(حديث الذكريات) - موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه

06-16-2010, 10:23 PM

جاء فى لقاء صحفي أجرته جريدة(الرأي العام) بعنوان (النسابون من أبناء الملوك والأسر الحاكمة) على مدى لقائين الأول فى ديسمبر2005م والثاني فى سبتمبر2006م
مع الشيخ على الخالد المالك الصباح وهوشيخ فاضل وأديب مطلع ومؤرخ متابع أحد أهم نسابي الطبقة المختارة فى هذا العصر والذى أًرخ فى ذاته وذاكرته وأوراقه ومكتبته وأحاديث مجلسه للكثيرممالم ينشرليس فى تاريخ الكويت وأَل صباح الكرام فقط بل وتاريخ الأسر الكويتية وقبائل العرب بادية وحاضرة أيضاً ومن هذا المعين الثري وذلك الصدر الرحب كان هذا اللقاء وكانت هذه السطور.
(اللقاء الأول)
قال أبومحمد: كان الاِهتمام بالتاريخ عموماً والأنساب على وجه الخصوص حاضراً فى النفس والذهن منذ النشأة الأولى فقد نشأت وأقولها باِعتزاز فى أسرة ظاهر مكانها وعائلة عالِ ولله الحمد شأنها فى بلدها وشعبها الذى نعتز به وفى العرب فى تاريخ لهم معروف وجذور من السؤدد تقارب الثلاثمئة سنة أوتنوف فأَل الصباح كانوا كبار قومهم منذ أن كانوا فى نجد فحتى لو صح حديث الأختيار فأنه مبني على ماكان معروفاً بالهدار. ومن المؤرخين من أشار لشيء من ذلك فيما أورد من أخبار(يقصد اِختيار الشيخ صباح الأول للحكم) أما اِذا أردت من رسخ ذلك الحب ونبه اِلى جليل الاِهتمام بهذه العلوم الجليلة وخصوصاً علم النسب فأقول أنه جدي لأمي الشيخ محمد العلي المالك الصباح رحمه الله تعالى الذى اِستشهد أثناء الغزو الغادر فقد كان مريضاً فى المستشفى الأميري ونزع عنه المحتل أجهزة العناية ووسائل الدواء ولم نسجله فى الشهداء لدى الجهات الحكومية فماعند الله له خير وأبقى اِن شاء الله,والذى تولى تكفينه ودفنه مشكوراً فى مقبرة الرقة هو الأخ عبدالله بن حسن القعود جزاه الله تعالى خيراً كان الشيخ محمد رحمه الله عارفاً بالأنساب وأصول الناس بصورة مُرضية وهو غفر الله تعالى له أول من حدثني فقال معلماً ومرشداً(اِحفظ نسبك أنت من الجميلات من البجايدة من السلقا من العمارات من عنزة) هو أول من علمني ذلك ونبهني أن أحفظه.
وبعد الاِلتحاق بالدراسة وقد أضحى تاريخ الكويت مقرراً بدأت الحاسة المعرفية للتاريخ لدي تأخذ بعداً أَخر ومحنى جديداً تبلور على شكل أسئلة لحوحة كبرت مع عقل ذلك الفتى اليافع هل هذا هو كل شيء فى تاريخ بلدي وقومي؟واِن كان كذلك هل كانت أجزائه صحيحة الطرح سليمة التفاصيل.
لقد توصلت ومنذ فترة مبكرة ولله الحمد من الاِطلاع والمتابعة اِلى ان تاريخ الكويت لم يكتب بعد!أقولها واثقاً ومطمئناً لوجهة نظري التى لاشك أنها تحتمل الصواب والخطأ لكنه أيضاً رأي لايلغي الاِحترام لكل الجهود التى بُذلت من الأفراد او الهيئات. اِنه ومع اِطلالة كل يوم جديد أزداد يقيناً برأيي المتواضع ذاك فهاهي الكتب الجديدة تقذف بها المطابع ودور النشر وهاهي الوثائق القيمة تخرج من الخزائن والخبايا تتبعها تساؤلات ناهيك عن التاريخ الأُوربي للرحالة والاِرشيف السياسي وتاريخ الدول المجاورة للكويت والتاريخ الشفهي الذى لم ننتبه له!! اِلاعقلية كعقلية الشيخ جابر العلي رحمه الله ومازال منه الكثير تعتور بحفاظه الأيام وتذهب بأصحابه السنون.
