الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المركز البحثي لقبيلة عنزه المقالات العلميه والبحث العلمي
المقالات العلميه والبحث العلمي بقلم مؤرخ قبائل السلقا الشيخ جمال بن مشاري الرفدي
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-03-2011, 06:44 PM   #11
مشرف قسم المستشرقين
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ ابو مشاري الرفدي اولا شكرا على البحث الذي طرح عن الاجمن الذي قتله الشيخ ضاري قرب الفلوجه 0
وثانيا اعتذر عن الرد السابق لاني كتبت الشكر للاستاذ المؤلف والعتب علىالنظر000 تحياتي 0
حميد الرحبي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2011, 06:40 PM   #12
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي

حياك الله أخي حميد ولاداعي للإعتذار فالخطأ مشترك فقد كنت انوي الرد على مداخلتك ولكني كنت أقرأ رد أبو مشعل وقصيدته
ونسيت الرد على من قبله وشكراَ لك.
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2011, 11:08 PM   #13
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي

الجزء الثاني

[ ليشمان والمهمات الخاصة ]

كانت الملفات السرية في سيملا قد جمعت بواسطة الرحالة والصيادين والجنود والتجار والجواسيس بالإضافة الى موروث شركة الهند الشرقية التي هيمنت بجيشها الخاص على قسم كبير من اَسيا, فهذا الركام من الوثائق لايمكن الإحاطة به بسهولة وبالإضافة الى تعلم استخدام التلغراف كوسيلة لنقل البرقيات من مكان لاَخر, والتميز بأشياء محددة مثل معرفة جغرافية المنطقة العربية ونظام وحدات الجيش العثماني واتقان وسائل الإعلام والإشاعات, الحرب النفسية! واستطلاع أماكن إنتشار القبائل العربية في البادية, وتحديد المواقع التي ينصب فيها شيوخ القبائل خيامهم ورصد التحركات الأجنبية في المنطقة, وأن يميز بين الصديق والعدو وبين العربي واليهودي واليوناني والاَشوري والأرميني والتركي والكلداني, لم تكن المهمات سهلة لأن المخابرات البريطانية كانت تواجه المخابرات الألمانية في المنطقة التي كانت مدربة جيداَ, خصوصاَ وان ملك المانيا كان يهتم بكتائب المخابرات ويدرب عناصرها في مدارس محترفة ذات مهنية عالية كالمكتب الشرقي لوزارة الخارجية في برلين, حتى أصبح رجال المخابرات الألمان يتمتعون بسمعة أكاديمية عالية ولعل من أشهرهم الألماني اليهودي البارون(14) فون أوبنهايم (15) ولويس موزيل التشكوسلوفاكي(16) البوهيمي النمساوي عندما كانت بلاده جزءاَ من النمسا, فالأول كان عالماَ بالاَثار ويمتهن الجاسوسية في القاهرة حتى مسقط ! والثاني كان علماَ أكاديمياَ وخبيراَ في المخابرات الألمانية! وهو الملقب بموسى الرويلي عند بدو عنزة! والرحالة المعروف في البوادي العربية كانت بريطانيا ترسل الجواسيس لجمع المعلومات مثل مارك سايكس الذي ارتحل مع والده في سوريا والأناضول وكردستان عام 1880م .
وتبعته(17) جيرترد بل, وأبري هربرت الملحق الفخري الشاب في سفارة بريطانيا في استانبول, كان الرحالة الجواسيس يرسلون مايرونه ويستكشفونه الى الملحقين العسكريين والسكرتارية في سفارات بريطانيا في القاهرة واستانبول ومن هؤلاء 1- الكولونيل ماسي في الأناضول وباك ومتيلاند ونيوكوم في سورية فكل هؤلاء كانوا يعملون لصالح الكونت غليشن من المكتب الثاني العسكري 2- لي ستارك مدير الإستخبارات البريطانية في القاهرة ومونسيل وخلفه سوريتز في استانبول كانوا يعملون تحت غطاء صندوق اكتشاف فلسطين ومسح مصر وتحت ذرائع أخرى لامجال لذكرها, كل هذا الحشد من ضباط الإستخبارات والرحالة المخبرين وكتاب القنصليات, لأن عام 1907م كان عام الإعداد للخطط الحربية, فهناك صراعات ونزاعات حقيقية كانت تدور في سيناء وشمال افريقيا وفي البلقان وبلاد الفرس, وهناك انتفاضة يُخطط لها في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج, كما أن عبدالعزيز ابن سعود استعاد الرياض عاصمة اَبائه وأجداده وكان في صراع مع اَل رشيد من شمر في حائل, فبعد هذا التدريب المطول والفترة المرحلية والمعلومات والخبرات التي اكتسبها ليشمان, تحول هذا الرجل الى ضابط متخصص جاهز لتنفيذ المهمات الخاصة الخطيرة وكل مايطلب منه, فسنتان من التدريب المكثف فترة طويلة غير أن المغامرة الكبرى كانت تحتاج الى لخطة محكمة وتدريب جيد والإنكليز من طبعهم طول النفس والتخطيط الطويل الامد, وفيما يلي تلخيص لخطوات هذه الرحلة الكبرى الخطيرة.
[ من كراتشي الى بغداد ]
في الثالث عشر من تشرين الثاني عام 1909م استقل ليشمان الباخرة كولا في كراتشي وابحر باتجاه الخليج العربي, وفي الطريق التقى في مسقط بالملازم تي سي فاول, الخبير بالشئون العربية وبعد عواصف ومتاعب وصل ليشمان في السادس عشر من تشرين ثاني الى بوشهر, وبعد يومين وصل الى المحمرة فاستقبله المقيم البريطاني هناك أرنولد ويلسون استقبالاَ حاراَ فهذا الرجل كان من رفاقه المقربين عندما كانا يخدمان في الهند, فعَرفه ويلسون عل شخصية بريطانية كانت في غاية الخبرة والأهمية هو إيلي بانسترسون, مدير بنك فرع شيراز الفارسي والذي استقال مؤخراَ ليجوب منطقة كردستان, فاعجب ليشمات بالرجلين معاَ وقال: سون عظيم الأهمية وويلسون يفوقه في العظمة عندما تقاس عظمة الرجال الخطيرة التي يقومون بها! وهكذا جمعت المصادفة ثلاثة رجال خدموا المخابرات البريطانية بصمت ومن دون ضجة اعلامية كالهالة التي أحاطت بلورنس في وسائل الإعلام, ذهب ليشمان مع ويلسون ليقابل الشيخ(18) خزعل أمير المحمرة فقد كان خزعل يحكم إمارة عربية على ضفاف شط العرب بين بلاد الفرس وديار العرب, فهذه البلاد كانت عريقة بالماسونية وأميرها خزعل كان الأستاذ الأعظم لكل المحافل الماسونية في شبه الجزيرة العربية؟ سُر ليشمان باللقاء لأنه هو نفسه من أنصار الماسونية, وقد دُهش عندما وجد أن خزعل يهتم(18) بمعرفة الأسرار الدقيقة للقادة السياسيين في تركيا وبلاد الفرس, وخصوصاَ التجار وضباط الجيش الذين كانوا ساخطين على الدولة العثمانية فهؤلاء كانوا يتلقون العون والمساعدة من المحافل الماسونية في طهران واستانبول وسالونيك, كما أن خزعل صديقاَ للشيخ(19) مبارك الصباح وكلاهما كان على صلة بالملك عبدالعزيز اَل سعود الذي استعاد الرياض في أواسط نجد, ولهذا عقد ليشمان العزم للوصول الى الرياض مهما كان الثمن, ولكنه توجه الى البصرة أرض الأهوار والمستنقعات وبساتين النخيل والتي يعتبرها بمثابة مرسيليا الشرق حيث يتوافر فيها الخمر والنساء والمراقص والغناء ويختلط فيها الناس وتحاك فيها المؤامرات .
في البصرة كان ليشمان يجتمع سراَ بضباط المخابرات من جميع بلدان العالم, كما استضافه هناك تاجر فرنسي برفقة ثلاث نساء مشبوهات فرقص معهم حتى ساعة متأخرة من الليل, كما استضافه ممثل شركة ستريك, فعن طريق التجار عقد الصداقات مع بعض الألمان كما وأقبل على تعلم اللغة العربية تحت اشراف أحد البغداديين فبقى في البصرة حتى السادس والعشرين من تشرين الثاني عام 1909م, واصل ليشمان سفره الى بغداد على متن زورق تجاري أبحر في نهر دجلة فوصلها في اليوم الثاني من شهر كانون الأول فحل ضيفاَ عند المندوب السامي البريطاني(20) جون لوريمير صاحب الهمة العالمية والذكاء المتميز, فشعر في ضيافته بقدر كبير من السعادة , وفي بغداد التقى بـ وليم ويلكوكس مهندس الري الكبير, الذي استدعته الحكومة العثمانية لإنجاز مشروع ري كبير في العراق, كان الرجلان في قلق من نشاط الألمان في العراق ولهذا أمر بأن تبقى العيون مفتوحة لرصد مايحدث بدقة متناهية, كان ليشمان في بغداد صديقاَ لعائلة عزو المسيحية فتعلم على يد (21) عزيز عزو اللغة العربية كما زوده الأخير بخادم فارسي لايعرف التحدث باللغة العربية, ترك ليشمان الجالية البريطانية المتحضرة وعيشها الهادىء المريح في بغداد, والتحق بمجوعة من الزوار الشيعة في رحالة الى كربلاء على الفرات وعندما وصل حلَ ضيفاَ عند أمير هندي من أصل فارسي هو النواب ماجد خان من عائلة أُود, ومن هناك أخذ يستعد للقيام بأولى جولاته في قلب الجزيرة العربية, في كربلاء استقبله القنصل البريطاني هناك محمد حسن وقدمه الى المتصرف العثماني جلال بك مدعياَ بانه من الأثرياء الأنجليز الذين يحبون الترحال والسياحة! فاخذ طريقة لورنس يقيم الولائم ويحيط نفسه بهالة من التقدير والإحترام والأهمية, وهذه واحدة من أدوات التجسس عند البريطانيين فعن طريق المال والخمر والنساء ينفذون الى الجبهات المنيعة, ومن كربلاء ذهب في رحلة صيد فقطع مسافة عشرة أميال خارج المدينة فى الطريق المؤدية الى النجف.
فشاهد مضارب(22) بني حسن, وعندما وصل الى النجف تعرف على بعض الملالي وعلى ثري يهودي بغدادي هو مناحيم دانيال! كان معروفاَ لدى كل الموظفين البريطانيين أيام الإحتلال, وبعد عدة رحلات صيد في المنطقة عاد الى بغداد وفي جعبته الكثير من المعلومات التي يحتاجها للشروع في انطلاقاته القادمة, في كربلاء أرسل ليشمان رسولاَ الى مضارب(23) البوعقاب من عبدة من شمر في ضواحي(24) الشويب, ومعة عباءة وهدية للشيخ عبدالله وقد طلب مقابلة الشيخ وزيارته في خيمته بين القبيلة, وبقى ينتظر الرد في بغداد, وفي هذا الوقت كان يشارك الجالية الأوروبية الإحتفلات بعيد الميلاد, وقدوم السنة الميلادية الجديدة 1910م, ويتدرب على إرتداء اللباس العربي وأساليب التنكر بمساعدة بمساعدة صديقه داوود بك الداغستاني ابن حاكم الموصل العثماني , كان يريد الإتصال ببعض فروع قبيلة شمر, لإنه كان يريد الوصول الى منطقة حائل ليتعرف على الأمير الشاب (25) سعود بن عبدالعزيز اَل رشيد وخاله (26) زامل بن سبهان, ورجال شمر أفضل من يوصله الى هناك, في الكاظمية في بغداد اختفى لعدة أيام لأنه كان مع الدليل خضر عباس يسرعون ليلاَ في طريقهم الى مضارب البوعقاب من شمر فاستقبله الشيخ عبدالله فعلم أن شمر عبدة كانوا على وشك الرحيل الى حائل يقودهم ماجد بن عجل, كما اتصل بالشيخ ماجد فتعهد الأخير بان يشتري الإبل ويوفر الأدلاء على أن يكون ليشمان ممن يرحل ضمن القبيلة, غير أن ليشمان ورفاقه من بدو شمر كانت تراقبهم السلطات التركية بشدة, التي أخذت ترتاب من تحركات ليشمان فلم تكن القضية قضية سياحة بل هو أمر خطير دُبر بليل في بلاد الرافدين! فالبريطانيون كانوا يودون استمالة القبائل العربية الى صفوفهم عندما تحين الفرصة لتحطيم الدولة العثمانية, ولهذا نصحه ماجد بن عجل بالرجوع الى بغداد وأمره أن يبقى هادئاَ حتى حين وقت الرحيل, وعليه أن ينتظر التعليمات والفرصة المناسبة .

التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 04-05-2011 الساعة 05:04 AM
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2011, 01:29 AM   #14
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي

[ من بغداد الى حائل ]
لاأريد أن أتعاطف مع وينستون وبراي في النصوص التي وصفت ليشمان بالرجل الداهية الذي خدع الأتراك وهرب من بغداد الى حائل عاصمة جبل شمر, فالأمر كان في غاية البساطة فقد كان للقنصليات البريطانية في الدولة العثمانية نفوذ كبير وتبادل المصالح بين الدول كان يملي على الدولة العثمانية أن تُسهل مرور التجار والسياح الغربيين في أراضيها, ولم تكن لتضيق الخناق عليهم لولا انهم كانوا يتاَمرون في وضح النهار على الدولة العثمانية, كما أن الواقع الإجتماعي وانتشار القبائل في البوادي والتحالفات السياسية كانت وراء نجاح ليشمان في مهمته, فشمر حائل بقيادة ابن رشيد كانت في حلف مميز مع الأتراك, وقد انظم اليهم مؤخراَ(27) ابن سعدون شيخ المنتفق في مواجهة مبارك الصباح وعبدالعزيز ابن سعود, ولهذا كانت التجمعات القبيلة تحتشد ومن المتوقع أن تتصادم في معركة كبيرة فاصلة, وقد تعزز حلف عبالعزيز ابن سعود ومبارك الصباح باستيلاء ابن شعلان أمير الرولة من عنزة على الجوف في شمال الجزيرة العربية, فعنزة في الشمال كانت تزحف وتقترب من شمال الجزيرة ومعها موزيل الذي كان يرصد تحركات الإنجليز في المنطقة لصالح المانيا والعثمانيين! ويتعرف على طبيعة الصراع الذي كان يدور في نجد وشمال الجزيرة العربية, ولدعم حلفاء الإنجليز أرسلت بريطانيا ليشمان الى اَل رشيد في حائل ليثنيهم عن التحالف مع العثمانيين والمانيا, كما أرسلت(28) الكابتن شكسبير المقيم السياسي في الكويت الى ابن سعود لتدعيم تحالفه مع الإنجليز, كان هذان الضابطان وراء الحرب التي دارت في (29) معركة هدية الدامية, وبهذا التقديم نكون قد رسمنا معالم الخارطة السياسية التي سبقت رحلة ليشمان الى منطقة حائل .
كما أن شمر كانت في حرج شديد في ظهور رجل إنجليزي في مضاربها لأنها كانت من حلفاء العثمانيين, ولهذا كتمت أسرار تحركاته حتى يصل اليهم في ضواحي حائل, لم يكن الهروب معجزة طالما أن المال يُصرف للعملاء والهبات والعطايا تُقدم لهم بمناسبة وغير مناسبة, تسلل ليشمان الى منزل المسيحي عزيز عزو في بستان للنخيل في أطراف بغداد وكان البستان يجاور الطريق التي تاخذه الى البادية, بينما كان أصحابه من شمر يأخذون أسلحتهم في الظلام خارج بغداد ومعهم الخيل والإبل ينتظرون قدوم ليشمان اليهم, وفي السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1910م دخل ليشمان كزائر وقد تبعته الجندرمة العثمانية وحاصرته في هذا المنزل, وبعد مضي أربع ساعات من الحصار داهمت المنزل فوجدته فارغاَ, لأن ليشمان تسلق واحدة من الأشجار المطلة على الطريق وهبط منها الى خارج البستان, فوصل الى الجماعة التي كانت تنتظر ومعها الخيل فانطلقوا بسرعة الى الصحراء دون أن ينتبه اليهم أحد, تعقبت العساكر العثمانية اَثار ليشمان حتر وصلت الى مضارب شمر في البادية وهي تبحث عنه, فنفى ماجد بن عجل وجماعته من شمر وجوده بينهم؟ وفي فجر اليوم التالي رحلت خيام شمر وتحركت باتجاه الجنوب الغربي وبطبيعة الحال كان ليشمان يرتحل معهم في قافلة من الإبل خاصة به ومعه بعض الحراس والمرافقين, وهكذا بدأت رحلته الإستطلاعية الأولى في شمال الجزيرة العربية, تناولت المصادر الإنكليزية هذه الرحلة باعجاب لامبرر له إلا من باب تمجيد البطل الذي كانوا يبحثون عنه, فالمنطقة لم تكن مجهولة للعام والرحلة بالأساس كانت بغرض التجسس وليس للإستطلاع .
في الثاث من شباط عام 1910م قطع ليشمان 170ميلاَ في البادية فوصل الى وادي(30) الجراثيم ومنه الى وادي الخر الذي يبدا بالقرب من الجوف وينتهي عند شط العرب, وفي الطريق الى درب زبيدة علم رجال قافلة ليشمان من بعض أعراب البادية بان ابن رشيد قد أغار على قبيلة عنزة مؤخراَ, فقتل بعض الشيوخ وساق بعض الغنائم من الخيل, وهكذا وجد ليشمان نفسه يعيش بين القبائل في البادية فيحاول التعرف على قوانين وعادات الحروب بين القبائل في البادية العربية, أما رفاق ليشمان من شمر فقد دبَ بينهم الخوف لأنهم أصبحوا هدفاَ مشروعاَ للرولة من عنزة الذين كانوا يحتلون الجوف, ولإبن هذال شيخ العمارات من عنزة, الذي كان يخيم مع قومه عند الليغية في الزاوية الجنوبية الغربية من البادية, وعلم أنهم سيرحلون الى جميمة؟ على درب زبيدة, ولهذا أرسل ماجد بن عجل بعض الرجال ومعهم هدية من الخيول الى(31) فهد الهذال شيخ العمارات يطلب حمايته, والسماح له بالرعي في مرابعه في البادية, فعادوا ومعهم تطمينات ابن هذال الذي وعدهم بالجوار والحماية, إلا أن ذلك لم يعد كافياَ لحمايتهم, وحدث مالم يكن بالحسبان! ففي الثاني عشر من شباط كانت الروله من عنزة تتاهب للهجوم على جماعة ابن عجل من شمر بينما كان ليشمان يرافقهم ولم تكن تعرف جوار ابن هذال لهم,وبعد مطاردات ومناوشات امتدت لعدة أميال أطبق الرولة على شمر ولم يحل الظلام حتى استولوا على كل شيء يعود الى شمر الإبل والخيام وكل الممتلكات,كان ليشمان مع ماجد في طليعة شمر ولما احتدمت المعركة نادى على رفيقيه خضر وزواد وطلب منهم الهرب بالقافلة من ساحة المعركة بسرعة ولحق بهم ليشمان الى أحد الوديان وشقوا طريقهم فيما بعد الى مضارب العمارات على بعد عدة أميال وعندما وصلوا اَمنين استقبلهم الشيخ فهد الهذال نفسه .
