الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المكتب الإعلامي سوالف التعاليل
سوالف التعاليل خاص بمايكتبه أعضاء الموقع للنقاش وطرح وجهات النظر
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-16-2021, 07:26 AM   #1
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي هل تأسست لعبة الدّحة في معركة ذي قار كما أشيع ؟

هل تأسست لعبة الدّحة في معركة ذي قار كما أشيع ؟

ومضاف لهذا المبحث مبحث آخر بعنوان
( معركة ذي قار الفرق بين التاريخ الصحيح وبين الخرافات وتلفيق الحكواتيين )
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
حسب اطلاعي وخبرتي وبحوثي في أنساب وتاريخ واحداث وعادات وتقاليد قبيلة عنزة خاصة وقبائل ربيعة عامة من خلال مشوار طويل من الزمن يسرني أن اوضح في هذا المبحث واقع لعبة الدحّة بحيث انتشرت في هذا الوقت اشاعة مفادها أن لعبة الدّحة تأسست في معركة ذي قار الشهيرة وأنها خاصة لقبيلة عنزة ولنفي الدعاية التي روّج لها وتصحيح المفهوم اقول مستعيناً بالله أن الخبر الذي ليس له مصدر ما يصح الترويج له واعتماده والتكهنات التي من دون دليل ما تصدّق لذلك افيد من أخذ بهذه الرواية وصدّقها أن قبائل عنزة قبل الإسلام كانت ثمانية قبائل معروفة في العصر الجاهلي وهي :
1- بنو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
2- بنو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
3- بنو طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
4- بنو سعد بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
5- بنو هميم بن عبد بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار
6- بنو جلان بن سعد بن محارب بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
7- بنو الدول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة نزار .
8- بنو محارب بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعه بن نزار .

وبداية نشأت قبيلة عنزة في مطلع القرن الثاني الميلادي وكانت ضمن قبائل ربيعة بن نزار في تهامة الحجاز ثم انحدرت إلى نجد وسكنت في نجد شرقي منطقة العارض ( الرياض ) حالياً ومن ديارها : وادي نعام وبرك وبريك والمجازة والهدار وماوان والأفلاج ثم نزحت للعراق وبقي منها عوائل من قبيلة بني هزّان في مناطقها القديمة ولا تزال والذين هاجروا من عنزة للعراق سكنوا في عين التمر بمنطقة الأنبار شمال العراق وعندما جاء الإسلام دخلت العرب بالإسلام وتفرقت القبائل والشعوب في الأقطار العربية واختلطت الأمم وكانت القبائل بالعصر الجاهلي كل قبيلة تجتمع في منطقة معيّنة وعندما تأخت الشعوب وانتهت النزاعات والحروب واستقرت بعض القبائل في المدن والقرى والأرياف وتركت الحل والترحال وقبائل عنزة كغيرها من القبائل انتشرت أيام الفتوحات الإسلامية ومعظم مشاهير قبيلة عنزة الذين ورد لهم ذكر في التراجم والسّير عبر العصور من صحابة وتابعين ورواة حديث وقادة وعلماء وشعراء وشجعان ذكروا بالعراق وبلاد الشام ثم أن قسم من قبيلة عنزة نزح من عين التمر إلى خيبر في نهاية القرن الثالث الهجري وملكت نخيل خيبر واستقرت في منطقة الحرة اكثر من عشر قرون وهي عندما قدمت من العراق كانت قبيلة كثيرة العدد ومع مرور الزمن بقي من قبيلة عنزة حالياً ( ضنا بشر وضنا مسلم ) بحيث احتفظوا باسم الجد الأعلى لقبائل عنزة وكانت تجوّل في مناطق خيبر والعلا والمدينة المنورة إلى تخوم حايل وتيماء ثم انساح بطون من عنزة إلى نجد بعد القرن السابع الهجري وخلال هذه العصور المتعاقبة لم يرد بأي مصدر أن قبيلة عنزة كانت تلعب الدحّة وقد نشرت في كتابي بعنوان ( مصادر تاريخ وأنساب قبائل عنزة عبر العصور ) وبها أخبار قبيلة عنزة بالمكان والزمان ولم يرد ذكر للدحّة ثم هاجر بعض قبائل عنزة إلى بلاد الشام والعراق وهناك عرفت الدحّة بعد هجرتهم وتواجدهم في تلك الديار وحيث أن أول من هاجر من عنزة قبيلة الحسنة من المنابهة من بني وهب من ضنا مسلم ومن معهم من المنابهة وقد ورد لهم ذكر في بلاد الشام عام 1111هـ ثم هاجرت بطون من ولد علي والشراعبة من ضنا مسلم من عنزة في منتصف القرن الثاني عشر الهجري ثم هاجرت قبائل من ضنا عبيد من بشر من عنزة إلى بلاد الشام عام 1230 هـ ثم هاجرت قبائل من العمارات من بشر من عنزة إلى العراق والشام ثم هاجرت قبائل من الجلاس : الرولة والمحلف من ضنا مسلم من عنزة وبذلك يرجّح أن أول بدابة معرفة عنزة للدحّة في مطلع القرن الثاني عشر الهجري تقريباً بعد توغلهم في تلك الديار ومن ذلك الحين صاروا يلعبون الدحّة وصارت من تراثهم والعادات والتقاليد تنتقل من قبيلة إلى قبيلة والدليل أن لعبة القلطة ( المحاورة ) ما كانت تلعبها عنزة ثم في الوقت الحاضر انتشرت عند بعض قبائل عنزة وبرز من عنزة شعراء محاورة مبدعين في هذا اللّون من التراث والذي وجب نفيه هو ما أشيع أن لعبة الدحة تأسست في معركة ذي قار وهي حدثت في نهاية العصر الجاهلي ومضى على تاريخ حدوثها 1455 سنة ولم تذكر في شرح معركة ذي قار وبما أن الرواة ما يمكن يتوارثون رواية منذ ذلك التاريخ والمعروف أن قبائل ربيعة عامة ومنها عنزة منذ العصر الجاهلي ما تعرف لعبة الدحّة في جميع المناطق التي سكنت بها وعنزة طيلة وجودها في خيبر ما ذكر مصدر أنها تلعب الدحّة لذلك فأنها دعاية صنّفت في الوقت الحاضر ويجب على كل رجل واعي ومدرك ومفكّر أن يحكّم عقله ويفرّق بين الصّدق والكذب ولا يصدّق كل إشاعة تبث ألا بدليل موثق وقبل ثلاثين سنه نشر محرر صفحه شعبية في أحد الجرائد مقابله مع أحد الأدباء وتطرّق في مقاله للألعاب والألحان ومن ضمنها لعبة الدّحة فقال أن الدّحة لعبة تخص قبيلة عنزة وعقّب عليه المحرر وذكر بالهامش أن الدحّه تخص قبيلة عنزة والرولة والصلبه والحازم والشرارات وعندما اطلعت على هذا المقال شعرت أن الرجل عنده نقص في معلوماته أو أنه له هدف وعقبت عليه بمقال مطوّل وكتبت أن الروله من عنزة وأن الحازم من الفدعان من عنزة والشرارات قبيلة تلعب الدحّة أما الصلبه فأنهم ما يلعبون الدحّة ولا يعرفونها بل لعبتهم الحويدان والشمام وكتبت له أسماء القبايل من أهل الشمال الذين يلعبون الدحه وذكرت منهم : عنزة وشمّر وبني عطيه وبني صخر والشرارات والحويطات وبلي وجهينة والعظامات والشرفات والمساعيد والحجايا والعيسى وبني خالد والعدوان والسرحان واللهيب والعجارمة وبعض قبائل حوران وبعض قبائل الدروز والحوارنه وقبائل في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وحتّى بدول المغرب العربي والسودان واشرت لشريط فديو استقبال قبائل الأردن للملك حسين رحمه الله بعد عودته من رحلة علاجية حيث في الشريط خمس وعشرين قبيلة أردنية تلعب الدّحة وارسلت التعقيب للجريدة ولكن محرر الصفحة رفض نشر التعقيب وكتب أن الصحيح ما ذكر هو وكلمت مدير التحرير واجبره على نشر تعقيبي ونشره على مضض ثم بعد ذلك تتبّعت كل ما نشر بصفحته عن عنزة واتضح لي أن بعض كتاباته مسيئة لقبيلة عنزة ولا تخلوا من الهمز واللمّز وجمعت جميع ما كتب وعرضتها على مدير التحرير وأطلع عليها وقال اشكرك على أنك نبهتني وزاحه عن الجريدة وكنت اكافح كل من يتعرّض لقبيلة عنزة واذود عنها واوضح لمن تجهله الحقائق .
وبالنسبة للدّحة فأنها لعبة فرح وتلعب في ثلاث مناسبات :
1- المناسبة الأولى :
عندما يكون لامرأة غائب وتأمل حضوره أو مريض وتأمل شفائه أو لها مطلب تريد تحقيقه فهي حسب اعتقاد البدو في الزمان الماضي تنذر أنها ترفع رايه لوجه الله أن تحقق طلبها وعندما يتحقق طلبها تضع رقعه بيضاء على عمود البيت المقدم ويكون ذلك في القيظ ولا تلعب ألا بالليل والوقت سلم ليس فيه حرب والقبيلة مجتمعه على العد ويعتقدون أن وفاء نذرها لا يكتمل ألا في اقامة لعب وعندما يشاهدون رجال ونساء الحي هذه الراية يتوافدون بعد المغرب ويقيمون لعبة الدحّة وهذه تسمّى رايه والنذر مختص بالنساء فقط قال الشاعر :
حـنـا جيناكـم سرايـه *** وانحسب مصنعكم رايه
2- المناسبة الثانية :
نظراً لقلّة النسل عند البدو بالزمان الماضي بسبب ظروف الحياه القاسية فهم عندما يلد مولود ذكر لأحد رجالهم تفرح كل القبيلة وبعد أن يبلغ سن الفطام يأتي طبيب متجوّل يسمّى ( المطاهري ) معه أدوات الطهارة فيطهّر الطفل ويعمل أبو الطفل وليمه ويدعي عليها رجال القبيلة وكذلك يضع في مقدم البيت رقعة خضراء وتسمّى مصنّع ويجتمعون رجال القبيلة ويلعبون لعبة الدحّة قال الشاعر : يا جعل صغيركم يكبر *** يفك الطرش من الغاره
3- المناسبة الثالثة :
في حفل الزواج يضع أبو المتزوّج شارة كذلك على مقدم البيت وهي راية ويقيم حفل ويحضرون رجال القبيلة ويلعبون الدّحة قال الشاعر :
( اللي ما يجي للّدحة ** يا جعل قلبه بالقحّة ** يفك الريق بسفوفي
والشاعر ما قال اللي ما يجي للمعركة بل قال اللي ما يجي للّدحة وفي وصف معركة ذي قار عبارة تقول : ( فباتوا ليلتهم مستعدين للقتال ويتأهبون للحرب ) ولم يقول فباتوا ليلتهم يدحّون ؟ هل فاتت على المؤرخين ذكر الدحّة أو أنهم يتوقعون أنه يأتي جيل آخر الزمان ويضيفون لعبة الدّحه لمعركة ذي قار ؟
وصاحب البيت الذي يصير عنده أحد المناسبات الثلاثة يضع على مقدم البيت الأمامي الأوسط رقعة من القماش باللوّن الذي يختاره وتسمّى ( رايه أو مصنّع ) وهي مارية على أن هذا البيت عنده مناسبة ختان مولود ( طهارة ) أو لقصد وفاء نذر أو مناسبة زواج وعندما يشاهدون أهل الحي الراية فأن النساء تحضر والرجال يحضرون لإقامة الدحّة ولا تحين مناسبة اقامة هذه اللعّبة إلا بالليل ويكون الوقت قيظ والقبيلة قاطنه على آبار وفي عصر سلم ويتجمعون الرجال في مكان بعيد قليلاً عن البيت ويصفون ويتحاذون بالمناكب على شكل نصف دائرة ويصفّقون بالكفوف ويصدرون أصوات فحيح في الصدر أما النساء فأنهم يتواجدن داخل البيت أو أمامه قليلاً .
وقد كتب عن معركة ذي قار عشرات المصادر ومن الكتب الذي شرحت عن معركة ذي قار على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
1- كتاب العقد الفريد تأليف الفقيه أحمد بن محمد بن عبد ربه المتوفي سنة 328هـ .
2- كتاب تاريخ الرسل والملوك تأليف المؤرخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310هـ .
3- كتاب الأغاني تأليف الكاتب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي الأصفهاني المولود سنة 284هـ .ش
4- كتاب الكامل في التاريخ تأليف الإمام العلامة عمدة المؤرخين عز الدين أبي الحسن علي بن الكرم محمد عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري المتوفي سنة 630هـ .
5- كتاب معجم البلدان تأليف الرحالة الشيخ الإمام شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي المتوفي سنة 626هـ .
6- كتاب العبر تاريخ ابن خلدون تأليف وحيد عصره العلامة عبدالرحمن بن محمد بن خلدون المتوفي سنة 808هـ .
7- كتاب أيام العرب في الجاهلية لمؤلفيه محمد ابو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي .
8- كتاب تاريخ العرب في عصر الجاهلية تأليف الدكتور السيد عبدالعزيز السالم أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة .
9- كتاب النقائض .
10- كتاب ديوان الأعشى .
11- كتاب موسوعة تاريخ إيران السياسي .
12- كتاب موسوعة تاريخ العرب بالجاهلية .
13- كتاب تاريخ /ممالك / دول/ حضارة .
14- كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام .
وجميع المؤرخين الذين كتبوا عن معركة ذي قار ما منهم من أورد خبر عن لعبة الدّحة أطلاقاً .
وقد انتشرت اشاعة من بعض الذين يدعّون المعرفة حيث نقلوا معركة ذي قار من مكانها جنوب العرق إلى منطقة في شمال المملكة وأدعوا أنها حدثت بين طريف والقريات وقد توهموا لأنه يوجد أماكن بها بعض الاسماء مشابهة لأماكن في منطقة ذي قار والمنطقة التي في شمال المملكة كانت ضمن مملكة بنو كلب من قضاعة بالعصر الجاهلي ولا سكنت بها بكر ومعركة ذي قار حدثت في ذي قار قرب الكوفة في منطقة السواد جنوب العراق في المنطقة المحاذية لدولة الفرس ومن نقل موقع ذي قار من مكانه الذي حددوه جميع المؤرخين فأنه قد زوّر وحرّف التاريخ والتاريخ أمانة ولا يوجد عربي أطلع على تاريخ العرب يجهله موقع معركة ذي قار وحالياً نشأت على ذلك الموقع مدينة ذي قار وهي محافظة من محافظات العراق وقد أخطأ من توهم أن المعركة حدثت في منطقة القريات ومكان موقعة ذي قار حددته المصادر التاريخية .
ذكر المؤرخ الرحالة ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان ) في المجلد الثاني صفحة 312 قال : الحنو بالكسر ثم السكون والواو معرّبه وهو في اللغة كل شيء فيه اعوجاج ويوم الحنو من أيام العرب وحنو ذي قار وحنو قراقر واحد وذكر في المجلد الرابع الصفحة 293: ذو قار ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفه بينها وبين واسط وحنو ذي قار على ليله منه وفيه كانت الوقعه المشهوره بين بكر بن وائل والفرس ثم شرح عن معركة ذي قار كما ذكر ياقوت الحموي في المجلد الرابع أيضاً الصفحة 317و318 في رسم قراقر قال : القرقر الارض المستوية الملساء وقراقر اسم واد اصله من الدهناء وقيل هو ماء لبني كلب وقراقر قرب الكوفة وقراقر ماء لكلب قرب السماوة وقال السكوني : قراقر وحنو قراقر وحنو ذي قار وذات العجرم والبطحاء كلها حول ذي قار وقال نصر : قراقر موضع من اعراض المدينة لآل حسين بن علي بن أبي طالب وجاء في المجلد الثاني من تاريخ الطبري الصفحة 193 في شرح موقعة ذي قار قال : من ذلك ما كان من أمر ربيعه والجيش الذي انفذه إليهم كسرى ابرويز لحربهم فالتقوا بذي قار وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلٌم انه لما بلغه ماكان من هزيمة ربيعة لجيش كسرى قال : ( اليوم أول يوم أنتصف به العرب من العجم وبي نصروا وهذا دليل على أن العجم كانوا مسيطرين على العرب وجائرين عليهم والرسول صلّى الله عليه وسلّم أخذ دليل على أن نصر هذه القبيلة من ربيعة نصر لكل العرب ودعا لبكر فقال :
( اللّهم أجبر كسيرهم وأو طريدهم ولا تريني فيهم سائلاً ) .
ويوم ذي قار يسّمى يوم قراقر ويوم الحنو حنو ذي قار ويوم حنو قراقر ويوم الجبايات ويوم ذي العجرم ويوم الغذوان ويوم البطحاء بطحاء ذي قار وكلهن حول ذي قار . وقراقر التي في شمال المملكة هي ثلاثة مواقع متقاربه ولها ثلاثة اسماء وهي : 1- قراقر مخاط 2- قراقر أم العبي 3- قراقر أم النيران وهي أرض قيعه تشابه الخباري والحنو يبعد عنها حوالي سبعين كيلوا والقراقر الثلاثة كان بها آبار وموارد للبادية والذي نقل موقع معركة ذي قار من مكانها بالعراق إلى منطقة القريات قوله مردود عليه وليس له ما يبرره وهو خطأ كبير غلطّة كبرى لأن تاريخ العرب حفظ في مصادره .
والذين يدعّون أن الدحة متوارثة في ذي قار منذ ذلك التاريخ فأن حفظ الرواة محدود ولا يتجاوز قرن أو قرنين والأحداث القديمة إذا لم تكن مسجلة في مصدر فأنها ما يؤخذ بها ولا تصّدق وفي هذا العصر كثر الشعر في الافتخار بالدّحة من بعض الشعراء وبعض الذين يتحدثون في المحافل وبعض الذين يكتبون في وسائل التواصل وهم يرون انها رقصة حرب وأنها تخص قبيلة عنزة دون سواها والحقيقة أن من احتكرها لعنزة فقد هضم حق القبائل التي تلعبها ومن اختصر معركة ذي قار على عنزة فقد ظلم قبيلة بكر أبناء عم عنزة وهم مسعر الحرب في تلك المعركة وقد اطلعت على مراجع كثيرة وبحثت عن تراث قبيلة عنزة خاصة وقبائل ربيعة عامه وفي جميع الكتب الذي أطلعت عليها من تاريخ القبائل وأحداثها ما وجدت ذكر للّدحة وقد نشرت تفاصيل معركة ذي قار في كتابي وفي موقعي حسب ما جاء عند المؤرخين دون نقص أو زياده وسبق وأن شرحت عن الدحّة في كتابي منذ الطبعة الأولى إلى آخر طبعة وذكرت أنها من تراث قبيلة عنزة وذكرت صفتها ولكنني لم أجد لها تاريخ قديم بل ذكرتها على حقيقتها وكان الكثير من كبار السّن من عنزة أحياء عندما كتبت عن الدحّة وذلك قبل خمسين سنة ولا وجدت أي راوي من رواة عنزة ذكر لي أنها تأسست بذي قار ولا في أي حرب واتمنى أن الذين يكرروّن لعبة الدحّة في ذي قار ويجعلونها فخر أن يذكرون المصدر الذي ذكر هذا الخبر ومن يدعي أن الدّحة جفّلت الفيلة فأنه ما أحد يصدّقه ولا يجوز أن يصّنف لقبائل ربيعة تاريخ غير صحيح ونبرأ إلى الله من التضليل والاستخفاف بالعقول والزيادات في تاريخ العرب وهو غير صحيح لا طائل منه.
والغريب كيف يصفون ويدحّون والعدو قادم عليهم بهجوم يريد أن يستأصلهم ومن أراد معرفة فصول معركة ذي قار عليه أن يطلع على احداثها وسببها أن كسرى امبراطور فارس خطب هند ابنة الملك النعمان بن المنذر واعتذر النعمان عن تزويجه وطلب حضور النعمان ينوي قتله فخرج النعمان من قصره وطاف على قبائل العرب يبحث عمن ينصره ويحماه من كسرى ولا وجد من يدخله عن كسرى ثم نزل على بني شيبان وهم من أقوى قبائل بكر وكانوا في الأبلة بسواد العراق وحل عند هاني بن مسعود الشيباني البكري زعيم بني شيبان وهو من أمنع الرجال وودّع عنده حرمه وحاشيته وتحف قصره وخيوله وبغاله وهجنه واسلحته وذخائره وخزائنه لأنه وجميع ما ورثه من اسلافه آل منذر وذهب لكسرى يحمل له هدايا ويطلب منه العفو ولكن كسرى عندما وصل إليه قتله ثم أمر منصوبه على الحيرة أياس بن قبيصة الطائي أن يجمع تركة النعمان ويرسلها له وأرسل أياس إلى هاني يطلب منه تسليم ما خلفه النعمان ورفض هاني تسليم ما استودع وجمع كسرى جيش من المرازبة وكتيبتا الشهباء والدوسر وعدد من فرسان العجم والعرب واجتمعت قبيلة بكر وقبيلة عنزة وكانت عنزة ضمن جمع اللهازم واستعدوا للحرب وكان شعارهم ( الدمار ولا العار ) وفي عزيمة الرجال والاصرار على الثبات والشجاعة هزموا جيوش الفرس ومن معهم من قبائل العرب وهذا فخر نفتخر به في ثبات جدودنا بالقتال في حربهم بذي قار والمعركة سبقها تعبئة وحث على الثبات من الخطب والمقالات حيث قام حنظلة بن سيّار العجلي زعيم بكر وقطع وضن هوادج النساء ونصب قبته في بطحاء ذي قار واقسم أنه ما يفر حتّى تفر القبّه وقد وجب أن أوضح الحقائق لأبناء قبيلة عنزة بأن الدّحة مالها علاقة بحرب ذي قار ولا في أي حرب لأن الحرب مقارعة الأعداء بالسيوف والرماح والنشّاب والقنا وجميع القبائل لها مآثر ومفاخر وأفعال تشّرف ولا يوجد من القبائل أحد يفتخر في لعبة ثم أن قبائل بكر متواجدة في العراق منذ ذلك الوقت إلى هذا العصر ولا يعرفون الدّحة بل لعبتهم ( الهوسة ) وهي لعبة حماسية اشتهروا بها أهل العراق وبني شيبان حالياً منهم قبائل في ديالي بالعراق ولا يزالون يعرفون باسمهم القديم وهم من بكر ولا يعرفون الدّحة وبنو عجل بن لجيم من بكر لا يزالون يعرفون باسمهم القديم وهم متواجدين الآن بالخميسية بالعراق ومنهم في أيران ولا يعرفون الدحّة وبني حنيفة من بكر منهم في منطقة العارض منذ ذلك التاريخ وهم ما يعرفون الدّحة وقبائل عنزة منها جاليات حالفت بعض القبائل ولا يعرفون الدّحة ومن عنزة قبائل انفصلت عن القبيلة وعرفوا باسم مستقل ولا يعرفون الدحة والحاضرة من عنزة ما يعرفون الدّحة . أما تفخيم الدحّة والافتخار بها وتصنيفها رقصت حرب وجعلها جزء من الحرب وأنها سبب الانتصار على الفرس اكبر قوّة بالمنطقة فأن كل ما قيل هو حكايات ينقلها شخص من آخر دون دليل ودون مصدر يشار له وليس لها أساس من الصحّة وتقول المصادر أن ركّاب الفيلة يحملون النشّاب وخشية أن يكثرون القتل في بكر فقد خططت قبيلة بكر أن يغير فرسان على الخيل ويباغتون الفيلة ويضربون خراطيمها بالسيوف فيصيبها الرّعب والخوف والفزع والهلع وتجفل وتدعس الذين امامها من الجنود وترمي الذين فوق ضهورها ونفّذوا فرسان بكر هذه الخطّة فذهلت الفيلة من الضرب وهجّت مذعورة بسبب قطع خراطيمها وليس بسبب اصوات الدحيح كما يصنفّون المصنفين . والمؤسف أن الذين كررّوا الفخر بالدحّة خيّل لهم أن النصر بالدحيح والفحيح وهذا تشويه للنصر وللقبيلة التي انتصرت وكيف بلغ تعمّد الإساءة بأنهم حوّلوا فخر الثبات والشجاعة إلى تصفيق ونحيط هذا شيء معيب والإشاعة الكاذبة ما تصير فخر ومعركة ذي قار الشهيرة معركة عظيمة من مفاخر العرب عامة ومن مفاخر قبيلة ربيعة ومن مفاخر قبيلة بكر خاصة وبعض الحكايات ما يقرها لا عقل ولا نقل ولا أدري ماذا يقصد من تصنيف أقوال تنسب للتاريخ وهي لست منه ؟ وهل احد يصّدق أن عنزة يتوارثون دحّة ذي قار منذ ذلك العصر ؟ ومن يرّوج للدعاية وينشرها ويضلل على الجهلاء فقد ارتكب خطأ فادح بحق القبيلة وتراثها وتاريخها ومع الأسف أننا نرى التاريخ يزوّر ونحن ننقل التزوير ونتفاخر به وهو ليس فخر ونحن عنزة فخرنا الحقيقي ليس في الدّحة بل في الأفعال ومن فضل الله سبحانه وتعالى أنني ذكرت مفاخر قبيلة عنزة في كتبي وشعري وكفاحي ضد من تعرّض للقبيلة ولم أذكر خبر ألا وله مصدر والدحة لعبة مثل العاب القبائل الأخرى والذي يرى أن الدّحة فخر فقد جانبه الصواب والذي يثير العجب والاستغراب كيف بعض الرجال يروي قصّة خيالية وهي عبارة عن اشاعة انتشرت وهي غير صحيحة وقبيلة عنزة عاشت في العصر الجاهلي ضمن قبائل ربيعة في تهامة الحجاز ثم انحدرت من تهامة إلى نجد وسكنت في برك ونعام وبريك والمجازة والهدار وماوان والأفلاج ومضّت ردحاً من الزمن ولا يزال منها عوائل في موطنها ثم انساحت إلى العراق وامضت عدة قرون ثم هاجر قسم من عنزة إلى خيبر وامضت أثنا عشر قرن وفي كل المدة التي أمضتها في تلك الديار ما يوجد راوي يتحدّث عن قصّة حدثت لقبيلة عنزة ألا ما ورد في المصادر والسؤال هل ما جرى على عنزة أي حدث عبر هذه الأزمنة ألا الدحّة ؟ هذه أكذوبة معيبة لقبيلة عنزة وأقول نعم الدّحة لعبة فرح ومن تراث عنزة والذين يروجون لهذه اللّعبة لو قالوا أنهم يدّحون بعد النصّر احتفالاً بالنصّر يمكن تقبل أما بعض الأقوال فلا يصّدقها أحد والغريب أن هذه الاشاعة انتشرت وصارت تروى بالمقاطع والذين يبثون هذه الأشاعة ما منهم من أشار لمصدر هل هو مصدر مكتوب أو قول راوي عاصر تلك المعركة ولكي يترك الجميع الدعاية الكاذبة ويركزون على أفعال عنزة الصحيحة ويكفيها فخر بالفعل الصحيح وجميع القبائل لها العاب ولا توجد قبيلة تفتخر بألعابها والحرب قال جاء بالمثل ( سلاح وهزيز رماح ) ؟ وللمعلومية فأن أهازيج الحرب الحداء على سرج الخيل أو على اكوار الهجن ولحن الحداء على طرق هذه الأحدية للشيخ الفارس غازي بن ظبيان شيخ قبيلة المحلف من الدهامشة فقد تغنّى بهذه الأحدية في أحد المعارك فقال :

