أين نحن من القنوات الفضائية
مجلة الدعوة العدد 1637 – ص 46 - 19/12/1418هـ 16/4/1998م
العلم والصناعة في تطور وتسابق بشكل رهيب لافت للنظر حتى دخل في دقائق الأمور, ومع ذلك فما العلم هذا إلا نقطة في علم الله العظيم , والعلم محبوب مرغب فيه تُسَبِحُ الحيتان وغيرها وتدعو لطالب العلم حتى يرجع , قال تعالى ( هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون) , والفرق بين العالم والجاهل كما بين السماء والأرض 0
عندما ننظر إلى ما حولنا من كماليات الحياة والصناعات المتناثرة حولنا نرى تطوراً علمياً , وخذ لذلك مثالين , أحدهما أنك تكلم من تشاء عن طريق الهاتف في أي وقت ومن أي موقع كان وهذه نعمة عظيمة , ومثال آخر أنك جالس في بيتك وتشاهد العالم بأسره عن طريق الضغط على الأزرار فقط وعلى الهواء مباشرة , فيا لها من علوم عظيمة إذا استغلت في صالح الإسلام لكانت وسائل إصلاح 0
ومن الصناعات العلمية المتطورة (( القنوات الفضائية )) و (( الانترنت )) وأقول والأسف يملأ قلبي إن حضورنا الإسلامي فيها نادر الوجود , وهذه القنوات سلاح ذو حدين أحدهما فاسد وهو الغالب والآخر صالح وهو نزر قليل ( هذا وإن كان موجوداً ) وهذا دليل على تقصيرنا مع أن المفترض أن تكون لنا نحن المسلمون قناة فضائية أو أكثر تشع بنورها على جميع أقطار العالم تهديهم إلى طريق الرشاد وتسليهم التسلية المباحة , فأشرطة الفيديو ودسكات الحاسب الآلي فيها الخطب والأحاديث والمحاضرات والمسرحيات والأناشيد والأفلام الهادفة والرسوم المتحركة الهادفة الناجحة , حيث يوجد كم هائل من الإنتاج الإعلامي الإسلامي الذي يكفي لإشغال عدة قنوات وعلى مدى الأربع والعشرين ساعة وسوف تلقى قبولا عند الناس فأشرطة الفيديو الإسلامية دخلت بيوتاً عدة ولاقت نجاحاً 0
فهل نجد من يتصدى لمثل هذا لكي ينقذ المسلمين من براثن الفساد والمفسدين ، اللهم هيئ لنا ذلك 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات