عن الغضبان بن حنظلة أن أباه حنظلة بن نعيم رضى الله عنه وفد الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فكان عمر اِذا مرَ به اِنسان من الوفد سأله ممن هو حتى مر به أبى فسأله ممن أنت ؟ فقال من( عنزة) فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون) وعن سلمة بن سعد اِنه وفد اِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فستأذنوا عليه فدخلوا فقال (من هؤلاء القوم) قيل له هذا وفد (عنزة) فقال (بخِ بخِ بخِ نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون) سل ياسلمة حاجتك فقال جئت أسألك عما افترضت عليَ فى الابل والغنم والعنز فأخبره ثم جلس عنده قريباً ثم أستأذنه فى الانصراف فقال انصرف فما غدا أن قام قال(اللهم ارزق عنزة كفافاً قوت لااسرافاً) ( أصدق الدلائل فى تاريخ وانساب بنى وائل) المجلد الاول ص 199/2010م .
هذا الحديث الشريف الذى ثبت عن( رسول الله صلى الله عليه وسلم) هو سيد الادلة والبراهين على صدق نسب هذه القبيلة وديمومة وحدتها واحتفاظها بكيانها منذ نشأتها مثلها كمثل تميم وجهينة وبلى وعدوان وطي وغيرهم من القبائل التى لازالت تعرف بأسمائها الجاهلية الى اليوم فيكفيها فخراً اِذاً ويزيدها رفعةً وشرفاً بين القبائل العربيةأن يذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأسمها ويثنى عليها ويدعوا لها بالخير ثم يأتى بعد ذلك من يقول أننا لسنا من هذه القبيلة العريقة بل من بكر وتغلب وأخلاط من ربيعة! وهنا سوف نذكر بعضاً من الاقوال والنصوص التى جائت على لسان المؤرخين والنسابة وهى كثيرة ومتعددة التى تثبت بالدليل القاطع أن قبيلة عنزة بن أسد المذكورة فى المصادر التاريخية المتقدمة حفيدتها الاَن هى قبيلة عنزة اليوم دون شك ولاريب منذ ذكرها فى الجاهلية حتى نزولها خيبر بداية القرن الرابع الهجرى كما جاء على لسان الهمدانى واستقرارها بعد ذلك وانتشارها فى البلدان والمناطق والأقاليم الى عهد قريب ورغم مالف جزيرة العرب والمنطقة العربية بأسرها من قرون مظلمة بعد سقوط الخلافة الاسلامية عام 656هـ 1258م ومارافق ذلك من اِنقطاع التدوين والكتابة وضياع وأختفاء الكثير من كتب التاريخ والأنساب انتشر خلالها الجهل والتخلف وأختلطت الانساب ببعضها وأستجدت قبائل بأسماء جديدة وأختفت قبائل كانت معروفة ومشهورة بأسمائها حتى بدأ التدوين التاريخى من جديد بداية القرن التاسع الهجرى على شكل جهود فردية قام بها بعض المؤرخين المجتهدين الذين دونوا أخبار القبائل وأحداثهم وذلك خلال الخمسة قرون الأخيرة .


1- جاء فى مقال للشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله بخصوص نسب ِاِحدى القبائل مايلى :
(اِن عنزة لاتنتسب الى (وائل) بل الى أسد بن ربيعة بن نزار) ثم يكمل قائلاً بعدها( ووائل فرع من فروع ربيعة من أبناء أسد بن ربيعة كما تقدم) انتهى
يفهم من كلام الشيخ الجاسر رحمه الله أن عنزة لاتنتسب الى وائل وهو يعنى بذلك وائل بن قاسط والد بكر وتغلب تحديداً! بدليل قوله( ووائل فرع من فروع ربيعة من ابناء أسد بن ربيعة) والمعروف أن( وائل) هو من سلالة جديلة بن أسد بن ربيعة شقيق عنزة اِذا الشيخ الجاسر رحمه الله ينفى اِنتساب عنزة الى وائل بن قاسط الجد المشهور فى ربيعة ! وهو بذلك يعتمد على ماجاء على لسان المؤرخين والنسابة اللذين سبقوه فى هذا المجال فلوكان هناك نصاً بذلك أو حتى اِشارة بعيدة بهذا التداخل لذكره الشيخ ولما غفل عنه وهو المعروف بعلمه وتعمقه وتخصصه بعلم الأنساب والتاريخ بشكل عام .
2- جاء فى كتاب(بنوبكر بن وائل) للدكتور عبدالرحمن الفريح السفر الاول 1419هـ
يقول محقق الكتاب أبى عبدالرحمن بن عقيل الظاهرى فى مقدمته وهو ينقل عن (معجم مااستعجم للبكرى) (وتاريخ اِبن خلدون)
مايلى( وتفرقت ربيعة فى يوم قضه فكانت عنزة فى ديار بكر بن وائل فى اليمامه وفيما بين اليمامه والبحرين الى سواد العراق ورحلت مع بكر بن وائل الى العراق وبقى منهم فى نجد بنو هزان وكانت مع رحيلها مع بكر بن وائل قبيلة محتفظه باستقلالها) ص93انتهى
هذا النص واضح لالبس فيه على اِحتفاظ قبيلة عنزة بن أسد باستقلالها عن بكر وتغلب وبقية ربيعة كقبيلة ذات كيان مستقل قائم بذاته حتى وفى ذروة هذ الحلف وقوته وتماسكه وهو(اللهازم) وهى تُذكر بأسمها؟واِذا كانت عنزة بن أسد وكما يقال هى الحلقة الضعيفة فى قبائل ربيعة فلماذا حافظت هذه القبيلة الضعيفة اِذا على هويتها واِستقلالها بين هذه القبائل الربعية القوية والكثيرة؟ والمنطق يقول أن الضعيف يتلاشى ويذوب مع القوى والكثير؟ ولكن هذا الامر لم يحصل مع (عنزة بن أسد) بدليل بقائها بكيانها واِسمها وفروعها حتى القرون الأُولى الهجرية كما ذكرها المؤرخين؟ هذا قطعاً ينفى التداخل والتمازج كما يدعى ويروج البعض .
3- يقول أيضا فى ص93 مايلى: لم تدخل عنزة فى عبدالقيس ولعل سبب الوهم سرعة النقل عن ابن الكلبى (نسب معد واليمن الكبير) عندما قال (فولد أسد جديلة وعمرا وهم عنزة وعميرة دخلت عميرة فى عبدالقيس) يقول الظاهرى: (فالذى دخل فى عبدالقيس بنو عميرة لاعنزة ) اِنتهى
يفهم من هذا النص أن عنزة ومنذ القدم لم تدخل مع أي قبيلة من قبائل ربيعة فى الجاهلية بل ولم يدخل معها فرع من فروع ربيعة وخاصةً بكر وتغلب بدليل قوله (قبيلة محتفظة باستقلالها) فطالما أن المؤرخين قد ذكروا منذ القدم التداخل القبلى فيما بينهم فلماذا لم يذكروا تداخل عنزة مع بكر وتغلب أو العكس فى نص صريح لاغموض فيه؟ فقد أورد ابن جرير الطبرى فى تاريخه(الرسل والملوك 5/515) حادثة اختلاف اللهازم وخصومهم من ربيعة عام 64هـ فى القصة المعروفة حتى قال( ثم تراضوا بحكم عمران بن عصام العنزى أحد بنى هميم وردها الى أشيم) اِنتهى: هذا النص يدل على ان عنزة لم تتداخل وتذوب مع بكر فى حلف اللهازم أساساً! بدليل ذكر اِسم الرجل (بالعنزى) بل وذكر البطن الذى ينتمى اليه وهو بنى (هميم) أحد بطون عنزة رغم مرور(200) عام على هذا الحلف؟ فبناء على هذا النص تكون عنزة معروفة ومشهورة بأسماء رجالها وبطونهم
منذ اِبتداء الحلف عام 492م حتى القرن الأول الهجرى 64هـ 683م فهذه (190) عام وعنزة تُعرف بهذا الاسم وقد تواترت بعدها النصوص عبر القرون التالية وهى تؤكد هذا الأسم والمسمى فأين هذا التداخل!!
4- وينقل الظاهرى فى ص89 نقلا عن (تاريخ الطبرى) مايلى( ومن أحداثهم سنة 76هـ أن شبيب الخارجى لما ارتفع الى أرض الموصل لقى سلامة بن سيار بن المضاء التيمى(تيم شيبان) فدعاه الى الخروج معه وكان يعرفه قبل ذلك اِذ كانا فى الديوان والمغازى فاشترط عليه سلامة أن ينتخب (30) فارساً ثم لايغيب عنه اِلا ثلاث ليال عدداًففعل فأنتخب ثلاثين فارساً فانطلق بهم نحو عنزة (واِنما اراد ليشفى نفسه منهم لقتلهم أخاه فضالة) اِنتهى:
يتبين لنا من هذا النص عدم تبعية عنزة لشيبان ولا لغيرها من بطون بكر بن وائل ! فبنى شيبان وكما جاء فى هذا الخبر كانوا فى الموصل واما عنزة فكانوا بعيدين عنا جغرافياً مما يدل على عدم الترابط والتداخل بينهم ! فلو كانت عنزة متداخلة مع شيبان وغيرها من بطون بكر بن وائل لما اغارت شيبان عليهم مع شبيب الخارجى وهو أيضاُ شيبانى فكيف يغيرون على بعضهم البعض والمفترض انهم قبيلة واحدة متحدة ومتداخلة يجمعهم حلف اللهازم؟! فهذا كالنص الذى سبقه يدل على أن قبيلة عنزة ومنذ القرن الأول الهجرى وهى مستقلة بذاتها وتُعرف بأسمها الصحيح والصريح .