فعاملهم بكرم بالغ فلما علم أن الضيف الإنكليزي كان قد فقد البعير الذي كان يحمل بندقيته ومؤنته من الرز والدقيق واوعية الطبخ أخلف عليه بجمل اَخر وحمله بمختلف المؤن , وجد ليشمان في مضافة ابن هذال رجلاَ من الفدعان من عنزة كان يدعي بأنه من رفاق الرحالة الأوروبي موزيل الملقب بموسى الرويلي الذي يُتهم بانه كان عميلاَ للأتراك والألمان لأكثر من عشرين سنة؟ كما وجد رفاقه من شمر جاؤوا يطالبون ابن هذال الوفاء بالوعد واستعادة ممتلكاتهم وابلهم وخيامهم من الرولة, فقام ابن هذال باستعادة اكثر الغنائم من الرولة وفاءَ لعهده فعجب ليشمان من هذا الحشد الكبير من الناس في خيمة ابن هذال, والفوضى العارمة والصخب فتعرف هناك على قوانين الحرب وعرف البادية في معاملة الضيف فلذلك جاء وصف الأحداث وافياَ في تقاريره ورسائله عن عنزة وشيخهم ابن هذال وعن طبيعة الحرب والغزوات في البادية, وعن محاولات الأتراك والألمان استمالة شيوخ البادية الى جانبهم وقد جاء هو نفسه لهذه الغاية! فحرص على كل شادرة وواردة في المنطقة التي جاء لأستطلاعها, فوصف ابن هذال الذي قابله بانه كان(33 ) طاعناَ في السن ضعيف البصر ثقيل المشية يتكلم بهدوء إنما بصوت جهوري ويبتسم بابتسامة عريضة سرعان ماتتلاشى عندما يثور أويغضب, ولكنه فارس على ظهر جواده, كان ابن هذال قلقاَ من وصول مبعوث انكليزي الى بيته وظهوره فجاة بين عنزة؟ فقد كان لايود إثارة الأتراك في بغداد ولهذا كان استقباله فاتراَ في البداية ولكنه حظى بإهتمام الشيخ فيما بعد .
كان ليشمان يعتبر عنزة أكبر قبيلة في الجزيرة العربية , ففي يوم الرابع عشر من شباط كان يرتحل معهم الى جميمة فدهش لهذا العدد الكبير من الناس يتدفقون الى الصحراء وعندما نصبت الخيام في السهول المحيطة بالبركة أحصى ليشمان قرابة 3500خيمة سوداء على مد البصر, وازدادت الأعداد بوصول جماعة من المعدان؟ يحملون المسدسات والبنادق(34) المارتيني فأقاموا عرضة أو مايعرف برقصة الحرب عند بيت الشيخ وهم يطلقون النار في الهواء ويحدون ويهزجون, كان ليشمان يجلس في مضافة الشيخ فهد الهذال يستمع الى القصص والروايات عن الحرب وتاريخ البادية, بينما كان الشيخ يتكيء على سرج جمل الشداد ويتمنطق بخنجر معقوف يتدلى على جنبه وحوله الناس يجلسون على شكل دائرة يرتشفون القهوة العربية ويستمعون الى أحاديثه باهتمام كبير, لم يدم استماع ليشمان بأحاديث ابن هذال طويلاَ , ففي السادس من شباط سُمع إطلاق نار حول مخيم ابن هذال فظن أنهم المعدان جاؤوا لتعزيز جيش ابن هذال, غير أن ذلك كان طلائع جيش ابن رشيد جاؤوا يغزون العمارات في مئات من الإبل التي تحمل المحاربين المراديف, يدعهم فرسان شمر وهم يركبون شاربات الريح من الخيول الأصيلة يقودهم ابن سبهان أقوى رجل في قبيلة شمر, فقام الغزاة بهجوم كاسح أخذ عنزة على حين غِرة! لكن عنزة مضت بكثير من الإبل وجموع النساء والأطفال الى جانب بعيد عن المعسكر وساحة المعركة ولم يتعقبهم ابن سبهان لأن الظلام قد حلَ في هذا الوقت, جمع ليشمان رفاقه استعداداَ للهرب الى خيام ماجد ابن عجل من جديد, فربما يكونون في مكان اَمن فدهش وأخذ(36) يلتقط الصور للجموع المذعورة التي اندفعت لتحتمي بالأودية والشعاب والمخابىء الصحراوية وببيت ابن هذال نفسه.
ويليه الجزء الثالث إن شاء الله
[ استدراك وتعقيب ]
1- لورنس: هو الضابط الشهير والسياسي الماكر وعميل الإستخبارات البريطانية توماس ادوارد لورنس 1888م 1935م المحرك الرئيسي للثورة العربية الكبرى التي أعلنها الشريف الحسين بن علي ضد الإمبراطورية العثمانية عام 1916م يقول هشام محمد صاحب كتاب لورنس ملك الجواسيس : توماس إدوارد لورنس ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية 1916م ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب، وقد صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم لورنس العرب لاحقا كتب لورنس سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم اعمدة الحكمة السبعة، قال عنه ونستون تشرشل"لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجه ماسه له"انهى كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة عام 1925. التحق لورنس بعد ذلك تحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي. والواقع أنه عانى كثيرا من الضغط العصبي جراء الحياه الصعبه التي عاشها وخصوصا بعد أن أصبح مطلوبا من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية.في عام 1934م تلقى إنذار بقرب اعفاؤه من سلاح الجو الملكي مما أصابه بانهيار عصبي قضي لورنس بقية حياته في كوخ في شمال "بوفينجتون". في عام 1935 توفي عن ستة واربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد بحادث قيل أنه كان مفتعلا ودفن في مقبرة موريتون بعد تشييعه في جنازه مهيبه حضرها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة ورموز للمجتمع البريطاني الأرستقراطي مثل ونستون شرشل، لورد لويد, ليدي استور،الجنرال وفل,اغسطس جون وغيرهم، إضافة إلى حلقة من اصدقائه الذين يدعونه باسم تي.اي.شو.وقد تم تشييد تمثال نصفي له أمام كاتدرائية القديس بول في لندن.
2- تقوم بريطانيا بالكشف عن تلك القارير السرية وحسب درجة سريتها كل 30 سنة وذلك لإنتفاء أسباب سريتها؟ وهناك الكثير من هذه التقاريرالمصنفة تحت سري للغاية لم يُكشف عنها حتى اليوم رغم مرور المئتين عام تقريباَ على وقوع أحداثها .
3- فارس غلوب باشا: هو ابن السياسي والعسكري الشهير بابو حنيك رئيس أركان الجيش الأردني سابقاَ والخبير بشئون البادية واخبار القبائل له عدة مؤلفات وكتب عن العرب والشرق الوسط توفى عام 1986م فى بريطانيا أما ابنه فارس فهو من مواليد القدس ويجيد اللغة العربية بطلاقة على اللهجة الأردنية ويعمل محررأ بالقسم الإنجليزي بوكالة الأنباء الكويتية كونا له الكثير من المقابلات الصحفية والتراجم وكذلك أجرت معه قناة الجزيرة مقابلة قبيل وفاته روى لي أحد العاملين معه بأنه مسلم ومتزوج من أردنية وقد توفى بحادث سير أثناء عبوره للشارع عام 2004م.
4-البارون ماكس فون أوبنهايم 1860م 1946م مستشرق وخبير بالاَثار كان ينقب عن الاَثار في تل حلف على الخابور في سورية له مؤلفات عن القبائل والاَثار وأضاف صاحب المصدر مهام استخباراتية المؤلف: أوبنهايم هو صاحب الموسوعة الضخمة عن القبائل العربية [ البدو]
5- لويس موزل 1868م1944م أكاديمي تشكوسلوفاكي من جامعة براغ يتهمه الإنجليزهو وعالم الاَثار الألماني اليهودي فون أوبنهايم بأنهما كانا يعملان لصالح الألمان والعثمانيين قبيل الحرب العالمية الأولى ويعتبرانهما من أخطر الأعداء والجواسيس فى البلاد العربية نشرت مؤلفاته عن الجزيرة العربية الجمعية الجغرافية الأمريكية في ستة مجلدات. المؤلف
