بسم الله الرحمن الرحيم
(دلائلي على فصاحة ديوان الوائلي)
كنت في قاعة المناقشة للرسائل الجامعية في إحدى الجامعات لأتابع مناقشة أحد الزملاء لحصوله على درجة الماجستير (لغة عربية ـ بلاغة ونقد)
وقد أتيت القاعة أحمل معي ثلاثة من الكتب وهي :
1- علوم البلاغة لأحمد المراغي.
2- بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة لعبدالمتعال الصعيدي.
3- المجموعة الكاملة لديوان الوائلي لعبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي.
وجلس بجانبي أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ،( من الجنسية العربية ) فوجه لي هذا السؤال.
سؤال :هل الشعر النبطي يشتمل على الفصاحة؟؟
جواب: نعم .
سؤال : هل تستطيع إثبات ذلك من الكتاب الذي تحمله ( ديوان الوائلي ).
جواب : نعم .
فقال لي باقي على مناقشة الرسالة ثلاث دقائق ففي عجالة من أمرنا بين لي ذلك .
فتحت ( ديوان الوائلي طبعة 1424هـ ) الصفحة رقم ( 3 ) فوقع نظري على قول الشاعر الأديب عبدالله بن عبار حيث يقول:
اللي جداه القول والقال والقيل..................نقصه على نفسه وكيده بروحه.>
قلت استاذي : أمعن النظر في هذه الكلمات : ( قول ــ قال ــ قيل ) وأنت تعلم أن أصل كلمة ( قال ) هو ( قَوَلَ ) بفتح القاف والواو واللام . ومع ذلك استطاع الشاعر أن يعبر عن المقصود بهذا اللفظ ، وفي هذا دلالة على فصاحته ، لأن فصاحة المتكلم هي : ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح لا غرابة فيه .
قال : صدقت .
انتقلت بعد ذلك إلى الصفحة رقم ( 6 ) حيث يقول الشاعر الأديب عبدالله بن عبار عن حكام هذه الدولة المباركة :
سادوا جزيرتنا وشادوا عمدها.................سور الجزيرة من قديم لها أسياد.
قلت : أستاذي دقق النظر في الكلمتين التاليتين: ( ســادوا ـــــ شـــادوا )
إذا لم يكن هذا الكلام من الجناس المضارع ، فما هو الجناس .
قال : كلامك عين الصواب.
قلت : الحمد لله .
ثم نظرت إلى الصفحة المقابلة رقم ( 7 ) فوقع نظري على قول الشاعر الأديب عبدالله بن عبار ، في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله ، حيث يقول الشاعر الأديب :
فهد فهد كل الضراغم تهابه ..............من همته ما يقرب الخصم غابه.......
فقلت : أستاذي الفاضل أمعن النظر في الكلمتين التاليتين ( فــــهـــــد ـــ فـــــهـــــد)
قال : صدق الأديب ، ولا ينكر مواقف الملك فهد رحمه الله إلا حاقد ، فمواقفه مشرفة لعموم المسلمين .
قلت : بماذا شبهه الأديب .
قال : شبهه بــالـــ( فــهــــــد ) .
قلت : التشبيه من البلاغة .
تبسم الأستاذ بعد بذلك ، ثم بدأت المناقشة للرسالة .
تقديري للجميع وسامحوني. فسبب كتابتي هذه ( حميتي على الشعر النبطي حيث لا يعطيه بعض المثقفين حقه).
أخوكم / عبدالله الموسى الخرشاوي