الشموخ والكبرياء ( المرجله ) 0
بسم الله الرحمن الرحيم
الشموخ والكبرياء و (المرجلة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخل : القصة التي سأكتبها مهمة :
لأنها لا توافق ما سمعناه دوماً من أجدادنا
عن أن (المرجلة ) هي الأفعال الرجولية
كالشجاعة والإقدام والنخوة
وعزة النفس والشموخ
والمروءة ،ربما نسمع أنها تختص بالبدو
وسكان الصحراء الرحّل ، لكن قصتي
تنفي ذلك وتثبت أن المرجلة
لا تختص ببدوي ولا بحضري ، بل هي
خصال قد تتوافر في أي رجل في العالم ،
وتجعل منه رجلاً حقيقيياً ...
تقول القصة :
كان هناك قوم يترحلون من مكان لآخر ومن
بقعة لأخرى ، سعياً وراء الكلأ والماء
وكان معهم الكثير من الحلال وهي الماشية ..
ولما اشتدت الظروف وقست وكثر القحط
استقر المقام بهؤلاء الناس وهم
قبيلة كاملة من البدو بالمبيت عند
حضري ( من سكان القرية والمزارع )
ولأن الظروف لم تتحسن ولحسن ضيافة
هذا الرجل .. باتت القبيلة عنده
أربعين ليلة كاملة ، آكلين شاربين سعداء
بهذا المضيف الشهم الكريم ، وأثناء
ذلك لفت انتباه هذا الرجل ابنة شيخ
القبيلة ، الفتاة البدوية الجميلة و العفيفة
واضمر في نفسه حبها وقرر أنه
سيتزوجها ، ولكنه أجّل الفكرة حتى
يرحلوا فيلحق بهم ويخطبها من بيت
أهلها حتى لا يقول عنه الناس إنه
أكرمهم فقط لأجل ابنتهم .....
جاء الربيع وتحسنت الأجواء وبات الكلأ
والعشب يملأ كل مكان ،
فعزمت القبيلة على الرحيل ..
وودعوا مضيفهم البالغ الكرم وشكرووه ...
بعد مضي عدة أشهر ، لحق الحضري
بالقبيلة ونزل ضيفاً عليهم ودخل
بيت الشيخ خاطباً ابنته ، فرح الرجل به ورحب
وقال : كما يقول البدو في عاداتهم وتقاليدهم
( والله لو أنها ذبيحة كان ما عشتك ) !
ويشير بذلك إلى ابنته التي هي ليست
بكثيرة على مقامك وأنك تستحقها ،
وفرح الحضري بهذا الكلام وجلس منتظراً
رد الشيخ الأخير عليه قبل المضي لأهله
يجلبهم ليكمل مراسم الفرح ....
هنا ....... لم تكتمل الفرحة ..........
عاد الشيخ محرجاً للحضري وقال:
يؤسفني أن البنت رفضت وأنا لا أستطيع
إجبارها ،،،،،
هنا قال الحضري أريد أن أسالك بصراحه :
ما السبب ؟
قال أنها تقول إني لا إريد حضرياً ،
يحبسني في قصر أو مزرعة فأنا لا أطيق
ذلك !!!!
أريد رجلاً كامل المرجلة كريماً !!!!
هنا سكت الحضري ولم يعلق،
واشار لوالدها ألا تجبرها وعاد منكسراً
لبيته ، محاولاً نسيانها والمضي قدماً
وأثناء عودته دعا الله أن يري الفتاة
الحق ويجعلها تقدره وتعرف كم يحبها ،
ثم بعد فترة سمع أخبار مؤسفة ومفرحة
في آن واحد ، مؤسفة أن قبيلة غازية
ظالمة اعتدت على قبيلة البدو وسلبت
كل حلالهم وسرقته ، ومفرحة
لأن الله استجاب دعاه ....
فهنا سيتبين حقيقة هذا الرجل الذي
أكرمها وأهلها لكنها لا ترى ذلك ،،،
فعاد متسلحاً وغزا القبيلة الظالمة
وأدبهم واسترجع حلال و ماشية قبيلة
البدو ، وأعاده إليهم كاملة ....
فذهلت الفتاة وكاد يطير عقلها إعجاباً
وإكباراً له ، وهنا أسرت لوالدها أنها ترغب
بأن تستعيد هذا الرجل وأن تتزوجه ....
ولكن رجولة وكبرياء هذا الحضري منعته رغم
أنه يتوق لها ولا يزال يحبها ، فقال لها :
أنا الذي لا أريدك الآن ، لأنك لم تري
حقيقتي إلا بصعوبة ............
|