الأخ الفاضل فرحان بن حمود :
شكراً لك على نقل هذه القصة وهي منقولة من كتابنا ( المجموعة الكاملة لقطوف الأزهار ) حبذا لو وضحت من أين النقل وإليك وإلى القراء القصة والقصة المشابهة لها وهي منشورة بالصفحة 406 إلى الصفحة 409
( قصة الرجل وأخته )
يروى أن رجلاً من العرب كانت له أخت متزوجة من رجل من قبيلة معادية لقبيلتـه
فأراد هذا الرجل أن يغزو على جماعة زوج أخته فذهب بمفرده إلى قبيلة زوج أخته
وأراد أن يتصل بأخته سراً لكي تفيده عن مكان وجود إبل القوم فذهب إلى رجم كان
بقرب الحي وعندما أعتم المساء بدأ يعوي عواء ذئب لعل أخته تسمعه وكانت أخته
تعرف صوته فسمعت صوت العواء وعرفت أنه أخيها فخرجت من الحي وأقبلت عليه
وهي تنشد أبيات من الشعر وتقول :
يا ذيـب يالـلي جـر صـوت عـوابـه ** قصدك ظمأ ولا من الجوع يا ذيـب
يا ذيـب لا تـقهـرك عـنـا المـهـابـه ** يا مجـفـل الغـزلان حـنـا المعازيـب
عشاك يـذكـر فـي خشـوم العـقابـه ** في فيضة السرداح والبل عوازيب
فسمعتها والدة زوجها وظنت بها ظن السؤ وهي لا تعلم أن هذا الرجل شقيقها
فجاوبتها بأبيات على الفور تقول :
يا بـنـت مالـك بالـدنس والخـيـابـه ** تـرى معـض الذيـب مالـه تطـابـيب
حـاذورك من الذيـب يشلـك بنـابـه ** يخـربـك مـن بـد الـبنـات الرعـابيب
يخليـك مثـل خطـات بكـره جـلابـه ** إلـى حافهـا الشـراي يلقـا عـذاريب
فسمعت المرأة قول أم زوجها وعرفت ما فكرت بـه من ظنون فردت عليها
موضحه أن هذا الذئب المزعوم أخيها وليس كما تظن فقالت :
أقسمت بجلاب المطر مـن سحابـه ** أنـي بـريـه مـا بـعـد مـسـنـي ذيـب
عـرضـي كـمـا عـدٍ خـلـي جـنـابـه ** مـا تـورده بالقيظ حـرش العـراقيب
الذيـب أخـوي الـلي يجيب الكسابه ** يـوم أن نجوم الليل مثل المشاهيب
يـخـم قـطـعـان الـمـعـادي نـهـابــه ** أخوي يعطب فـارس القوم تعـطيب
والـلي ظلـمني جعـلها فـي شبـابـه ** واتـحـدره مـن عـالـيـات المراقيـب
سـبـع العـجـايـز دايـرات الـمعـابـه ** بيض النواصي يابسات العصاليـب
( قصة مشابهة وهي قصة الرجل وصهره )
* وهذه قصة أخرى على شاكلة القصة الأولى يروى أن رجلاً كان له زوجة من
قبيلة بعيدة النسب عن قبيلته فحصل بين القبيلتان خلاف مما جعل الزوجة
تلتحق بأهلها وبقي الزوج مع جماعته وفي أحد الأيام تسلل الرجل إلى حي
زوجته دون علم القوم وأنطوى في رجم حتى اظلم الليل فتحسس منزل أهل
زوجته وعندما أقترب من المنزل بدأ يعوي عواء ذئب فعرفت الزوجة صوت
زوجها بالعواء فتوجهت صوبه وأخذت طعام وماء ثم نال منها فعادت إلى
بيت أهلها ثم حملت وأنجبت مما أصاب أهلها وقومها بالدهشة حيث يعلمون
أن المرأة ذات زوج ولكنه بعيد عن ديار قومها فضاقت الأرض بما رحبت
بأخوتها علماً أنها أخبرتهم في حقيقة أمرها من بداية حدوثه ولكنهم لم
يصدقوا كلامها حتى حملت ثم أنجبت الولد حيث أصبحوا بحاجة إلى ما يثبت
أن زوجها الأجنبي هو الذي حدث منه الحمل فذهب أخيها الأصغر إلى قوم
زوج أخته وكان لا يعرفه فقلط في مجلس كبير القوم وتناول الربابه وأنشد
هذه الأبيات يقول :
يا ذيب يا الـلي تالي الليـل عـويـّت ** ثــلاث عــويـات قـويـات وأصـلاب
أبي انشدك يا ذيب بالـلي بنا البيت ** الواحـد الخلاق هـو والي الأرقـاب
أنشـدك بالله عـقبها ويـش سويـت ** يـوم الثريـا دوبحت والقـمـر غـاب
وكان زوج المرأة ضمن الرجال الحضور فعرف من سياق الأبيات أن هذا
الرجل شقيق زوجته وأنه حدث أمر فقال مجاوباً :
سألتـني يا رشيـد بالـلي بنـا البيـت ** سألتني بالـرب هو والـي الأرقـاب
عـز الـلـه أنـي يـم شـاتي تـعـنـيـت ** وخذيتها يا رشيد من بين الأطناب
مسكت شاتي فـي يـمـيني وقـفيـت ** والـلـه حـماني من نواطير وكـلاب
عـز الـلـه أني من قـراكم تعـشيـت ** وكليت من شاتي لما خاطري طاب
عـلى النقا ولا الـردى ما تهقويـت ** ردوا نسبنـا يـا عـريـبيـن الأنسـاب
ثم أن الرجل زوج المرأة أخذ صهره وأكرمه وذهب معه لأحضار المرأة وأبنها
لتبييض وجوه اصهارة