أبـغـي إلـى صـاح الصيـاح *** والـبيض تـنخى ارجـالـهـا
أركـب عـلى بـنـت الـريـاح *** يــطــرب لـهـا خـيــالــهــا
أفــك خــلــفــات الــمـــلاح *** وأجـنـدل الــلـي جــالــهـا

ومن أناشيد التعبئة للحرب شعر الحنده وهي العرضة ولحنها على طرق هذا المقطع من قصيدة للشاعر مشرف الذّرب يقول :

يا أخـو بـتـلا باللقـاء مالـك مشادي *** كـنـك أبـو زيـد مـن لـح الـحـاحـي
حـامي الونـدات بـخشـوم الهنـادي *** مشبعين الذيب مع ضافي الجناحي
مـقـدم الـويـلان بـأيـام الـجـهــادي *** ترهـج المخلوق بأكـوان الصباحي
حـزموا وقت المغـيـرب بالـبـرادي *** يتبعون اللي بحربـه مـا استـراحي
ينطح الـلي كثـرهـم كثـر الجـرادي *** يسقي العـدوان مـن بـيـر المـلاحي

ومن شعر العرضة لون آخر على لحن هذه الأبيات من عرضة أهل القصيم قيلت بالشيخ أبا الخيل المصلوخي أمير بريدة ومنها :
هـيـه يا أبـو جـديـلـه *** عـلـى مـتـنــه تـثـّنــا
الـهـنـوف الجـمـيـلـه *** تـنـقش الـكـف حـنّــا
الـمـوازر نـشـيـلــــه *** وأن جـلا الضيم عـنـا
نحـمـد الـلـه جميـلـه *** شـيـخـنـا صـار مـنـا
نـافـلـن كـل جـيـلـــه *** مـن سـلايـل مـهـنـــا
مـا رضـيـنـا بـديـلـه *** حـاكـمـن فـي وطـنــّا
يـا عـريـب الـقبيـلـه *** يـالـشـجـاع الـمـكـنّــا

وعند عنزة ألعاب غير الدّحة ومنها : السباق على الخيل والهجن وعلى الأرجل والتدريب على الطّعن في ضهور الخيل ورمي النيشان بالسلاح الناري والقفز على الحواجز والمطارح بين الرجال والألعاب التي يلعبها بعض الكبار والصبيان كثيرة أما الدحّة فقد ورد عن بداية تأسيسها قولين .
القول الأول :
يقال أن الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي وهو رجل مشهور وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام وشهد غزوة أحد وما تلاها من غزوات الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكان تاجرًا غنيًا، ويضرب به المثل في حسن الصورة وبعثه الرسول صلّى الله عليه وسلّم برسالته إلى القيصر هرقل إمبراطور الإمبراطورية الرومانية يدعوه إلى الإسلام وحضر كثيرًا من الوقائع في فتوح الشام، وشهد معركة اليرموك فكان على كردوس. وشارك في فتح دمشق، وبعثه يزيد بن أبي سفيان إلى تدمر، فصالح أهلها على صلح دمشق. وتولى إمرة تدمر، ثم نزل دمشق، ووفد سنة 40 هـ الكوفة على الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسكن المزة وتوفي كان دحيّة يقضي وقت عند الروم يفاوضهم على أمور تخص الإسلام وعندما يعود من رحلته يستقبلونه بنو كلب وغيرهم من القبائل بالتصفيق والهتاف وهم يرددّون اسمه مع التصفيق ( ادحية ادحية ) ولهذا يقال تأسست الدحّة على رأي من يرى هذا الرأي بموجب تطابق اسمح دحية مع التصفيق ولكن المقصود هو هتاف وتصفيق بمقدم هذا الصحابي الجليل ولا يقصد من ذلك أنه لعب لأن الدحّة لعبة وحيث أن الصحابي دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه عاش في العصر الأول للإسلام وفي ذلك العصر ما يوجد العاب وعصره كان قد مضى له اربعة عشر قرن ولا يمكن أن تحفظ الرواة الدحة منذ ذلك الحين وحيث لم يرد عنها خبر وبني كلب كانت بالعصر الجاهلي لهم مملكة تمتد من السماوة بالعراق إلى تبوك بلاد مدين وعاصمتهم دومة الجندل في منطقة الجوف وملكهم أكيدر الكندي الذي اسلم على يد خالد بن الوليد رضي الله عنه وعندما حدثت الفتنة بين الإمام علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه كانت بنو كلب توغلت في بلاد الشام وناصروا معاوية ضد علي ووردت عنهم أخبار كثيرة ولم تذكر الدحّة.
القول الثاني :
من الروايات التي تذكر سبب الدّحة يقال أن قافلة سائرة في طريق ويقال أنهم حجاج كان عددهم قليل ولاحظوا أنهم مراقبين من قبل لصوص وعندما غشاهم الليل امرحوا واتفقوا على أنهم يصفقون ويصدرون أصوات لكي يعرفون اللصّوص أنهم كثيرين فيخشونهم وصاروا يدحّون وهربوا اللصوّص ثم انتشرت هذه اللعبه ولكن كل الروايتين ما يجزم بصحتهما . والذي استغربه هو أن بعض رجال العلم والمعرفة وبعض كبار القبيلة وبعض المثقفين والإعلاميين من رجال قبيلة عنزة أخذوا بهذه الحكاية وصدّقوها وهم يعلمون أنه لا يوجد كتاب يشير للدّحة في ذي قار وما اشيع ورسخ بأذهان الكثير من أبناء القبيلة هو استناداً إلى ما اشيع والواجب على الذي يكتب عن تاريخ ونسب القبيلة أن الا يأخذ بقول غير مسند لأن الكاتب يحمل أمانة ولا يكتب ألا الصحيح ولا يغش الذين تجهلهم الحقائق وأي خبر يختص بالتاريخ القديم لابد أن يسند إلى مصدر .
ولعبة الدحة تراث مثل القلطة والعرضة وليس لها تاريخ وما أضيف من أضافات على معركة ذي قار غير صحيحه ويجب الابتعاد عن الاجتهادات الخاطئة والذي يسمع تفخيم لعبة الدّحة يتخيّل أن قبيلة عنزة وقبيلة بكر ليس لهم فخر ولا مجد إلا بلعبة الدّحة علماً أن جيوش المسلمين فتحوا بلدان العالم أثناء الفتوحات الاسلامية وفخرهم للأمة العربية جمعاء وقد أطلعت على بعض الكتابات في وسائل التواصل التي تذكر أن المعركة على بني وائل وهم يعنون وائل بن قاسط وبني وائل ما يخص قبيلة بكر وحدها بل قبيلة تغلب من بني وائل وهي شاركت مع الفرس ضد بكر وقبيلة بنو عنز من بني وائل وهم في تهامة ولم يشاركون بالمعركة ولذلك فأن معركة ذي قار على بكر وعنزة بن أسد فقط ويجب أن يفهم الجميع أن الدحّة لعبة شعبية لم يرد لها ذكر بالعصر الجاهلي عبر التاريخ والذين يقولون أنهم توارثوها من أجدادهم فقد تقوّلوا على الأموات وقولوهم مالا يقولون ولا حول ولا قوة ألا بالله كيف يتوارثون رواية مضى على حدوثها اربعة عشر قرن ونصف علماً أن الرواة يختلفون في أحداث عصرها قريب جداً فهذا مناور العنزي الذي كان مع كوكبة الملك عبدالعزيز وهو عاش في القرن الماضي الذي عاصروه الكثير من الرجال فقد تقدّم له ستة عوائل من عنزة كل منهم يدعي أنه منهم وأخيراً اثبته الشيخ حمود بن صخيل المطرفي رحمه الله أنه مناور بن مريخة المطرفي وطالما أنه اختلف على رجل معاصر فكيف يصدّق البعض أن رواية دحّة ذي قار تناقلها الرواة منذ ذلك التاريخ ؟ كما اختلف الرواة على الذي أسر من رجال الهذال حيث قيل عبدالله بن هذال وقيل جديع بن منديل الهذال وقيل الذي أسرة الدويش وقيل الذي أسره الفرم ومع ذلك فأن الرواة يختلفون على أحداث عصرها قريب ولو رجعنا لما يتوارثونه الأجيال فهم يتوارثون النّسب وغير النسب أما الأحداث فأنهم يختلفون عليها فقد سمعت من الغلاط بين بعض الرجال على أحداث قريبة عهد ولا يتجاوز حدوثها قرنين فكيف يتناقلون خبر في العصر الجاهلي دون مصدر ؟ والغريب كيف أن رواية دحّة ذي قار تناقلها الرواة منذ ذلك التاريخ هل يعقل يا ترى وهل أحد يصدّق ؟ والصحيح أنهم ورثوا الدّحة لعبة تلعب بالعرس والنذر والطهر وليس لها علاقة بالحرب وقد كررت القول أن الدّحة لعبة شعبية لم يرد لها ذكر في ذي قار وذكرت ما اعرف عنها ولا استطيع أزوّر خبر تاريخي لم يرد له ذكر في أي مصدر وعندما ذكرت القول الصحيح لاحظت أن بعض الذين ضلل عليهم وصدّقوا الدعاية الكاذبة غضبوا من قولي ما يريدون الصحيح بل يريدون تصديق الكذب ومن نقل رواية على علاتها ولا محصها وتأكد منها فقد غش القبيلة ويعلم الجميع أن قبيلة عنزة قبيلة عريقة ولها أمجاد وأفعال صحيحة ولا تحتاج إلى تلفيق ومن جعل اللّعبة فخر فقط أخطأ ولا أحد يستطيع يدخل معلومات عن معركة ذي قار بعد أن شرح عنها مفصّلة في جميع المصادر والمراجع ولم يرد ذكر للّدحه وكيف انتشرت هذه الاشاعة واصبح يروّج لها وهي لست فخر لأن الفخر في الشجاعة والكرم والعرف والفهم وبعد النضر والعفة والشهامة والقيم والأخلاق الفاضلة واكرام الضيف وفك العاني وحماية المستجير واعزاز الجار والصّدق والأمانة وهذه كلها من صفات قبيلة عنزة وغيرها من قبائل العرب ومن تطرّق لأحداث ونسب وتاريخ لقبائل من ربيعه ووضع مفاخر تلك القبائل لقبيلة عنزة فأنه ما يجوز لأن كل قبيلة لها مكتسبات وعنزة غنيه عن كل ما ليس لها فهي لها افعال في كل العصور ونحن بحاجه إلى من يوثّق افعال قبيلة عنزه الصحيحة لا من يزوّر نسبها وتاريخها وأفيد الجميع أنني ما استطيع اوثق خبر غير مسند لأنني حملت أمانه وأنا مسئول عنها إمام الله وأمام خلقه وهي أمانة تحتم على الباحث تحرّي الصّدق ونفي الاشاعات وقد سرت في طريق وملزم أن أصل إلى نهايته واكمل مشواري لخدمة قبيلتي ولأني كنت المستهدف من الذين يوحون للعوام أنني أسأت لعنزة وأنهم يدافعون عنها مما دعاني إلى مواصلة كشف الزيف وقد تعرّضت لظلم ومكايد وحملة مغرضة وشكاوي كيديه ولكن الرجال المنصفين أصحاب الضمائر الحية الأتقياء الأنقياء يعرفون مواقفي ويثمنون جهدي لقبيلة عنزه وأنني صحّحت ونقّحت وتعبت وخسرت من مالي في جمع المعلومات وطباعة الكتب وشراء المراجع وسخّرت شعري وقلمي لقبيلتي والكل يعلم أنني ما طلبت تواقيع من أحد ولا بحثت عن واسطه وذلك لثقتي في مصداقية كتبي أما ربط لعبة الدّحة بذي قار فلا صحة له أطلاقاً أقولها أمرار وتكرار ولا أبالي والحقيقة التي يدركها كل مفكّر ومطلع على تاريخ معارك العرب يستغرب كيف تربط لعبة في معركة يشوه القبيلة التي انتصرت بذي قار .
ومن ضمن الأسئلة التي وجهت لي عبر الموقع عن لعبة الدّحة هذا السؤال :
س 4- سرت اشاعة أن لعبة الدحّة مرتبطه في موقعة ذي قار فهل وجدت مصدر يذكر هذا القول أو أنها من حكايات العوام ؟ وهذا الجواب :
ج 4- في هذا الزمن كثر التفاخر بالدّحة بموجب اشاعة بنيت على بعض الروايات التي كتبت بالنت وفي بعض وسائل التواصل ومعركة ذي قار من المعارك التي حظيت بقدر كبير من التدوين حيث لم يفوت على مؤرخ عدم ذكرها وقد شرحت في أمهات الكتب وهي معركة استعمل فيها الرماح والسيوف والنشاب ولم تكن في تصفيق الكفوف والّدح كما يتخيّل من لفّق هذه الحكاية وقد شرحت وبسطت كافة فصولها ومن خلال تمحيص الأخبار التاريخية لهذه القبيلة فأنني لم أترك شاردة ولا واردة إلا أوردتها ومع اطلاعي على آلاف المصادر لم أجد مصدر ذكر أن بداية الدّحة في معركة ذي قار وقبيلة بكر التي حاربت الفرس في ذي قار لا تعرف الدّحه عبر تاريخها وحيث أن قبيلة عنزة شاركت في معركة ذي قار مع بكر فأنها عرفت الدّحه في عصور قريبه وهي مجرد لعبه لم يكن لها أي تاريخ ولكنها من تراث قبيلة عنزة وبعض القبائل وأطلب من الذين يربطون الدّحة في موقعة ذي قار أن يذكرون المصدر الذي بموجبه ذكروا الدحة ومعركة ذي قار حسب تقادم عصر حدوثها فأنها ما تحيط بها الرواية الشفهية وأسأل الذين يدعون أن لعبة الدّحة تأسست في ذي قار أن لا يجعلونها مبهمة مجرد تصفيق بالكفوف وهز الكتوف وفحيح بالصدور بل يجب أن يذكرون مقومات الدحة وهي وجود شاعر واشخاص يردون عليه وفتاة تحوشي ولابد أن يذكر اسم الشاعر الذي ينشد ومنهم الذين يردون عليه ؟ وأظنهم يصنفّون أن شاعر دحّة ذي قار ( شاعر بكر الأعشى بن قيس صنّاجة العرب ) وسوف يقولون الرواديد ( هاني بن مسعود الشيباني زعيم بني شيبان وحنظلة بن سيار العجلي قائد بكر في معركة ذي قار ) وأظنهم سيقولون الفتاة التي تحوشي ( هند بنت النعمان الحرقاء ) بعد أن قتل أبوها وضاع ملكه تحوشي طرب هكذا يجب أن يكملّون الذين تمسكّوا بهذه الاشاعة طالما أنهم مصرين على الدّحة أنها تأسست في حرب ذي قار أقول لهم طالما أنها قصّة خيالية ولكي تكمل القصّة عليهم أن يشرحون شرح وافي .
وللمعلومية فأن المؤرخين الذين ذكروا الأشعار التي قيلت في معركة ذي قار لم يذكرون الشعر الذي ينشد في الدحّة وهو ( هلا هلابك يا هلا ليا حليفي يا ولد ) ؟ لأن العرب بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام كانوا يتكلمّون باللغة العربية الفصحّى وشعرهم عربي فصيح ولم تنتشر العامية عند العرب ألا بعد اختلاطهم مع الشعوب من عجم وترك وكرد وأفرنج في العصر الإسلامي وسبق وأن قلت ملاحم مطولة وقصائد كثيرة افتخر في أفعال قبيلة عنزة وأوصّف الشجاعة والأقدام بالحروب وليس بالدحة وغيري من شعراء عنزة قالوا الكثير من الشعر في الفخر ولم يفتخر أحد منهم بالدحة لا الشعراء القدامى ولا الشعراء المعاصرين وقد جمعت في كتابي قطوف الأزهار وكتابي ديوان الوائلي وكتابي اصدق الدلايل وكتبي الأخرى عدد كبير من القصائد الفخرية وفي القصائد الفخرية ذكرت من برز من قبيلة عنزة من حكّام ومشايخ ومشاهير في العصور الماضية والعصر الحالي ومن عنزة رجال خاضوا معارك كثيرة مع جيوش الفتح الإسلامي وكل الغزوات والمعارك ما ذكر فيها دّحة فكيف صارت رقصت حرب وهي لعبة فرح كما اشرنا ؟ وقد سألت الكثير من الرواة من رجال القبيلة عندما يغزون ويحصلون على غنائم ويعودون كاسبين وغانمين ومنصورين هل يلعبون الدّحة ؟ فقالوا : إذا عادوا كاسبين فأنهم يسيرون داخل الحي على خيلهم أو على هجنهم ويهزجون بحداء تعبيراً عن النّصر وتخرج النساء من البيوت ويزغردن لهم ولكنهم حتى لو انتصروا فأنهم ما يلعبون الدّحة بحيث لابد أن يكون منهم قتيل أو جريح ويذكر أنه في أحد الغزوات انتصروا على القوم وأخذوا أبلهم فبدأ أحد الرجال يقفز ويقول ( يا حلو اليوم أخذنا القوم ) وكان أحد الرجال قد تعرّض لطعنة شقّت بطنه فرد عليه بقوله ( على ناس وناس ) وقد تتبعت أحداث المعارك والمناخات التي حدثت مع قبيلة عنزة وقبائل أخرى ولا وجدت راوي ذكر أنهم دحّوا في معركة واعيد وأكرر أن اشاعة لعبة الدّحة بذي قار لم أجدها بأي مصدر لذلك يجب ترك الرواية الغير مسندة ومن يعرف راوي بلغ من العمر أكثر من أربعة عشر قرن وهو عايش معنا فأنه قد عاصر معركة ذي قار اخبروني عنه لعلي اقابله واسمع قوله بأذني ولكن حتّى نوح عليه السلام عاش الف سنة ألا خمسين عام بينما معركة ذي قار مضى عليها 1445 سنة ولا يوجد راوي عاصرها وهو لا يزال عايش لذلك من جاب الخبر الذي يتناقلونه بعض الرجال يا ترى ؟ والذي يروّج لها ما نزل عليه وحي من السماء وهي كذبةٍ بيضاء مثل كذبة ابريل وليت لو تترك هذه الدعاية وعنزة وبكر نصرها بالسلاح وهمّة الشجعان وليس بالتصفيق وقلت عدد من القصائد توضيح لمن أخذ بالإشاعة غير المسنده :