وكم هجس الهاجس أن فى كتابة مالم يكتب لابد أن يكون من المبتدأ وكم خطر لي من يوم عرفت العلم خاطر العودة اِلى الجذور والاِنطلاق اِلى منبت شجرة الصباح والرغبة فى الرحلة اِلى منشأ تاريخ عدد كبير من العوائل الكويتية ومنطلق تاريخ مهم جداً للكويت وبدايات التأسيس واعني على وجه الخصوص(نجداً والهدار) من تاريخها,وهوماتم لاحقاً ولله الحمد وهوبحسب معلوماتي مالم تقم به أي جهة حكومية علمية أومؤسسة بحثية توثيقية فى الكويت,أما أبناء العمومة فى البحرين العزيز فكان اول من اِرتحل مؤرخاً لمنطلق رحلة العتوب وتاريخهم هو سعادة الشيخ عبدالله بن خالد أَل خليفة من الفضلاء الذين أعتز بهم وقد نشر بعض مااِستقى من معلومات فى مقال له قيِم فى أحد أعداد(مجلة الوثيقة) التى تصدر عن مركز الوثائق التاريخية بمملكة البحرين.ومن أَجل شيوخ البحرين والخليج الشيخ محمد بن سلمان أَل خليفة عافاه الله تعالى وهومن فضلاء الرجال وذوي الأدب والغلم الرفيع وقد جالسته كثيراً, وفى زيارة محدثكم اِلى الهدار فى العام 1995م كان أن اِستقبلنا الكثير ممن له علاقة بتاريخ العتوب والكويت والتقطنا عدداً من الصور واللقطات المهمة للحصون والقلاع ومنابت التاريخ والقوم واِلتقينا ببعض الفضلاء من ابناء العمومة والبقية الباقية من البجايدة هناك, وهم النتيفات من جميلة منهم فى مركز الهدار ومنهم الأخ فهاد بن هضيبان النتيفى البجيدي ,والبجايدة يقال لهم اهل(البلها) وقد ذكر ذلك الشيخ حمود السالم الصباح رحمه الله فى شطر بيت له(حنا هل البلها مغذية اليتيم)وهو لقب للبجايدة أيضاً ويقال لهم اِيدام الصفري لكرمهم أيضاً.
(عطفاً على الهدار ورحلة العتوب)
وعوداً على الرحلة البحثية اِلى منطقة الهدار واِيراداً لخبر الهجرة اِلى الكويت فباِختصار شديد أقول :لقد وقفت هناك فى قصر(صبحا) أوماتبقى من أطلاله وتذكرت حوادث الاَباء والأجداد مع الشريف ومع بعضهم البعض(يقصد شريف مكة حسن بن أبونمى الذى غزا نجد عام 1581م989هـ ) ومع الدواسر من خلال ماتناقله بنوهم بعدهم اِلى يومنا هذا وقد شرح الشيخ عبدالله بن خالد اَل خليفة جانباً منها ,لقدكان الشريف يأخذ زكاة اهل تلك المنطقة وذات يوم رأى المقدم من اَلناس وقتها رأى ضباً يحاول ان يحمي جحره من قوة السيل القادم فراعه ذلك وانتبه له وقال عجباً لهذا الضب يحمي نفسه لأمرِ أعده! ماذا أعددت أنا لقابل الأيام والمدلهمات؟ فماكان منه اِلاأن شمَر عن ساعد الجد وبنى وقومه قصر(صبحا) وهو حصن يحوي على عدداً من البيوت ومسجداً وبئر ماء ومخازن للطعام ويقال انه سُميَ على ناقة لهم طيبة والله أعلم,وذات يوم حدث خلاف بينهم وبين بعض أبناء عمومتهم والكل من الجميلات فتغلب فريق على فريق فما كان من المغلوب اِلا أن اِنتصر بالدواسر فانتصروا له وحاصر الجميع حصن (صبحا) وطال الحصار حتى ضعُف حال من فى الحصن وسئم الجميع فاتفقوا على خروج المحاصرين تحت حماية رمح يختارونه من رماح فروع الدواسر الذين ركرزوا رماحهم للاِختيارفاختار الجميلات من ذلك رمحاً خرجوا بحمايته, كان ذلك هو سبب الخروج من موطنهم الأول بنجد وقد توجهوا بعدها اِلى المنطقة الشرقية حيث تم حلف(العتوب) بينهم وبين فروع من قبيلة اَل بن علي من قبيلة سليم العربية الكريمة, والأحلاف موجودة فى كل القبائل ومشوا اِلى قطر ونزلوا(الزبارة) وانشأوا حصن(صبحا) أيضاً يقول الشيخ محمد بن عيسى الخليفة :
أنا عزوتي قبلي صناديد وايل== كرام المساعي وأصدق القول صايبه
هل الجود وان قل الجود وان لجا== بهم خايفِ مايدرك الثار طالبه
تقول البوادي كل قوم ولاعنزه== ويكفيك من تشهد له الناس قاطبه
ترى فرعهم قومي سلالة خليفة== هل الطولات واسطار التواريخ كاتبه
قلت وقد توفى جابر أبو صباح الاول فى قطر على قول مشهور وكان أن راس ولده صباح قومه هناك ومما يدل على أن أبا صباح الأول هو جابر قول بن عمار السليمي:
(يامبلغ عني صباح بن جابر== فتى الجود جزل مايمد الزهايد)
ولم يطب لهم المقام هناك بسبب حادثة وقعت لماذهب أحد العتوب اِلى الحداد بسيفه فراَه رجل من أهل البلدة فعيره ماأغنت عنكم سيوفكم يوم الهدار؟فأهوى عليه صاحب السيف فقتله وحدث النزاع وأُعطيَ قومنا المهربات الثلاث(الرجل المقتول من قبيلة الهولة) وكل ماسلف أوردته باِختصار ولما وصلوا راس تنوره لحق بهم القوم ودارت معركة نصرالله فيها قومنا وأكملوا مسيرهم وعبروا اِلى المخراق وكانوا قد تعلموا البحر فى قطر ثم اِرتحلوا اٍلى الصبية فالكوت باِذن من اِبن عريعر لأنه كان القوة الكبرى فى هذه المنطقة ولم يدب الضعف فى حكمهم بعد وكان بالقرب من الكوت أُسر سبقت العتوب اِلى بالقرب منه مثل(المصيبيح) المسؤولون عن الكوت وبورسلي ومعرفى(الكوت عبارة عن حصن مربع توضع به الأسلحة والطعام والخيل وعلف الدواب لاِبن عريعر) ويقال أن الكوت كان بالقرب من المستشفى الأمريكاني وكانت علاقة الصباح واِبن عريعر قوية تشهد بها حادثة تأنيب اِبن عريعر للشيخ عبدالله بن صباح الأول لأنه خرج من دون حراسة لأستقبال اِبن عريعر لتقديم واجب العزاء له فى والده صباح الاول.
ومن ذوي الأخبار والنسب كان الشيخ مالك بن حمود بن محمد بن سلمان بن صباح الأول رحمهم الله تعالى حديثاَ يروي الروايات ويعرف الأخبار ويلم بأهم معالم الأنساب كان هو وجيله أقرب اِلى الطبيعة منا وكان متديناً لايحب الغيبة أو النميمة ويطرد صاحبه من مجلسه وكذلك المدخن,وقد توفى بالعراق عن عمر ناهز المئة سنة1929م وهو الذى نُسب له (حمى مالك) وموقعه تحديداً من المهبولة اِلى (بحرة عليان) بالقرب من معمل الثلج فى الفحيحيل ونقرة الخيل فى المنقف(هذه المناطق والأماكن تقع جنوب الكويت) فالحمى أساساً لجده الشيخ محمد السلمان الذى كان يهتم بالخيل والذى كان له جمرك البر اِلى قبيل وفاته ومن خيله (كروش) أتته من بدو العراق ومن نسلها ماوصل اِلى الشيخ مالك ومما يدل على تاريخه الحافل ماجاء فى أبيات الشاعر: عبدالمحسن العبيدي فى بعض أبنائه
فرحت انا بالسيل وأثره دمارا== غدا بزرعي لين حطه على السيف
يا اولاد مالك سامحوا بالخفارة== الله يعديكم دروب الصواديف
زرعت ماقصدي مدور تجارة== حدتني العادة على الزرع ياحيف
بينت لكم يانسل الأجواد شارة== ياعيال مالك عايزين التواصيف
وعمة الشاعر هى الشاعرة الكويتية المعروفة(موضي العبيدي) وقد توفى عن التسعين عاماً وله قصائد عديدة منها ماكان فى الوالد الشيخ خالد, ولاشك ان للشيخ مالك صورة لم نحصل عليها للأسف فقد شهد تتويج الملك فيصل على العراق وقد أهدى لملك العراق هدية بهذه المناسبة كانت عبارة عن سيف وخنجر من الذهب وكان الاِهداء مكتوباً عليهما بأِسم الشيخ مالك بحسب شهادة من راَهما فى المتحف العراقي قبيل سقوط الملكية هناك, وأخوال الشيخ مالك اَل جبرالغانم وأما ولده الشيخ على المالك فجده لأمه هو الشيخ صباح الثاني بن جابرالعيش فأخواله هم الشيوخ محمد وجراح ومبارك وأخوتهم وهنا أريد أن أذكر معلومة تُذكر من خلال جريدتكم الغراء للمرة الأولى وهى أن يوسف بن عبدالله اليوسف الاِبراهيم ذلك الرجل والوجيه المعروف ليس خالاً للشيخين محمد وجراح كما هو مشتهر ولتبيان ذلك أقول
أن الشيخ على بن جابر العيش أصغر أبناء حاكم الكويت الشيخ جابر العيش رحمهم الله جميعاً وعم محمد وجراح كان قد تزوج باِحدى بنات على بن محمد الاِبراهيم وقد أنجبت له (لولوة ومنيرة) اللتين تزوج بهما اِبنا عميهما الشيخ محمد والشيخ جراح وتزوج عبدالله بن يوسف الاِبراهيم باِبنه أخرى لعلى بن محمد الاِبراهيم فأنجبت له يوسف, فيوسف الاِبراهيم اِذاً اِبن خالة للولوة ومنيرة زوجتي واِبنتي الشيخين محمد وجراح.
