الأخ خفايا أنسان بخصوص بعض المزوح الذي تحصل بين بعض جماعتنا وربعكم فهي لا ترقى إلى مستوى التنافر وهناك تعليقات بين الطرفين وهناك قصص متشابهة ونحن لم نكن شاهد عيان في أي قصّة حيث ورثناها من رجال هم حالياً تحت الثرى وبخصوص القصائد قد تكون توارد خواطر ولكن القصص تختلف في التشابه وليس غريب أن تحدث القصة عند عدة قبائل لأن العرب طباعهم وعاداتهم وتقاليدهم متقاربة ولا نريد أطالة هذا الموضوع وكل قبيلة لها تراث وتاريخ والدليل على تقارب العادات فأن موزل المستشرق الألماني كتب عن قبيلة الرولة وقال أنني أخذت هذه القبيلة كنموذج بحيث أن ما يحدث في هذه القبيلة من عادات وتقاليد في الحرب والسلم يوجد عند جميع قبائل العرب وهذا يعتبر من الأنصاف وأقول عندما ترد قصة عند عنزة وقصة مماثلة عند قبيلة أخرى تجد من يقول هذه قصّة فلان أنتحلوها وحطوها لهم ولكن الرجال المنصفين يميزون أن القصص تتشابه وبخصوص قصة علوش بن ضويهر فهي صحيحة ومعروفة سواء قصيدة الذويبي قيلت أو أنها مقولّه على لسانه أما محمد بن سمير فقد كتبت في كتابي قطوف الأزهار روايات عن هذا الشيخ ومن ضمن ما كتبت القصص التالية :
* أما الشيخ محمد بن دوخي بن سمير شيخ قبيلة ولد علي من بني وهب من ضنا مسلم من عنزة فهو من أبرز مشائخ قبائل عنزة وهو شيخ وفارس وشاعـر أنطوى معظم شعره في صدور الرواة ومن خلال بحثي عن تراث قبائل عنزة فقد حصلت على عدد من قصائد الشيخ محمد وحيث أن بعض القصائد مرتبطه بأحداث فقد تم تجاوز بعض الأبيات من قصائد الشيخ محمد وللشيخ محمد بن دوخي السمير مواقف وقصص كثيرة وقد أشتهر في حماية المستجير حتى أطلق عليه لقب ( حريب الدول ) ومن القصص والمواقف للشيخ محمد هذه القصة التي كنت قد ذكرت في طبعات سابقة من هذا الكتاب أنه أستجار به جماعة من أسرة الخديوي ثم أتضح أن الذين أستجاروا بالشيخ محمد هم من حمائل الطحاوية أهل مصر حيث كان عليهم طلب للدولة التركية فأجارهم وقومت عليه الدولة حمله فدارت معركة قتل بها عدد من الطرفين ولكنه لم يسلم الطحاوية حتى عفي عنهم وعادوا إلى بلادهم وقال الشيخ محمد بن دوخي السمير هذه الأبيات من قصيدة يسند على حمود ويفخر بحمايته للطحاوية :
يا حـمـود مـا نعـطي دخيـل نصـانـا ** لـو جمعـوا كـل العساكـر والأروام
يا بـعـد عـن ظيم الرجال اقصـرانـا ** ودخيلنا بالكون يا حمود ما ايضام
دخـيـلنـا عـن نصـرتـه مـا انتـوانـا ** نحميـه لـو يطـلـب بـثـارات حـكّـام
عـن الردى تـكـرم سـواعـد لحـانـا ** ودخـيـلـنـا ما هو دخيل 000000
نـكـوي المعـادي كـيـة وأن كـوانـا ** كـي يـجي مـن بـسـرة القـلـب قـّدام
حـنـا عـذاب الـلـي تـوطـأ رشــانــا ** دام الـلـيـالـي مـقـبـلات والأيــــــام
وحنـا نهـار الكـون نرهـب اعـدانـا ** وحـنـا عـلى مـن دور الظـلم ظّـلام
وحـنـا الـيـا سـرنـا بـعـيـد مـعـدانـا ** وعـدونـا الـلي نطلبـه حـق مـا نـام
نـبي الحـرايـب والحـرايـب مـنـانـا ** وش عاد لو جابولنـا عسكر الشام
