت هذه القرى والبلدان؟ فمثلها مثل ذاك الفرع العنزى الذى إستوطن الحجاز بالقرب من المدينة فى فترة مبكرة لاتتجاوز أواخر القرن الثالث فما الغريب فى هذا. لكن هل هذه المنازل التى ذكرها الهمدانى هى فعلاَ منازل ربيعة وعنزة فى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجرى؟!
يذكر الكاتب:
(المصادقة التاريخية على ماذكره ابن سعيد الاندلسي وابن المقرب العيوني)
اولا- الأدلة على صحة قول ابن سعيد الاندلسي :جاء خبر ابن سعيد نقلا عنجغرافي وأديب آخر هو : البيهقي يقول ابن سعيد :" كانت بلادها في الجاهلية وصدر الإسلام عين التمر وهي بليدة بينها وبين الأنبار ثلاثة أيام " الى ان قال – والكلام لازال للبيهقي - ان عنزة انتقلت من ( جهات عين التمر الى جهات خيبر) والبيهقي الذي نقل ابن سعيد عنه عايش فيما يبدوا هذا الانتقال وحدد ديار عنزة الربعية في (عين التمر) فترتي الجاهلية وصدر الاسلام ولو رجعنا لمصادر تاريخية اخرى نجد ان لخبره اتصالاً تاريخياً فعنزة القديمة كانت داخلة في بكر بن وائل ومحسوبه في بطن اللهازم المعروف الذي لاشك انه سلف هذه القبيلة المعاصرة وعين التمر من ديار ربيعة وبها موالي وكنائس لهم قبل االاسلام يقول ابن الأثير نقلا عن الطبري المؤرخ ( ت310هـ) في يوم العظالي : وكانت بكر تحت يد كسرى وفارس وكانوا يقرونهم ويجهزونهم، فأقبلوا من عند عامل عين التمر في ثلاثمائة متساندين " وفي عين التمر دارت رحى معركة خالد بن الوليد مع نصارى ربيعة من بني تغلب وقائدهم عقَّة بن أبي عقة من بني النمر بن قاسط بن ربيعة وعندما انتصر خالد بن الوليد على نصارى ربيعة في عين التمر سنة 16هـ سار الى تكريت ومعه جمع من أسلم من تغلب على رأسهم ربعي بن الأفكل العنزيوفي العصر العباسي نجد ابو العتاهية الشاعر المعروف يزعم انه من موالي عنزة لا بل ويدلل على ادعائه هذا بأنه من عين التمر وكأنه بقوله يريد يثبت نسبه في عنزة لشهرة ارتباط عين التمر بقبائل ربيعة وعنزة خاصة قال الأصفهاني : قال محمد بن سلام : وكان محمد بن أبى العتاهية يذكر أن أصلهم من عنزة وأن جدهم كيسان كان من أهل عين التمر فلما غزاها خالد بن الوليد كان كيسان جدهم هذا يتيما صغيرا فسباه خالد مع جماعة صبيان من أهلها فنلحظ ارتباط عين التمر بقبيلة عنزة مما يؤكد صحة الشهادة التاريخية التي نقلها ابن سعيد والتي قالت بقدومهم من جهات الانبار الى خيبر ولايعني ذلك ان علاقة عنزة بعين التمر قد انقطعت بل لازالت تلك الجهات من مواطن انتشار القبيلة حتى العصور القريبة جداً وقبل قيام دول المنطقة وتأثيرها على انتشار القبائل.
