وفي تغلب يقول زفر بن الحارث الكلابي :
وكــنا حسبنا كل بيضاء شحـمة
لـيـالي إذ نلقــى جــذام وحــميرا
فـلمـا لقينا عصبة تغـلبـيـة
يـقــودون جــردا للمــنية ضـمرا
سقيناهم كأسا سقونا بمـثـلهــا
ولكنهم كــانوا عــلى المـوت أصبرا .
ومن تغـلب : كُـليبُ بن ربيعـة أول "ملك للعرب" الذي يضرب به المثل في العزة فيقال أعـز من كليب وائـل ، وأخـوه المهلهل الفارس الشـاعر و عمرو بن كلثوم الشاعر المعروف صاحب المعلقة قاتل ابن هـند ، ، و السفَّـاح التغلبي ، وأُفنون التغلبي ،ومنهم الوليد بن طريف الخـارجي ، ومنهم يزيد بن هوبر ، و غيرهم كثير ..جداَّ.
ومن تغلب أيضا الحَـمـدانيون أصحابُ حَـلبٍ الشهباء ، الذين منهم سيف الدولة ممدوح المتنبي ، والفارس الشاعر أبوفراس الذي قال عــنه الصاحبُ بن عـباد : ( بُـدئ الشعر بملك وخُـتِم بملك ).
قال زفر بن الحارث الكلابي القيسي :
رماح بني كنانة أزعجتني
رماح في أعاليها اضطراب
وكنانة هذه من بني جشم بن بكر من تغـلب .
ومن تغـلب الأصفـر بن عـلي التغـلبي الذي تولَّى قيادة بني تغـلب ومعـهم العـقيليُّون ـ بدعـوة العـبّاسيَّة ـ للقـضاء على دولة القرامطة وذلك عام 378هـ ، ثمَّ تولَّى طرد القبائل المناصرة لهم ، فهاجـروا إلى صعـيد مصر والعُـدوة الشَّرقيَّة من النيل حـيث أنزلهم الفاطميُّون ذووا نِحـلتهم ، ( العِـبر ) لابن خـلدون ـ 6/16 .
وتُسمَّى تغلب بقتلة الملوك لأنَّهم كانوا لا يسكتون على الظيم ،إذ كانت قبيلة عزيزة الجانب ، ذات أنفة وفخر عريض بما توارثته أجيالها من انتصارات زاهية ، ومآثر باقية، على السوقة والملوك، وأنها كانت تنزل حيث تريد بكل أرض تتخذها مصيفا أو مرتعا وتصحر أينما تشاء لا تخشى أحدا ولا يمتنع من دونها أحد، لعزتها، وقوة بأسها.
قال الفرزدق يرد على ابن عمه جرير :
ماضَـرَّ تغـــلبَ وائِـلٍ أهــجــوتهـا
أم بلت حــيث تـناطح البحـــران
قـوم هــم قــتــلوا ابن هـنـد عَــنوةً
عــمرا وهــم قسطوا على النُّعمان
قــتـلوا الصــنائع والمـلـوك وأوقــدوا
نارين قد عــلـتـا عــلى النيران
حـبسـوا ابن قـيصر وابـتـنوا برماحِــهم
يـوم الكُـلاب كـأكــرم البـنـيـان
لــــولا فـوارسَ تـغـلـبَ ابـنـة وائـل
نـزل الـعـدو عـلـيـك كـل مكان
و يقول أيضاً عمرو بن كثلوم:-
ملأنا البر حتى ضاق عنا
ونحن البحر نملؤه سفينا
إذا بلغ الرضيع لنا فطاما
تخر له الجبابر ساجدينا
أمَّا الأمير الشهير و القائد الكبير مالك بن طوق فهو رأس تـغـلب في الإسلام ، مؤسس مدينة الرحبة: رحبة مالك بن طوق وهي تسمى بهذا الاسم حتى الآن.وقد ولي الامرة في الشام من عام 847 وحتى عام 850 وتوفي عام 874 .
وقد مدحه البحتري بقصيدته الشهيرة التي يقول في مطلعها :
رحــلوا فأيــة عـبرة لـم تسـكب
أســفا, وأي عزيمــة لــن تغلـب
وفيها يقول:
بالرحبــة الخضراء ذات المنهـل
العـذب المشـارب والجنـاب المعشب
عطــن الوفــود, فمنجـد
أو وافـد مـن مشـرق أو مغر
ألقــوا بجانبهــا العصـي وعولـوا
فيهــا عــلى ملـك أغـر مهـذب
ملــك لـه فـي كـل يـوم كريهـة
إقــدام غــر واعــتزام مجــرب
و لتغلب مزيَّة مأثرةٍ انفردت بها فلها يوم خزازى ، وكان هذا اليوم من أعظم أيام الجاهلية، لقيت فيه قبائل معدّ وعليها كليب بن وائل التغلبي قبائل اليمن التي كانت تدين للأحباش ، وقد فخر عمرو بن كلثوم التغلبي بيوم خزازى فقال في معلقته المشهورة:
ونحن غداةَ أُوقد في خَزازى
رَفَدنا فوق رَفد الرافدينا
ـ و لتغلب أيضاً يوم الكٌُلاب الذي ذكره جرير ، والذي هزمت فيه ملوك الحيرة .