قال من سجّل من اشعاره قطـوف *** يـبدع القيفان مـن فيض القريح
قلت جزل القاف والهزل محذوف *** وأهـدي المنظوم للـوجـه الفليح
من يريد الصّدق نعطيه الوصوف *** يفهم المظمون من عقله رجيح
البصير الـواعي المبصـر يشوف *** يدرك المقصود والقول الصريح
من وضع في جد عزوتنا صدوف *** ليت لـوهـو عن بحوثه يستريح
أصـلـنـا ثـابـت موثـّق ومعـروف *** حتى عند الـلي عبد دين المسيح
حنا عنزه يـوم كان الوقت خـوف *** نحـمي القطعـان بالـدو الفسيـح
من قبيله مـا تهـاب مـن الحتـوف *** مـن يلاقي جمعهـم ياقع طـريح
طبعنا ندعس عل روس الحظوف *** والضراغـم مـا يخـوفهـا النبيح
فعـلـنـا مبـطي مسجّل بالحـروف *** مـا نـبي تلفيـق يكفـينـا الصحيح
يوم حـرب الفرس كنا بالصفوف *** مع بـني بكـر حمينا الـلي تصيح
مجـدنـا مـاهـو بتصفيق الكفـوف *** ولا فـخـرنـا يا جـماعـه بالدحيح
ولا كسبنا المجد في هـز الكتوف *** والصـدور الـلي تـبـالـغ بالفحيح
الـمـفـاخـر بـالـرمـاح وبالسيوف *** وهمّة الشجعان في دحر النطيح
جـارنـا يـدلـه ونـفـرح بالضيوف *** يوم غلو الـزاد والمسعر شحيح
كـم منـا ريف من يشكي الظروف *** مثـل من صوّت بزاده في شبيح
الصخي عـز المحاويج الضعوف *** الكـريـم أبـو المحـرول والكسيح
نفتخـر بالـلي عـلى ربعه عطوف *** الحليـم وصاحب القـلب النصيح
ولا بـنـا عـن باقي الأجواد نـوف *** بالعـرب من طاب يظفر بالمديح
لا تـطـيـعـون المطـبّـل بالـدفـوف *** الحـذر يشظّى القبـيلـه كـل تـيـح
لا يـشق صفـوفكـم كـل مهـفـوف *** في عـلـوم الهيـف مكنونـه يبيح
دوم عـن فعـل النقـا نفسه عيوف *** مـا نفع محـرج ولا سـوّى مليح
بـس يسعّـى بـالـدياويـن ويـلـوف *** يرتعش وبكـل مجلس لـه نـفيح
في كـلام الـزور بالعـزوه يطـوف *** ويلفظ المنطوق بالهـرج القبيح
كـنّـه الـلي مسكنه وسط الكهوف *** أوكما اللي عادته نبش الضريح

وقلت هذه الأبيات لتبصير من تأثر بالإشاعات وصدّقها :
في كـل محفل نستمع هـرج ما يليق *** عـوج السوالـف بالوسايل يـذاعـن
راجـت عـلـوم ملفّـق الهـرج تلفيـق *** أفـكـاره لـبـدع الخـرافـة انـصاعـن
كيـف الخبـر ينشر مـزاري وتعليـق *** ويـروج ويصدّق بإشاعات شاعـن
بعـض العـلـوم تفـرّق الشمل تفريق *** مضمـونهـا خـلا القـرايـب تـلاعـن
أنـسابـنـا مـاهـي تحـالـف وتلصيـق *** من وقـتنا الحاضر لعصر الفراعـن
مـن زل سـديـنـا عـلـيـه المنـاطـيـق *** ولولا الكفاح أمجاد الأجواد ضاعن
الصّـدق يـعـرف عـنـد كـل المخاليق *** حيـث الحقايـق بالنـواظـر يـراعـن
فـخـرنا بالـلي زبنـّوا ناشف الـريـق *** حـمـوا بـنـاتـه يـوم بـالـدو سـاعـن
هاني دخـيلـه زبـنـه سـاعـة الضيق *** وشيخ اللهازم قطع بطن الضواعن
خوض المعامع بالـرماح المزاريـق *** وبحدود صفحات الهنادي مطـاعـن
أفـعـال شجعـان الـقـروم الـهـداليـق *** يـوم الغـوالـي كـالجـلايـب يـبـاعـن
النصّر ماهـو براحـة الكـف تصفيق *** بالشلف الـلي لقلوب الأبطال راعن
مـا نفتخر في قول ما يخوف الهيـق *** ولا يجفـّل الـلي بالحضايـر يعاعـن
وقلت هذه الأبيات في وصف واقع الدّحه الصحيح :
الـدحّـه تـلـعـب بالمصانـيـع والعـرس *** ماقيـل تلعـب فـي حـروب وكـوارث
الـدّح والـتـصـفـيـق مـا ذلـّل الـفـرس *** الـلي هـزمهـم سيف هـاني وحارث
حنضله بن سيار سيفه غرس غرس *** فـي صـفـحـة الهامـرز للكبـد فـارث
ما صار في ذي قار مكتوب بالطرس *** والمجـد لـه من سابق العهـد وارث
وقلت هذه الأبيات لتصحيح بعض
الأشاعات الخاطئة من الواجب أن نذكر الصحيح وننفى الخطأ:
يـالـذي تـكـتـب عـن الـعـزوه تـرفّـق *** افـهـم بـتـاريـخـهـا وأنشـد خـبـيـر
مـعـركـة ذي قـار مـا فـيـهـا تـلـفّــق *** فـي تاريـخ الطبـري وأبـن الأثـيـر
هـانـي المسعـود بالـمـوقـف تـوفـّق *** أدخـل الـعـانـي وفـك الـمـستـجـيـر
وجـمع بـكـر لنصـرتـه جـاه يتـدفّـق *** يـوم أبـن سـيّـار نـادى بـالـنـفـيــر
بـنـي بـكـر صـدّوا الفـرس المطفّـق *** وجيش أبن قبّاذ جاه اقشر مصيـر
واصبح جند الفرس للرّوح أيتشفّق *** عقب حـرب وضرب دوبح للمنيـر
مـا هـزمـه الـلـي بـكـفيـنـه يـصفّـق *** هـزم من الشلف والسيف الشطير
هذه عدد من المصادر فيها معارك بين عنزة وقبائل أخرى .
ولم تذكر بها دحّة .
1- كتاب معركة صفين : تأليف نصر بن مزاحم بن سيار المنقري التميمي الكوفي المتوفي سنة 212هـ فقد ذكر أنه أشترك اربعة آلاف مجحف من قبيلة عنزة في معركة صفيّن مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال أن عنزة من القبائل التي ناصرت علي والمجحف هو المدجج بالسّلاح حيث يلبس درع واقي من السهام وطاسه على الرأس ويحمل سيف ورمح وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الأبيات يتلهف على ربيعة :
يا لهـف نفسي قـتلـت ربـيـعـة *** ربـيـعـة السامـعـة الـمـطيـعــة
قـد سبقـتـني فـيـهـم الـوقـيـعـة *** دعـا حـكـيـم دعـوة سـمـيـعــة
مـن غـيـر مـا بطـل ولا خديعـه *** حـلـو بـهـا المنـزلـة الـرفيعـه
ولم يذكر بهذه المعركة دحّة .
2- كتاب تاريخ الموصل لأبو زكريا الأزدي المتوفي سنة 334هـ ذكر أنه في سنة 193هـ شدد الحسن بن صالح الهمداني والي الموصل على الأعراب وخرج بنفسه يطالبهم بدفع الصدقات والزكاة ولاحق قبيلة عنزة (؟) فاجتمعت معها بنو شيبان وكمنوا للوالي وقتلوه ثم ذكر : أن ربيعة كانت من أكثر القبائل تمرداَ واشغالاَ لوالي الموصل ولم تنتهي هذه الحادثة عند هذا الحد بل أدت الى ثارات بين اليمن ممثلة بالسلطة وبين ربيعة مما أدى الى انكسار الحلف اليماني الربعي القديم .
ولم يذكر بهذه الموقعة دحّة .
3- كتاب الكامل في التاريخ تأليف الإمام العلامة عمدة المؤرخين عز الدين أبي الحسن علي بن الكرم محمد عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري المتوفي سنة 630هـ فقد ذكر نتف من أخبار عنزة فقال : في سنة 253هـ كانت حرب بين سليمان بن عمران الأزدي وبين قبيلة عنزة وسببها أن سليمان أشترى ناحية من المرج فطلب منه إنسان من عنزة أسمه برهونة الشفعة فلم يجبه إليها فسار برهونة إلى عنزة وهم بين الزابين فاستجار بهم وببني شيبان واجتمع معه خلق كثير فنهبوا الأعمال وأسرفوا وجمع سليمان لهم بالموصل وسار إليهم فعبر الزاب وكانت بينهم حرب شديدة قتل فيها كثير وكان الظفر لسليمان فقتل منهم بباب شمعون مقتلة عظيمة فقال حفص بن عمر الباهلي قصيدة يذكر فيها الوقعة :
شهـدت مـواقـفـنـا نـزار فاحـمـدت *** كــرات كــل ســمـيــذع قــمــقـــام
جــاؤا وجـئـنـا لا نـفـيـتـم صـلـنــا *** ضـربـاً يـطيـح جـمـاجـم الأجـسـام
ولم تذكر بهذه المعركة دحّه .
4- كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب تأليف المؤرخ أحمد بن عبدالوهاب النويري المتوفي سنة 733هـ فقد تحدّث بأسهاب عن قبيلة عنزة وقال ينسب كل عنزي محرّك النون والعقب من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار فخذان وهما يذكر ويقدم أبناء عنزة بن أسد فمن يذكر فخذان : أسلم ومحارب ومن أسلم : بنو صباح وهو قر الليل والنهار وبنو جلان أبني العتيك بن أسلم ومن يقدم بن عنزة فخذان وهما: تيم ونصر أبناء يقدم ومن بني تيم بنو هميم بن عبدالعزي بن ربيعة بن تيم بن يقدم وتحدث في عهد الحجاج فذكر الحروب بين أصحاب شبيب وعنزة قال : ثم لقي شبيب سلامة بن سيار التيمي ، تيم شيبان ، بأرض الموصل ، فدعاه إلى الخروج معه فشرط عليه سلامة أن ينتخب ثلاثين فارساً ينطلق بهم نحو عنزة ليوقع بهم ، فإنهم كانوا قتلوا أخاه فضالة ، وكان فضالة قد خرج في ثمانيه عشر رجلا حتى نزل ماءً يقال له الشجرة وبه عنزة نازلون ، فنهضت عنزة فقتلوه ومن معه وأتوا برؤوسهم إلى عبد الملك فأنزلهم بانقيا ، وفرض لهم وكان خروج فضالة قبل خروج صالح ، فأجابه شبيب فخرج حتى انتهى إلى عنزة ، فجعل يقتل المحلة بعد المحلة حتى انتهى إلى فريق منهم فيه خالته قد أكبت على ابنٍ لها وهو غلامٌ حين احتلم ، فأخرجت ثديها إليه وقالت أنشدك ترحم هذا يا سلامة . فقال : لا والله ما رأيت فضالة مذ أناخ بأرض الشجرة . لتقومن عنه أو لأجمعنكما بالرمح ، فقامت عنه . فقتله وفي صفر سنة ست وستين وستمائة وصل الأمير ناصر الدين بن محيي الدين الجزري الحاجب من المدينة النبوية ، وكان توجه لاستخراج الزكاة والعشر ، فأحضر صحبته مائة وثمانين جملا وعشرة آلاف درهم فاستقلها السلطان وأمر بردها عليه ، ثم وصل بنو صخر ، وبنو لام ، وبنو عنزة وغيرهم من عربان الحجاز ، والتزموا بزكاة الغنم والإبل ، وتوجه معهم مشدون لاستخراج ذلك . هذا والسلطان على صفد لعمارتها .
ولم تذكر بها دحّة .
5- حروب ومعارك في صدر الإسلام حيث حدثت معارك وحروب كثيرة في العصر القريب من عصر ذي قار منها حروب الفتوحات الإسلامية ومع الجيوش العربية عناصر كثيرة من بكر ومن عنزة وكان المثنى بن حارثة الشيباني البكري المتوفي سنة (635 م وهو تابعي أسلم سنة تسع للهجرة، وكلفه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقتال الفرس مع قومه قبل بعث خالد بن الوليد إلى العراق وخاض معارك .
ولم يذكر أنهم دحّوا .
6- حرب الثائر شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني زوج المرأة الشجاعة غزالة الشيبانية قائدة عسكرية كانت تحارب بجانب زوجها الذي أفحم الحجاج ودولة بني أمية عامين كاملين وهم في أوج قوتهم وقد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه جميع الرجال في العراق وكانت فارسة تمسك بسيفها وتقاتل الرجال وضرب بشجاعة غزالة الشيبانية المثل وقد هرب عنها الحجاج وقال الشاعر عمران بن حطان العنزي يعيّر الحجاج :
أسـد عـلي وفـي الحـروب نـعـامـة *** ربـداء تجفـل مـن صفيـر الصافـر
هل لا وقفت إلى غزالة في الوغى *** بـل كـان قـلبـك فـي جناحي طـائـر
صـدعـت غـزالـه قـلـبـه بفـوارس *** تـركـت مـدابــره كـأمـس الآبــــــر

ولم يذكر بها دحّة .

7- حرب زايد بن مزيد الشيباني عندما قاد بني شيبان على الوليد بن طريف الشيباني في عصر الدولة العباسية وحدثت معركة كبيرة وهؤلاء كلهم من بني شيبان الذين أحتموا تركت النعمان وعصر ذي قار قريب من عصرهم
.
ولم يذكر في هذه الحروب دحّة .
8- كتاب الأكليل الجزء الأول تأليف العلامة لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المتوفي سنة 355هـ فقد أورد خبر سنة 322هـ فقال : كانت عنزة في قدس قرب المدينة المنورة وحدثت معركة بين قبيلة عنزة وقبيلة أخرى ثم خرجوا إلى أعراض خيبر وذكر محقق الكتاب محمد بن علي الأكوع الحوالي أن عنزة بفتحات ثلاثة آخرها هاء وهو عنزة بن أسد بن ربيعة .

ولم يذكر بها دحّة .
9- كتاب تاريخ ابن ربيعة تأليف الشيخ الفقيه محمد بن ربيعة بن محمد العوسجي المتوفي سنة 1158هـ ذكر بعض الأحداث .

ولم يذكر الدحّة .
10- تاريخ أبن عباد تأليف : محمد بن حمد بن عباد العوسجي المتوفي سنة 1175هـ ذكر أحداث .

ولم يذكر بها دحّة .
11- كتاب كيف كان ضهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب لمؤلف مجهول ذكر أحداث .

ولم يذكر الدحّة.
12- كتاب الدرر والمفاخر في أخبار العرب الأواخر تأليف المؤرخ النسابة محمد بن حمد البسام التميمي المتوفي سنة 1246هـ ذكر أحداث .
ولم يذكر الدحّة .
13- مخطوطة أبن لعبون تأليف النسابه حمد بن محمد بن لعبون المدلجي الوائلي المتوفي سنة 1260هـ ذكر أحداث

]ولم يذكر بها دحّة .
14- المؤرخ الشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر المتوفي سنة 1290هـ صاحب كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد فقد ذكر معارك كثيرة لقبيلة عنزة من سنة 1045هـ إلى سنة 1265هـ .
ولم يذكر بها دحّة .
15- مخطوطة تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق الشيخ المؤرخ عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البسام المتوفي سنة 1348هـ فقد ذكر أكثر من خمسين مناخ وغزوة بين بعض القبائل في نجد وبين عنزة من سنة 853 هـ إلى سنة 1273هـ . ولم يذكر بها دحّة .
16- كتاب تاريخ العراق بين احتلالين تأليف المحامي عباس بن محمد بن ثامر العزاوي فقد ذكر عدد من الوقعات في العراق بين عنزة وبعض القبائل وجيش الأتراك من سنة 1233 هـ إلى سنة 1303 هـ
ولم يذكر بها دحّه .
17- كتاب دوحة الوزراء في تاريخ بغداد الزوراء تأليف الشيخ محمد رسول الكركولي الذي عاش بالقرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي فقد ذكر أحداث لقبيلة عنزة من سنة 1214هـ إلى سنة 1230هـ .
ولم يذكر بها دحة .
18- كتاب عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في آخر القرن الثالث عشر والرابع عشر تأليف الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى فقد ذكر بعض الوقعات .

ولم يذكر الدّحة .
19- كتاب عنوان المجد في احوال بغداد والبصرة ونجد تأليف إبراهيم بن فصيح ابن السيّد صبغة الله الحيدري البغدادي المتوفي عام 1882م ذكر أحداث

ولم يذكر دحّة .
20- كتاب تاريخ الشيخ أحمد بن محمد المنقور المتوفي سنة 1125 هجري تحقيق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ذكر أحداث ولم يذكر دحة فقد ذكر أحداث لعنزة في نجد من سنة 1089هـ إلى سنة 1120هـ

ولم يذكر بها دحّه
21- كتاب الأخبار النجدية تأليف محمد بن عمر الفاخري وتحقيق الدكتور عبدالله الشبل ذكر أحداث .
ولم يذكر دحّة .
22- كتاب تاريخ ابن يوسف تأليف محمد بن عبدالله بن يوسف الذي عاش خلال القرن الثاني عشر الهجري دراسة وتحقيق الدكتور عويضة بن متيريك الجهني فقد ذكر أن قبيلة عنزة توغلت في نجد في القرنين العاشر والحادي عشر الهجري وذكر بعض الأحداث عام 1143 هجري .

ولم يذكر بها دحّة .
23- كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي تأليف الكاتب المؤرخ عبدالملك بن حسين بن عبدالملك العصامي المتوفي سنة 1111هـ فقد ذكر الكثير من وقعات وأحداث لقبيلة عنزة فقال في سنة 1008هـ غزوة للشريف الحسن بن بركات بن أبي نمي شريف مكة على عربان عنزة كما ذكر أنه في يوم الثلاثاء حادي عشر من شعبان سنة 1080هـ ورد وقعة للشريف حمود مع عنزة في قفار بمنطقة حائل وفي يوم الثلاثاء عاشر ربيع الثاني سنة 1097هـ قال برز الشريف احمد في موكب عظيم قاصداً الشرق ومنه إلى بلاد عنزة فأقام بالمنحنى ثمانية أيام وفي يوم الخميس تاسع عشر من شهر ربيع الثاني بعد شروق الشمس توجه إلى حيث قصد قال وفي يوم الخميس سادس عشر شوال السنة نفسها وصل الشريف أحمد إلى مكة المكرمة عائداً من بلاد عنزة ولم يوضح العصامي سبب لذهاب الشريف أحمد إلى بلاد عنزة ومكوثه سبعة شهور انتهى ما ذكره العصامي ذكر أحداث ولم يذكر دحه .
24- معركة القائد عكلي مع عنزة في خيبر وفي العصر القريب معارك كثيرة على عنزة لا داعي لسردها .

ولم يرد خبر للدحّة في أي معركة أطلاقاً .

25- كتاب يوميات حلب تاريخ الغزي وأحمد البديوي الحلاق في كتاب حوادث الشام وتاريخ الشهابي حيث ذكروا أحداث لعنزة في بلاد الشام من سنة 1030هـ إلى سنة 1212هـ .

ولم يذكر بها دحّة .
26- كتاب ابن غنام وكتاب الضويان وكتاب الذكير وكتاب ابن سند وكتاب أبن سيّار من مؤرخي أهل نجد والجميع تطرّقوا للوقعات والمناويخ بين قبيلة عنزة وقبائل أخرى .

