الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المركز البحثي لقبيلة عنزه المقالات والبحث العلمي
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-17-2011, 10:08 AM   #1
مشرف قسم القصص والقصائد القديمه
 
الصورة الرمزية احمد بن محمد الحريميس
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 275
افتراضي شيطان يتظلم

(شيطان يتظلم)


تعرض شيطان اسمه(أخصر عش) يوما لمتصوف جاهل يتعاطى الوعظ فقال له: لماذا لا تتعلم الدين، فتنشر سيرة العلماء، وتنشر في الناس الحلال والحرام، وتفتيهم في شؤون دينهم عن هدى وبصيرة؟
قال المتصوف : اغرب عليك لعنة الله! أتظن أني أخدع بك؟ لو كان من طبيعتك النصح لما كنت شيطانا، إنما تريد بدعوتي للعلم أن أنصرف عن ذكر الله! لا أفعل!
قال الشيطان: فهل لك في كلمة حق فتذب عن الدين وترد على المخالفين فيكون لك أجر المجاهدين؟
قال المتصوف: اخسأ عليك غضب الله! أتريد أن تعرضني لعداوتهم وأحارب فيحرم الناس من وعظي وإرشادي؟. قال الشيطان: أمَّا هذه ولا تلك، فلماذا لا تجمع المال لتحفظ بهِ كرامتك، وتدَّخره لفقير محتاج، أو مريد منقطع، أو جامع يبنى، أو خير تسهم فيه؟ قال المتصوّف متلمَّظاً: أما هذه فنعم، قاتلك الله! فأين أجد المال؟.
قال الشيطان: ما رأيت والله أحمق منك! ألا ترى إلى مٌريديك، تحفظ لهم آخرتهم أفلا يحفظون لك دنياك؟ وتعمر لهم قلوبهم أفلا يعمرون لك جيبك؟ وتحيي لهم أرواحهم أفلا يحيون لك بيتك؟
ومدّ المتصوف الجاهل يده إلى جيوب مُريديه فأفرغها في جيبه، وكانت من الكثرة بحيث تفيض عن حاجة يومه وغده وكان من الكذب في دينه بحيث لا يفكر في إنفاقها في سبيل الله، فحار ماذا يصنع بِها، فاستشار الشيطان فقال له:انك إن أبقيت المال في خزانتك لم تأمن عليه من لص ينهبه، أو جائحة تذهب بهِ، أو ولد صالح (يلطشه) فأين أنت من شراء الأراضي والمزارع؟ فقال المتصوف: قاتلك الله لقد نصحتني. واقتني الضياع واحدة بعد الأخرى..
ولكن أمره انكشف بين الناس، وماله المجموع من السحت و(النصب) والتسول ما زال يتزايد يوماً بعد يوم، فلجأ إلى صديقه الشيطان يستشيره، فقال له: وأين أنت من شراء السيارات،وبناء الدور، وعمارة القصور؟
قال المتصوف: ولكني أخشى أن افتضح أيضاً. قال الشيطان: لا أصلحك الله! أتعجز عن تسجيلها باسم زوجتك وأولادك وهم كثيرون؟
وفعل المتصوف ذالك، غير أن المال مازال يتدفق على جيب الشيخ الجاهل الواعظ، واخذ يفتش عن أستاذه الشيطان ليستشيره فيما يفعل.
ولكن أستاذه كان قد غاظه من تلميذه مزاحمته له في مهنة الخداع ووسوسة الشر، فقرر الدعوة إلى مؤتمر غير عادي للشياطين ليرفع إليهم أمر هذا التلميذ المزاحم.
ونعقد المؤتمر برئاسة إبليس، ووقف الشيطان يشرح قصته ويقول:لقد كان المدعى عليه إنساناً جاهلاً فمسخته ببراعتي وكيدي إلى شيطان ذكي، وكنت أنتظر منه أن يعرف لي فضلي فلا يزاحمني في (منطقتي) ولكنه أخذ يزاحمني مزاحمه خشيت منها على زبائني من التحول جميعهم إليه، فقد أخذ يسلك لإغوائهم من الطرق ما لا أعرف، فاجتذب من الزبائن ما لم أكن أطمع في تعاملهم معي.
لقد كنت أغوي الناس بالخمرة، والمرأة، واللذة، والقمار، والثروة، وغير ذالك، فلم يستمع إليَّ من بغَّضت إليه هذه اللذائذ كلها، أما هذا التلميذ العاق فقد أخذ يخدع الناس باسم الدين والزهد والفضيلة حتى أغواهم وأوقعهم في الجهل والخرافة ومحاربة الدين وعلمائه..
وأنتم تعلمون يا حضارات الزملاء أن ميزة زبائننا، الغفلة مع شيء من الذكاء!.. فما يكاد الواحد منهم يتعامل معنا قليلاً حتى يهديه ذكاؤه إلى خبثنا وسوء طريقتنا فيتركنا..أما هذا التلميذ المخادع فقد استطاع أن يخبل عقول زبائنه بالترَّهات والخرافات ليتمكن بذالك من استثمارهم فتره أطول مما نستثمر بها زبائننا.
فأنا أسألكم باسم حرمة المهنة، وبحق غضب الله علينا أن تفصلوا في أمره بما توحي به ضمائركم النجسة!
ونهض الشيطان التلميذ ليدافع عن نفسه فقال: يا حضارات الزملاء الملعونين!..إني وغضب الله عليَّ وعليكم ما خنت هذه المهنة بعد أن شرّفني رئيسنا إبليس بالدخول إلى(حظيرة دنسه) وما تنكرت يوماً لفضل أستاذي(أخصَرَ عَش) عليَّ، ولكني وجدته بعد التجربة قليل الحيلة ضعيف الذكاء، وتعلمون أن احدنا كلما كان أبرع في اقتناص الفريسة والفرصة كان أقرب إلي نفس رئيسنا إبليس أخزانا الله وإياه، ولقد استطعت بوسائل الخداع التي أُلهِمتُهَا من(حظيرة الدنس) أن أجتذب من الزبائن في محيط أستاذي في سنوات، ما لم يستطع أن يجتذبه في مئات السنين.
أننا حضارات الزملاء الملعونين.. عصر استيقظت فيه روح الدين والهداية في نفوس الناس، فيجب أن نطوَّر وسائل الضلال والغواية بما يتفق مع هذا التطوُّر الخطير، وإذا ظللنا على أسالبنا القديمة فسيخسر رئيسنا إبليس أخزانا الله وإياه عرشه ومملكته.
ولا يخفى عليكم أن وسيلتي التي أتَّبعها نفرت كثيراً من الدين بما ألصقته به من خرافات وأباطيل، وما اتبعته مع الناس من كذب واحتيال وتدجيل، وكان من نتيجة ذلك أن تشكّك كثير من الناس بحقائق الدين الصافية ودعاته الصادقين وعلمائه المخلصين. مما جعلهم مهيّئين ليكونوا من فرائس أستاذي وزبائنه.
كما أن هؤلاء جعلوا يصبّون اللعنات عليّ بدلاً من أستاذي كما كان الأمر من قبل. ومن هنا ترون يا حضارات الزملاء الملعونين..أنني أستحق شكر أستاذي لو كان مخلصاً لمهنته، لكن أنانيته وطمعه واستئثاره جعلته يستعديكم عليَّ، وأخشى أن يكون أستاذي قد أصابته عدوى الهداية فقلَّت فيه روح الشيطنة وخبثها.. فلم يعد يصلح للمهنة، أما أنا فأضل أخوكم المخلص وزميلكم النجيب!.
وهنا تداول المؤتمرون القضية من جميع نواحيها، ثم أعلن إبليس قرار المؤتمر التالي:
لما كان الثابت من وقائع الدعوى وباعتراف المدعي (أخصر عش) بأن المدّعى عليه قد أصبح بارعاً في مهنة الشيطنة خبيراً بأساليب الضلالة والإغواء. ولما كان الثابت من وقائع الدعوى وباعتراف المدعي أيضاً أن زبائننا قد تضاعفوا بفضل المدعى عليه أضعافاً مضاعفة عما كانوا عليه في عهد المدعي.
لما كانت المادة الأولى من دستورنا وهي التي تقول((كل من استطاع الإغواء والإضلال يعتبر شيطاناً)) تنطبق على المدعى عليه تماماً. ولما كانت المادة الخامسة من هذا الدستور قد نصَّت على الشروط المطلوبة من التلميذ لمنحه لقب((أستاذ)).
ولما كانت روح الشر المتأصلة فينا تقتضينا أن نعمل جاهدين لنشر الضلالة والفساد بين بني الإنسان وأن نفرح لذلك ونشجع عليه. ولما كان من الثابت أن المدعى عليه قد استطاع بفضل وسائله المبتكرة المتطورة أن يزيد في عدد ضحايانا وأن ينشر نفوذنا انتشاراً واسعاً.
لهذا كله قرر المؤتمر منح لقب((((أستاذ)))) للمدعى عليه، وتكريس أستاذيَّته في محفل الشيطان الأعظم، ونقش اسمه في عداد شياطين الإنس الخالدين..
حكماً وجاهياً قابلاً للاستئناف..

رئيس المؤتمر
ابليس



جمعها وكتبها
أخوكم/احمد بن محمد الحريميس
أبو منصور .
احمد بن محمد الحريميس متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 09:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009