ومن نسابي البادية شيخ الفدعان من عنزه الشيخ مقحم بن تركي بن جدعان بن مهيد ذلك الشيخ الكريم المتدين الذى لم تفته صلاة الفجر جماعة اِلا فيما ندر قيل مرتين فقط !! كان يعرف حتى أنساب الموالي وتنقلاتهم فى قبائل العرب وتُنقل عنه فى نوادر الانساب ودقائق الأصول والنوافل أخبار لايزال بعضها متداولاً اِلى الاَن وقد نقل جانباً منها ولده الشيخ النوري بن مهيد فاِن لديَ تسجيلاً نادراً بصوته فى شريطين يُسأل فيهما ويجيب عن بعض القصائد وغير ذلك.
وكان الشيخ طراد الملحم شيخ الحسنة من ضنا مسلم من عنزة شيخاً واعياً قارئاً للتاريخ ولصحف ذلك الزمان وله فى علم الأنساب والتاريخ نصيب, ومن الرواة المعاصرين الذين فيه الحفظ وسعة الرواية وأفدت منهم فى ذلك المجال فمنهم عدد لابأس به من رواة الكويت والسعودية مثل لطيف البجيدي من أهل هجرة الشملي شمال المملكة العربية السعودية وكان يقال له الدفتر لحفظه واِتقانه وقد اِلتقيت به فى ديوان الشيخ حمود بن شاهر بن شامان أمير البجايدة وكان فى المجلس عدد من الرواة والمهتمين من أبناء تلك المنطقة البدوية الجميلة التى غالباً مايكون حديث أهلها غارقاً فى تاريخ وذكريات البادية مشدوداً اِلى الأصالة أكثر من مجتمع المدينة, وفى الكويت من الرواة هناك مثلاً أبوجاسم محمد بن ضعيان المضياني من المضيان من السلقا من العمارات عافاه الله(توفى منذ عامين فهو شاعر وراوي وخبير بالأنساب اِستفدت منه كثيراً رحمه الله) وأبوسالم ظاهر الحربش من الصقور من العمارات أيضاً وبالاِظافة اِلى روايته الجيدة فهو شاعر أيضاً( ظاهر الحربش هووالد النائب جمعان الحربش وهو في التسعين من عمره شاعر وراوية ثقة يعتمد عليه) وكنت فى السعودية قد اِلتقيت أيضاً الشيخ عبدالرحمن الشايع الكريع رحمه الله تعالى وهو من حاضرة البجايدة فى الجوف وقد أهداني نسخة من أحد كتبه فى الأنساب وهوشيخ علم ودين أيضاً وفى عرعر اِلتقيت من الرواة البني البجيدي والبطحي بن على بن مانع من البجايدة راوي وشاعر ويحفظ عن أبيه الرواية وينقل عنه وقد كان مانع معاصراً لبعض الأحداث المهمة وشاهد عيان على الكثير منها, وفى بريدة اِلتقيت فى حمود الراس أقرب قريب لنا اَل صباح فهو راس الجمل وهو الذى نقلت عنه زيارة الشيخ مبارك الصباح لجده والطلب منه الذهاب معه للكويت وأن الشيخ مبارك أعطاه حمل بعيرين كهدية ومن شهود بعض الأخبار كالشيخ فاضل بن شمران من شيوخ الحسني من السلقا أيضاً وهو من الناس الذين أعتز بهم وهورحمه الله شخص محبوب فى جماعته وفى جيرانه(فاضل بن فهد بن شمران شيخ العويضات من الحسني توفى رحمه الله عام2002م عاصر اَخر الأحداث ويمتاز بالرواية) ولاأقول أني أفدت منه بالرواية ككل بل فى بعض الحوادث التى كان أساسي المشاركة فيها أيام البادية والترحل والأنتقال ولهذا السبب فروايته عندى معتبرة ومقدمة على رواية من لم يشهدها ويكثر من الحديث عنها طبعاً نقلاً لامشاهدة ولاسماعاً ولامعاينة.

( وللحديث بقية )