الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المركز البحثي لقبيلة عنزه الخطب والمقالات والبحوث العلميه
الخطب والمقالات والبحوث العلميه بقلم فضيله الشيخ الباحث محمد بن فنخور العبدلي
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-06-2011, 02:55 AM   #1
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 342
افتراضي خطبتي : الهم والغم

الهم والغم


الحمد لله حمد الشاكرين الخائفين الوجلين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، محمد بن عبد الله المهداة رحمة للعالمين أما بعد
فاتقوا الله تعالى حق التقوى ، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) 0
عباد الله : إنه لا يُذْهِب الهمَّ والغمَّ دواءٌ مثل الرضا بما قدَّر الله وقضى ، فهنيئًا لمن ملأ الرضا فؤاده ، لا يتحسَّر على ماض باكيًا حزينًا، ولا يعيش حاضرًا ساخطًا جَزُوعًا ، ولا ينتظر المستقبل خائفًا وَجِلاً ، لا يعيش في رهبة من غموض ، ولا يتوجّس من جبروت ، إيمانه مصدر أمانه ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) ، ألا فاتقوا الله عباد الله ، وأقبلوا على طاعته، فإن في القلب شَعَثًا لا يلمّه إلا الإقبال على الله ، وإن فيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وإن فيه حزنًا لا يُذْهِبه إلا السرور بمعرفة الله وصدق معاملته، وإن فيه قلقًا لا يُسكّنه إلا الفرار إليه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ، وفيه حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه والصبر على قضائه إلى يوم لقائه قال تعالى ( ففروا من الله إلى الله فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) 0
عباد الله : لقد بلغ الهمّ والغمّ ووصل التسخّط من أقدار الله وعدم الرضا بقضائه ، وصل ببعض المخذولين من المسلمين إلى أن خرجوا عن طورهم ، وخلعوا ثياب صبرهم ، فأزهقوا أرواحهم بأيديهم ، فهذا يطعن نفسه بسكين لتخرج روحه ، وذاك يحتسي سُمًّا لتزهق نفسه ، وثالث يترَدّى من شاهق ليقضي نَحْبَه ، وما علم أولئك أنهم من قدر الله يفرون ، وفي سخطه وعقابه يقعون
عباد الله : نسأل الله أن نكون ممن يذكرون فيتذكرون، وممن يوعظون فينتفعون، وممن يقولون فيعملون ، واستعدوا بالأعمال الصالحة ليوم لقاه ، خافوا من الجليل ، واعملوا بالتنزيل ، واقنعوا من دنياكم بالقليل ، واستعدوا ليوم الرحيل قال تعالى ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) 0
عباد الله : إن من سنة الله تعالى في هذا الكون أن جعل الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وقدَّر أن تكون مليئة بالمصاعب والمتاعب ، دائمة التغيّر والتحوّل ، لا تثبت على حال ، ولا تدوم على شأن قال تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) ، هذه هي حقيقة الدنيا ، دار شقاء وعناء ، ومرحلة نَصَب وتَعَب ، متاعها قليل ، وكثيرها ضئيل ، عيشها نكد وصفوها كدر، حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، لا تصفو لشارب ولا تبقى لصاحب ، من استغنى فيها فُتِن ، ومن افتقر فيها حزن ، من أحبها أذلته ، ومن تبعها أعمته ، ملكها هلاك ، وغناؤها عناء ،


هي الدارُ دارُ الأذى والقَذَى ،،، ودارُ الفَنَاء ودارُ الغِـيَرْ



فلو نلتَهـا بحـذافِيـرهـا لمَتَّ ،،، ولم تَقْضِ منها الوَطَرْ

لو تفكرتم فيمن حولكم من الناس في المشارق والمغارب لما وجدتم أحدًا سالمًا من المصائب والمحن إلا من شاء الله ، فواحد مصاب بالعلل والأسقام ، وآخر مصاب بعقوق أولاده وعدم صلاح ذريته ، وهذا مبتلى بسوء خلق زوجته ، وتلك مصابة بزوج شرّ لا يرعى لها حرمة ، ولا يعاملها برحمة، وهنا تاجر قد خسر تجارته ، وهناك فقير يشكو سوء حالته ، وهذا يجد ويجتهد ولا ينال مناه ، وذاك يشقى ويتعب ولا يحصل مبتغاه ، وهكذا إلى ما لا نهاية له من الآلام والمصائب التي لا تقف عند حد ولا يحصيها عد ، هكذا هي الدنيا ، وهكذا العيش فيها ، ليس فيها راحة أبدية ولا سعادة حقيقية ، وإنما الراحة والنعيم المقيم والسعادة الخالصة والفوز الكبير لمن رحمه الله وأدخله الجنة قال تعالى ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ، سئل الإمام أحمد رحمه الله : متى الراحة ؟ فقال ( عندما نضع أول رجل في الجنة ) ، إنها الحقيقة الغائبة التي يجب أن نستحضرها ونفهمها حق الفهم ، أنه لا راحة إلا في الجنة ، ولا فوز إلا بدخولها والتقلب في نعيمها 0

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )
قلت ما قد سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولكل مسلم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
راجع خطبة الشيخ عبد الله بن محمد البصري
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=8454
محمد فنخور العبدلي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2011, 04:09 PM   #2
مشرف قسم قضايا عنزه
 
الصورة الرمزية صفوق العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 239
افتراضي

أحسنت وأجدت ... لافض فوك .
صفوق العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
والله إنه مايزيح الهم عني... ابن بريم الأكلبي الشعر الشعبي المكتوب 2 02-01-2012 12:27 PM
خطبتي : القــــــــلب محمد فنخور العبدلي الخطب والمقالات والبحوث العلميه 1 08-08-2011 04:11 PM
خطبتي : اللســــــــــــــــــــان محمد فنخور العبدلي الخطب والمقالات والبحوث العلميه 1 08-06-2011 03:22 PM
خطبتي : عيد الحب محمد فنخور العبدلي الخطب والمقالات والبحوث العلميه 1 08-06-2011 03:20 PM
الهم يسري بالهم ويشاور الذات عبداللطيف العنزي الشعر الشعبي المكتوب 4 05-10-2010 08:28 PM
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 04:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009