ولم يذكر بها دحّة .
27- في العصر القريب معارك كثيرة على عنزة لا داعي لسردها لم يرد خبر للدحّة في أي معركة أطلاقاً وتحدّثوا رواة قبيلة عنزة من كبار السّن الذي نقلت عنهم ومنهم من تجاوز التسعين سنة من عمره فقد تحدثوا عن غزوات ومناويخ ومعارك بين عنزة وبعض القبائل وبين جيوش الأتراك ولم يذكر أحد منهم الدحّة بأي معركة فكيف عرفوا بعض الذين أشاعوا أن الدحّة تأسست بذي قار وأنها رقصت حرب ؟ وفي جميع الوثائق التي تخص عنزة لم يرد ذكر للّدحة في رواياتهم ورافق قبيلة عنزة الكثير من الرحالة والمستشرقين الأجانب وعاصروا أحداث كثيرة ودونوها في كتبهم وهي متداولة وذكروا الكثير من المعارك ولم يذكرون الدحّة في أي معركة وتطرّق للدحة المستشرق الرحالة موزل استاذ الدراسات الشرقية في جامعة براق خلال النصف الأول من القرن العشرين حيث قضى مع قبيلة الرولة من عنزة وقت وكتب عن عاداتهم وتقاليدهم وعاصر بعض حروبهم وذكر في كتابه الموسوم ب ( اخلاق بدو الرولة وعاداتهم ) عن الدحة ولم يذكر لها تاريخ جاء في الصفحة 297 الطبعة الثانية موضوع .
( مراسم الختان )
حيث كتب شرح مطول نلخص منه ما يخص لعبة الدحه حيث ذكر أنهم يغزّون المصنّع وبعد غروب الشّمس يتجمع شباب الحي هنالك ويؤلف الشبّان نصف دائرة مفتوحه تجاه البيت فيبدأ الفتية يخبطون الأرض بأرجلهم ويصفقّون بأيديهم ويميلون أبدانهم يميناً وشمالاً ، وإلى الإمام وإلى الخلف صائحين بنغمات عميقة ( دحّي دحّي ) وتحن الأرض تحت اقدام الفتية الخابطين وهم يصيحون بأصواتهم العميقة وأحياناً يتلو شاب قصيدة ويهتف الرجال بعد كل بيت ( يا هلابك يا هلا ) وشرح عن الحاشي واورد بعض الأهازيج التي تغنّى في مراسم الختان ولم يذكر تاريخ للدّحة كما ذكر المؤلف الراوي في كتابه ( عشائر العراق ) شرح للدّحة ولم يذكر لها تاريخ أما الحروب والمناويخ والمعارك والغزوات التي تكرر بين القبائل في العصر الماضي .
ولم يذكر الدّحة .
اما المحامي عباس العزاوي من أدباء العراق صدر له عدة كتب عن الأنساب ومنها كتابه المشهور ( عشائر العراق ) فقد صدر بأربعة مجلدات وطبع عام 1365 هـ قبل ثمانين سنة وفي الصفحة 343 بعنوان ( الأفراح والأعياد ) :
فقال : البدو يظهرون أفراحهم في أيام الأعياد والأعراس وأوقات الختان وفي أيام الربيع وعندما يعود رجالهم من الغزو ظافرين :
1- الدحّة
قال : ومن اشهر ما يجريه البدو في افراحهم وفي الختان خاصة ( الدحّة ) المعروفة ولا تختصر على الختان وأن كانت خاصة به ، وإنما تراعي بالزواج ثم وصف ما تقوم به الفتاة التي تحوشي وقال : وهناك قصّد ودحّاحة ويقال للدحة هذه ( سامري ) ايضاً ويقصدون فيها قصيداً ويرددونه ، والدحاح غير القوال أو ( القصّاد ) ولا نرى في هذا اللّعب ألا مراعاة الأوضاع المألوفة ولا تجد خلاعة أو ما هو معروف في دور الرّقص وليس فيه ما هو معروف عند أهل المدن والقرى من وسائل كالدفوف والطبول ولا يخلوا من غناء وتغلب فيه ذكر ( دح دح ) من الدحاحة وتكرر مراراً ومن ثم سميت بالدحة اظهاراً للوضع وحكاية للصوت الجاري الغالب تكراره فيها وقد شرح عن الدحّة وذكر العاب أخرى ولم يذكر تاريخ للدحّة ولا أي سبب ألا انها لعبة افراح .

اما المؤلف حسن الخضير المقبل الحسيني فقد أصدر كتابه المطبوع عام 1413هـ ( الحسنة ) حماة الشنبل وأسود النقعة فقد تطرّق للدحة في الصفحة 178 و179 و180 ووصف الدحّة ولم يذكر لها تاريخ .
وهؤلاء كتبوا في هذا العصر ولم يذكرون الدحّة وكانوا قد عاصروا كبار السّن من رواة عنزة فماهي مصداقية الذين يقولون أنهم ورثوها من الآباء والأجداد من عصر ذي قار سبحان الله .

هذه بعض الكتب التي تطرقت للمناخات والمعارك على قبيلة عنزة قديماَ وفي عصر الفتن والشرور قبل أن يمن الله بحكومة رشيدة جمعت الشّمل وأزالت الفتن والكل يعلم أن قبيلة عنزة خاضت الكثير من المعارك بعد معركة ذي قار ولم تذكر بها الدّحة وقد حدثت حروب ومعارك قبل هجرة قبيلة عنزة لخيبر ولم تذكر بها الدّحة ومن الكتب التي صدرت في العصور القريبة لمؤرخين من أهل نجد وغيرهم تطرّقوا لحروب وغزوات كثيرة وأرخوا المعارك والمناويخ التي ذكرت في مصادر أو رووها الرواة ولم يذكر بها دحّة فكيف يصدّق أحد أن قبيلة بكر وعنزة قادم عليهم جيش جرّار من الفرس والعرب بكامل سلاحه وعتاده وهم ( يدحوّن ) ؟ وهل عندهم فراغ لكي يدحوّن ؟ وهل قدوم هذا الجيش الذي ينوي استأصالهم مناسبة فرح حتّى يصفقّون ؟ وهل معارك عنزة عبر العصور حصل فيها مجال للّدحة ؟ اليس الدحّة لعبة فرح والحرب قاتل ومقتول ؟ يجب أن يفكّر كل من صدّق الاشاعة أين موقع الدحّة من الحرب .

وبخصوص ما يجري في الحرب سوف اذكر أحد معارك قبيلة الفدعان حيث أن ما يحدث عندهم يحدث عند جميع قبائل عنزة وهذه معركة بين الفدعان وباشات الأكراد وهي على الباشة أيوب ومعهم جيش من الترك يقال : أن سبب غزو الفدعان لأيوب أن حوران بن مهيد تعزّب الباشة في قصره وكان معه عدة رجال ولاحظ أن الباشة بعد أن ينتهي حوران وربعه من الطعام يكبّه طباخ الباشة فاستغرب حوران وكان كريم عين وهو فارس لا يطاق فقال : لماذا يا باشة تنثرون الطعام فضلتنا وش شفت بنا فقال الباشة نحن ما كبينا فضلتكم متشيمين منكم ( ولكن أنت اعور ما تشوف ) وغضب حوران وقال : ( والله أني اشوف قصور حلب ونخيل بغداد ) وقام وهو غضبان هو والذين معه وبعد أن مشى حوران قال الباشة للذين عنده تشوفون كيف يقول أنه يشوف قصور حلب ونخيل بغداد وكان عند الباشة مستشار يقال أنه من قبيلة الجبور الزبيدية فقال يا باشة أنت ما فهمت مقصده فهو يقصد أنه يجيب لك عنزة من ضواحي حلب وبغداد ولكن استعد للمعركة ففي أثناء الحكم العثماني كان العالم الإسلامي دولة واحدة وتجولت قبيلة الفدعان بالديار حتى بلغت حدود تركيا وكان أمامها سلطة الحكومة التركية وقبائل في بلادها مستقرة وكل ما وصلوا إلى ديرة من الديار تصدت لهم قبائلها وحصل بينهم معارك وحروب تحدّثوا عنها الرواة وعندما تلتقي الجموع فأن الفدعان يتجمعون ثم إذا التحمت القبيلة بالقبيلة المعادية في الوقت الذي كان السلاح السيوف والرماح بدأت النخاوي والعزاوي الخاصة بكل عشيرة وأسرة وتعلوا أصوات الفرسان وقعقعة السلاح ونحيط الهجن وصهيل الخيل وبذلك فأن الفدعان تشكلوا ثمانية جموع وهم 1- جمع ضنا جديع من ضنا كحيل من ضنا ماجد من الفدعان ويضم : الغبين والعواد والصياح والمويعز ونخوتهم ( خيال العليا ) 2- جمع الخرصة من ضنا ماجد من الفدعان في قبائلهم الأربعة : المكاثرة وضنا عربان وضنا لحيدة وضنا مزرع ونخوتهم الروم 3- جمع الجدعة من ضنا كحيل من ضنا ماجد من الفدعان ونخوتهم ( الفزران ) 4- جمع المهيد والعلي من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوة المهيد ( خيّال العليا مهيدي ونخوة العلي ( خيّال العليا أخو مهيد ) 5- جمع الروس من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوتهم ( خيال الشعلا روسي )6- جمع الشميلات من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان وهم : الجذعان والكشور ونخوتهم ( ونخوة الكشور خيال الهدلا شميلي كشور ) ونخوة الجذعان ( خيال الهدلا ولد الجذع ) 7- جمع الساري من ضنا فريض من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان وهم : المسعود والمناصبة ونخوتهم ( السيافا وآخو سيفي ) 8- جمع العقاقرة الخميس والمقرن من ضنا فريض من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان بقبائلهم السّبعة ونخوتهم ( خيّال العشوى عقيري وعودة ) ثم تبدأ النخوات الخاصة فمن ينتخي بجده ومن ينتخي بأخوه ومن ينتخي بأخته ومن ينتخي بناقته ومن ينتخي بفرسه ومن له صفة ينتخي بها ثم بعد أن تنتهي المعركة في نصر أو كسيرة فهم يرجعون لبيوتهم وتبدأ اصوات الزغاريد أو النعّى ثم هذا يخاط جرحه بشعر من شعور النساء أو سبيب الخيل وهذا يمل جرحه في المليلة وهذا يحفر قبره ويدفن وهذه هي الحرب ولا فيها مجال للدحّه لأن المعارك يكون لها نتائج من قتلا أو جرحا ومن المعارك المهمة حرب بين الفدعان من جهة وبين الجيش التركي وباشات الأكراد من جهة وقد حدثت على حدود تركيا في شمال سوريا وعرفت فيما بعد بخراب ديار أيوب وعندما تلاقوا الباشات وقبائلهم وعسكر من جيش الأتراك هم والفدعان ودارت معركة حاسمة وكانوا الفدعان يحدون :
يا أبـو طاقيـة مايلـه *** وش لك بالقيق تهايله
أولاد وايل حضبـّوك *** صكّـوا عـليك القايـلـه
وانتصروا الفدعان على القوتين جيش الأتراك والباشات وخرّبوا ديار الباشة أيوب أيوب وصارت مضرب مثل قال الشاعر : طفحان السبتي الميهوبي من السبعة في حربهم مع اهل الديره :
يا أبو ريشه تـرّك القالات عـنـا *** اللي مثلك صاحي ويقدا جوابه
حنا لولا السيف عندك ما سكنّا *** انشد عـن أيـوب سعينا بخرابه
وقال سويدان الحلاّم العمري من قصيدة :
أيـوب طبـّوا ديـرتـه وأخـربـوبـه *** أولاد وايـل مطـلـقـيـن اليـمـاني
وكتبت موضوع آخر عن الدحة بعنوان ( ماذا يكسبون الذين يبثون الاشاعات الكاذبة )بين الحين والحين تبث ضدي اشاعة من بعض المغرضين سبق وأن كتبت أن من مفاخر قبيلة عنزة أنها لجأ لها أرمن وأتراك وحمتهم من طالبهم وبقي معها منهم عناصر والبعض عاد لموطنه هكذا كتبت في تغريدة ثم نشرت إشاعة ( أن أبن عبار يقول : عنزة أرمن وأتراك ) حسبي الله ونعم الوكيل ودخول عوائل من الأرمن مع السبعة والفدعان صحيح ولكن ما قلت أن عنزة أرمن واتراك وقد بنو الأرمن مسجد باسم الشيخ صالح بن غبين بسبب حمايته للأرمن .
وحالياً بثّت اشاعة ( يقولون أن أبن عبار يقول الدحّة لست لعنزة ) وقد كتبت هذا البحث حول ما أشيع عن ربط لعبة الدحّة في حرب ذي قار لأنها غير صحيحة وليس فيها فخر لأن الفخر بالفعل وليس بالدّح وذكرت أن الدحة لعبة شعبية قريبة عهد وتلعبها عنزة أهل الشمال خاصة وعشرات القبائل ولم أقول الدحّة ليس لعنزة بهذه العبارة التي يتناقلونها بعض الحاقدين وبعض الجهلاء ومنذ اكثر من اربعين سنة وهي منشورة في كتابي ضمن تراث عنزة وقد وصفت صفتها وطريقة لعبها ومع ذلك يتعامون أصحاب الإشاعات عن الحقائق وعن كل جهدي لهذه القبيلة ويبحثون عن ما يثير الغوغاء ولكنهم مفلسين ولله الحمد وكيدهم في نحورهم وكيف أقول الدحّة ليس لعنزة وكنت في صغري من شعراء الدحّة وكان أخي حمدي رحمه الله مشهور في شعر الدحّة ووالدي وأعمامي كانوا يقصدون على المصنّع لذلك من بث الإشاعة الكاذبة كذّاب ولا تصدّق دعايته وقد هاتفني بعض الأقرباء يسأل عن صحة هذه الدعاية فأرسلت له رابط هذا المقال الذي يحتوي على شرح كامل ولا أقصد ألا تنقيح وتصحيح تاريخ هذه القبيلة من تصنيف غير صحيح وأتمنى من كل غيور على صحة تاريخ هذه القبيلة أن يطلع على كل حرف كتبته في هذا الموقع عن الدحّة وغيرها ونفي كل خبر كاذب ومن البحوث والمقالات مقارعة الذين زوروا نسب عنزة وصدّهم عن العبث والتلاعب بنسب واسم وتاريخ هذه القبيلة بموجب دراستي لكل ما يخص هذه القبيلة منذ نصف قرن ولم أكتب حرف ألا وله سند ودليل وقد استعرضت عشرات المصادر الذي تذكر قبيلة عنزة بالمكان والزمان والله المستعان ودونتها في كتابي .


هذا مالزم أيضاحه مع تحيات عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني العنزي
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 02-02-2024 الساعة 04:20 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-16-2021, 07:32 AM   #2
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

تابع

وهنا نعيد نشر فصول معركة ذي قار حسب ما كتبت بالمصادر دون زيادة ولا نقص من بدايتها إلى نهايتها وهذا شرح معركة ذي قار آمل الأطلاع .

[ من أهم وقائع قبائل ربيعة وقعة ذي قار ]

( معركة ذي قار الفرق بين التاريخ الصحيح وبين الخرافات وتلفيق الحكواتيين )
حدثت معركة ذي قار في بطحاء ذي قار قرب الكوفه جنوب العراق قبل الهجرة بعشر سنين وانتصرت قبيلة بكر وعنزة على قوات كسرى وأسباب الحرب كما تقول المصادر
عندما قتل النعمان بن المنذر عدي بن زيد بن أيوب وكان من خواص كسرى بدأ أبنه زيد بن عدي يوغر صدر كسرى على النعمان فعرّض بحسن نساء المناذرة وشوّق كسرى على أن يخطب أبنة النعمان فأرسل كسرى ، زيد إلى النعمان ليخطب له أبنته أو من قريباته ولكن النعمان أعتذر لزيد عن تزويج الملك كسرى فنقل زيد لكسرى كلام من النعمان ينطوي على مكيدة وصدّقه كسرى وكتب كتاب يطلب حضور النعمان فعلم النعمان أنه يريد قتله ولما أتاه كتاب كسرى حمل سلاحة وما قوى على حمله من محتويات قصره ولحق بجبلي طي وكان متزوجاً إليهم فأراد النعمان من طيئاً أن يدخلوه الجبلين ويمنعوه فأبواعليه خوفاً من كسرى وقالوا له لولا صهرك لقتلناك فأنه لاحاجة بنا إلى معاداة كسرى ولا طاقة لنا به ، فأقبل يطوف على قبائل العرب ليس أحد منهم يقبله غير أن بني رواحة بن قطيعة بن عبس قالوا إن شأت قاتلنا معك لمنه كانت له عندهم قال ما أحب أن اهلككم فأنه لا طاقة لكم بكسرى ثم أقبل حتى نزل في ذي قار في بني شيبان سراً فلقى هاني بن مسعود الشيباني وكان سيداً منيعاً فاستجار به فأجاره وقال له قد لزمني ذمامك وأنا مانعك مما أمنع نفسي وأهلي وولدي منه ما بقي من عشيرتي الأدنين رجل وإن ذلك غير نافعك لأنه مهلكي ومهلكك وعندي رأي لك لست أشير به عليك لأدفعك عما تريده من مجاورتي ولكنه الصواب فقال : هاته فقال: إن كل أمر يجمل بالرجل أن يكون عليه إلا أن يكون بعد الملك سوقه والموت نازل بكل أحد ولأن تموت كريماً خير من أن تتجرع الذل أو تبقى سوقه بعد الملك هذا إن بقيت فأمض إلى صاحبك وأحمل إليه هدايا ومالاً وألق بنفسك بين يديه فأما أن صفح عنك فعدت ملكاً عزيزاً وأما أن اصابك فالموت خير من أن يتلعب بك صعاليك العرب ويتخطفك ذئابها وتأكل مالك وتعيش فقيراً مجاوراً أو تقتل مقهوراً فقال كيف بحرمي ؟ قال هاني : هن في ذمتي لا يخلص إليهن حتى يخلص إلى بناتي فقال : هذا وأبيك الرأي الصحيح ولن أجاوزه ثم أختار النعمان خيلاً وحللاً من عصب اليمن وجواهراً وطرفاً كانت عنده ووجه بها إلى كسرى وكتب إليه يعتذر ويعلمه أنه سائر إليه ووجه بها مع رسوله فقبلها كسرى وأمره بالقدوم عليه فعاد إليه الرسول فأخبره بذلك وأنه لم يرى له عند كسرى أي سوء فمضى إليه بعد أن استودع هاني بن مسعود حلقته وأهله وولده وألف شكة حتى إذا وصل إلى المدائن لقيه زيد بن عدي على قنطرة ساباط فقال له : أنج نعيم أن استطعت النجاة فقال له أفعلتها يا زيد ؟ أما والله لئن عشت لك لأقتلنك قتله لم يقتلها عربي قط ولألحقنك بأبيك فقال له زيد أمض لشأنك نعيم فقد أخيت لك أخيه لا يقطعها المهر الأرن ( الأخية العروة تربط إلى وتد مشقوق وتشد فيها الدابة والأرن النشيط ) فلما بلغ كسرى أن النعمان بالباب بعث إليه فقيده وبعث به إلى سجن كان له فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه وفي رواية لابن الكلبي القاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات ورثوه كبار شعراء العرب فمن قصيدة للنابغة الذبياني :
مـن يطلـب الدهـر تـدركـه مخالبـه *** والدهـر بالوتـر ناج غيـر مطلـوب
ما مـن أنـاس ذوي مجـدٍ ومكرمـة *** إلا يـشـد عـلـيـهــم شــدة الــذيــب
حـتى يـبـيـد عـلى عـمـد سـراتـهـم *** بالنـافـدات مـن الـنبـل المـصايـيـب
أني وجدت سهام المـوت معـرضة *** بـكـل حتـف مـن الآجــال مكـتــوب
وقال الشاعر زهير بن أبي سلمى المزني من قصيده :
ألـم تـرى لـلـنعـمـان كـان بـنـجـدة *** مـن الشـر لـو أن أمـرأ كـان بـاقـيـا
فـلـم أرى مخـذولاً لـه مـثـل ملكـه *** أقـل صـديـقـاً أو خـلـيـلاً مـوافـيــــا
خـلا أن حيـاً مـن رواحـة حافظـوا *** وكـانـوا أنـاس يـقـون الـمـخـازيـــا
فـقـال لـهـم خـيـراً وأثـنـى عليهـم *** وودعــهــم تــوديــع ألا تــلاقــيــــا
فلما قتل كسرى النعمان أستعمل أياس بن قبيصة الطائي على الحيرة وما كان عليه النعمان وبعث إليه أن يجمع ما خلفه النعمان ويرسله إليه من الدروع وغيرها فبعث أياس إلى هاني بن مسعود يأمره بأن يرسل له ما استودعه النعمان من الدروع وغيرها وقال له لا تكلفني أن أبعث إليك ولا إلى قومك بالجنود تقتل المقاتله وتسبي الذرية فبعث إليه هاني يقول أن الذي بلغك باطل وما عندي قليل ولا كثير وإن يكن الأمر كما قيل فأنا أحد رجلين أما رجل أستودع أمانة فهو حقيق أن يردها على من أودعه أياها ولن يسلّم الحر أمانته أو رجل مكذوب عليه فليس ينبغي أن تأخذوه بقول عدو أو حاقد ، فلما منعها هاني غضب كسرى ثم أخذت بكر بن وائل تغير على السواد فوفد قيس بن مسعود بن خالد بن ذي الجدين على كسرى فسأله أن يجعل له أكلاً وطعمه على أن يضمن له بكر بن وائل ألا يدخلوا السواد ولا يفسدوا فيه فأقطعه الأبلة وما والاها وقال : هي تكفيك وتكفي أعراب قومك فكانت له حجرة فيها مائة من الأبل للأضياف إذا نحرت ناقة قيدت أخرى ، فكان يأتيه من آتاه من بكر فيعطيه جلّة تمر وكرباسة حتى إذا قدم الحارث بن وعلة والمكسر بن حنظلة اعطاهما جلتيّ تمر وكرباستين فغضبا وأبيا أن يقبلا ذلك منه وخرجا واستغويا ناساً من بكر ابن وائل ثم أغارا على السواد فلما بلغ ذلك كسرى أشتد حنقه عليهم وأرسل إلى قيس بن مسعود وهو بالأبلة وقال له لقد غررتني من قومك وزعمت أنك تكفينيهم وأمر به فحبس في ساباط ثم أرسل إلى أياس بن قبيصة وأستشاره في الغارة على بكر فقال له : ماذا ترى ؟ وكم ترى أن نغزيهم من الناس ، فقال له أياس : أن الملك لا يصلح أن يعصيه أحد من رعيته وأن تطعني لم تعلّم أحداً لأي شيء عبرت وقطعت الفرات فيروا أن شيئاً من العرب قد كربك ولكن ترجع وتضرب عنهم وتبعث عليهم العيون حتى ترى غـّرة منهم ثم ترسل حلبة من العجم فيها بعض القبائل التي تليهم فيوقعون بهم وقعة الدهر ويأتونك بطلبتك ، فقال له كسرى أنت رجل من العرب وبكر بن وائل أخوالك فأنت تتعصب لهم ولا تألوهم نصحاً فقال أياس رأي الملك أفضل .
فقام إليه عمرو بن عدي بن زيد العبادي وكان كاتبه وترجمانه بالعربية وفي أمور العرب فقال له أقم أيها الملك وأبعث إليهم بالجنود يكفوك .
وكان عنده النعمان بن زرعه التغلبي وهو يحب هلاك بكر فقال لكسرى : يا خير الملوك أدلك على عدو يطلبهم وعلى غـّرة بكر ؟ قال : نعم قال : أمهلنا حتى نقيظ فإنهم لو قد قاظوا تساقطوا على ماء يقال له ذوقار تساقط الفراش في النار فأخذتهم كيف شئت وأنا عندك إلى أن أكفيكهم ومع ذلك فأن مطالبهم في ذلك الوقت كثير وذلك مما يوهن كيدهم ويكون أيسر على الملك هلاكهم فوافقه كسرى وأقرهم حتى قاظوا وجاءت بكر بن وائل فنزلت بالحنو حنو ذي قار ، ولما بلغ كسرى نزولهم عقد للنعمان بن زرعه التغلبي على تغلب والنمر بن قاسط وعقد لخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وأياد وعقد لأياس بن قبيصة الطائي على العرب ومعه كتيبتاه الشهباء والدوسر فكانت العرب ثلاثة آلاف وعقد للهامرز على ألف من الأساورة وعقد لخنابزين على ألف وبعث معهم باللطيمة وقد كانت تخرج من العراق فيها البز والعطر والألطاف توصل إلى باذان عامل كسرى باليمن وأمر عمرو بن عدي أن يسير بها وكانت العرب تخفرهم وتجيرهم حتى تبلغ اللطيمة اليمن وعهد كسرى إليهم إذا شارفوا بلاد بكر ودنوا منها أن يبعثوا النعمان بن زرعة يخيرهم بين ثلاث خصال : إما أن يعطوا بأيديهم فيحكم فيهم الملك بما يشاء وإما أن يعروا الديار وإما أن يأذنوا بحرب ، وكان كسرى قد أوقع قبل ذلك ببني تميم يوم الصفقة فالعرب وجلة خائفة منه وكانت هند بنت النعمان في بني سنان فلما علمت بمسير جموع كسرى قالت تنذر العرب :
ألا أبـلـغ بـنـي بـكـرٍ رســـــولاً *** فـقـد جـد الـنـفـيـر بـعـنـقـفـيـر
فـلـيـت الجـيـش كـلهـم فـداكـم *** ونفسي والسريـر وذا السريـر
كـأنـي حـيـن جـد بـهـم إلـيـكـم *** مـعـلـقـة الـذوائـب بـالـعـبـــور
فـلـو أنـي أطـقـت لـذاك دفـعــاً *** إذاً لـدفـعــه بـدمـي وزيـــــري
فلما بلغ الخبر بكر بن وائل سار هاني بن مسعود حتى أنتهى إلى ذي قار فنزل به وأقبل النعمان بن زرعة حتى نزل على أبن أخته مرة بن عمرو فحمد الله النعمان وأثنى عليه ثم قال : أنكم أخوالي وأحد طرفي وأن الرائد لا يكذب أهله وقد أتاكم مالا قبل لكم به أحرار فارس وفرسان العرب والكتيبتان الشهباء والدوسر وإن في الشر خياراً ولأن يفتدي بعضكم بعضاً خير من أن تصطلموا أنظروا هذه الحلقة فأدفعوها وأدفعوا رهناً من أبنائكم بما أحدث سفهاؤكم فقال القوم ننظر في أمرنا ، ثم بعثوا إلى من يليهم من بكر وبرزوا ببطحاء ذي قار بين الجلهتين وأخذوا يرتقبون من يأتي من قبائل بكر لا ترفع جماعة إلا قالوا سيدنا في هذه .
فرفعت لهم جماعة فقالوا : سيدنا في هذه فلما دنوا إذا هم بعبد عمرو بن بشر بن مرثد فقالوا : لأ .
ثم رفعت لهم أخرى فقالوا : سيدنا في هذه فإذا هو جبلة ابن باعث بن صريم اليشكري فقالوا : لأ .
فرفعت أخرى فقالوا في هذه سيدنا فإذا هو الحارث بن وعلة بن المجالد الذهلي فقالوا : لأ .
ثم رفعت لهم أخرى فقالوا : في هذه سيدنا فإذا فيها الحارث بن ربيعة بن عثمان التيمي في تيم الله فقالوا : لأ .
ثم رفعت لهم أخرى أكبر مما كان يجي فقالوا لقد جاء سيدنا وإذا رجل أصلع الشعر عظيم البطن مشرب حمرة هو حنظلة بن ثعلبة بن سيّار العجلي فقالوا : يا أبا معدان قد طال انتظارنا وقد كرهنا أن نقطع أمراً دونك وهذا أبن أختك النعمان قد جاءنا والرائد لا يكذب أهله وهذا هاني بن قبيصة يهم بركوب الفلاة ويقول لنا لا طاقة لكم بجموع الملك قال حنظلة فما الذي أجمع عليه رأيكم وأتفق عليه ملؤكم قالوا : إن اللخى أهون من الوهى وإن في الشر خياراً ولأن يفتدى بعضنا بعضاً خيراً من أن نصطلم جميعاً .
فقال حنظلة : قبّح الله هذا رأياً لا تجّر أحرار فارس أرجلها ببطحاء ذي قار وأنا أسمع هذا الصوت ثم أمر بقبته فضربت بوادي ذي قار ثم نزل ونزل الناس فأطافوا به ثم قال : لا أرى غير القتال فإنا إن ركبنا الفلاة متنا عطشاً وإن أعطينا بأيدينا تقتل مقاتلنا وتسبى ذرارينا ثم قال لهاني بن مسعود يا أبا أمامة إن ذمتكم ذمتنا عامة وإنه لن يوصل إليك حتى تفنى أرواحنا فأخرج هذه الحلقة ففرقها بين قومك فإن تظفر فترد عليك وإن تهلك فأهون مفقود فأمر بها هاني فأخرجت وفرقـّت في القوم ثم التفت حنظلة إلى النعمان بن زرعة رسول كسرى فقال له : لولا أنك رسول لما أبت إلى قومك سالماً فرجع النعمان إلى أصحابه فأخبرهم بما رد عليه القوم .
فباتوا ليلتهم مستعدين للقتال وبكر يتأهبون للحرب .
فلما أصبحوا أقبلت الأعاجم نحوهم يسيرون على تعبية ومعهم الجنود والأفيال عليها الأساورة وكان مرداس السلمي مجاوراً في بكر بن وائل يومئذ فلما رأى الجيوش قد اقبلت إليهم حمل عياله وخرج عنهم وقال يحرضهم :
بـلـغ سـراة بـني بـكـر مـغـلغــلــة *** أنـي أخـاف عـليكـم سربـة الـواري
أني أرى الملك الهامـرز منصلتـاً *** يـزجـي جيـاداً وركبـاً غيـر اعـياري
فـأن أبـيـتـم فـأنـي رافـع ظـعــنـي *** ومنشب فـي جبال اللـوب أضفـاري
وجـاعـلاً بـيـنـنـا ورداً غـواربــــه *** تـرمـي إذا مـا رمـى الـوادي بتيـار
وكتب لقيط الأيادي إلى بني شيبان في يوم ذي قار شعراً يقول فيه :
قـومـوا قياماً على أمشاط أرجـلكـم *** ثم أفزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقــلــدوا أمــركــم الــلــه دركــــم *** رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا متـرفـاً إن رخـاء العيش ساعـده *** ولا إذا عـض مـكـروه بـه خـشـعـا
مـا زال يحلـب هـذا الـدهـر أشطـره *** يـكـون مـتـبـعـاً طـوراً ومـتـبـعـــا
حـتى أستمـر عـلى شـزر مـريرتـه *** مستحكم الرأي لا قحم ولا ضرعـا
وكان نازلاً في بني شيبان ربيعة بن غزالة السكوني ثم التجيبي هو وقومه فقال : يا بني شيبان أما أني لو كنت منكم لأشرت عليكم برأي مثل عروة العلم فقالوا : أنت والله من أوسطنا فأشر علينا فقال : لا تستهدفوا لهذه الأعاجم فتهلككم بنشابها ولكن تكردسوا كراديس فإذا أقبلوا على كردوس شد الآخر فقالوا : قد رئيت رأياً ، ولما تقارب الزحفان قام حنظلة بن ثعلبة فقال : إن النشاب الذي مع الأعاجم يفرقكم فإذا أرسلوه لم يخطئكم فعاجلوهم اللقاء وابدؤهم بالشدة ثم قام إلى وضين راحلة أمرأته فقطعه ثم تتبع الظعن يقطع وضنهن فسقطن على الأرض فقال : ليقاتل كل رجل منكم عن حليلته ثم ضرب قبه على نفسه ببطحاء ذي قار وآلى ألا يفر حتى تفر القبة وقطع سبعمائة رجل من بني شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبها لتخف أيديهم لضرب السيوف وقام هاني بن مسعود فقال : يا قوم مهلك مقدور خير من نجاء معرور وإن الحذر لا يدفع القدر وإن الصبر من أسباب الظفر المنية ولا الدنية وأستقبال الموت خير من استدباره والطعن في الثغر أكرم من الطعن في الدبر يا قوم جدوا فما من الموت بد فتحلوا كان له رجال أسمع صوتاً ولا أرى قوماً ويا آل بكر شدوا واستعدوا وإلا تشدوا تردوا وقام شريك بن عمرو بن شراحيل فقال : يا قوم إنما تهابونهم أنكم ترونهم عند الحفاظ أكثر منكم وكذلك أنتم في أعينهم فعليكم بالصبر فإن الأسنة تردي الأعنة يا آل بكر قدماً قدماً وجعل الناس يتحاضّون ويرجزون فقالت امرأة من عجل :
أن تهزموا نعانق *** ونفرش النمارق
أو تهزموا نفارق *** فراق غير وامق
وقال حنظلة بن ثعلبة :
قـد جـد اشـيـاعـكـم فـجــدوا *** مـا عـلتي وأنـا مـودٍ جـلـد
والـقـوس فـيـهـا وتـرٍ عـرد *** مـثـل ذراع البـكـر أو أشـد
قد جعلت أخبار قومي تـبـدو *** إن المنـايـا ليس منهـا بـد
هــذا عـمـيــر حـيــة ألــــــد *** يـقــدمـه لـيـس لــه مـــرد
حـتى يـعـود كالكميت الـورد *** خلـوا بني شيبان فاستبدوا
روحي فـداكم وأبي والجـد
وقال يزيد بن حنظلة :
من فـر منكم فـر عـن حـريـمـه *** وجــاره وفــر عــن نـديـمـه
أنـا أبـن سيـّار عـلى شـكـيـمـه *** إن الـشـراك قــد مـن أديـمـه
وكـلـهـم يـجـري عـلى قـديـمـه *** من قارح الهجنـة أو صميمه
وقال عمرو بن جبله اليشكري :
يا قـوم لا تـغـرركـم هـذي الخـرق *** ولاوميض البيض في الشمس برق
مـن لـم يـقـاتـل منكـم هـذا العنـق *** فـجـنـبــوه الـراح وأسـقـوه الـمـرق
ووقف الجيشان متقابلين فكانت بنو عجل في الميمنة بأزاء خنابزين وعليهم حنظلة بن ثعلبة وبنو شيبان في الميسرة بأزاء كتيبة الهامرز وعليهم بكر بن يزيد بن مسهر وأفناء بكر في القلب وعليهم هاني بن مسعود فخرج أسوار من الأعاجم في أذنيه درتان من كتيبة الهامرز يتحدى الناس للبراز فنادى في بني شيبان فلم يبرز إليه أحد حتى إذا دنا من بني يشكر برز له ابن حارثة فشد عليه بالرمح فطعنه ودق صلبه وأخذ حليته وسلاحه وخرج الهامرز يدعوا إلى البراز فخرج إليه الحوفزان فقتله وفي ذلك الحين أرسلت أياد وكانت في جيوش كسرى سراً إلى بكر وقال رسولهم أي الأمرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقون القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى الناس أنهزمتم بهم ، وقال يزيد بن حمّار السكوني وكان حليفاً لشيبان أطيعوني وأكمنوا لهم كميناً ففعلوا وجعلوا يزيد رأسهم وكمنوا في مكان يقال له الخبي واجتلدوا وحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر على ميسرة الجيش وخرج عليهم الكمين من الخبي وعليهم يزيد بن حمّار فشدوا على قلب الجيش وولت أياد منهزمة كما وعدتهم وأنهزمت الفرس وتبعتهم بني بكرولحق مرثد بن الحارث النعمان بن زرعة فأهوى له طعناً فسبقه النعمان بصدر فرسه فأفلته ولكن أسود بن بجير العجلي وضع يده في يده ثم جز ناصيته وخلى سبيله ، ثم أتبعت بكر الفرس وأحلافهم من العرب يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم حتى أصبحوا من الغد وقد شارفوا السواد ودخلوه في طلب القوم أما أياس بن قبيصة فكان أول من أنصرف إلى كسرى بالهزيمة وكان لا يأتيه أحد بهزيمة جيش إلا نزع كتفيه فلما أتاه أياس سأله عن الخبر فقال هزمنا بكر بن وائل فأتيناك بنسائهم فأعجب ذلك كسرى وأمر له بكسوة ثم أستأذنه أياس فقال : إن أخي قيس بن قبيصة مريض بعين التمر فأردت أن آتيه ثم أستأذنه فأذن له كسرى فركب فرسه الحمامة ولحق بأخيه ثم آتى كسرى رجل من أهل الحيرة وهو بالخورنق فسأل : هل دخل على الملك أحد ؟ فقيل : نعم أياس بن قبيصة فقال ثكلت أياساً أمه وظن أنه قد حدثه بالخبر فدخل عليه وحدثه بهزيمة القوم وقتلهم فأمر به فنزعت كتفاه وهكذا انتصرت قبيلة بكر بن وائل على العجم ويوم ذي قار من أهم أيام العرب بالجاهلية وكان قد بعث النبي صلى الله عليه وسلّم وخبّر أصحابه بها وقال : الكلام الذي ذكرته في مقدمة شرح هذه المعركة وذو قار بير ماء لبكر بن وائل قريباً من الكوفة ويعد هذا اليوم من مفاخر العرب وقد قيل بهذا اليوم كثيراً من الشعر ونظراً لكثر ما قيل نلخص بعض القصائد قال الأعشى بن قيس من قصيدة :
وجند كسرى غداة الحنـو صبحهـم *** مناغطاريف ترجو الموت وأنصرفوا
لـقـوا مـلـمـلـمـة شهـبـاء يـقـدمـهـا *** لـلـمـوت لا عـجـزٍ فـيـهـا ولا خـرف
فـرع نـمـتـه فـروع غـيـر نـاقـصــة *** مـوفـق حـازم فـي أمــره أنـــــــــف
فـيـهـا فـوارس مـحـمـودٍ لـقــاؤهـم *** مـثـل الأسـنـة لا مــيـل ولا كـشــــف
بيض الوجوه غداة الروع تحسبهم *** جنـان عيـن عـليها البيض والزغـف
لـمـا رأونـا كشفـنـا عـن جمـاجـمنـا *** لـيـعـلمـوا أنـنـا بـكـرٍ فـيـنـصـرفـــوا
قـالـوا البقيـة والهـنـدي يـحصدهـم *** ولا بـقــيـة إلا الـسـيـف فـانـكشـفـوا
لـو أن كـل مـعــدٍ كـان شـاركــنـــــا *** في يـوم ذي قار ما أخطاهم الشـرف
لـمـا أتـونـا كـأن الـلـيـل يـقـدمـهـــم *** مطبـق الأرض تغشاهـا بهـم سـدف
بـطـارق وبـنـو مـلـك مـرازبـــــــــة *** مـن الأعـاجـم فـي آذانـها الـنـطـــف
من كل مرجانة في البحـر أحـرزهـا *** تـيـارهـا ووقـاهـا طـيـنهـا الـصـدف
وضعـنـنـا خـلـفـنـا تجـري مدامعهـا *** أكـبـادهـا وجـلا مـمـا تـرى تـجــــف
كـأنـمـا الحـال فـي حـافـات جمعـهـم *** والبيض برق بـدأ في عارض يكـف
يحسرن عن اوجه قـد عاينت عـبـراً *** ولاحـهـا عـبـرة ألـوانـهـا كـســــف
ما في الخدود صدوراً عن وجوههم *** ولا عـن الطعن في اللبـات منحـرف
لـمـا أمـالـوا إلـى الـنـشـاب أيـديـهـم *** مـلـنا بـبـيـض فـظـل الهـام يقتطـف
وخـيـل بـكـرٍ فـمـا تـنفـك تـطحـنهـم *** حـتى تـولـوا وكـاد الـيـوم يـنتـصـف
وقال الأعشى يمدح بني شيبان :
فـدى لبني ذهـل بن شيبـان نـاقـتي *** وراكـبـهـا يـوم الـلـقـاء وقـــلــــت
كفـوا إذ أتـى الهامرز تخفق فـوقـه *** كـظـل الـعـقـاب إذ هـوت فـتـدلــت
أذاقـوهـم كـأسـاً مـن الـمـوت مـرة *** وقـد بـذخـت فـرسـانـهـم وأذلــــت
فـصبـحـهـم بـالحـنـو حـنـو قـراقـر *** وذي قـارهـا منهـا الجنـود فـقـلـت
عـلى كـل مـحـبـوك الـسـراة كـأنـه *** عـقـاب سرت مـن مرقـب إذ تدلـت
فجاءت على الهامرز وسط بيوتهم *** شأبـيـب مـوت اسبـلـت فاستهـلـت
تناهـت بنو الأحزاب إذ صبرت لهم *** فـوارس مـن شيبـان غـلب فولـت
وروى هذا البيت في لسان العرب :
وهـم ضـربـوا بالحنـو حنـو قـراقـر *** مـقـدمـة الـهـامـرز حـتـى تـولــت
قال أبو عبيدة : سئل أبو عمرو بن العلاء وقد تنافر إليه عجلي ويشكري فزعم العجلي أنه لم يشهد يوم ذي قار من بكر غير شيباني وعجلي وقال اليشكري : بل شهدتها قبائل بكر وحلفاؤهم فقال أبو عمر : قد فصل بينكما التغلبي حيث يقول :
ولـقـد رئـيـت أخــاك عـمـراً مـــرة *** يـقـضي وضيـعـيـه بـذات العـجـرم
فـي غمـرة الموت التي لا تشتـكي *** غـمـراتـهـا الأبـطـال غـيـر تـغـمغـم
وكـأنـمـا أقـدامـهــم وأكــفـهـــــــم *** سـرب تـسـاقـط فـي خـليـج مـفـعـم
ولمـا سمعـت دعـاء مـرة قـد عـلا *** وأتـى ربـيـعـة فـي العـجـاج الأقـتـم
ومحـلـّم يـمشـون تـحـت لـوائـهـم *** والـمـوت تـحـت لـواء آل مـحــلــّم
لا يصرفون عن الوغى بوجوههم *** فـي كـل سـابـقـة كـلـون الـعــظـلــم
ودعـت بـنـو أم الـرقاع فـاقـبـلــوا *** عــنـد الـلـقـاء بـكـل شـاك مـعــلـــم
وسـمعـت يـشكـر تـدعي بحـبـّيـب *** تـحـت العجاجـة وهـي تقطـر بالـدم
يمشون في حلق الحديد كما مشت *** أسـد العـريـن بـيـوم نحـس مـظـلـم
والجمـع مـن ذهـل كـأن زهـاءهـم *** جـرب الجمـال يقودهـا ابنـا قـشعـم
والخيـل من تحت العجاج عوابساً *** وعـلى مـنـاسجهـا سحائـب مـن دم
وقال العديل بن الفرج العجلي :
مـا أوقـد النـاس مـن نـار لمـكـرمـة *** إلا اصطـلينـا وكنـا موقـدي النـار
ومـا يعـدون مـن يـوم سـمعـت بـه *** للنـاس أفـضـل مـن يـوم بـذي قـار
جـئنـا بـأسلابهـم والخـيـل عابسـة *** لـمـا استـلـبـنـا لكسرى كـل أسـوار
وقال أبو كلبة التيمي مجاوباً العديل :
لـولا فـوارس لا مــيـل ولا عــــزل *** مـن اللـهـازم مـا قـظـتـم بـذي قـار
أن الفوارس مـن عجـل هـم أنفـوا *** من أن يخلوا لكسرى عرضة الدار
لاقـوا فوارس مـن عجـل بشكـتهـا *** لـيـس إذا قـلـصـت حـرب بأغـمـار
قد احسنت ذهل بن شيبان ماعدلت *** في يوم ذي قـار فرسان بن سيـار
ونحـن أتـيـناهـم مـن عـند أشملهم *** كــمــا تــلــبــس ورّاد بــصـّـــــدار
وقال الأعشى القيسي يلوم قيس بن مسعود الشيباني :
أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد *** وأنـت امرؤ تـرجـو شبابـك وائـل
أطـوريـن فـي عـام غـزاة ورحـلــة *** ألا لـيـت قـيس عـرفـتـه الـمقـاتـل
لقـد كـان في شيبان لـو كنت عالماً *** قـبـاب وفـيـهـم رحـلـة وقـبـائـــــل
رحـلت ولـم تـنظـر وأنـت عميدهـم *** فـلا يبلغـني عـنـك مـا أنـت فـاعـل
فـعـريّـت مـن أهـل ومـال جـمعـتـه *** كـمـا عـريـت مـمـا تـمـر المـغـازل
لـعـلـك يـوم الـحـنـو إذ صبحــتهـم *** كـتـائـب مـوت لـم تـعـظـك العـواذل
وقال بكير أصم بني الحارث بن عباد يمدح بني شيبان :
أن كـنـت سـاقـيـة الـمـدام أهـلـهــا *** فـأسـقـي عـلـى كـرم بـنـي هــمــام
وأبـا ربـيـعـة كـلـهـا ومـحــلــــــــم *** ســبــق بــغــايــة أمــجــد الأيــــام
ضربـوا بـني الأحـرار يـوم لقوهـم *** بـالـمـشـرفـي عـلـى مـقـيـل الـهـام
شـد أبـن قـيـس شـدة ذهـبـت لـهـا *** ذكــراً لــه فــي مــعــرق وشــــــام
عـمـرو ومـا عـمـرو بـقـحـم دالـف *** فــيــهــا ولا غــمــر ولا بــغـــــلامٍ
هذا ملخص ما حدث في معركة ذي قار وهي من أشهر أيام العرب في الجاهلية وتسمى يوم ذي قار ويوم الحنو ويوم قراقر ويوم تقطيع الوضن وقد مر ذكرها بجميع كتب التاريخ وقد تتبعت أحداث هذه الحرب بحثاً عن مصداقية رواية للعوام يشيرون أن عنزة سميت عنزة بسبب تعنز ابنة النعمان لها فلم أجد ما يشير لما يدعيه العوام وحيث أن قبيلة عنزة قبيلة معروفة قبل هذا التاريخ وهي قد دخلت في جمع مع بطون من بكر قبل الإسلام ومنهم بنو قيس بن ثعلبة رهط الأعشى الشاعر وبنو تيم بن ثعلبة وبنو عجل بن لجيم وسمي هذا الجمع ( اللهازم ) واللهازم في اللغة أصول الحنك وقد انظمت قبيلة عنزة بموجب هذا الجمع لقبيلة بكر وشاركت بكر في حرب ذي قار كما شاركت في يوم الوقيط من أيام العرب ويوم ثيتل وهو موضع في النباج المعروف بالأسياح حالياً قال قرة بن قيس بن عاصم من قصيدة :
أنـا الـذي شـق الـمــزاد وقـــد أرى *** بـثيـتـل أحـيـاء الـلـهـازم حـضــرا
كما شاركت عنزة في يوم الشيطين حيث قال الشاعر رشيد بن رميض العنزي قصيدة ناقضة المكعبر الضبي وقد مر ذكر بعض أبيات القصيدتان في كتاب أصدق الدلائل لذلك فلا صحة للرواية القائلة أن أسم عنزة نتج بسبب تعنز أبنة النعمان وأن ما لعنزة من الفخر الصحيح يغنيها عن التلفيق والتزوير وقد أنفض جمع اللهازم عندما جاء الإسلام وبرز أسم عنزة بن أسد إلى وقتنا الحاضر وأما عزوتها وائل فهو جد ثابت ومعروف ولم تستعير قبيلة عنزة وائل جد ليس هي من صلبه وفي حال أعتزاء عنزة بوائل بن قاسط أبو بكر وتغلب وعنز فالجميع من ربيعة ولا حرج في ذلك ولكن لا يوجد مصدر ذكر هذا الأعتزاء .
***