ثالثاَ: القول بأن الأحداث التى جرت فى عصر إبن المقرب المتوفى عام 629هـ هى بداية تواجد عنزة فى خيبر, أو أنها منذ أواخر القرن الخامس الهجرى فنص البيهقى المتوفى عام 458هـ والإسكندرى المتوفى عام 560هـ يكذب هذا الإدعاء؟ فهم أقدم من نص إبن المقرب, بل إن نص الإسكندرى الأقرب للبيهقى تاريخياَ هو أوضح من نص البيهقى نفسه من حيث التفاصيل, فقد ذكر البيهقى إنتقال عنزة من عين التمر دون تحديد الزمن الذى تم فيه هذا الإنتقال, بعكس الإسكندري الذى رجح سبب هذا الإنتقال بفعل الهجمات والإنزيحات السكانية التى أحدثتها حملات القرامطة منذ عام 320هـ ,وهو بذلك قد أشار الى أحد الأسباب التى أدت لهذه الهجرة,هذا يتوافق تماماَ والنصوص التاريخية التى جاءت على أخبار القرامطة فيما بعد, فقد جاء أن أبوطاهر القرمطى قد دخل البصرة فى ربيع الاَخر عام 311هـ وإستباح أهلها وقام بذبح الشيوخ والأطفال وحرق المساجد, كما أستولى على الكوفة عدة مرات "والأنبار" بل كاد أن يقترب من فتح بغداد لولا قطع القنطرة, فتوجه الى مدينة "هيت" وواصل زحفه حتى سنجار وكان في كل ذلك مستفيدا من تلك الجيوش العباسية وتشرذم الولاة وتنافس الزعماء والقادة اذ لم يكن لبني العباس الا الاسم فقط, إذن فنص الإسكندرى هو أوضح من نص البيهقى والأندلسى, وأقرب للعقل وللمنطق من رواية إبن المقرب التى لاتدل بأى حال من الأحوال على بداية تواجد قبيلة عنزة فى منطقة الحجاز وخيبر تحديداَ أثناء هذه الأحداث, فلماذا تتجاهل الإسكندرى ورأيه الواضح الصريح وتتمسك بنص الأندلسى الناقل عن البيهقى كي تبنى عليها هذه الأوهام والقول بعدم وجود حقيقى لقبيلة عنزة قبل القرون الأربعة الأولى؟ ثم ماهو الدليل الظاهر على أن رواية إبن المقرب هى بداية إستقرارعنزة فى الحجاز وخيبر؟ هل يعقل أن تأتى قبيلة من ديارها البعيدة لتأخذ حصتها من التمور فى منطقة لاتسكنها وليس لها وجود حقيقى فيها ولاحق شرعى فى محصولها, ثم بعد ذلك تقاتل سكانها واهلها الحقيقيين هكذا دون وجه حق؟! بل أن العكس هو الصحيح فمحصولها من التمورهو مؤشر قوي ودليل بين على أن عنزة كانت مشاركة الجعفريين واحة خيبر قبل القرن السابع الهجرى؟ وربما كان هذا هو السبب الحقيقى وراء نشوب الإقتتال الذى حدث فى القرن السابع الذى أدى الى سيطرت عنزة على المنطقة فيما بعد.
فوجود عنزة بهذه المنطقة أقدم من زمن إبن المقرب وقصيدته, وأبعد من نص الأندلسى والبيهقى مجتمعين,بدليل أن المقريزى فى كتابه "البيان والتعريب" قد أشار الى هذا المعنى عندما ذكر أن "عنزة كانوا حلفاء اَل جعفر بن أبى طالب فى مصر" مما يشير أن هناك حلفاَ قديماَ بين عنزة واَل جعفر الطيار عند قدوم الأولى الى الحجاز فى القرن الثالث الهجرى أو قبله بقليل, خصوصاَ وأن عنزة لم تستوطن خيبر كمسكن لها بل كان إنتشارها وتواجدها مركزاَ بكثافة فى سواد خيبر وماتلاها من الأقاليم حتى العصور المتأخرة, وفى هذا تسلسل طبيعى ومنطقى للأحداث التى جرت فيما بعد أدى الى هذا الصراع بين الفريقين فى القرن السابع الهجرى, وهو لاشك نتيجة حتمية لإنفراط هذا الحلف والمشاركة التى كانت قائمة بينهما قديماَ, أما الإختلاق الذى تنسبه كذباَ على لسان إبن نشوان الذي يزعم فيه أن بني حرب طردوا قبائل عنزة الى الأعراض من خيبر, هو إدعاء باطل ودعوى مجردة لادليل عليها, فلا تنسبها لإبن نشوان كي تتملص من الحقيقة الساطعة التى لالبس فيها, فهذه الرواية صحت عن الهمدانى وليس فى الأمر مايخالف المعهود ولا بالأحداث التى كانت تجرى بين القبائل اَنذاك فهذا ديدنها منذ نشأتها حتى العصور المتأخرة, فهل كان الهمدانى أومحمود شيخ حرب يستشرفان المستقبل أو يعلمان الغيب عندما ذكروا هذه الرواية عن عنزة وحرب؟! فالحقيقة لم أسمع رداَ منطقياَ وعقلانياَ على تكذيب هذه الرواية و ردها دون قرائن ملموسة مثل ماجاء على لسان أحد الأخوة الذى قال فى رده على هذه الفرية حيث ذكر:" لو لم تكن عنزة بالحجاز بل فى عين التمر فى تلك الحقبة (أي القرن السابع) هل كان يجوز على الهمدانى أو محمود أن يختار قبيلة بعيدة فى الشمال نواحى عين التمر ثم يذكر صراعهم معهم ويذكر فيما بعد منازلهم فى الأعراض من خيبر بالتحديد الدقيق قبل نزولها بقرون طويلة ثم بعد هلاك محمود والهمدانى تنزل عنزة فى نفس المكان؟ هل كانوا يعلمون الغيب؟ لاشك أن هذا الإعتراض باطل وأن ماذكروه كان صحيحاَ من أن عنزة كانت تقطن الحجاز من قديم!!
ثم مامصلحة إبن نشوان الحميرى بتأليف هذه القصة المختلقة على لسان محمود شيخ حرب, فهل هو من قبيلة حرب حتى ينتصر لها؟ أوهل كان مجاوراَ لقبيلة حرب وعنزة خلال القرن السابع الهجرى حتى يشهد هذا الصراع بينهما؟ وهل كانت الحروب والصراعات قائمة على قدم وساق بين القبيلتين تلك الفترة أصلاَ حتى يختلق إبن نشوان هذه القصة؟ ولو إفترضنا صحة هذه الرواية المنسوبة لإبن نشوان فلماذا لم يتناقلها من جاء بعده من المؤرخين وبالذاتَ مؤرخى نجد خصوصاَ وهى ليست ببعيدة عهد عنهم؟ فكيف إذن علم إبن نشوان المقيم بعيداَ فى صعدة أو صنعاء باليمن بهذه الرواية وأحداثها بينما جهلها مؤرخى نجد والحجاز وهم قريبين عهد من أحداثها! ثم ماعلاقة إبن نشوان بوائلية عنزة ونسبها حتى يقوم بتلفيق هذا الخبر فى الفترة الزمنية التي بدأت فيها صلة قبيلة عنزة الوائلية المعاصرة في منطقة خيبر كما تقول؟ وماهى مصلحته فى نفى علاقة عنزة بعين التمر فى العراق؟ فهل كان إبن نشوان أيضاَ يعلم الغيب ويستشرف المستقبل بأن هناك من سياتى بعد عدة قرون من ينفى التاريخ العنزى بالوائلى؟! أو أنه يعلم أيضاَ بمن سينفى النسب الوائلى لقبيلة عنزة المعاصرة كي يظهرها بمظهر الضعيف؟ أم أن إبن نشوان بعد وفاته بعدة قرون كأنه قد فصل هذه الأقوال تفصيلاَ للشيخ الجاسر وللأكوع رحمها الله حتى يفتروا على وائلية عنزة ونسبها وتاريخ تواجدها فى الحجاز وخيبر حسب هذه الإدعات الباطلة والأقاويل السمجة! أما مايخص البيهقى شاهد العيان الأول الذى عايش هذا الانتقال كما تقول كونه من أهالى القرن الخامس الهجرى, فالبيهقى توفى أواخر العقد الخامس من القرن الخامس الهجرى 458هـ فكونه لم يحدد تاريخاَ محددا لهذا الإنتقال, فهذا يعنى أن وجود عنزة كان قطعاَ قبل القرن الخامس بكثير, وإلا مالذى منع البيهقى لو كان حقاَ شاهد عيان أن يذكر تاريخا محدداَ لهذا الإنتقال الذى حصل فى القرن الذى هو فيه؟ وهذا ماجعل البيهقى والأندلسى شاهد العيان الثانى أو ممن جاء بعدهم يمسكوا عن تحديد تاريخا بعينه مما يدل أن تواجد عنزة هو فى حقيقة الأمر سابق لزمن البيهقى والقرن الذى عاش فيه ببعيد, مما يثبت قول الهمدانى وصحة روايته خصوصاَ وأن البيهقى والأندلسى شاهدا العيان لم ينكروا على الهمدانى نصه فى الإكليل أويكذبوه فى روايته لو أن هذا الإنتقال قد حصل حقاَ فى زمنهم, او حتى لو كان قريب من عصرهم لكان قد علموه قطعاَ ولذكروه فى كتبهم ومؤلفاتهم بشكل جلى لاغموض فيه دون ادنى شك !!
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 09-24-2018 الساعة 03:38 AM
|