02-17-2021, 07:06 AM
|
#2
|
صاحب الموقع
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,350
|
الأخ حميد الرحبي التغلبي لك الشكر الجزيل على بحوثك المفيدة وبالنسبة حسبما علمنا أن مرض الجدري الذي كان يفتك بالناس وهو مرض معدي وليس له علاج عند العرب ولكنه ينجي حيث ما يعود مرّة ثانية وكانت تخشاه العرب لأنه قاتل ويشوّه وجه الشخص والذي علمناه من الرواة هو إذا أصيب شخص في الجدري ما يطردونه لأنه يعدي الناس وكانوا يبحثون عن شخص سبق وأن اصيب بالجدري وطاب ويكلفونه برعاية المجدور بعد أن يرحلون ويبتعدون عنه ويحيطونه بصيرة من الحطب ويوفرون له الطعام والماء ويتركون المجادري عنده حتى تنتهي حظانة المرض فهو أما ينتقل إلى جوار ربّه أو يسلم ويلحق جماعته وإذا ما وجدوا مجادري يكون يفادي بنفسه أخوه أو أبنه أو زوجته أو بنته أو أخته فتبقى عنده بحذر حيث تكون من الجهة التي يهب منها الهواء لكي تسلم من العدوى والكثير من الذين يصابون من الجدري يتركونه في صيرته حتى يطيب ويلحق بأهله أو يتوفى 0
أما الشيخ عبدالله الفاضل أبن ملحم فقد تركوه في الصيرة وتركوا عنده ما يكفيه من الماء والطعام وكلبه المسمّى شير كما ذكرت ونجعوا بعيد كعادة البدو وقد بري من الجدري وشاهد صورته بالماء ووجد وجهه مشوّه وكره أن يلحق جماعته وهو بهذه الصورة المشوهة وذهب إلى باشة الأكراد في سوريا والمعروف أن الباشة أصلة من الوكلان من الكواكبة من الرولة حسب ما توارث بالأفاضة وسكن عنده وبدأ يجيب من المقاطع الشعرية يتأسف على ما حصل له ويتوجد على جماعتة ويذكر كلبه شير والشعر الذي يقوله هو لون يكثر في الخليج وبلاد الرافدين وفي قبائل سوريا ويسمّى بالعراق والخليج ( الزهيري ) ويسمى بسوريا ( العتابة ) وهو مشتق من العتب والذي أسس هذا اللون هو الشيخ عبدالله الفاضل الملحم حسب علمي وتفاعل معه قبائل بلاد الشام وأصبح لون من الشعر وصفته الفنية يبدع الشاعر ثلاث قوارع تطابق في اللّفظ وتختلف في المعنا وقد ورد هذا اللون عند شاعرين من شعراء عنزة القدامى وهم الشيخ : عبدالمحسن بن عثمان الهزاني من أهل بلدة نعام والشاعر محمد بن حمد بن لعبون وسوف أورد مقطع من أحد قصائد الشاعر المشهور / محمد بن لعبون من المدلج من الحسنة من المنابهة وهو من القبيلة التي منها الشيخ عبدالله الفاضل الملحم وهو محمد بن حمد بن محمد بن لعبون الوائلي العنزي ولد في بلدة حرمة في عام 1205هـ ثم ارتحل مع ابوه وعمه من بلدة حرمة الى بلدة ثادق احدى بلدات المحمل ونشاء بها الى ان اكمل سبعة عشر عام ثم أرتحل إلى الزبير واستقر بها قرابة اثنين وعشرين عام الى ان نفي منها ثم ذهب الى الكويت وعاش بها قرابة عامين الى ان توفاه الله في الكويت عام 1247هـ بوباء الطاعون الذي اجتاح العراق والكويت في ذلك الوقت رحمه الله ومن قصائدة هذه القصيدة الغزلية من نوع الزهيري :
بـاتـن حــذاي الـعـاذلات الـهـواهـي
فـي سد باب ٍ من بحور الهوى هيّ
ركبـن بـه يشـدنّ دود ٍ عـلـى عـود
والنفس ميدان الهوى والهوى هيّ
***
باح الغرام ونشـّف الريـق بالاّه
يا لاهي ٍ يلعـب ولا هـوب بـالاّه
يا عـيـن باشواقك أساليـك بالله
حيثي مناجي في هواك الهواهي
***
ذا سـيـل ديـم ٍ أو نـواقـيـط واكــــف
يشـق بـجـفـونـك وانـا اشـل واكـف
فان كان ترضين العمى لك وانا كف
والاّ فـدوري مـن يـدور الـدواهــي
***
مـا فـاد نـوحي بالـديـار العـوافـي
أدري الجنـا تالـي وصار العوافي
مالي ودوب أهل السبايا العوافي
من مردف ٍ جيشه نكـيف ٍ وناهي
***
صدّت صدود المستحي من هـواها
واشتـمّ عذريّ الهـوى من هـواهـا
لو قالت اطلب قلت انا من هـواها
مـقـدار يـوميـن ٍ وارجـع إلـى هي
***
يا حيف أظعـان الحبايب وحادي
غـنـى وراها باول الليل حادي
أرعى الهلال اللي بدا يوم حـادي
ينمي ونقـص البدر عند التناهي
***
إرفـق فـلي فيهـن ريّـا المخـلـخـل
مبـري سهمها بالضمير المخلخل
لا واعلي يجلي عضاي المخلـخل
دهـر ٍ مرض في غيّها يا سباهي
***
ماريت أنا من صدّة البين بـكـره
مـن يوم بكّر ظعن اهل ميّ بكره
لـو ان وعدهم لي على بطن بكره
أو الـذي يسلك طـريق المتـاهـي
***
راحـوا بـخود ٍ مثل صافي المهاة ِ
والـخـد أسـيـل ٍ مثـل خـد المـهـاة ِ
متـلـوع جـيـد ٍ مـثـل جيـد المهـاة ِ
وخـثـرٍ غـزال ٍ مكحـلاتٍ سـواهي
***
هل هم على ذيك الصداقة وهل هم
نـزل ٍ عـلى جّـو الأميـلـح واهـلهـم
يا لـيـت اهـلنـا يا مـحمـد واهـلهـم
لـو ساعـفـت يا مي فيكِ المشاهي
***
دون التـمـاني غـاشيـات الغـواشـي
ومـعـمّـلات ٍ بـالـعـيــون الـغـواشي
إن كان عازك من عواز الغوى شي
بـع بالهـوى روحك بسوق الملاهي
***
دار الهوى في جملة الناس طايف
مـا احـد ٍ بغـاه وواقف ٍ مثل طايف
الـرابـح الـلـي مـا تـمـنـاه طـايــف
نسمـة هـواه وصـد عـنـه متلاهي
***
ما هوب طوع ٍ داعي ٍ له صبابة
خـليّ هـم ٍ والتـعـب بـه صـبـابـة
لـو ناسموهـا ذايـر ٍ لـه صـبـابـة
ذيـك الحبـاري كـان لانا ولا هي
***
قالوا تعال وجيت ابي شوف وايلاه
مـتـوحّـد ٍ يـعـبـد حـسـانـيـه ويِــلاه
وابليـت عـمري فـي مراميه ويـلاه
مـن ضيّع الـدنيا وديـنه سـوى هي
|
|
|