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-03-2023 الساعة 03:55 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-17-2021, 09:57 PM   #3
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 181
افتراضي

هل كل فروع عنزه يدحون قديماً ولا هذا تالي ؟؟
فتى ربيعه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-18-2021, 06:22 AM   #4
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

ونشرت منشورات خرافية ملفقة عن معركة ذي قار وهي كما يلي :

جاء في منشور يسمّى ( حرب بني شيبان مع كسرى ان شروان في شان الحرقة ابنة النعمان ابن المنذر ابن ماء السماء ) هذه الخرافة تنسب لمروان الأسدي وهي تخالف ما ذكره المؤرخين العرب في شرح معركة ذي قار .
وهذا الكتاب من نسج خيال الحكواتيين الذين ينسجون قصص خيالية وينتحلون شعر وهم يقصدون تشويه تاريخ العرب الصحيح قال عن معركة ذي قار : وتقدّم أمامهم ظليم ابن الحارث اليشكري وكان أسداً من أسود ربيعة وفرسانها ذو الباس والنجدة والمراس وكان سنانه كأنه شعلة نار وقناته قامة فلاّح لصغية توقد النصل في صدر القناة فعلمت أنه سنان ظليم ابن الحارث فأيقنت عند ذلك بالنصر والظفر وقت بعير هائم احتت في لقابه مستبشرة بقدومه وقومه وأنشأت تقول :
هـذا ظليـم جاءكم في يشكـر *** بـالـقـب والـمـران والسنـور
كليث غابات مهوس مخـدر *** يا فارساً تحت العجاج الأكدر
هـذا ظـليـم من كـرام معشر *** اجـل هديت حمله المستنصر
قال وكان ظليم على أول خيله بينها وبينها غابة الفرس فلاح له بعير صفيه وهي تحث في لقائه وهي مسفره معتجرة متلثمة بمحزة الرجال فقال لها ما صنع شهاب فقالت لزم الثنايا وبذلك امرته قال وما صنع أخوك قالت أنه في الكريهة بنفسه قال سيري أمامي فأنني لا اعرف مكانه من السواد وصاح بخيله فأحاطت به وحثت بعيرها أمامه وقالت :
اجل ظليم في العجاج الأسودي *** قعية عمرو كاهـزبـر الأربـد
يـضـرب بالـمشـطـب الـمـهـنـد *** بـسـاعـد ذي نـجـدة مـؤيـدي
أدرك فـأنـت غـايـة المستنـجـد *** واعد على القوم كمد والأسد
بـذي جـنـان كالصفـاء الأصلـد *** بالـيشـكـريـيـن كـرام المحتـد
فأجابها ظليم بن الحارث وأنشأ يقول :
أن ظليماً لـم يـعـد مـن غيـلان *** بـعـيـد لاع لـيـخـاف الأقــــران
لابد من ضرب يشيّب الولدان *** باستبشري اليوم بنصر شيبان
أن لم اجليها فعمري خسران *** واهـزم الجـمع واطـف النيـران
ثم أن ظليم ابن الحارث جل بقومه في السواد وأمر قومه أن يرفعوا اصواتهم بصيحة غريبة عالية تطمئن بهم العرب ويقسموا بها شيئاً من عزم العجم ثم وضعوا فيها السيوف والرماح وفرجوا عن قومهم فرجة معروفة والتقى الجمع بالجمع واقتتلوا قتالاً شديداً وافترق القوم عن ضرب شديد وطعن عميد قال ولما افترق الجمعان افتقد عمرو اصحابه فوجد مقاتله قد اصيب منهم جماعة غير من اصيب من القوم قبل وكان عمرو يومئذ قل كلم بالجراح من القتال والسيوف قال وإذا قد قد التقى ظليم وعمرو بن ثعلبة وتصافا وتسالما واستبشر عمرو بظليم وسرو سروراً عظيماً واقبل ظليم على عمرو يعاتبه إذا لم يرسل إليه بصارخ ثم قال يا عمرو أما ما فات من الوقايع الأولى فقد فات وأما اليوم فأقيمونا في أول اللقى والآن نأتي معك وداخل فيما دخلت فيه وظامن لجوار من ضمنت وغير ذلك فجرأة عمرو خيرا وبرز ظليم ابن الحارث بين الصفين ونادى البزاز ثم حمل وقتل من مقاتلة العجم خمسة عشر فارساً في حال البزاز ثم نام ظليم في ركابه ونادا الحملة محمل السواد واقتتلوا حتى حجز الليل بينهم وباتت ربيعة على إهنة من الجراح والتعب جنود الملك جرح منهم ناس كثيرة وباتت بنو تغلب على الثنايا وهي متراصدة من حولها من جنود الملك وكانوا بني شيبان وظليم ومن معهم باتوا بذي قار دون اموالهم وحريمهم قيل وأن الطميح اراد أن يختبر رجال ربيعة فركب جواده في ليلته تلك وكان قد ظل بيده لواء الملك الأكبر وكان معه أولاد كسرى فتخلل الطميح إلى قبائل تغلب وصعد الثنية التي عليها أبا جدابة في الحي من بني جشم فأبصر الطميح أبا جدابة وتطرّف ليدنو منه فلما دنا منه وثب عليه ولوى بيده على عنان جواده قال من الآخذ بعنان الجواد قال أبو جدابه أما الفرس خيلنا وأما الرجل فهو من لعنة الملك من العرب فتعانقا وتسالما وقال الطميح يا أبا جدابة اخبرني عن شهاب فقال هو بثنيته وحده .
هكذا جاء في ذلك المنشور وهذه الأسماء لم ترد في قصّة حرب ذي قار عند جميع المؤرخين .

يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-03-2023 الساعة 04:02 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2022, 09:37 PM   #5
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

تابع

وهذا تلفيق آخر في تخيّل قصّة خرافية قال :
الشاعرة صفية بنت ثعلبة الشيبانية :


1- ذكر بعض من كتب عنها ونسبها تغلبية ومناسبة قصيدتها في أخيها يروى بأن كسرى أرسل في يوم إلى النعمان بن المنذر يريد أن يطلب يد ابنته لابنه، ولكن النعمان رفض أن يزوج ابنته من رجل ليس بعربي، وعندما وصل خبر ذلك إلى كسرى غضب غضبًا شديدًا وأرسل بجيوشه إلى النعمان وقام بقتله، فهربت ابنته والتي تدعى الحرقة من ديارها، وخرجت إلى بوادي العرب من دون أن يراها أي أحد فقام كسرى ببعث الكتب إلى رؤساء القبائل العربية بأنه إن قام أحدهم بإيوائها لسوف تبرئ ذمته منه، فخاف العرب من أن يأووها، وكانت عندما تدخل إلى قبيلة يتعذرون منها بهذا العذر أو ذاك، فمنهم من يقول بأن قبيلته سوف تنتقل إلى مكان جديد، ومنهم من يقول بأن قبيلته داخلة في حرب وبأنه من الخطر عليها أن تبقى عندهم، وهكذا رفضتها جميع القبائل العربية.
فأخذت تنتقل من مكان إلى آخر وهي متخفية، خائفة حائرة جائعة حزينة، حتى وصلت في يوم من الأيام إلى قبيلة شيبان، وكان رئيس هذه القبيلة في تلك الأيام فارس يقال المثل في شجاعته ومروءته وهو عمرو بن ثعلبة الشيباني، وكان له أخت حكيمة تدعى صفية، وكان إذا أراد أن يفعل شيئًا يعود إليها قبل أن يقوم به، وعندما وصلت الحرقة إلى تلك القبيلة قابلت أخته وأخبرتها بما حصل معها، فغضبت صفية وقامت بجمع كل رجال قبيلتها، وأنشدتهم قائلة:
أحـيـوا الجـوارَ فـقـد أماتتـه مـعـا *** كـل الأعـارب يـا بـنى شيبـانِ
ما العذر ؟ قد نشدت جوارى حرّةٌ *** معـروسةٌ فـى الـدرّ والمرجانِ
بنتُ الملوك ذوى الممالك والعُلى *** ذاتُ الجمال وصفوةُ النعمانِ
اتهاتفـون وتشحـذون سيـوفَـكـم *** وتـقـوّمـون ذوابــل الـمـــــرّانِ
وعـلى الأكاسر قـد اجرت لحـرةٍ *** بكـهـول معـشرِنـا وبالشـبّـانِ
شيبـان قـومى هـل قبيـلٌ مثلهـم *** عـنـد الكفـاح وكـرّة الفرسـانِ
إنـى حُـجـَيـجـةُ وائــلٍ وبــوائـلٍ *** ينجـو الطـريـد يناقة وحصانٍ
يا آل شيـبـانٍ ظفـرتـُمْ فـى الدنا *** بالفخر والمعروف والإحسانِ
وهكذا أجارت قبيلة شيبان الحرقة، وعندما وصل خبر ذلك إلى كسرى غضب غضبًا شديدًا، وقرر أن يعاقبهم، فقام بإرسال مجموعة من الفرسان إلى القبيلة لكي يؤدبوهم، ويعيدوا معهم الحرقة، ولكن مجموعة من فرسان القبيلة قابلت فرسان كسرى وقاتلتهم، فقتلوهم، وهرب من لم يقتل مرعوبًا مذعورًا، فأنشدت صفية :
أنا الحُجَيْجَةُ من قوم ذوى شرفٍ *** أولـى الحـفـاظ وأهـل العـز والـكـرمِ
قولوا لكسرى أجرنا جارةً فثوت *** في شامخِ العزِيا كسرى على الرُغُمِ
نـحـن الـذيـن اذا قـمنـا لـداهـيـةٍ *** لـم نبتـدعْ عنـدهـا شـيئـاً مـن الـنـدمِ
نـحـوطُ جـارَتـنـا مـن كـل نـائبـةٍ *** ونرفـدُ الجـارَ مـا يرضى مـن النعـمِ
ومن ثم بعث كسرى برسول إلى قبيلة شيبان وأخبرهم بأنهم إن قاموا بتسليم الحرقة إلى رجل يدعى منصور، وهو رجل عربي وأحد قادة جيوش كسرى، فإنه سوف يسامحهم على ما قد فعلوا، ولكن صفية ردت على الرسول قائلة : قـولا لمنصـورَ لا دَرّت خـلائـفـهُ *** ما صاح فيهم غرابُ البينِ أو نعقا
من زوّج الفرسَ يا متبولُ قبلكمُ *** مـن الأعـارب يا مخـذولُ أو سبقـا
يا ويـح أمـك يا منصـور ان لنـا *** خيْـلا كـرامـا تصون الجار ما عَلِقا
فمت بغيظك يامنصور واحيَ على *** بغضاك قومي وشمّرْ كل يوم لقا
آلت بنو بكرَ ترضى ما كتبتَ به *** يا ابن الدنيّـةِ فاجـملْ ان اردتَ بقا
فقام منصور بقتالهم، ولكنهم تغلبوا عليه، ومن ثم توجه عائد إلى الفرس وهو مهزوم، فقام كسرى بتزويده بعشرين ألف جندي، وعندما وصل خبر ذلك إلى صفية أنشدت قائلة: يا عمروُ عمروُ اجبنى يا ابن ثعلبةٍ *** يا شبـهَ بـرّاقَ يـوم القتـلِ والسلَـبِ
لأجـل عشرين ألفـا اُضـحِ صارخـةً *** في آل بكـرٍ وذا شـيء مـن العجَـبِ
لا تكشفوني بهـذا اليـوم وارتقـبـوا *** يومي لوقت اجتماع العجمِ والعربِ
وجهز القوم أنفسهم للقتال، وقاتلوا جيش المنصور، وتغلبوا عليهم، فتوجه عائدًا إلى كسرى وهو منهزم.
ويذكر أن المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة وكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليل وكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود وذكر في مؤلفات الشاعر والكاتب : فالح الحجية الكيلاني صفية بنت ثعلبة من بني شيبان ينتهي نسبها الأعلى إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان شاعرة جاهلية وتذكرني هذه الشاعرة وانا اكتب سيرتها الذاتية بمعركة( ذي قار) التي دارت بين العرب والفرس و اسهام هذه الشاعرة الفعلي بهذه المعركة وادارتها وشد القبائل العربية للقتال والحرب فقد أسهمت إسهامًا كبيرًا في جمع قومها بني شيبان والقبائل الأخرى ليوقعوا بالفرس في (ذي قار) بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني وكان أخوها عمرو بن ثعلبة على رأس الواقعة.
وكان من ا سباب هذه المعركة ان هند بنت النعمان بن المنذر وتكنى ب ( الحرقة) كانت مشهورة بجمالها البارع وحسنها الفريد .. وكانت أحاديث الناس حولها ويضرب الامثال بحسنها وجمالها حتى وصل خبرها الى كسرى فرغب فيها وتمناها لنفسه فأرسل إلى ابيها يطلبها منه للزواج فأنف النعمان أن يزوّجها من أعجمي ولوكان ملكا وهذه عادة العرب قديما ولا زالت موجودة في كثير من القبائل العربية حتى الان فاعتذر النعمان الا ان ( كسرى أبرويز) ملك الفرس غضب على (النعمان بن المنذر) ملك الحيرة وقد أوغر صدره عليه زيد بن عدي العباديّ لأن النعمان قتل أباه عدي بن زيد. فلجأ النعمان إلى هانئ بن مسعود الشيباني فاستودعه أهله وماله وسلاحه ثم عاد فاستسلم لكسرى فسجنه ثم قتله.
وأرسل كسرى إلى هانئ بن مسعود يطلب إليه تسليمه ودائع النعمان وكان من جملة ودائعه ابنته ( الحرقة ) التي ارادها (كسرى) لنفسه وابى (النعمان) ان يزوجها للاعجمي ولو كان الملك (كسرى) انفة فأبى هانئ من دفعها إليه دفعاً للمذمة فغضب (كسرى ) على (بني شيبان) وعزم على استئصالهم فجهّز لذلك جيشاً ضخماً من الفرس يقودهم (الهامرز) و (جلابزين) ومن قبائل العرب الموالية للفرس من تغلب والنمر وقضاعة وإياد وولى قيادة هذه القبائل (إياس بن قبيصة الطائي) وبعث معهم كتيبتيه (الشهباء) و(الدوسر).
فلما بلغ النبأ (بني شيبان) استجاروا بقبائل( بكر بن وائل) فوافتهم طوائف
منهم واستشاروا في أمرهم( حنظلة بن سيّار العجلي) واستقر رأيهم على البروز إلى بطحاء( ذي قار) وهو ماء ل(بكر بن وائل) قريب من (الكوفة)
فقد استجارت هند بنت النعمان وتكنى (الحرقة) بالشاعرة صفية بنت ثعلبة فأجارتها ورحبت بها وقامت لتعلن إلى قومها هذه الإجارة اليهم وما تعني هذه الاجارة من الحرب بين جيوش كسرى وبني شيبان تعني هذه الاجارة من الحرب بين جيوش كسرى وبني شيبان قالت الحُرقة هند بنت النعمان تشكوةحالها :
ما كنت أحسب والحـوادث جـمّـةٌ *** أنـى أمـوت ولـم يَعـدنى العُـوّدُ
حـتى رأيت على ارومـة مـولـدى *** مـلـكـا يـزول وشـمـلـه يـتـبـددُ
وغشيت كل العُرْب حـتى لـم أجـد *** ذا مـِرّة حسن الحفيظة يـوجـدُ
مُوتى بُعَيـْدَ أبيـكِ , كيف حـياتُـنـا *** والموتُ فهـو لكل حـيٍ مُرصَـدُ
خاب الرجا ذهب العـزا قـل الوفـا *** لا السهل سهلُ ولا نجودٌ انجُـدُ
جمدت عيون الناس من عبراتها *** وقـلـوبـهـم صـمٌ صـلادٌ جـلـمَـدُ
كان ثعلبة الشيبانى شيخ القبيلة قد مات وخلفه ابنه الفارس عمرو بن ثعلبة الشيبانى . وكانت شقيقته الكبرى صفية بنت ثعلبه هى حكيمة القبيلة وشاعرتها حيث كانوا لا يبرمون امرا قبل الرجوع اليها . وقيل كانوا يسمونها (الحُجَيْجَة) لقوة منطقها وكانت أبية النفس عظيمة المناقب رفيعة المآثر.
ارسل كسرى كتيبة من الفرسان المدججين لتأديب بنى شيبان وانتزاع الحُرَقَة قسرا والعودة بها ولكن القبائل العربية ومن بني شيبان انبرت لكتيبة كسرى قتلا وذبحا واسرا .. فذعر العجم وفروا هاربين مدهوشين تاركين غنائم كثيرة. .
ثم أن قواد جند كسرى ارسلوا رسوليْن الى بنى شيبان يطلبان اليهم أن تنزل الحرقة على طاعة (منصور) احد قواد كسرى وهو عربيٌ وسيبرئ الشيبانيين مما اجترموه وعندما قابل الرسولان صفية فأبت وقالت لهم: فهجم منصور عليهم بجيشه الا انه انكسر فعاد خائبا الى كسرى فأمده بجندٍ من العرب يعدون عشرين الفا فى أموالٍ كثيرةٍ ومؤن وافرة .
تأهب القوم للقتال وجاءتهم عساكر المنصور .. جلاد عظيم وكفاح رهيب .. الظالم فى عشرين الفا يقاتل المظلومين المنافحين عن شرفهم وكرامتهم .. معركة طاحنة انتهت بهزيمة المنصور وتفرق جيشة الجرار , وعاد الى كسرى منهزما. .
أمر كسرى الطميْح وهو من قواده العرب المعدودين ان يعد جيشا جرارا للإنتقام من العرب. ..احزن الطميح ان يهدر كسرى دماء قومه العرب ظلما وعدوانا فأرسل سراً الى بنى شيبان يعلمهم ويحذرهم من الآتى الرهيب أرسلت صفية الشيبانية الى الطميح تشكر له نصحه وتحذيره قائلة:
لـلـه دَرُّك مـن نـصـيـحٍ صـادقٍ *** والنصحُ رأيـك أيـهـا الإنسانُ
جـاء الرسـولُ بنـصـحـه ولأنـهُ *** محـفـوظـةٌ اسـرارُه وتُـصـانُ
واليـوم يـومُ حُجَيْجـةٍ من وائـلٍ *** جـاءت بهـا الأنبـاءُ والأزمانُ
شيبان قومى والأعاربُ دعوتى *** وعـزيـزةٌ فيهـم فـلستُ أهـانُ
قـلْ للطميـحِ فدتـهُ فتيانُ الوغى *** عندى لكسرى القلبُ والأبدانُ
ابلـغ طميحـاً يارسـولُ وقـل لـه *** بسيـوف تغـلِـبَ تُغلبُ الأقرانُ
ثم التفت لقومها وقالت اتستقيمون وتصبرون أم استجير لى ولجارتى بقبائل غيركم وأريكم العزّ الأعزّ والعديد ؟ وانشدت : ماذا ترونَ يا بنى بكر فقد نزلت *** ِبْرُ النوائبِ والأخرى على الأثرِ
اتـصبـرون لشعـواء مُـلـَمْـلَـمـةٍ *** فيهـا الأعاجـمُ بالنشّاب والـوترِ
أم لستمُ أهـل صبـرٍ فى لوازمها *** عنـد الحفائظِ والجاراتِ والخَفَرِ
إنى أجرت بكم ياقومُ فاصطبروا *** فالصبرُ يحللُ فوق الأنجمِ الزُّهُرِ
يا أيها الشمُ انتم حافظوا ذممى *** وانتـمُ لعـمرى العـزُّ مـن عُمرى
إمـا صبرتُـمْ فـلا ادعـو لغيركـمُ *** وإن جزعتم أنادى كلَ ذى حُضُرِ
بكل سامٍ الى الهيجاءِ ذى شرفٍ *** وارى الزنادِ كريمِ الجدّ من مُضَرِ
فأجابها قومها واستعدوا للقاء جبش كسرى . ولم يخطر على بال احد منهم ان كسرى قرر ان يقود الجيش بنفسه وجعل ابنه الأكبر على الميمنة وابنه الأصغر على الميسرة حيث اصبحت المسألة بالنسبة له مسألة كرامة وعزة بالإثم اصبحت المعركة مسألة مجد الفرس اذ اعدّ جيشا لم تر الصحراء مثله عددا وعدة تجاوز مائة الف مقاتل جلّهم فرسان .
آه لك ياعروبة فقد انبعثت في قلوب القبائل العربية الحمية العربية فكانت هذه كلما جاءت الأنباء بعظمة الجيش القادم تسارعت القبائل العربية للإنضمام الى بعضها . كل من تهرّب من ايواء الحُرَقة جاء الآن بكل مايملك من رجال وعتاد ليشارك فى صد العدوان الغاشم حيث اصبحت (الحُرَقَةُ) هند بنت النعمان ابنةَ كل رجلٍ وأختَ كل فارس و اصبحت رمزا للكرامة العربية .
اما شاعرتنا فقيل انها تركت ناقتها وركبت فرسا وراحت تطوف على القبائل العربية صارخة مستنهضة محرّضة .. راحت تخاطبهم فقد بدات بقبائل بني حنيقة قائلة :. إيهاً اجيدوا الضرب ياحنيفةْ *** فـأنـتـمُ الجُمجُمـةُ الشريفـةْ
حامى على أعراضك النظيفةْ *** ان الجـنـودَ حـولـكـم كثيفةْ
ثم اقبلت الى بنى عجل وهم أهلها الأدنون مخاطبة لهم :
الـفـخـرُ فـخـرى بـسـراةِ عِـجْـلِ *** هم معشرى فى نجدهم والسهلٍ
هـم الـسـراةُ وحـمـاةُ الأهــــــلِ *** والـفائـقـونَ بـشـريـفِ الـفـعـــلِ
إيـهـا أبـيـدوا جـمـعَـهُـم بالقتـلِ *** ولا تـكـونـوا غـرضـا لـلـنَـبْـــــلِ
ثم أقبلت على بنى لجيم قائلة:
لُجَـيْـمُ قـومـى وبـنـوا أبينـا *** ليسوا لـدى الهيجا مُغلّبينـا
بـل ظـافـرون وحُـمـاةٌ فينـا *** العـزُ ّ فيهـم حيـن يُلجِمونـا
ويَـسـرحـون ثُـم يـحـملونـا *** إيهاً بنى الأعمامِ فانصرونا
ثم ذهبت الى بنى ذهل وانشأت تقول:
اليـومَ يـومُ العـزّ لا يـومُ الندمْ *** يـومُ رمـاحٍ وجـيـادٍ وخـــــــدَمْ
للوائليـات الـتى تحـمى البُهـمْ *** يا آل َ بـكـر ٍ لا تَهَـلكُـمُ الـعـجـمْ
من الذى يحمى الخيامَ والنعَمْ *** إن صبرت ذُهْلٌ فعِزّى اليومَ تَمْ
ثم اختلطت باهلها وقبيلتها بنى شيبان وراحت تسير وهم من خلفها فكانت
مثالا رفيعا للمرأة العربية وعزة نفسها ومن رجالها ومن عدالة
قضيتها وهي تنشدهم هاتفة:
إيـهـاً بـنى شيبـانَ صفاً بعـدَ صـفْ *** مـن يُـردِ العَـليـاءَ لـم يخـشَ التلفْ
اليومَ يـومُ العـزّ موصوفُ الشرفْ *** إن حافظت قومى فما بى من أسفْ
أنـا ابنـة العزّ وعرضى اليوم عفْ *** بـكـل نـصـلٍ كـالشهـابِ المُخـتطـفْ
وعندما انبلج الفجر كان عشرات الألوف من فرسان كسرى يحجبون الشمس كثرة وعددا وتبلغ غطرستهم وصلفهم وتجبرهم وعدتهم مدى عظيما تلاحمت القبائل العربية وتساندت وتراصّت وهجمت هجمة واحدة ليبدأ اليوم الأول من هذه الموقعة الهائلة والتى عرفت بوقعة( ذى قار) وهي المعركة الأولى التي انتصر العرب فيها على الفرس وهزموهم شرهزيمة .
وقفت شاعرتنا صفية الشيبانية ترقب وقلبها يكاد ينخلع من هول ماترى , تكاثر جنود العجم على العرب حتى كادوا ينهزمون.. راحت ترقب من بعيد شقيقها الأصغر فارس بنى شيبان عمرو بن ثعلبة وهو يلقى بنفسه بين جموع العجم كأنه الموت لادافع له , كان يشق الصفوف ويجندل الفرسان ولكن العجم يتكاثرون حتى كأن لا نهاية للأعداد التى جاء بها كسرى . ب
دأ العرب تحت وطأة الكثرة الضارية يتراجعون .. فهجمت صفية بسيف مسلول تقطع حبال هوادج النساء فسقطت النساء عن الجمال ورأى رجالهن ذلك فعطفوا على القتال عطفة من لا يريد الحياة ..وشقت الشاعرة الصفوف مقتربة من اخيها بحيث يسمعها وراحت ترتجز :
ياعمروُ ياعمرو الفتى بنَ ثعلبة *** حـامِ عـلى جـارتـك المُستقـرَبـةْ
وزاحم العجم عند العقَبةْ . فحمل اخوها والرجال معه حملة صادقة ولكن الكثرة كادت تفنيهم .. والتحقت بهم قبيلة بنى يشكر وعليها فارس العرب ( ظليم بن الحارث) وشاعرهم (الحارث اليشكرى) فجاءوا مددا قتال جيش كسرى فاستقبلتهم قائلة : .
هـذا ظليـم جاءكـم فى يَشكُـرِ *** كليث غاباتٍ مهوسٍ مُخْدرِ
يا فارسا تحت العجاج الأكبرِ *** إحْملْ هُديتَ حملةَ المنتصرِ
فهجم اليشكريون على جيش كسرى وفرّجوا عن بنى شيبان وصفية تقول :
احمل ظليمُ فى العجاج الأسـودِ *** ادرك فأنـت غـايـة المستنجـدِ
واعـدُ عـلى القومِ كعتدو الأسدِ *** باليشكـريـيـن كـرام الـمـحـتـدِ
غابت الشمس وافترق الجمعان وانتهى اليوم الأول .
ارسلت الحجيجة الى الطميح شيخ قبيلة اياد القائد العربي بجيش كسرى:
ليس للعُجْم نُصرٍةٌ فى عشيرى *** إن ارادَ الطميحُ نجلُ الكرامِ
ان تـولـت لـنـا إيـادُ انـهـزامـا *** كـان منهـم هـزيمـةُ الأعجامِ
وملكنـا العُـلّـوَ والفـخـرَ طـولَ *** الـدهـر حـتـى آخـر الأيـــامِ
ان نصـرَ الطميـح أكـرمُ نصـرٍ *** وحُـنـوٍّ عـلى بـنى الأعـمـامِ
وفى اليوم الثانى فوجئ كسرى بقبيلة إياد العربية تترك صفوف جيش
كسرى وتنضم في القتال الى القبائل العربية فأعاد ترتيب صفوفه وبدأ القتال الطاحن حتى غابت الشمس وافترق الجمعان .
وفى اليوم الثالث كان تفوق العجم واضحا ولكن بسالة العرب مكنتهم من الصمود. وفى اليوم الرابع قدمت شاعرتنا ( صفية) ب(الحرقة) هند بنت النعمان وقالت لها : كونى قريبة منى ..وانتدبت فوارس قومها ورأست عليهم اخاها وانشأت تقول لهم و(الحرقة) واقفة بجانبها اخاها وانشأت تقول لهم و(الحرقة) واقفة بجانبها :
ياعـمـرو يا مـن أجـار الحُـرَقـةْ *** يا رأس شيبان الكماة المُعْـرِقـةْ
أكـرم خيـلىِ مـن سعى أو لحِقـَهْ *** والعجم صرعى جمعهُمْ مُفترقةْ
وقالت للحرقة : هذا آخر يوم بيننا وبين هؤلاء القوم فاسفرى على عمرو واوصيه بما شئت فاسفرت الحرقة بوجه زاهر وحسن باهر وانشدت:
حافظ على الحسبِ النفيس الأرفعِ *** بمـدجّجـيـن مـع الـرمـاح الشُّرَّعِ
واليـوم يـوم الفصل منـك ومنهـمُ *** فـاصـبـر لـكـل شـديـدة لـم تُـدفــعِ
ياعمرو ياعمرو الكفاحَ لدى الوغى *** ياليثَ غابٍ فى اجتماع المجمعِ
اظـهـر وفـاءً يـا فـتـى وعـزيــمــةً *** أتُضيـعُ مجـداً كـان غـيـرَ مُضيّعِ
هجم الفارس عمرو بن ثعلبة الشيباني وهجم كل فرسان العرب فى هجمة واحدة تفرقت فيها صفوف العجم ومزقوهم شر ممزق وانكسر الجيش الفارسي وقتل اولاد الملك كسرى واصيب كسرى نفسه فلم يجد مفرا من الإنسحاب مهزوما مخذولا وغنم العرب غنائم لا تحصى ولا تعد من الذهب والفضة والديباج واللؤلؤ والدر وكل ثمين وكان لهم النصر المبين الذى تفوقت به العرب على العجم وانشدت هند بنت النعمان في مدح صفية الشيبانية قائلة: المجدُ والشرفُ الجسيمُ الأرفعُ *** لصـفـيـةٍ فـى قـومـهـا يُـتـوقـعُ
ذات الحجاب لغير يـومِ كريهـةٍ *** ولدى الهياج يُحلُ عنها البرقعُ
لا أنسَ ليلةَ اذ نزلـت بسوحها *** والقـلبُ يخفـقُ والنواظرُ تدمعُ
والنفسُ فى غمرات حزنٍ فادحٍ *** ولـهـى الفـؤادِ كـئيبـة اتـفجّـعُ
مطـرودةً مـن بعـد قـتـل أبـوّتى *** ماإن أُجارُولم يسعنى المضجعُ
ويئست من جـارٍ يُجيـرُ تكرمـاً *** فأُجـرت واندملت هناك الأضلعُ
وتواردوا حوضَ المنيّةِ دون أن *** تُسبى خفيرةُ أختهم واستجمعوا
والح كسرى بالجـنـود عـليهـمُ *** وطميحُ يردفُ بالسيوفِ ويدفعُ
وهـمُ عـليـه واردون بطـرفهـم *** والنصرُ تحـت لوائهم يترعرعُ
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-03-2023 الساعة 04:03 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2022, 11:18 AM   #6
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