6- مس جيرترد بل بريطانية الجنسية رحالة وكاتبة وسياسية أطلق عليها القاب كثيرة كملكة العراق الغير متوجة وملكة الصحراء والخاتون ولدت بل في واشنطون هول في بريطانيا في عام 1868م من عائلة ثرية مرموقة تتسم شخصيتها بالجسارة والجراة والتهور كانت شغوفة فى علم الاَثار واللغات الأجنبية وخصوصاَ العربية سافرت بعد تخرجها من جامعة أكسفورد الى تركيا وايران وفلسطين وسوريا وتنكرت بزي رجل بدوي لزيارة جبل الدروز وعاشت بينهم وبين قبيلة بني صخر وقابلت العديد من زعماء العرب ومشائخ القبائل واكتشفت اَثار قصر الأخيضر فى العراق مع لورنس العرب اتصلت بالتاجر النجدي محمد البسام من أهل عنيزة عام 1914م لدخول حائل وهي ثاني إمراة تدخلها اتصلت بالحاكم البريطاني للعراق بيرسي كوكس وأصبحت المسئول السياسي في القوات البريطانية ثم سكرتيرة الحاكم لشئون الشرق الوسط اقدمت على الإنتحار عام 1926م ودفنت في بغداد خلفت مس بل ورائها إرشيفاَ ضخماَ من الرسائل والصور الفوتغرافية بلغت حوالي 7000صورة أغلبها لشعوب منطقة الشرق الأوسط نشر لها حديثاَ كتاب باسم أوراق منسية .
7- خزعل بن جابر بن مرداو 1862م1936 من عشائر بني كعب أمير عربستان لم يشفع له ولاؤه للإنكليز ولاللماسونية التي انتمى لها فقد باعته بريطانيا عندما سمحت لشاه ايران باحتلال الأحواز والمحمرة عام 1925م والقبض عليه وسجنه في طهران حتى مات عام 1936م المؤلف. والشيخ خزعل بن جابر بن مرداو بن علي الكعبي حاكم إمارة المحمرة من البوكاسب من بني كعب بن قيس عيلان العربية مات بسجنه مسموماَ وهو اَخر حكام هذه الإمارة العربية, يذكر أن المحمرة هي من أغنى مناطق إيران اليوم بما لها من خصائص جيولوجية وطوبوغرافية ففيها الكثير من الأنهار والأهوار والروافد المائية الشهيرة وأشهرها نهر كارون وهور الحويزة وتحتوي أيضاَ على الكثير من اَبار البترول وحقول الغاز .
8- الشيخ مبارك الصباح 1836م 1915م هو الحاكم السابع للكويت ويعتبر مؤسس الكويت الحديثة شجاع وقائد محنك وسياسي من الطراز الأول خاض الكثير من الحروب والصراعات الإقليمية والدولية ويعتبر من ألد أعداء الدولة العثمانية اَنذاك بسبب معاهدته الشهيرة مع بريطانيا عام1899م وذلك بعد سيطرته على الحكم عام 1896م وتحالفاته مع الزعماء والقبائل المعادية للدولة العثمانية في تلك الفترة .
9-جون لوريمر: كان مقيما لبريطانيا في الخليج العربي لعدة سنوات والمقيم البريطاني في بغداد فيما بعد وضع كتاب دليل الخليج في أربعة مجلدات فتُرجم في قطر الى اللغة العربية . المؤلف
10- عائلة عزو من الإسر المسيحية في الموصل فنزحت الى بغداد وفؤاد عزو منهم كان يقيم في كلكتا وهو الذي علم ليشمان هناك المبادىء الأولى للغة العربية . المؤلف
11- بني حسن:تقطن عشيرة بني حسن ضفتي نهر الفرات بين مدينة الكفل وجسر العباسيات . المؤلف
11- البوعقاب: لااعلم بطناَ بهذا الإسم في عبدة من شمر؟ فهناك عقاب بن عجل فهو من شيوخ عبدة المشهورين فلعله هو المقصود!
12- الشويب: سهل يمتد من أبو غريب من ضواحي بغداد الى الفلوجة . المؤلف
13- سعود بن عبدالعزيز: هو سعود بن عبدالعزيز المتعب الرشيد حكم حائل عام 1908م وهو ابن عشر سنوات تحت إشراف أخواله السبهان وتحديداَ خاله زامل بن سالم السبهان إغتاله ابن عمه عبالله بن طلال الرشيد عام 1920م وكان بالثانية والعشرين من عمره .
14-زامل بن سبهان احد أركان النظام في إمارة حائل قبل سقوطها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وقد كان وصياَ على ابن اخته سعود بن عبدالعزيز الرشيد الذي كان صغيرا في السن حينها ولكن ما إن كبر الصغير واشتد عوده حتى قتل خاله زامل بن سبهان! وزامل هو من يعنيه الشيخ خلف الإذن الشعلان بقوله:
زامل ينشدني وانا وين وينـي = هبيـــت ياهرجِ بلــيا لباقــــة
أقهرك بالله كيـف ماتدانيــنـي = عــدو جـد ولابقلبــك صداقــة
فنجال طين مانت فنجال صيني= تبرك مباريك الجمل وانت ناقة .
15- ابن سعدون: هو الشيخ عجمي باشا السعدون شيخ قبيلة المنتفق المشهور .
16- الكابتن شكسبير: هو ثاني مقيم سياسي لبريطانيا في الكويت 1909م 1915م قتل فى معركة جراب الشهيرة بين جيش الملك عبدالعزيز ابن سعود وقوات وسعود ابن رشيد وكان قد رافق جيش الملك عبدالعزيز لغرض التوثيق التاريخي وتصوير أحداث المعركة فوتغرافياَ واكثر صور الملك عبدالعزيز الأولى من حياته كانت بعدسة شكسبير نفسه .
17- هدية: هي من أشهر معارك الشيخ مبارك الصباح في أواخر حياته بعد معركة الصريف الشهيرة والتي حصلت في الجريبيعيات شمال الكويت على الحدود العراقية وتسمى أيضاَ بمعركة ام العيش وكانت بين جيش الشيخ مبارك الصباح وأتباعه وكانوا بقيادة ابنه الشيخ جابر وبمعيته الملك عبدالعزيز واتباعه وبين الشيخ عجمي باشا السعدون شيخ المنتفق وأتباعه ورغم محاولات الملك عبالعزيز ثني الشيخ مبارك عن هذه المعركة ومحاولته التوسط بين الطرفين إلا أن الشيخ مبارك كان مصراَ على تنفيذ ماعزم عليه ولكن المعركة حسمت اخيراً لصالح المنتفق وأتباعهم وكانت في 16مارس 1910م .
18- وادي الجراثيم: هكذا ورد الإسم في المصدر؟ وربما المقصود وادي جريهم عند وادي مدخل الخر في جنوب شرق البادية .
19-هوالشيخ فهد البيك بن عبدالمحسن بن الحميدي بن عبدالله الهذال شيخ مشائخ قبيلة عنزة 1840م 1927م.
20-كان الشيخ فهد الهذال عام 1910م بحدود السبعين من عمره ولم يكن طاعناَ كثيراَ في السن كما يزعم ليشمان .
21-المارتيني: بنادق ايطالية كانت شائعة الإستعمال في العراق والجزيرة العربية قبيل الحرب العالمية الأولى . المؤلف
22-المعدان: لاأعلم قبيلة بهذا الإسم إلا إن كان المقصود هم بالمعدان عرب الأهوار سكان جنوب العراق؟ فهولاء لهم نمط معيشي خاص بهم كصيد السمك وتربية الجواميس إلا انهم دون شك من العرب ويقال أن أكثر سكان منطقة الأهوار هم من بني أسد وطي وبنولام والله اعلم .
23-أين هذه الصور التي التقطها ليشمان!

التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 04-07-2011 الساعة 12:39 AM
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 10:49 PM   #15
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي

الجزء الثالث الأخير [ من حائل الى بغداد ]

وصل ليشمان الى مضارب شمر في السابع عشر من شباط عند هبوط الظلام فوجد نيران المعسكر تُضىء وادي زبالة, فعد من الخيام حوالي الف خيمة وربما كانت اكثر من ذلك ويدَعي ليشمان بانه امضى الليل وهويضمد ويداوي جراح الذين أُصيبوا في المعركة وأن الناس الذين عالجهم كانوا لايملكون شيئاَ إلا القليل من حطام الدنيا ومع ذلك كانوا يحمدون الله ويشكرونه عل نعمته! دُعيَ ليشمان الى خيمة الأمير في صباح اليوم التالي للسلام على الأمير الشاب سعود بن عبدالعزيز المتعب وخاله زامل ابن سبهان, فاستقبله هناك حامل راية ابن رشيد عبدالله مبارك الفريخ حيث ادخله عل الأمير الشاب, فسلم عليه وعلى خاله بن سبهان فجلس يستمع الى شرح بن سبهان عن تاريخ القبائل والصراعات التي كانت تدور في البادية وعن الصراع الدموي الذي حدث بين أسرة اَل رشيد من أجل السلطة, فإمارة حائل كانت منذ أمد قريب تشهد إنقلاباَ دموياَ فعندما قُتل(1)عبدالعزيز بن متعب الرشيد عام 1906م تولى إبنه متعب الحكم في حائل يدعمه أخواه مشعل ومحمد, أما أخوهم سعود فقد كان صغيراَ غير أن هذا التولي لم يعجب أولاد عمهم حمود بن عبيد الرشيد سلطان وفيصل وسعود, فقام أولاد حمود بغدر أولاد عبدالعزيز بما فيهم الأمير متعب, فاستلم حكم الإمارة أخوهم سلطان بن حمود, ولم يُعمر سلطان طويلاَ في الحكم عندما قتله أخوه سعود! وأخيراَ قام اَل سبهان بقتل سعود بن حمود وجاؤوا بالأمير الصغير سعود بن عبدالعزيز المتعب ليحكم حائل تحت وصايتهم, كما كانت أختهم فاطمة السبهان جدة الأمير الجديد تساعد في تدبير شؤون الإمارة وقد كانت فصيحة اللسان قوية الشخصية , كان الأمير الشاب بهي الطلعة جميل المظهر مولعاَ بالخيل واستعمال السلاح عل الرغم من صغر سنه, أما الوصي زامل بن سبهان فيروي ليشمان بأنه كان في الرابعة والثلاثين من عمره وأنه(3) أقوى رجل في شمر! كان شمر حائل يلبسون الثياب الفاخرة الموشاة بالذهب خلافاَ لتعاليم الدعوة السلفية, كما أن علاقاتهم مع الدولة العثمانية كانت علاقات كجاملة .
يكمل المؤلف سرده للأحداث قائلاَ: وهناك صراع اَخر كان يدور في شمال الجزيرة العربية عندما حشد عبدالعزيز ابن سعود والشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت جيشاَ كبيراَ فيه أكث من ثمانية اَلاف مقاتل من الكويت من بدو العجمان ومطير والقبائل المحيطة التي تحالف ابن سعود, وذلك لتاديب قبائل الظفير وابن سعدون شيخ المنتفق, لأنهم كانوا يغزون القبائل المحيطة بالكويت ويهددون شمال نجد كله, ولكن يبدوا أن هذه التحركات كانت جزءاَ من اتفاق مسبق وجهد منظم كان يديره ابن سعود الذي حشد الرولة والعمارات من عنزة في الشمال, وجيش مبارك الصباح بقيادة ولده (4) الشيخ جابر المبارك في الجنوب وذلك للإنقضاض على شمر حائل عندما تحين الفرصة المناسبة, فهذا الهاجس قد نبَه الحكومة العثمانية وبريطانيا الى حقيقة مايحدث, وان انتصار أحد الطرفين سوف يقلب موازين القوى في المنطقة ولهذا كانوا يرسلون الرسل سراَ وعلانية لكسب ود الطرف المنتصر؟ فمنذ عام 1910م أصبح عبالعزيز ابن سعود مثار اهتمام كل القوى في المنطقة, كانت بريطانيا في قلق من اصدقائها في من جهة لاتريد إثارة تركيا ومن جهة أخرى لاتريد انتصار اَل رشيد حلفاء العثمانيين! ولهذا أرسلت شكسبير المقيم البريطاني في الكويت للإتصال بابن سعود ورصد كل التحركات القبيلة في المنطقة, كما كان ليشمان بين شمر في حائل وينوي زيارة الظفير وابن سعدون لتقييم الموقف, وعندما انطلق شكسبير في شهر شباط 1910م الى وادي الباطن كان ينوي استطلاع تحركات ابن رشيد وحلفائه من اَل سعدون والظفير , وقد تبادل الرسائل والمعلومات مع ليشمان في مضارب شمر سراَ؟ فالأحداث كانت تتسارع والمعركة بين الطرفين كانت ستقع لامحالة .
في الإسبوع الثاني من اَذار عام 1910م انطلق جيش عبالعزيز ومبارك الصباح للإغارة على ابن سعدون والظفير في(5) الجريبعيات في البادية فدارت رحى معركة رهيبة قتل فيها عدد كبير من المحاربين من الطرفين, وكان النصر حليف ابن سعدون شيخ المنتفق وحلفائه, ويبدوا أن لشكسبير وليشمان دوراَ استخباراتياَ في فهم وتقييم نتائج المعركة التي عُرفت في ادبيات الحرب بمعركة هدية, طالت مدة بقاء ليشمان بين شمر حائل ولهذا امره ابن سبهان بالرحيل لأن وجودة بينهم لايرضي الحكومة العثمانية, فزامل بن سبهان كان يلم بالخفايا السياسية ويعرف(6) كل مايدور حوله؟ وعندما أمر ليشمان بالرحيل غضب الأخير بشدة وطلب أن يغدر للكويت ليذهب من هناك الى ابن سعود في الرياض, فرفض بن سبهان ذلك وامره أن يلتحق بقافلة من الإبل كانت متجهة الى(7) الخميسية الى ديار الظفير, ومنها الى ابن سعدون ومن ثم الى بغداد, انطلق ليشمان في الخامس والعشرين من اَذار مع القافلة فقطع في أربعة أيام 144ميلاَ فوصل الى مكان قريب من اَبار الجريبيعيات حيث درات المعركة الرهيبة بين جيش عبالعزيز ابن سعود ومبارك الصباح وجيش ابن سعدون, فادعىَ انه شاهد الأرض وهي مازالت مفروشة بجثث القتلى التي كانت تنهشها الذئاب وتحوم فوقها النسور والعقبان, كما أدعى انه التقى (8) بفيصل الدويش من شيوخ قبيلة مطير الذي فاوضه ليوصله الى أي مكان يريده لقاء مكافاة مالية مجزية, وعلى الرغم من عناء السفر يقول ليشمان بانه لقي معاملة طيبة من(9) كريم بن فايد رئيس القافلة.
[ الرحلة الفاشلة ومتاعب السفر الى الكويت عام 1911م ]
حظيت دعوة ليشمان لزيارة الجزيرة العربية للمرة الثانية بموافقة وزارة الحرب إلا أن وزارة الخارجية كانت ترفض ذلك بشدة, لأنها لاتريد تعكير صفو العلاقات مع الدولة العثمانية, ولكن الأحداث أخذت تتسارع بشدة فمنذ كان ليشمان في دمشق في عام 1910م علمت بريطانيا بحرب تدور بين شريف مكة وابن سعود وعل الرغم من تصدي عبدالعزيز للجيش المهاجم فقد تعرض للمساومة بسبب أسر(10) أخيه سعد في المعركة, وفي عام 1911م التقى الكابتن شكسبير بابن سعود عند أطراف الكويت فادعَى شكسبير علمه بوجود مراسلات بين الزعماء العرب شريف مكة وزامل بن سبهان وابن سعود, بشأن انتفاضة يخطط لها الزعماء العرب ضد الحكم العثماني! لم يكن ليشمان يتحدث عن نفسه إلا نادراَ وإذا ماتحدث فانه يتحدث باعتدال, فقد كان يتوقع بان الاتراك كانوا يراقبونه باستمرار ولهذ انطلق متنكراَ مع مجموعة من الرعاع والدراويش في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1911م الى داخل الأراضي الكويتية, وقد اخفى هويته وتنكر في شخصية تاجر متجول يبيع الحلى الشرقية الرخيصة, كانت الجماعة وكأنها من الدراويش الذين كانوا يلتفون حول (11) سيد طالب النقيب في البصرة, وعندما اقتربوا من المدينة كان فداوية الشيخ مبارك بانتظارهم, فالقوا القبض عليهم وجمعوهم في الواجهة البحرية أمام القصر وهناك ضربوا وسحلوا على الرمال فنال ليشمان نصيبه معهم من التوبيخ والجلد بالسياط , فالشيخ مبارك الصباح كان لايتسامح مع من يتسلل الى بلاده دون إذن رسمي, قال ليشمان: تم احتجازي وتوبيخي أمام الشيخ مبارك الصباح الذي كان عنيفاَ فامر باعادتي الى البصرة .
عاد ليشمان الى البصرة مذلولاَ مخذولاَ وهويظن بان(12) سيد طالب النقيب قد وشى به عند الشيخ مبارك الصباح, وإن الشيخ مبارك كان يعرفه تمام المعرفة وتجاهل معرفته عندما كان يضرب أمام القصر, وحتى رجال المقيمية البريطانية في الكويت يبدوا أنهم تجاهلوا ماحدث له, لان ليشمان أخذ يتمرد على القيادة ويسافر دون علم ولاتنسيق مع القيادات العليا ومن يفعل ذلك فهذا جزاءه, سافر ليشمان الى الهند بدون ضجة إعلامية لأنه كان يتستر على ماحصل له , عاد ليخدم في كتيبته التي كانت ترابط على الحدود الشمالية الغربية من الهند وليحضر أيام عيد الميلاد لعام 1912م هناك لينسيَ مصابه في الكويت فبقى هناك ثلاثة أشهر, من العام الجديد في دورة تدريبية ليرتقي الى رتبة نقيب في الجيش البريطاني ولما نجح في الإمتحان رقي في تلك الرتبة وعمره لايتجاوز الثانية والثلاثين, وبعد الدورة والترقية مُنح اجازة طويلة قرر أن يقضيها في بريطانيا, فابحر في نيسان في طريقه الى بلاده ليقضي خمسة أو ستة أشهر من الإجازة في وطنه والتي كانت كافيه لينعم بالراحة وليبتل من أثر السياط على جلده في الكويت, فالضرب الذي تعرض له عل أيدي فداوية الشيخ مبارك الصباح لم يكن ليُنسى بسهولة, روى ليشمان بعد تلك الحادثة أن الشيخ مبارك الصباح رحمه الله كان يتقن فن السياسة, ويملك مهارة في التعامل مع الأعداء والأصدقاء في اَن واحد, وأنه كان على دراية بكل مايدور حوله قي المنطقة .
[ مصرع الكلونيل ليشمان ]
عاد ليشمان الى عانة والرمادي بعد جلاء الجيش البريطاني عن لواء دير الزور في اَيار 1920م وهناك في العراق وجد أوار ثورة العشرين يشتد ضراوة, فعمل كل مافي مافي وسعه لإخماد الثورة فلم يفلح, وهويدرك بان حياته أصبحت في خطر وأن الموت كان يحيط به في كل مكان , ولجرائمه وعنفه بات مطلوباَ في المنطقة الممتدة من الموصل حتى دير الزور, ومن دير الزور الى الرمادي حتى أن المس بل كانت على يقين من انه سوف يُقتل , كما أن بعض القيادات العليا كانت على يقين من ذلك وكانت تُحمله وتُحمل أرنولد ويلسون وويلي حاكم الديوانية مسئولية اثارة القلائل والثورة في المنطقة, وقد قلت من قبل بأنه كان يرى الذبح والإبادة الجماعية هي أفضل طريقة يمكن استخدامها في التعامل مع العرب, وكما كان متوقعاَ قتل ليشمان في الثاني عشر من اَب عام 1920م بيد الشيخ ضاري بن محمود ورجاله من عشيرة زوبع الشمرية, وقد تباينت المصادر في تحليل أسباب الحادثة وخطواتها, وذلك بسبب التحقيقات ومجريات محاكمة الشيخ ضاري , فما جاء في دفاع المحامين العرب عن الضاري أثناء محاكمته لايعني الحقيقة كلها فقد جائت أخبار قُصد منها تخفيف الحكم عن الضاري أما التفاصيل وسبب قتله من قبل الزوبع فيروى عن الوردي : أن الشيخ ضاري الظاهر كان مقرباَ من الإنكليز في البداية, فهم الذين اعتمدوه شيخاَ عاماَ للزوبع, وخصصوا له مرتباَ شهرياَ أولياَ وقدره 750ربية شهرياَ, لكنهم منعوا عنه الراتب لأسباب مجهولة, ثم عادوا وقلصوه الى 500ربية, وعندما جاء ليشمان من الموصل الى لواء الدليم في 29شباط 1920م وجد نفسه في مواجهة الشيخ ضاري وغيره.
كانت بداية الخلافات على مايبدوا شخصية, فليشمان كان فظاَ سريع التوتر والغضب لايحترم أحداَ, وربما كان يتصرف بطريقة غير لائقة مع شيوخ القبائل,إذ يروي المصدر ذاته أن ليشمان كان يوجه للضاري اهانات لاتحتمل؟ ففي احد الأيام منعه من الجلوس في صدر المجلس وقال له قم هذا ليس مكانك وانت الضارط وليس الضاري! وفي الوقت الذي كان فيه الإنجليز يقدمون قروضاَ لمزارعي العراق لمواصلة زراعة المحاصيل قام ليشمان بحجب السلفة عن الضاري, فأيقن الضاري بان ليشمان يقصده ويتحين الفرصة ليفتك به, فبادر بأخذ الحيطة والحذر وقرر ان يبدأ به قبل ان يقتله, ومن جهة أخرى سمح للزوبع بقطع الطريق ونهب المسافرين مابين بغداد وخان النقطة, ركب ليشمان السيارة الى بغداد ليناقش بعض التدابير لموجهة الثورة, ومن هناك أرسل يطلب مقابلة الضاري في 12من اَب في مخفر أبي منيصير بالقرب من خان النقطة, فلما وصل ليشمان الى المكان المحدد وجد الضاري ومعه ولداه خميس وسليمان وبعض رجاله, جلس الرجلان على دكة في مدخل المخفر يتحدثان عن الثورة في كربلاء, ومحاولة القاء القبض عل يوسف السويدي وأصحابه, في هذا الوقت جاء تاجر يشكوا من رجال كانوا يسلبون الناس غير بعيد من مكان الإجتماع, فالتفت ليشمان الى الضاري وقال هذه كلها حركاتك وانت تعمل تشويشاَ في المنطقة؟ فكان الضاري يعتذر وليشمان يشتد, فامر قائد الشبانة عبدالجبار الجسام أن ياخذ معه أفراد الشبانة وخميس الضاري لتعقب الفاعلين, وبقى سليمان الضاري وبعض الرجال ولم يبقى سوى القليل من الحراس, عاد الرجلان ليشمان والضاري للنقاش فوجه ليشمان الى الضاري إهانة بالغة لايمكن للعربي أن يسكت عنها .
