بسم الله الرحمن الرحيم
يا ونتي ونة الجالي = اللي جلى من بني عمه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
إليكم هذه الأبيات التي نرددها دائما ولا نعرف قائلها وقد وجدتها في أحد المنتديات والتي تقول :-
يـا ونـتـي ونــت الجـالـي اللي جلى من بني عمه
مــن أول عنـدهـم غـالـي والـيــوم مطلـوبـهـم دمـــه
الجميع يعرف هذان البيتين ويتغنى بهما كل حسب اللحن والطرق الذي يعجبه ولكن لا أحد يعرف لمن هذين البيتين المميزين فمنهم من نسبها للشاعر / فلاح القرقاح ومنهم من نسبها للشاعر / بديوي الوقداني وغيرهم، ولكن هذين البيتين من قصيدة كاملة للشاعرة / منيرة الأكلبية وهذه القصيدة لها قصة كما أوردتها شاعرتها المذكورة تقول صاحبة القصيدة : إنهم كانوا ينزلون في أسفل وادي بيشة على حدود رنية سبيع، وكان البدو في ذلك الزمان يتنقلون من مكان إلى آخر لطلب الرعي فإذا كان المكان المراد الإنتقال إليه بعيد فإنهم يأخذون الإبل فقط ويتركون الغنم لأن الغنم لا تستطيع أن تصل إلى المكان المراد الوصول إليه في نفس الوقت، وكان في تلك السنة أن رحلوا جماعتها بالإبل وتركوها مع الغنم هي ومن معها، وكان من عادة أهل البادية إذا كان سيغادر أحدهم مدة من الزمن أن يوصي من يتكفل أهله في غيابه وقد أوكل أبو الشاعرة برعاية عائلته إلى أحد أبناء قبيلته وعندما نزل على هذا الرجل كان عندهم رجل يضوي إليهم بعد ما يظلم الليل ويرحل بعد صلاة الفجر، وضل على هذه الحال مدة طويلة وكانت الشاعرة تلحظة أغلب الأحيان وكم تمنت لو أن تكون مكانه لإنه كان مرتفع ويكشف المنطقة كلها ولم تستطيع الطلوع على رأس هذا الجبل إلا بعد رحيله من القبيلة وعندما سألته شاعرتنا عن قصة هذا الرجل قالوا لها أن هذا الرجل ( جالي ) والجالي عند البادية هو الشخص الذي عليه ( دم ) وقصة هذا الشخص أن قاتل إثنان من أبناء عمومته وهم يبحثون عنه للأخذ بثأرهم منه وقد قالت هذه القصيدة التي نورد منها ما حفظناه :-
رقيـت فــي مـرقـب (ن) عـالـي وعـديــت فــــي عــالــي الـقـمــة
لــي مـــدة ضـايــق (ن) بـالــي هموم (ن) على القلب ملتمـة
والـدمــع مـــن حــاجــر ســالــي شـهـريـن والـدمــع مـــا ضــمــه
والــنــوم مـــــا عـــــاد يـحــلالــي كني قريـص (ن) مشـى سمـه
أبكي على صاحب (ن) غالي مــا جـانــي أخـبــار مـــن يـمــه
أتــلـــى الـعــهــد ذكـــــر نـــزالـــي مــــتــــعـــــدي وادي الـــــــرمـــــــه
يـــا طـيــر خـبــره عـــن حــالــي مـعــاك يـــا طـيــر فـــي الــذمــه
يــــا وا هــنـــي الـــــذي ســالـــي مــا هــو بمـتـقـارب (ن) هـمــه
يـــــا ونــتـــي ونـــــت الــجــالــي الـلـي جـلــى مـــن بـنــي عـمــه
مــن أول (ن) عنـدهـم غـالــي والـــيــــوم مـطـلــوبــهــم دمــــــــه
وهذه القصة والقصيدة يجهلها الكثير من الناس مع سماعهم بالبيتين التي يتداولونها هذا والله أعلا وأعلم