تابع


وهذا ملخص تعقيب على هذه القصّة :


كتب أحد الرجال الملمين بتاريخ العرب فقال : بعد ان بينا زيف الحجيجة كامرأة من الجاهلية والتي تمت النقول عنها مؤخراً على انها تغلبية وحبكت حولها القصص واخرجنا زيف جاهليتها وزيف تغلبيتها نضع بين يديكم نموذجاً من الشعر الذي حيك لها قصصيا فخاطبت بني حنيفة بقولها:
ايها اجيدوا الضرب يا حنيـفه *** فـأنـتـم الجمجمـة الشـريـفـه
اهـل اللقا والعمدة المعـروفـه *** والعدة المنسوجة الموصوفه
حامي على اعراضك النظيفه *** الطـاهـرات ويـحـك العـفـيـفـه
أن الجـنـود حـولـكـم كـثيـفـه *** فـلا تـهـلـكـكـم وتزدكـم خيفـه
ثم اقبلت على بني لجيم، فقالت:
لـجـيـم قـومـي وبـنـو ابـيـنـــــــا *** لـيسـوا لـدى الهـيجـا مـعـلبـينـا
بـل ظـافـرون وحـمـاة فـيـنـــــــا *** العـز فـيـهـم حـيـن يـلـجـمـونــا
ويـسـرحـون ثـم يـحـمـلـونـــــــا *** إيـهـا بـني الاعمـام فـانصـرونـا
اني اجرت بكم يا قوم فاصطبروا *** فالصبر يحلل فوق الانجم الزهر
إيها اجيبوا بني بكـر حُجيجتكـم *** ما عندكم ويحكم من غاية الخبر
يا أيها الشم انتم حافظو ذمـمي *** وانتـم فلعـمري العـز من عمري
اما صبرتم فـلا ادعـو لغـيـركـم *** وان جزعتم انادي كل ذي حضر
بكل سام الى الهيجاء ذي شرف *** واري الزناد كريم الجدّ من مضر
ذي مرّة لا يخاف الجند ان كثروا *** في سادة قادة معروفة صُبر
ثم اجارتها الحجيجة وهي صفية الشيبانية وحارب قومها كسرى وجنوده وكسروهم مراراً ثم جمع كسرى جموعاً كثيرة وجاء يقودها بنفسه.
هذه هي قصص الحكواتية يجب علينا ان نمحص ونبحث ولا نصف منطقة الحجيجة بأنها تغلبية بناء على كتابات مزيفة ثم الحرقة التي الصقت بالحجيجة كذلك وما دام هدمنا قصة الحجيجة فمن باب اولى ان تنهدم قصة الحرقة والمحرقة...
ما هذا السخف وهنا انقل حرفية التناقض بالنقل عن هذه القصص المزيفة من كتاب شاعرات العرب لبشير يموت صفحة (21 ـ 22) علماً بأن هذا الكتاب قد استولى عليه شخص ونسبه الى نفسه ربما في بعض دول الخليج وقد رأيت الكتاب ونسيت ذلك ولكني هنا اريد ان اثبت هذا التناقض والشعر الهزيل الذي لا يقبله ذوق مطلع على بعض قواعد اللعة العربية .

يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 10-29-2023 الساعة 07:37 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2022, 11:52 AM   #7
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

( تعقيب عبدالله بن عبار على القصص المضافة لمعركة ذي قار )

نشر أحدهم صفحة مخطوطة بها فقرة من وصف حرب يذكر أنها حدثت في ذي قار وقد نشرت نص هذه المخطوطة أعلاه وبعض الذين أشاعوا لعبة الدحّة يستدلون بهذه المخطوطة على أنها تعني ( الدّحة ) وبعد أن دققت في هذه المخطوطة وجدت أن ما ورد بها لم يرد في شرح حرب ذي قار عند جميع المؤرخين وقد أوردت قصّة حرب ذي قار كاملة حسب ما هو موضح أعلاه أما المخطوطة فهي منقولة من قصّة خيالية تشرح عن شاعرة شيبانية وهي من نسج خيال الحكواتيين وهم يؤلفون قصّة من الأساطير الخيالية وينتحلون شعر وقد أدعوا أنها زبنت عليها هند أبنة النعمان وأنها ثورت القبائل على الفرس بشعرها وكل ما جاء في أقوال الحكواتي التي صنفّها تخالف ما شرحه المؤرخين عن حرب ذي قار وحرب ذي قار مضى على حدوثها أربعة عشر قرن ونصف والمخطوطة عصرها قريب فالمؤرخين أوردوا اخبار معركة ذي قار كاملة من بدايتها إلى نهايتها وشرح عن أسبابها وهذه القصة لم ترد بأي كتاب ولا يوجد اسم ظليم اليشكري ولا صفية الشيبانية في شرح معركة ذي قار ولا يوجد وجه مقارنة بين ما جاء بالمخطوطة وحرب ذي قار ولا تدل على الدحّة كما يرون المزورين وقد شوه تاريخ العرب القصاصين الحكواتيين حيث يتناولون موضوع تاريخي أو أسماء اشخاص وقبائل لهم قصص حقيقية ثم يحوكون حكايات ملفقة وينتحلون شعر لكي يكون شاهد على ما يدعّون به وهو من نسج خيالهم ولا ينطلي على من اطلع على تاريخ العرب الموثق الذي اتفقوا عليه المؤرخين العرب مثل حرب ذي قار حيث ذكر في الشعر المنتحل على لسان امرأة تدعى الحجية أنها نخت قبائل العرب ولبوا دعوتها وشاركوا في ذي قار وهذا كذب لأن المعركة كانت مفاجئة والعرب كانوا يخشون ملك الفرس وجيشه والدليل انهم اعتذروا للنعمان عندما طاف في قبائل العرب ولم يجد من يقبل حمايته ألا هاني بن مسعود الشيباني والقصّة واضحة ولا شارك مع بكر الا قبيلة عنزة حيث شاركت ضمن جمع لهازم بكر وقد ذكر الحكواتي أن تغلب شاركت وهذا غير صحيح لأن تغلب كانت مع جيش كسرى والغريب أن هذه الكتابات البعض منها مطبوع والبعض منها على شكل مخطوطة وقد تناقلوها الذين يبحثون عن الشبهات وأدعوا أنها تعني الدّحة وهذا ما تخيلوه الذين يحاولون تصديق انفسهم في إشاعة لعبة دحة بذي قار والحديث يطول ولكن هذه المخطوطة تصنيف كما صنّفوا الحكواتيين القدامى قصّة الزير وقصة عنترة وقصّة قيس الملوّح وهم شعراء وفرسان لهم قصص حقيقية ولكنهم خلطوا القصص الخيالية مع القصص الحقيقية وكذلك كتبوا عن قصص بني هلال وهم قبيلة لها قصة حقيقية ولكن أكثروا كتّاب الأساطير من انتحال القصص والشعر عن هذه القبيلة وأني أدعو الذين ينقلون الخرافات ويصدقّونها للاطلاع وتحكيم العقل لأن ما تخيّله الحكواتيين لا ينطبق على أحداث معركة ذي قار ولا يمكن للكذب أن يصير صحيح مهما نمّق ومهما انتشر وقد سمعت رجل يشير لهذه المخطوطة وذكر أن ظليم اصدر صيحة غريبة وقال أن هذه الصيحة يعني الدّحة والغريب أنه مصدّق فهل الدحّة صيحة ؟ فهل كان قصده من الصيحة ينخى العرب للمشاركة بالحرب أو أنه يصيح لهم يبيهم يجتمعون للّدحة ؟ وهل يوجد وجه مقارنة بين الدحّة والحرب ؟ والغريب ما أدري لماذا يتعلقّون بهذه الأكذوبة التي ما يصّدق بها عقل عاقل والله المستعان على ما يصفون وأسأل الله أن يهدي من أضل من الظالمين والمزورين .
كتبه عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-03-2023 الساعة 04:17 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-26-2022, 06:37 AM   #8
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