فالتفت الضاري الى ولده سليمان وقال له دكوه؟ فاطلق سليمان ومعه رجل اَخر النار فسقط ليشمان يترنح فاستل الضاري السيف وضربه على رأسه وصدره وهو يصرخ كافي ضاري كافي ولما عاد أفراد الشبانة جُرِدوا من سلاحهم وعمت الثورة ديار زوبع كجزء من ثورة العشرين في العراق, قامت ثورة الزوبع فادمى الثوار انف القوات البريطانية وكبدوها خسائر فادحة لكن ساعد الثورة بدأ يضعف فجمع الضاري عائلته وبعض افراد عشيرته وأرسل ولده خميس مع عدد كبير من عشيرته الى نصيبين في الشمال داخل الحدود التركية, أما هو فقد توجه الى كربلاء والنجف, ثم رحلت زوبع الى مناطق شمر حول جبل سنجار, فبقى سليمان هناك أما الضاري وابنه خميس فقد حلا في ماردين, قال خميس الضاري يصف نشاط والده في ماردين: قام(13) عجمي السعدون وضاري المحمود وعبدالرزاق منير(14) وحميدي الفرحان بالإتصال بوالي ديار بكر نهاد باشا للإتفاق معه عل القيام بحركات ضد الإنكليز في العراق, إلا ان ضعف القوات التركية واهتمامها بصد الجيوش الأجنبية حال دون ذلك, بقى الشيخ الضاري في الشمال بعيداَ عن الإنجليز في العراق فهؤلاء اعلنوا عفواَ عاماَ عن المجرمين السياسيين يعمل به من 30اَيار عام 1921م ويشمل جميع الذين اشتركوا في الثورة عدا الشيخ ضاري وولديه خميس وسليمان؟ وصلبي وصعب المجباس ودحام الفرحان المتهمين بقتل الكلونيل ليشمان, تجاوز الشيخ ضاري السبعين من العمر وهو لايزال في المنفى, ففي تشرين الاول عام 1927م أرهقته العلل والأمراض فاصبح واهن الجسم ولهذا طلب الطب في حلب واستانبول, فوصل الى ديار شمر في سوريا وهويبحث عن ولده سليمان, ليكون رفيقه الى حلب, فوجدوا سائقاَ أرمنياَ يدعى ميكائيل كريم وعندما انطلق السائف في البادية توقف واستاذن الشيخ ليلتقط رجلاَ كان منقطعاَ في الطريق, كان السائق وصاحبه يديران يدبران مكيدة للضاري ويبدوا انهما من رجال المخابرات البريطانية التي كانت تبحث عن الضاري وتراقبه, ولهذا مرا به على مخفر للشرطة العراقية في سنجار وهكذا وقع الضاري في الأسر, مكث الضاري عدة ايام في سنجار يخضع للتحقيق على الرغم من كبر سنه, وسيق بعدها الى الموصل لمتابعة التحقيق قبل نقله الى بغداد, فاجريت له محاكمة طويلة وقبيل الحكم عليه توفى رحمه الله في فجر اليوم الأول من شباط عام 1928م فجرت له جنازة مهيبة في بغداد لم يعرف لها مثيل فقد اندفع مئات الاَلاف من العراقيين يحملون نعش الضاري وهم يهتفون:
رحمت روح الكاتل ليشمان= هز لندن ضاري وبكاها
[انتهى]
[ استدراك وتعقيب ]
1-هو عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله الرشيد الحاكم السادس من أسرة اَل رشيد تولى حكم إمارة حائل عام 1897م بعد وفاة عمه محمد العبالله الرشيد وقد قُتل في روضة مهنا عام 1906م بين قواته وقوات جيش الملك عبدالعزيز ابن سعود وقد تعددت الروايات في كيفية طريقة مقتله .
2-الحقيقة أن مسلسل الإغتيالات في أسرة اَل رشيد ليس بجديد! فاول إغتيال قام به بندر بن طلال الرشيد عام 1869م عندما أطلق النار على عمه متعب العبدلله الحاكم الثالث لحائل فأرداه قتيلاَ وتشير بعض المصادر أن هذا الإغتيال كان بتدبير وايعاز من عبيد الرشيد رأس الأسرة فى ذلك الوقت! وفي ذلك يقول بندر بن طلال فيما بعد:
ياللي تكزون المراسيل يمي = قولوا تراني بين حـذوة ومسمـار
طعـت حكـي المقعديـة بعـمي = جعل عبيد وشيبته باسفل هل النار
ويقول احد شعراء شمر في قصيدة طويلة يمدح بندر الرشيد ويثني على فعله:
يامن يبشـر شمـر شاخ بــندر = كـل القبايل مـن غـلا أبوه تغلـيه
الشيخ عقب الحكم قام يتصندر= من كف ممرورِ من العام مطنيه
وفي عام 1872م قام محمد العبدالله الرشيد بقتل بندر بن طلال الرشيد واخوته نايف وبدر وكذلك قام بتصفية أبناء عمومته الجبر وكان عبيد الرشيد أثناء هذه التصفيات في زيارة للرياض وقد رفض العودة الى حائل خوفاَ من قتل إلا بعد تعهدات من ابن اخيه بعدم التعرض له؟ وفي ذلك يقول حمود العبيد الرشيد في قصيدة طويلة بعد ان قام أبنائه بقتل أبناء أختهم متعب ومحمد وطلال ومشعل أمام عين أمهم التي دفق عقلها وهم أبناء بنته وكان طاعناَ بالسن:
هيضت ماكنيت وابديت مااخفيــت = وليانمـت انـا سايـلت حالـي بحالـي
ولانمت انا عقب الهرم ثم سجيـت = الا اربـعـــة بالـحـلـم كــلـن لـفـانــي
يالـيتنـي قيــَلت معــهم ولاجيــــت = ولاشــفـت تقطيــعـة محمــد قبـالـي
متعب ولد بنتـي لشـوفته تشافــيت = وليا ابطيت ماجيته هـو اللي عنالي
ومشعل يداوي الجرح لوماتداويت = ولاشــفـت زولــه ورد المـا حـبـالـي
وطــلال ناجانـي وانـا لـه تناجـــيت = عــزالـله انـه مـن نضايض حـلالي
وعــزالله انــي بالعــهـد مـاترديــت = مــار بـــواق العــهـد مــن عـيـالــي
وعــزاللـه انــي للمراجــل تقصيــت = مــن نســل عبدالله مـن اول وتالـي
وقد توفى حمود العبيد بعد هذه الحادثة بقليل في المدينة المنورة كمداَ على مقتل أبناء ابنته؟ ويقول المؤلف: أن عبدالعزيز المتعب وأولاده من بعده كانوا لايفضلون الإقامة في حائل خشية الغدر والخيانة ولهذا كانوا يمضون جل وقتهم يخيمون في البادية!
3-هذا رأي ليشمان ولكن الحقيقة خلاف ذلك؟ فلربما كان المقصود بانه أقوى رجل في الإمارة من الناحية السياسية فهذا صحيح!
4- هو الشيخ جابر المبارك الإبن البكر للشيخ مبارك الصباح تولى حكم الكويت بعد وفاة والده عام 1915م ولم يدم طويلاَ فتوفى عام1917م .
5- الجريبيعيات تقع شمال غرب الكويت على الحدود العراقية وفيها جرت معركة هدية .
6- لو كان ابن سبهان ملم بالخفايا السياسية ويعرف كل مايدور من حوله لما اغتاله ابن اخته سعود المتعب في حائل؟ فيذكر المؤلف أن للسفير الفرنسي دوراَ في تحريض بعض أفراد عائلة الرشيد لإغتيال ابن سبهان!
7- الخميسية منطقة تجارية بالقرب من سوق الشيوخ جنوب الناصرية في العراق . المؤلف
8- فيصل الدويش كان من زعماء الحركة السلفية المتشددين, فبتقديري انه لو وجد ليشمان لقتله على الفور . المؤلف
9- كريم ابن فايد من كبار الأسلم من شمر .
10- سعد هو شقيق الملك عبالعزيز قتل في معركة جراب 1915م .
11- سيد طالب النقيب من زعماء البصرة ومن السياسيين المعروفين في العراق في ذلك الوقت . المؤلف
12- لاأستبعد رواية ليشمان فسيد طالب النقيب هو عين الشيخ مبارك في البصرة وعموم ولايات العراق؟
13- هو عجمي بن سعدون السعدون شيخ المنتفق .
14-هو الشيخ الحميدي باشا بن فرحان الجربا .

التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 04-07-2011 الساعة 03:12 PM
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2011, 01:05 AM   #16
عضو منتديات العبار
 
الصورة الرمزية ابن قبلان
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 192
افتراضي

الف شكر يبو مشاري .... بس حبيت اقول لك شي ....

اسم الكتاب \\ الطريق الطويل الى بغداد

تاليف \\\ ادموند كالندر

وهو مدير المخابرات البريطانية تلك الفترة

ونشر باللغة الانكليزية ثم عرب الى العربية

واشكرك على هذا النقل الجبار ... انت موسوعة يبو مشاري عسى لا عدمناك يبن العم

ابن قبلان العنزي
ابن قبلان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011, 09:12 AM   #17
باحث
 
الصورة الرمزية أباوائل الوائلي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 848
افتراضي

تحياتي للباحث أبومشاري الرفدي على مايقوم به من أتحافنا وتزويدنا بكل ماهو جديد ...

ملاحظة بسيطه وهي أن سعد بن عبدالرحمن شقيق الملك عبدالعزيز قتل في معركة كنزان وليس جراب ...

تقبل مروري ...
أباوائل الوائلي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2011, 12:22 AM   #18
نائب صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,257
افتراضي

الف شكر اخي ابو مشاري الرفدي. على ماتبذله من جهد في جمع ونقل تاريخ يهم المجتمع اطال الله في عمرك ويوفقك
متعب الفققي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2011, 05:25 PM   #19
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن قبلان [ مشاهدة المشاركة ]
الف شكر يبو مشاري .... بس حبيت اقول لك شي ....

اسم الكتاب \\ الطريق الطويل الى بغداد

تاليف \\\ ادموند كالندر

وهو مدير المخابرات البريطانية تلك الفترة

ونشر باللغة الانكليزية ثم عرب الى العربية

واشكرك على هذا النقل الجبار ... انت موسوعة يبو مشاري عسى لا عدمناك يبن العم

ابن قبلان العنزي

الاخ ابن قبلان حياك الله واشكرك على شعورك الطيب وكلماتك الجياشة ولاشك عزيزي بأن هناك كتب ومؤلفات كثيرة ذكرت سيرة ليشمان وكتبت عنه وهي كثيرة لم تترجم كالكتاب الذي ذكرته وإن كنت لم أطلع عليه!
وشكراَ لك
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2011, 05:33 PM   #20
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,143
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أباوائل الوائلي [ مشاهدة المشاركة ]
تحياتي للباحث أبومشاري الرفدي على مايقوم به من أتحافنا وتزويدنا بكل ماهو جديد ...

ملاحظة بسيطه وهي أن سعد بن عبدالرحمن شقيق الملك عبدالعزيز قتل في معركة كنزان وليس جراب ...

تقبل مروري ...

حياك الله عزيزي أبا وائل الوائلي وأشكرك على هذا التنويه والإستدراك وبالفعل أن الأمير سعد بن عبدالرحمن قتل بكنزان
في 15شعبان 1333هـ وهي بعد جراب التي وقعت فى 17يناير1915م بعدة أشهر...

وشكراَ لك
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كرم الوافي راع الباع الطويل *** ويستحق الطيب ممدوح الخصال فرحان بن مساعد بن نومس الشعر الشعبي المكتوب 7 10-20-2013 03:43 PM
ضرائب طريق (بغداد ــ حلب) عام 1223هـ لقبيلة عنزة .. ذيـب الحمــاد الأنساب العام واستفسارات الأنساب 11 05-15-2012 09:28 AM
العراق بغداد محمد اعلام الأنساب العام واستفسارات الأنساب 1 04-06-2012 02:03 PM
ماقاله الكولونيل سانكي في قبيلة عنزه 0 حميد الرحبي المستشرقين 3 06-30-2011 06:28 PM
بعض ماقاله الكولونيل سانكي في قبيلة عنزة احمد بن محمد الحريميس المقالات والبحث العلمي 6 06-02-2011 05:45 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 10:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009