ثم بعد ذلك زبن على الشيخ محمد بن سمير الفارس شلاش العر من كبار قبيلة العمور بعد أن قتـل ضابط من قادة الأتراك رجال الدولة آنذاك وقيل أنه بسبب الدفاع عن كرامة أمرأة أراد هذا الضابط النيل من شرفها فصاحت تطلب النجدة وقتله شلاش العر وأصبح مطلوب للدولة فما كان منه الا التوجه إلى الشيخ محمد بن دوخي السمير وقد حل ضيفاً عند أحد رجال المشطة وهو عقيّل بن سليم بن نصرالله من القذالمة من المشطة وطلب أيصاله إلى ابن سمير فقام أبن نصرالله وأوصله إلى أبن سمير وبعد أن وصل إلى الشيخ محمد ابلغه بقصته وطلب منه أن يجيرة فقال محمد ما يلحقك الا ما يلحق ولد علي وقال هذه الأبيات من قصيدة يطمئن مجيره شلاش العـر بعد أن بلغه أن هناك وفد من الدولة جاء يفاوض الشيخ محمد على تسليم شلاش فقال الشيخ محمد هذه القصيدة :
يا شلاش قلبك لا يصيبه وشاويـش ** حـنـا هـل العـادات كـان أبـتـلـيـنـا
ياشلاش ما نعطيك حمر الطرابـيش ** لـو جـمعـوا كـل العساكـر عـليـنـا
دونك نسوق المال والخيل والجيش ** وأن لزموا يا شلاش نرهن حدينا
أخوان عذرى ما بنا سيس وكـديش ** يرجـع معـيف وخـاسرٍ مـن يبينـا
حـنـا الـيا سـرنـا بـعـاد المطاريـش ** حامين من النقـره اليـا حدود سينا
مركاضنا يشبع بهـا ناقض الريـش ** نرهـب اعـدانـا كان صوبه مشينـا
وأن طار ستـر منقضات العكاريش ** عـدونــا لــو كـان قـاسـي يـلـيـنـــا
وحـنـا عـذاب الـلي يـدور التباليش ** يـا مـا ولـيـنـاهـم ويـا مـا عـفـيـنـا
ثم أرسل والي الشام وفد يفاوض أبن سمير لتسليم مجيره شلاش العـر وكان أبن سمير قد اعد خطة بحيث أبلغ رجال قبيلة ولد علي بأنه سوف يأتيهم ضباط من عسكر الدولة للتفاوض على مجيرهم شلاش العـر وقال سوف أعقد معهم جلسة على قمة تلك الرابية وعليكم أحضار اسلحتكم وركوب خيلكم وعزل الخيل حسب أشكالها بحيث تكون الخيل الصفر والشقر والدهم وغيرها من أشكال الخيل المعروفة وتشكيل سرايا من كل لون وتطويق الرابية وأنتم ملثمون وتنشدون أهازيج الحرب والحداء حتى يكون هذا التصرف بمثابة رسالة للدولة لكي تفهم أنه من الصعوبة أخذ هذا المجير عنوة ولكي يتم القبول بالفدية وبعد أن وصل وفد الدولة المفاوض إلى بيت الشيخ محمد بن سمير رحب بهم وقهواهم ثم طلب منهم أن تكون الجلسة في قمة الرابية لكي لا يسمع الحديث أحد من رجال القبيلة وعندما جلسوا على الرابية وبدأت المحادثات بين الطرفين وكان الأتراك يتكلمون بلغة التهديد والوعيد والتحدي من منطلق القوة وهم ينوون أخذ شلاش العـر بالقوة ولم يخطر على بالهم أن أحد يمتنع عن الأذعان لأمر الدولة التركية ولكنهم فوجئوا بالرجال يطوقونهم على صهوات الخيل ومعهم أسلحتهم فسألوا الشيخ محمد عن هذا الحشد وما سبب وجود هؤلاء القوم فقال أن هؤلاء رجال قبيلتي ينتظرون نتيجة المحادثات بيننا وفي حال موافقتي على تسليم مجيرهم فهم ينوون قتلنا جميعاً ولا حيلة لي بهذا الأمر إذ أن القبيلة لا تقبل بأن تسلم مجيرها ولو فنت عن بكرة أبيها وكانت هذه خطة من الشيخ محمد بن سمير لأرهابهم وتخويفهم وعند ذلك فقد تغيرت لهجة الضباط المفاوضين وقالوا ماذا يكون الحل إذاً فقال أبن سمير لا يوجد حل لهذه المشكلة الا قبول الأدية فقبلوا الأدية وطلبوا فدية باهضة جداً ورغم هذا فقد قبل أبن سمير وطلب من اللجنة المفاوضة أعطائه مهلة لكي يستطيع جمع هذه الأدية من الإبل والغنم والفلوس ولكنهم طلبوا أخذ أخيه رهينة لكي تضمن وصول الأدية فأمر أخيه أن يرافقهم إلى الشام وذهبوا بأخيه وبقي عندهم رهينة حتى دفعت الأدية وقال رجلآ من ولد علي أبيات من شعـر الدحة يلوم على عقيّل بن نصرالله الذي أحضر شلاش إلى ابن سمير فيقول
يا عقـيّـل لا جبـت الخلفـات ** الـلـي يـتـلـيـهـن ضـنـاهـن
كـلــن يــقــدم شــيــاهــــــه ** ويــحـلــف ذمــه وراهـــن