السلام عليكم

ذكر الاستاذ عبدالرحمن بن زيد السويدا في كتابه أهل المناخ في منطقة حائل ما نصه

(وقد استمرت ضرغد أو ضرغط طيلة هذه القرون محتفظة بإسمها إلى أن تكونت قرية في بداية الأمر على يد مؤسسها الشيخ رشود بن غنام التميمي رحمه الله في مطلع القرن الثالث عشر الهجري أي نحو 1210هـ -1795م حيث اشتراها من ابن غبين شيخ الفدعان من عنزة حسب وثيقة مصدقة من حجيلان بن حمد أمير بريدة والشيخ قرناس قاضي الرس حسبما ذكر لي الاستاذ دخيل بن ناصر)

وشكرا لكم

الأخ سعود من المعروف أن قبائل عنزة كانت تملك نخيل خيبر منذ القرن الرابع الهجري ورغم انها تملك الأرض والنخل ألا أنها لم تبني مساكن ولم تستقر في خيبر المدينة بحيث أن جميع قبائل عنزة بادية تملك على الأبل وبحكم بداوتها فأنه كانت تنجع في مناطق الحرة وتتوغل أحيان في بلاد الجبلين ومع مرور الزمن أصبحت خيبر منطقة مابية لكثرة مجاري عيونها وتراكم البعوض حول المستنقعات مما أشاع بها حمى الملاريا وأصبح لا يسكنها الجلد الأبيض لذلك شاركت عنزة شركاء سكنوا في خيبر وتولوا أمر الغرس وبقيت قبائل عنزة تأتي وقت صرام النخل وتحصل على مالها من تمر ومن ثم تعود قافلة إلى مناجعها ومن الطبيعي أن يكون لكل قبيلة من عنزة خط سير من خيبر إلى الأماكن التي ذهبت لها ولها عدود ومراتع وكانت قبيلة الفدعان قد سكنت في فدك وضرغط وأنبوان ومناطق معروفة وديار الفدعان القديمة حالياً يملكها قبائل من بني رشيد وبخصوص أبن غبين فهو كان شيخ ضنا عبيد عامة وله ملك في ضرغط وضريغط وكانت حاضرة ضرغط من تميم وبعد أن نزح للشمال لا يستبعد أن باع جزء من ملكه ولكن صالح بن ضويحي بن غبين كتب ورقة أعطى بموجبها ضرغط لمطلق بن ضويهر الغضوري حيث كانوا أخواله الغبين وحصل بين الضويهر والضراغطة طلايب على هذه الأرض وهناك أبيات بهذا الخصوص :

* وهذه الأبيات من شعر محمد بن قبيّل من كبار أهل ضرغط حيث تنازع مع مطلق بن ضويهر الغضوري على غلات ضرغط وكانت من أملاك أبن غبين قديماً وعندما نزح إلى الشمال استولوا عليها الضراغطة وجنوا ثمارها ثم تقدم الشيخ مطلق بن ضويهر الغضوري وكان أبن غبين خاله فنازع أهل ضرغط وأخذ ورقة من الشيخ صالح بن ضويحي بن غبين فأقر راعي ضرغط أن الملك لأبن غبين وهذه قصيدة محمد القبيل موجهه لمطلق بن ضويهر يقول :
يابن ضويهر ملك جدك على قـرس *** وتـبي تـقـاسمنا النمـاء بالفــروعي
حقك من بن غبين ما ثمن الهرس *** حفـنت شعير ولا طـرد عنك جـوعي
اللي يبي حقه يجي طلعـت الشمس *** وعـداي بالظلماء سروق ودنـوعـي
عـبيت لـك قصديـرةٍ صبهـا خـمس *** ومـنـومـلٍ لا ثـــار حـسـه يـروعــي
واللي اقرب لحدودنا ندمسه دمـس *** وعـلـيـه عـوراتـه تـهـل الدمـوعـي
وبعد حصول مطلق على ورقة الشيخ صالح بن ضويحي بن غبين قال مجاوباً محمد القبيل بهذه القصيدة منها قوله :
عندي خبر بحدود جدي وراء قـرس *** وأنـا وراء حـده بـعـيـد النجـوعـي
ضرغط عطـاني ملكها مبعـد الـرمس *** شيـخ رحـل عنها يقود الجموعي
جزل العطا أبن غبين ما مدته هـرس *** وعطيت أبن غبين مابه رجـوعي
لنـا أرضهـا يا أبن قبيـّل مـع الغـرس *** وعـن حقنـا تدفع انتاج الـزروعي
والـلـه لتـدفع حقـنـا وخاطرك عـمس *** بالغصب توف الحق من غير طوعي
عـليـك مردود النقـا طـلعـت الشمس *** وأن جيـت بالظلماء تراني دنوعي
ثم سعوا السفراء بين الطرفين وتمت الصلحة بين الضويهر وأهل ضرغط وقال محمد بن قبيّل معتذراً لمطلق بن ضويهر بقصيدة حفظ من أبياتها :
يا أخـوان غـندب مبعـديـن المـدالي *** أنـتم ذرانـا ودوم نـرعـابكم هـيـت
يا أخـوانـي الـلي مـن قديمـاً وتـالي *** لا تـواخذوني بالجهـل يـوم زلـيت