الأخ الفاضل مفضي الوحداني جزاك الله خير الجزاء على أنصافك لأخيك ووالله يا أخي أنني عندما أكتب لا أقصد ألا اضهار الحقيقة وافهام من يجهله نسب هذه القبيلة وأنت تعرف عندما كتب أخيك أن الوحادين من التواجر من جبّارة من ضنا مفرج من ولد علي من بني وهب من ضنا مسلم من عنزة فأن هذا صحيح يستطيع يقف عنده ويجادل ولكن لو كتب شخص آخر أن الوحادين من الحسنة من المنابهة من الرولة من العمارات فهل يعقل السكوت على هذا الخلط ؟ وهل المنابهة من الرولة ؟ وهل الرولة من العمارات ؟ هذا هو الحاصل عندنا حيث قلبّوا أخواننا نسب هذه القبيلة حتى ضاقت بهم ذرعاً والبعض قد جعل قصائد العوام المعاصرين صك على نسب هذه القبيلة والقصائد الذي قيلت هي مجرد أفتخار مشوبة في بعض المبالغات ونحن لا نأخذ الخبر ألا بعد تمحيصه فمثلاً شاعر عنزة الفحل الأسمر بن خلف الجويعان رحمه الله له قصائد فخرية بالقبيلة ومن أحد قصائدة التي وجهها لي تطرق لحرب ذي قال فقال :
المنـذرية يـوم صـاحـت مـن العـار *** شقت جيوب الثوب والعقل مذهول
استصرخت بالـوايلي وأدرك الثـار *** وفـتح لهـا بـاب مـن الظيم مقفـول
قال أبشري جـوك العنزتين حضـّار *** كل أبلج يملـك من الخيـل زعجـول
حمي وطيس الحرب واشتبت النار *** وأقفت جحافـل قايد الفرس بفلـول
فوق الرمك يشهد لهم يوم ذي قار *** يوم أنهزم جيش العجم خيل وفيول
دخيلنـا يحـمى عـن الظيـم وأيجـار *** وهـذا فخرنا يـوم ساحل ومسحول
ونحن نطرب ونعتز ونفخر بهذه القصيدة وقبيلة عنزة فعلاً شاركت أبناء عمها بكر في يوم ذي قار ولكن يا أخي عندما نرجع للتاريخ فأن الأسمر رحمه الله قال جوك العنزتين والمعروف عندنا أن العنزتين هم بشر ومسلم وهناك مثل يضرب لبعد الزمن يقول ( يوم عنزة خيالين ) وهنا نقول إن كان يقصد بالعنزتين بشر ومسلم فأنه لا يوجد في عصر معركة ذيقار اسم بشر ومسلم ولكنه وضّح في الأبيات التالية أنه يقصد بالعنزتين بكر وتغلب يقول :
ويا ما هفا لأجله من المال واعمار *** بكـر وتغـلـب عطـروا كـل مسلـول
يـوم البسوس وبـادرة حـربها ثـار *** الروح تقطف والحمـر فيـه مبذول
الخيل ترجف وأزعر الموت زجـار *** وتحطـمـت عـنـده ريابيـل وافيـول
يعـلم الـلـه ما واجبـه عنـدهـم بـار *** طـال الـزمان وكايـد السـؤ محبـول
وهكذا شعر الأفتخار ولكن الأسمر رحمه الله جعل بكر وتغلب هم العنزتين وهذا يدل على أن الشاعر يفتخر في قبائل من ربيعة ولكن بكر وتغلب ليس هم العنزتين كما أن تغلب ليس لها دور في حرب ذي قار في مناصرة أخوتها بكر للعداوة التي بينهم بل كان دورها في الهجوم على بكر مع الفرس لذلك يريدون أخوتنا أن نأخذ أقوال شعرائنا الذين يتفاخرون لمجرد الفخر في الأفعال وهم يريدوننا أن نأخذ بموجب ذلك أن بكر وتغلب هم العنزتين وأن تغلب حاربت ضد الفرس بينما التاريخ والنسب يخالف ذلك وسبق وأن قلت عشرات القصائد المشابهة في الفخر وكنت أخلط حتى أطلعت على المصادر التي تميز نسب عنزة من غيرها لذلك يا أخي عندما أكتب جوابات للأخوة أيضاح لا نريد الأخذ بمصدر ضعيف وغير مسند وأني أعتب على أخينا الجعفري العنزي عندما قال هل تعد شعر ممدوح وطراد بن ملحم خرابيط ؟ وهو يعلم أنني لا أقصد شخص معيّن ولكن الشعراء المعاصرين قصائدهم الفخرية التي تختص بأنساب القبيلة يجب أن تمحص وهل عندما قال من قال أنه تغلبي أو بكري وهو فدعاني عنزي أو حسيني عنزي هل ناخذ قوله وننسب قبيلته لتغلب وبكر وهو عنزي بناء على قصيدته ؟ علماً أن النسب علم لا يتقنه ألا نسّابة ولا كل شاعر أو شيخ قبيلة نسّابه ونحن نعلم أنه يحدث عند البادية قضايا دم بحيث يقتل رجل رجل ثم يكون الطلب على من يشاركه بالجد الخامس وتجد بعض العوائل لا تعرف بعدها عن هذا الرجل المدمي ولكي لا يقع عليهم الثأر تجد من يعد جدوده حتى يبعد عن الخامس وتجد رجل مثلاً لا يعرف جدوده فيقال له ( أذهب لفلان تراه يقص ) بحيث يكون بالفخذ من لديه معرفة فيذهب له وليس لشيخ القبيلة أو لشاعرها وهذا يدل على أن النسب له مختصين علماً أنه حالياً يعتمد على البحث في المصادر والمصادر واضحة ولكن مع الأسف قبيلتنا حرّف نسبها وحورت مصادرها وأصبح كل شخص يفسّر المصدر على كيفه والقبيلة لها أعمدة نسب تمسك بها ولكن كلها لحقها الطعن والتشكيك والتحريف حتى أن أسم عنزة صار يشك به من قبلهم والله يهدي من أضل