تابع
والمؤسف أن التلفيق والتزوير لم يختصر على لعبة الدّحة بل طال نسب وتاريخ قبيلة عنزة ومن الملاحظ أن هذه القبيلة حاول البعض تزوير نسبها وتزوير تاريخها ولكن لكل علم مختصين ولا يتقنه ألا المتخصص به ولا يوجد من يحيط بجميع العلوم ولا كل شخص نسّابة ولا كل شخص مؤرخ مهما كبر منصبه وحول ما حدث لقبيلة عنزة من تزوير في نسبها وتاريخها وتلفيق روايات غير صحيحه مما يوّهم بعض صغار السّن وبعض الجهلاء من الذين يحاولون فرض رأي مخالف للواقع وهم ينقلون الرواية من بعضهم ويوثقونها ويتخيلون أنها صحيح والنسب له مصادر والتاريخ له مصادر يجب الرجوع لها وكل فاهم ومدرك يعرف أنه ورد بالمصادر أن قبيلة عنز بن وائل سكنت في تهامة وورد في أحد الكتب خطأ مطبعي بدل أن يذكر عنز أضاف التاء المربوطة فصار الاسم عنزة وحيث أن بعض الذين يسموّن انفسهم باحثين يبحثون عن الشبهات لكي يطمسون اسم قبيلة عنزة حطوا قبيلة عنز هي عنزة علماً أن جميع المصادر تشير إلى مكان تواجد قبيلة عنزة بن أسد في خيبر وتواجد قبيلة عنز في تهامة وقد ورد في ترجمة شخص من بني غبر من يشكر من بكر بن وائل خطأ مطبعي بدل الغبري اليشكري كتب العنزي اليشكري فأخذوا بهذه الغلطة المطبعية والشخص وضّح أسمه في الكثير من الكتب أنه غبري وليس عنزي وبما أن الدعاية التي راجت أن وائل عزوة عنزة هو وائل بن قاسط فهم يبحثون عن أي خبر يصدّق الدعاية ويتجاهلون جميع المصادر التي وضّحت نسب قبيلة عنزة عبر التاريخ وفي مشهد وقّع عليه بعض كبار القبيلة مبني على كتابات مغلوطة كتبت بالنت وذكر بالمشهد أن فرعي عنزة هم بكر وتغلب وأبوهم وايل بن قاسط ويدعوّن أنهم ورثوا هذا النسب منذ فجر التاريخ والمعروف أن وائل بن قاسط أبو بكر وتغلب فعلاً ولكنهم لست فرعي عنزة وهو ليس أبو عنزة وهذا غير صحيح ولا يصح ألا الصحيح ووائل الذي ورثوه عنزة جد عنزي ولا أحد ذكر أنه مستعار وجميع المصادر تذكر وائل بن قاسط وتخصص ذريته : بكر وتغلب وعنز فقط وليس عنزة من نسله ولا اعتزت به وكل رجل أطلع على الحقائق يجب أن يكافح التزوير لأنه عبث في نسب قبائل وتزوير نسب قبيلة عنزة اعظم تزوير وقد نفيت كل الإشاعات الباطلة بحيث أن جميع نسّابة العرب والمؤرخين ذكروا أن قبيلة بنو عنز بن وائل يقال لهم :
( عنز ) والفرق بين عنزة بن أسد وعنز بن وائل أن اسم عنزة بن أسد بن ربيعة مشتق من العنزة وهي عصى في رأسها زج كرأس السهّم يتوكأ عليها كبار السّن وتشكيل ضبط حروف اسم عنزة بالفتحات الثلاثة واسم عنز بن وائل مشتق من عنز الظباء وتشكيل حروف ضبط الاسم في تسكين النون وقد دخل تشكيل الأسماء في علم الجرح والتعديل والجد الذي يجمع قبيلة عنزة وقبيلة بني عنز : هو أسد بن ربيعة ومع وضوح هذا النّسب فأنه يوجد من يدخل عنزة في وائل بن قاسط وهو الحفيد السادس لجديلة أخو عنزة ولا تقبل قبيلة أن تسمّى بجد ليس جدها لأن هذا يتعارض مع الأحاديث المغلظة الذي تحذّر من الدخول بغير الأب ولا يوجد مؤلف على سطح الأرض نسب عنزة بن أسد لوائل بن قاسط لعل الذين ارتكبوا هذا الجرم يعودون لرشدهم ويتركون العبث والتلاعب في نسب عنزة ولعل الذين صدّقوا أقوالهم انها حقائق وهي خزعبلات كتّاب النت والكل يعرف أن عنزة لها جد اسمه وائل اشتهر في عصور العامية ويخص قبيلة عنزة المعاصرة بشر ومسلم وهو عنزي أصل وفصل كما ذكروا المؤرخين أنه يوجد جد فرع من أحد فروع قبيلة عنزة الثمانية المعروفة بالعصر الجاهلي وهو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة وقد افتروا بعض الذين يكتبون بالّنت عن وائل بن هزّان ويقدحون به ويصفونه بصفات الحقارة ويطعنون بنسب عقبه ومجّدوا بوائل بن قاسط وفخموه وعظموه ونسبوا عنزة له وظنّوا بعض الجهلاء أن ما كتب صحيح ووايل بن هزّان العنزي جد يرد ذكره في سلسلة نسب عنزة بن أسد ووايل بن قاسط جد يرد ذكره في سلسلة نسب جديلة بن أسد ولا يوجد أي خبر يدل على مميزات تفضّيل أحدهما على الآخر وكل منهم متوفي منذ سبعة عشر قرن وهم أبناء عم ولكن الذين ابتلوا بالطعن في أنساب القبائل ما يتورعون عن الظلّم ومن الذي عرف فخامة وائل بن قاسط وحقارة وائل بن هزّان ؟ حيث ما يوجد مصدر يعتمدون عليه .
وللمعلومية فأن عنزة ثمانية قبائل قبل الإسلام وعندما جاء الإسلام اختلطت الشعوب من عرب وفرس واتراك واجناس أخرى وتفرّقت القبائل على الولايات الإسلامية وتحضّر الكثير من القبائل وهاجر الكثير من القبائل بحيث سكنت الشعوب في البلاد الإسلامية من باكستان وافغانستان وايران إلى تركيا إلى اسبانيا إلى بلاد المغرب وموريتانيا والسودان ومصر ولو تأكدت لوجدت في كل بلد عناصر من عنزة والذي بقي من القبائل العربية عدد قليل في بلادهم القديمة أو في مناطق اكتسبوها والاسم المعروف للقبائل التي لم يتغيّر اسمها مثل : عنزة وأكلب وجهينة وبلي وهذيل وسليم وتميم وغامد وزهران وخثعم وثقيف وغيرهم الكثير من القبائل وهذه الاسماء لست كل القبيلة ولكن هؤلاء الذين احتفظوا بالاسم القديم وقبيلة عنزة ذرية بشر ومسلم المعروفين في هذا العصر هم جزء من أحد فروع عنزة الثمانية ولا يوجد نص لنسّابة حدد الفرع الذي منه بشر ومسلم لأنهم تمسّكوا بالاسم الشامل عنزة وحيث عندهم عزوة في جد اسمه وائل ولا يوجد في قبائل عنزة القديمة من لها جد اسمه وائل ألا بني هزّان وهزان لم يعقّب ألا وائل والذرية له ولكن هناك من اعتمد تزوير نسب عنزة ونسبوها لوائل بن قاسط وهو ما يعرق بها أطلاقاً ويفترض أن وائل عنزة القديم هو وائل عنزة المعروفه به قبيلة عنزة المعاصرة ولكن كثر الكذب والافتراء والاجتهادات المضللة وحصل خلط مشين لوائل جديلة مع وائل عنزة بحيث نصب وائل بن قاسط وعيّن على عنزة بموجب تزوير الذين يصنفّون على قبيلة عنزة ووضع جد حسب رغبة المزورين وحسب الاشاعات التي روّج لها .
وقد انتشرت دعاية تقول أن قبيلة عنزة اطلق عليها لقب عنزة لأنها عنزّت ابنة النعمان وهذه الرواية لا صحة لها حيث أن قبيلة عنزة تعرف باسم عنزة قبل معركة ذي قار في عدة قرون وسبب التسمية كما شرحت بعدد من المصادر وهي أن جد عنزة عامر بن أسد بن ربيعة طعن رجلاً بالعنزة وهي العكاز الذي يتوكأ عليه كبار السّن وقتله وسمي عنزة وقد عرفت قبيلة عنزة بالاسم الصحيح الصريح عنزة في كل العصور والذين يخلطون عنزة مع وائل بن قاسط في معركة ذي قار فهم يريدون تصديق الرواية الكاذبة من أن عنزة استعاروا وائل بن قاسط ويضعونها لحقة لبكر وجدها مستعار وهذا ما يقبله أي رجل عريق النسب وقبيلة عنزة ليس لها فخر بغير اسمها الصحيح وتخصيص جد وتعظيمه وتفخيمه خطأ وعندما يقال ( أولاد وائل ) فأن المعنيين هم ذرية ضنا بشر وضنا مسلم حيث أن وائل حفظ في صدور الأجيال عبر التاريخ وقد ورد حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم يثنى على قبيلة عنزة بعد أن جائه وفدهم واسلموا فقال ( نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون ) كما دعا لهم وقال ( اللهم ارزق عنزة كفافاً قوتاً لا اسرافاً ) وقد تتبعت أحداث هذه الحرب بحثاً عن مصداقية رواية للعوام يشيرون أن عنزة سميت عنزة بسبب تعنز ابنة النعمان لها فلم أجد ما يشير لما يدعيه العوام وحيث أن قبيلة عنزة قبيلة معروفة قبل هذا التاريخ وهي قد دخلت في جمع مع بطون من بكر قبل الإسلام ومنهم بنو قيس بن ثعلبة رهط الأعشى الشاعر وبنو تيم بن ثعلبة وبنو عجل بن لجيم وسمي هذا الجمع ( اللهازم ) واللهازم في اللغة أصول الحنك وقد انظمت قبيلة عنزة بموجب هذا الجمع لقبيلة بكر وشاركت بكر في حرب ذي قار كما شاركت في يوم الوقيط من أيام العرب ويوم ثيتل وهو موضع في النباج المعروف بالأسياح حالياً قال قرة بن قيس بن عاصم من قصيدة :
أنـا الـذي شـق الـمــزاد وقـــد أرى *** بـثيـتـل أحـيـاء الـلـهـازم حـضــرا
كما شاركت عنزة في يوم الشيطين حيث قال الشاعر رشيد بن رميض العنزي قصيدة ناقضة المكعبر الضبي وقد مر ذكر بعض أبيات القصيدتان في كتاب أصدق الدلائل لذلك فلا صحة للرواية القائلة أن أسم عنزة نتج بسبب تعنز أبنة النعمان وأن ما لعنزة من الفخر الصحيح يغنيها عن التلفيق والتزوير وقد أنفض جمع اللهازم عندما جاء الإسلام وبرز أسم عنزة بن أسد إلى وقتنا الحاضر وأما عزوتها وائل فهو جد ثابت ومعروف ولم تستعير قبيلة عنزة وائل جد ليس هي من صلبه ولو وجد مصدر يذكر أن عنزة اعتزت بوائل بن قاسط أبو بكر وتغلب وعنز فأنه جد من ربيعة ولا حرج ولكن لم تعتزي عنزة بوائل بن قاسط بل تعتزي بوائل عنزي وهو جد ثابت ومعروف ولم تستعير قبيلة عنزة وائل جد ليس هي من صلبه ولا يوجد مصدر ذكر هذا الاعتزاء وقبيلة عنزة لها من الفخر ما يغنيها عن التلفيق والتزوير وقد أنفض جمع اللهازم عندما جاء الإسلام وبرز أسم عنزة بن أسد إلى وقتنا الحاضر وأما عزوتها وما لفق هو من اشخاص لهم اهداف مخالفة الواقع ولا صحة لقول من يقول أنه شارك مع بكر قبائل من العرب .
وقبل الختام أتمنى من الأخوة الكرام الاطلاع ومن المؤسف أن كل من جمع وألف كتاب من القص واللّزق صار يقلّد الذين زوروا نسب عنزة وابتدعوا لها جد لا يمت لها بصلة لاهي من نسله ولا هو من سلالتها وهو ليس عمود نسب وقبيلة بكر برز منها سبعة قبائل صار يتوقف نسب أفراد هذه القبائل عند الفرع ولا يقال البكري ألا نادراً بحيث تعريف جميع اعلام بكر : اليشكري والشيباني والذهلي والقيسي والتيمي والعجلي والحنفي ولا يقال الوائلي ألا إذا ذكر اسم بكر أو تغلب أو عنز اسم القبيلة بحيث أن أبوهم وائل فأنه يقال أبناء وائل والذين نسبوا فرعي عنزة المعاصرة ضنا بشر وضنا مسلم لبكر وتغلب فأنهم يختلقون من مخيلاتهم نسب غير صحيح ومخالف لقول الله ورسوله ومخالف لجميع المصادر ومخالف لما توارثته الأجيال من أن ذرية بشر ومسلم هم من عنزة دون شك وعزوتهم وائل الذي يعتزون به عنزي دون شك وأن الذين نسبوا عنزة لوائل بن قاسط يعلمون أنه لا صلة له بعنزة ولكنهم ما يهمهم العبث والتلاعب بنسب هذه القبيلة والذي يهمهم أن يقال فلان كتب وفلان أصدر كتاب وهم ينقلون من بعضهم .
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-10-2023 الساعة 11:45 AM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-26-2023, 08:11 AM   #9
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

تابع
آمل من الذين أخذوا بأشاعة لعبة الدّحة في معركة ذي قار الأطلاع كما آمل من الجميع ذكر مصدر يذكر الدحّة في ذي قار وهل يعقل أن قبيلة مقبل عليها جيش في عدده وعتاده يريد يقضي عليها وهي تنطحه بالدّحه ؟ وكيف صيغة الدحة مع الحرب وهل بين الدّحة والحرب وجه مقارنة ؟ وهل يحق لأحد أن يصنّف تاريخ ويضيفه لتاريخ حدث منذ خمسة عشر قرن ؟ وهل الدّحة فيها فخر ؟ اليس هي لعبة تلعب في وقت السلّم بمناسبة فرح والدواحيح عزّل ليس معهم سلاح ؟ اليس يقولون الذين يصفون الحرب بأنها ( سلاح وهزيز رماح ) ؟ كيف صارت الدحّة رقصت حرب وهي لعبة ؟ يرجى من الذين ينقلون الاشاعات أن يتثبت كل منهم ويقف مع نفسه وقفت تأمل ويحلل الخبر ولا يأخذه على علاّته وأخيراً أقول أن الدحة ليس فخر وإنما الفخر في الأفعال كما كررت أمرار وأقول أن قبيلة عنزة لها مفاخر وأمجاد وليس من مفاخرها الدحّة لأن الدحّة مجرد لعبة وأني يا أخيكم ما أقبل أن تنسب خرافات لقبيلة عنزة والله على ما أقول شهيد .
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-03-2023 الساعة 04:20 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-2023, 03:54 PM   #10
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,349
افتراضي

تابع

أضافة لما سبق حول موضوع الدحّة
أما معركة ذي قار الشهيرة والتي دوّنت في جميع المصادر وشرحت وهي معركة عظيمة من مفاخر العرب عامة ومن مفاخر قبيلة ربيعة ومن مفاخر قبيلة بكر خاصة وهي حرب ولكن مع الأسف حولوها المزورين إلى حفل أعراس حيث أدعوا زور وبهتان أن بكر دحّوا وهزموا الفرس بالدحة وهذه مهزلة ما يقرها عقل ولا نقل فمعركة ذي قار حرب وليس بها أية لعبة لا دحّة ولا عرضه وقبائل بكر ما تعرف الدحّة منذ معركة ذي قار إلى هذا العصر وقبيلة عنزة شاركت بكر مع جمع اللّهازم ولا دحّت ولا أدري ماذا يقصد من تأليف أقوال خرافية ؟ وهل احد يصّدق أن عنزة يتوارثون دحّة ذي قار منذ 1455 سنة ؟ الدحّة ما يعرفونها عنزة طيلة أثنا عشر قرن وجودهم في خيبر وتلك المدّة بعد معركة ذي قار وعنزة عندما توغلوا في نجد ما يعرفون الدحّة ألا بعد أن هاجر اقسام منهم إلى الشمال وأن أردنا نحدد اكتسابهم للّدحة فأن أول من هاجر قبيلة الحسنة ومن معهم من المنابهة حيث ورد لهم ذكر في تلك الديار عام 1111هـ ثم هاجروا ولد علي والشراعبة بعد هذا التاريخ ثم هاجروا ضنا عبيد ووصلوا تلك الديار عام 1230 هـ ثم هاجروا بعد ذلك العمارات ثم هاجرو الجلاس وهم الرولة والمحلف وفي عام 1250 هـ كانوا قد توغلوا بتلك الديار واكتسبوا لعبة الدحّة من قبائل الشمال وصارت تراث أصيل عند عنزة والقبائل تنشر عاداتها وتقاليدها مع البعض كما حصل في هذا الوقت في لعبة القلطة وهي المحاورة فقد انتشرت عند بعض قبائل عنزة وهي مقتبسة من قبائل نجد ولذلك نستطيع أن نحدد لعبة الدحة عند عنزة في حدود قرنين فقط فمن الذي رفعها إلى 1455 سنة في معركة ذي قار وبأي مصدر وجدت هذه الحكاية الخرافية ؟ اتمنّى أن كل رجل يحكم عقله ويفرّق بين الصّدق والكذب والله المستعان .
كتب ابو يوسف الجعفري
والله يابن عبار عندك انت بس أن الدحه مالها علاقه بذيقار كبار السن كلهم يذكرون الدحه انها في ذيقار وانها لعبه حرب والشعار كلهم يتغنون فيها وانها حصلت في ذيقار حتى القبائل الأخرى يذكرونها في محافل عنزه انها في ذيقار
تراك بشر تخطي وتصيب ولا تمسك بكتابك تراه ماهو منزل من السماء انت مع احترامي لك خليت كلن يتجرا على نسب عنزه ويطعن فيه وحتى موروثها يقولون هذي لعبه يهود خيبر
من حق عنزه عليك لاعاد تكلمون في موروثها ولا انسابها خلوها ترتاح شوي
عنزه الان مريضه يكفيها اللي فيها
وكتب عبدالله بن عبار
مع الأسف يالبناخي أنك ما فهمت التاريخ الصحيح رغم أنه واضح وقد تقوّلت على لسان شياب عنزة بكلام ما قالوه ومحدثك هو الذي قابل شيّاب عنزة وأخذ منهم والله أني ما أخبر أحد من جميع شيّاب عنزة الذين ما يعرفون الكذب ولا يتفاخرون بكذب ما أذكر منهم من يدعي أن الدحة بذي قار وهم يعرفون أنها لعبة فرح وتراث ولكن ما يعرفون لها تاريخ لا في ذي قار ولا بغيره وأنت ظلمت حتى أموات عنزة الذين بالقبور تقول أنهم يقولون الدحّة بذي قار أما الذين تذكرهم أنهم يتغنون بها هؤلاء ماشين على الدعاية الكاذبة ولا عندهم اطلاع على أي مصدر وهل لو شخص بث دعاية وهي كذب ثم انتشرت هل هي تصير صحيح ومعركة ذي قار لولا أنها مكتوبة في مصادر هل أحد يخبرها من الرواة يا ترى ؟ والذي كتب عنها عند جميع مؤرخين العرب ما ذكروا دحّة فمن أين جت هذه الدعاية التي شوهت تاريخ قبيلة بكر وعنزة وحوّلت النصر بدل أن يكون بالشجاعة والأقدام والفعل صار انتصارهم بالدحّة هل هذا يصدّقه عاقل ؟ وهل الدحّة فيها فخر ؟ الست هي لعبة لم تلعب في أي حرب ولذا يجب على العاقل المبصر الواعي أن يمحّص الخبر ويترك الحكاية التي ليس لها مصدر الدحة لعبة شعبية ليس لها وجود في العصر الجاهلي ولا عرفت ألا من فترة قريبة جداً والذي فخره في الدحّة بشّره بالفلس وعنزة ليس فخرها بالدحّة بل فخرها بأفعالها .
( أما قولك أني خليت كلن يتجرا على نسب عنزه ويطعن فيه وحتى موروثها يقولون هذي لعبه يهود خيبر من حق عنزه عليك لا عاد تكلمون في موروثها ولا انسابها خلوها ترتاح شوي عنزه الان مريضه يكفيها اللي فيها )
هذا كلام افتراء وتجني بل بالعكس أنا الذي خليت القبائل يحترمون عنزة ويعرفون نسبها ومشاهيرها وافعالها وأنا الذي كافحت ونافحت عنها كل من أراد ينال منها ولا زلت اكافح بشهادة المنصفين من رجال عنزة ورجال القبائل الأخرى وأنت مدفوع من المزورين الذين يناصبوني العداء حسد وغيرة ولا أذكر أني أسأت لأحد منهم وهم يلفقون ضدي اشاعات كاذبة لقصد في نفوسهم وقد عريتهم وكشفت زيفهم ولا وجدوا ألا من غرروا به وخدعوه في الزيف والتضليل وهل هم اكثر مني حمية على عنزة ؟ أنا ما كتبت ألا الصحيح ونفيت الكذب وكنت افكر أنك اطلعت على المصادر وفهمت ولكنك مدفوع من الأعداء الذين يصورون لك عكس الحقيقة وتقبلها والذين أخذت منهم هم الذين فشلّوا عنزة وخلّوا القبائل تزدريها لأنهم يجمعون أكاذيب ويزورون والناس لها عقول تعي ويطلعون على مصادر التاريخ وراجع نفسك وأطلع على ما كتبت من حقائق من التاريخ وليس مني لعلك ترعوي وتقلع عن تقليد المزورين الذين عاثوا فساد في تاريخ ونسب عنزة وتركوا الصحيح واعتمدوا الكذب والتزوير والذين غرّوك ووهموك خلهم يعلمونك بمصادرهم ومن المؤرخ الذي ذكر الدحّة بذي قار ؟ وهل النصر بذي قار بالرماح والسيوف وهمّة الشجعان أو بالدحّة يا لله العجب ؟ والحقيقة أن معركة ذي قار على بكر وبكر قبائل لا تزال لها تواجد بكثرة في العراق وسوريا وايران وتركيا وفي جميع أقطار العرب ولا يعرفون الدحّة أطلاقاً وبالنسبة لقبيلة عنزة فهي شاركت بكر في حرب ذي قار ضمن جمع اللّهازم آمل أن تطلع وتترك الغوغاء الذين يهرفون بمالا يعرفون واعرف أن الدحّة من تراث عنزة وهي مجرّد لعبة والذي يدعي أنها بذي قار يكذب على نفسه وحسبي الله على كل من عبث بتراث ونسب عنزة وللمعلومية يهود خيبر ما يعرفون الدحّة وعنزة ليس مريضة بل المرضى الذين لعبوا بحسب ونسب عنزة والمرضى الذين يشجعون على الكذب والزور والبهتان ويصنعون تاريخ مزيّف لقبيلة لها تاريخ ثابت ومشرّف هؤلاء هم المرضى اعرفهم .
كتب ابو يوسف الجعفري
شكرآ لك اخوي أبن العبار
مثل منت شايف وايل عنزه عليه خلاف انتم يانسابه عنزه منكم من يقول وايل بن قاسط ومنكم من يقول أبن هزان ومنكم من يقول فيه وايل حقيقي من نسل عامر غير وايل هزان وانا والله ازعلي عليكم حميا لعنزه
الان في التواصل الاجتماعي طعن في نسبنا كلها علشان اختلافكم بنسبنا والله تواصلت مع أكثر الباحثين في نسب عنزه بدون ذكر اسماء كلن يقول انا الصح ويعطيني مصادر
شكلي باخذ من المصادر اللي تعجبني وألف كتاب باسمي هههههههههههه يعلم الله اني ما ابغى لعنزه الا النسب الصحيح
بعطيك امثله الدكتور عايض القرني على احد القنوات قال عنزه تغلب وبكر والدكتور محسن العواجي برضه قال بنو حنيفه وبنو شيبان بطن من بطون عنزه وغيرهم من ظهروا على التواصل الاجتماعي وقال الشي هذا
وابن عبار يقول عنزه نسل عامر بن اسد عندهم وايل حقيقي غير وايل هزان فلا تلومني اذا زعلت عليكم يانسابه عنزه .
كتب عبدالله بن عبار
أترك جميع الأقوال ولا تاخذ لا قول أبن عبار ولا قول محسن العواجي ولا قول القرني ولا قول المزورين الذين تسميهم باحثين اكثر الذين أنت متأثر بهم ياخذون اشاعات ومحدثك خمسين سنة من سنين عمري كلها بحث واطلاع ولا استطيع اكذب لأنني حملت أمانة اطلع لو تكرمت على بحث في هذا الموقع بعنوان ( مصادر أنساب وتاريخ قبيلة عنزة عبر العصور ) وستجد ماذا قالت المصادر وإذا عندك استطاعة ألف كتاب وأذكر ما تراه هو الأصح ولكن الكتب تمر على دوائر مختصّة ما تجيز ألا المسند الصحيح وشكراً لك يالبناخي بحول الله أنك تترك ما تعلّق في ذهنك من أقوال ما تصح وتتبع الأقوال الصحيحة واقسم لك بالله أن بحوثي وكتاباتي كلها لصالح عنزة وذكر نسبها الصحيح لأن الكذب نقص على القبيلة والمؤكد أن عزوة عنزة وايل عنزي والذي يقول أنه وائل بن قاسط كلامه مردود عليه خلّه يذكر مصدر واحد فقط ذكر أن عزوة عنزة وايل بن قاسط وبس .
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-03-2023 الساعة 04:21 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لعبة الدّحه عبدالله بن عبار النقاش العلمي 1 08-17-2016 05:52 AM
لعبة ممتعه اتمنى تعجبكم بن عبار العجمي المنتدى العام 4 04-30-2009 01:01 PM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 01:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009