و بكر و تغلب هما ابنا وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان،
و لبكرٍ يوم ذي قار الشهير لا ينازعهم فيه أحد هزموا فيه كسرى ، وهو أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ،
من حديث ابان بن عبد الله البجلي عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس حدثني علي بن أبي طالب قال لما أمر الله رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر إلى منى حتى
دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر رضي الله عنه فسلم وكان أبو بكر مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة فقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأي ربيعة أنتم
أمن هامها أم من لهازمها قالوا بل من هامها العظمى قال أبو بكر فمن أي هامتها العظمى
فقال ذهل الاكبر قال لهم أبو بكر منكم عوف الذي كان يقال لاحر بوادي عوف قالوا لا قال
فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الاحياء قالوا لا قال فمنكم الحوفزان بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا
قال فمنكم جساس بن مرة بن ذهل حامي الذمار ومانع الجار قالوا لا قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا قال فانتم اخوال الملوك من كندة قالوا لا
قال فأنتم اصهار الملوك من لخم قالوا لا قال لهم أبو بكر رضي الله عنه فلستم بذهل الاكبر بل أنتم ذهل الاصغر )البداية والنهاية، الجزء 3، صفحة 142.
ـ و بكر و تغلب اجتمعا الآن في مسمَّى أبيهم "وائل" ، و يُقال لهم أيضاً عنزة ،
و في الحديث عن الغضبان بن حنظلة أن أباه حنظلة بن نعيم وفد إلى عمر، فكان عمر إذا مر به إنسان من الوفد سأله ممن هو؟ حتى مر به أبي فسأله ممن أنت ؟ فقال: من عنـزة. فقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( حي من ههنا مبغي عليهم منصورون ). رواه الإمام أحمد . - : مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/85 وصححه العلامه أحمد شاكر
و رواه سلمة بن سعد العنـزي - رضي الله عنه بأتمّ من هذا ، - أنه وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وجماعة من أهل بيته وولده، فاستأذنوا عليه فدخلوا.. فقال من هؤلاء؟ قيل له: هذا وفد عنـزة. فقال: ( بخ بخ بخ نعم الحي عنـزة، مبغي عليهم منصورون، سل يا سلمة عن حاجتك ) قال: جئت أسألك عما افترضت علي في الإبل والغنم والعنـز؟ فأخبره، ثم جلس عنده قريباً، ثم استأذنه في الانصراف، فقال له: انصرف. فما غدا أن قام فقال : ( اللهم ارزق عنـزة كفافا قوت ولا إسراف ). رواه الطبراني .
ـوقال عوان الكلبي جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فأعجبه مارأى من حالهم وعدتهم فقال : ( والذي نفسي بيده لو لقوا حمر الحماليق من ربيعه لهزموهم ). منهم هانئ بن مسعود بن عامر بن الخصيب بن عمرو بي أبي ربيعه صاحب ذي قار .
ـ وفي مبلغ الأرب في فخر العرب لابن حجر المكي الهيتمي( 61 ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لبكر بن وائل فقال : ( اللهم أجبر كسيرهم وآو طريدهم ولا ترني فيهم سائلاً ، وفي رواية عائلاً ) 0
وذكر الهيتمي حديث آخر حسن ( أن العدو لايظفر على قوم لوائهم أو قال رايتهم مع رجل من بني بكر بن وائل ) أنظر مجمع الزوائد ( 5 / 322)وقال رواه الطبراني ورواته ثقات
يقول أبو العلاء المعري :
لاتأمنين فوارسا من ... ،،،، إلا بذمة فارس من وائل .
قال الخوارزمي والتبريزي: ( في البيت إيماء إلى أن فارسا من وايل يعدل بفوارس من غيرهم) .
ـ ومن مآثر قبيلة عنـزة :قول أحد أمراء مكة المكرمة من الأشراف عندما امتحن قوة القبائل في عصره؛ثم قال كلمته المشهورة والتي صارت مضرب المثل: "كل قوم ولا عنـزة" .
ـ و فيهم يقول الخلاوي : "عنزه = لبسهم قز وطعنهم كز "
ـ و عنزة منهم الملوك الآن أيضاً في الجزيرة العربية