الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،، وبعد :
فالناظر والمتأمل للأجواء في هذه الأيام ،،، مع وجود الأتربة والغبار وقلة الأمطار ،، والمتذكر والمتدبر لقول الله تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا
مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
يستشعر أن المسلم قد أمر بأن يتفكر في آيات الله الكونية، قال الله سبحانه وتعالى ( أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ
مِن شَيْءٍ)
وأنه سبحانه وتعالى قد ذم من لا يتفكر فيها ولا يعبأ بها فقال ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ)
فالرياح والغبار من مخلوقات الله تعالى لأن الله تعالى هو الذي يصرف الريح كيف يشاء، يأتي بالريح بأمر مكروه، فيُذكِّر العباد بالتوبة والإنابة، ويذكر العباد بمعرفة قدرته عليهم، وأنه لا غنى لهم عنه -جل وعلا- طرفة عين، ويأتي بالريح فيجعلها رياحا، فيسخرها -جل وعلا- لما فيه مصلحة العباد ,,
والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا رأى شيئا في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج، ورئي ذلك في وجهه، حتى تمطر السماء فيُسرَّى عنه ويُسرُّ -عليه الصلاة والسلام-. قالت له عائشة: رضي الله عنها ــ يا رسول الله لم ذاك؟ قال: ألم تسمعي لقول أولئك -أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُو َمَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ،،،.
فالخوف من الله -جل جلاله- إذا ظهرت هذه الحوادث أو التغيرات في السماء أو في الأرض واجب، والله -جل وعلا- يتعرف إلى عباده بالرخاء، كما أنه يتعرف إلى عباده بالشدة؛ حتى يعرفوا ويعلموا ربوبيته وقهره وجبروته، ويعلموا حلمه وتودده ورحمته أيضا لعباده.
فالمسلم إذا رأى ما يكره ضرع إلى الله، واستغاث بالله، وسأل الله بقوله: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير مافيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به صححه الترمذي
فالمسلم دائم الخوف من ربه لا يأمن من مكر الله ولا يقنط من رحمته وكما قال غير واحد من السلف: الخوف والرجاء بالنسبة للمؤمن كجناحي
طائر إذا اختل أحدهما سقط الطائر وإن اعتدلا طار وارتفع،،،
فعلى المسلم أن يقتدي بنبيه صلى الله عليه وسلم وأن يخاف ويوجل عند حلول هذه الظواهر الكونية كالأعاصير والرياح الترابية وغيرها، فنبينا صلى الله عليه وسلم جر رداءه فزعاً عندما كسفت الشمس وهرع إلى الصلاة والتضرع لله ودعاءه، وكان إذا رأى الريح أو الغيم أقبل وأدبر خشية أن يكون عذاباً كما روى ذلك مسلم رحمه الله عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلطف بنا إنه سميع مجيب ،،، كما نسأله عز وجل أن يعجل في نصر إخواننا المسلمين في سوريا ،، وأن يلطف بأحوالهم ،،
فيا من أنجز وعده ونصر جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأذل الجبابرة، وأباد القياصرة، وأهلك الطواغيت، انصرهم يا قوي يا عزيز ،،،
تقديري للجميـــــــــــــع ،،،