5- يقول فى ص98نقلا عن ( قلائد الجمان للقلقشندى/ونهاية الارب للنويرى/ ومعجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة) مايلى ( ثم انفصلت عن بكر وعادت الى جزيرتها ولكن الى مكان اَخر وهو خيبر وجهاتها جنوب المدينة المنورة ووادى القرى والحجر والعلا الى قرب الساحل فيما بين جهينة وبلى ) اِنتهى:
ً فكلمة( اِنفصلت عن بكر) تدل على أن عنزة أتت وأستقرت فى خيبر وقبلها فى جنوب المدينة المنورة وهى قبيلة بكيانها وبطونها وفروعها لم يدخل معها لابكرى ولاتغلبى ! واِلا لماذا غفل عن ذلك المؤرخين والنسابة ولم يذكروا معها بطوناً وفروعاً من بكر وتغلب اوأحداً من فروع ربيعة الأخرى عند قدومها من العراق واِستقرارها فى جزيرتها! وهذا المؤرخ اِبن الأثيرالجزرى ت630هـ وهو من بنى شيبان ومتتبع أخبار ربيعة لم يذكر فى كتابه(الكامل) أو نُقل عنه أن تداخلاً حصل بين بطون ربيعة وعنزة أو العكس! وهذا الهمدانى فى(الأكليل) ت355هـ وهو معاصر لهذا الانفصال قد ذكرهم عند اِستقرارهم فى الحجاز عام 304هـ لم يذكر معهم أيأ من بطون ربيعة فهل يعقل هذا؟
6- يقول فى ص 100 من نفس الكتاب وهويفسر ويستقرأ سبب هذه العزوة(وائل) ومن أين جائت لعنزة فيقول مايلى( ولهذه العزوة أحد اِحتملات ثلاثة)
أولهما: أن تكون وهماً عامياً بعد غلبة الأمية والبعد عن العلم المدون فتوارثته الأجيال بأستفاضة تشبه اِستفاضة الحقائق او وجدوا ذكر العنزى الوائلى من عنز بن وائل فظنوا النسبة الى عنزة .
ثانيهما: أن تكون بسبب دخول فروع مع عنزة من بكر بن وائل لانه قبل ذلك كانت داخلة فيهم
أوتكون عنزة اِحتفظت بهذه العزوة يوم كانت مع بكر بن وائل فى حلف.
وثالثهما: أن تكون العزوة الى وائل اَخر من نسل عنزة وقد وجد هذا العلم فى بنى هزان العنزية وهو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة ووائل أبو قبائل عنزية) اِنتهى:
أما القول الأول أن العزوة (لوائل) ربما أنها وهم بسبب الامية وعدم التدوين فهذا هو الوهم بعينه! فكيف اِذاً عرفوا أو سمعوا بعنز بن وائل فظنوا النسبه اِليه؟ وهم فى عصر الأميه والبعد عن العلم المدون! ولماذا ظنوا أنها لعنز بن وائل ولم يظونوا انها لقبيلتهم عنزة؟ فطالما أنها وهما عاميا فمن باب أولى اِذاً ان العزوة لوائل بن قاسط أيضاً وهماَ عامياً؟!
اما القول الثانى أنها بسبب دخول فروع مع عنزة من بكر بن وائل لأنه قبل ذلك كانت داخله فيهم! هذا أيضاً غير صحيح فعنزة منذ ان كانت بهذا الحلف وهى تعرف بأسمها عنزة! وجميع المصادر التاريخية أكدت على ذلك بدليل قوله فى ص92(وكانت مع رحيلها مع بكر بن وائل قبيلة محتفظة بأستقلالها) فماهذا التناقض؟ فكيف يكون دخول فروع من بكر معها أو انها كانت قبل ذلك داخلة فيهم وفى نفس الوقت تكون محتفظة باستقلالها؟ فالمحافظ على اِستقلاله منطقياً يحافظ على موروثه وتراثه؟( فوائل) المذكور ليس من تراث عنزة أو جدها حتى تتوارثه وتتخذه عزوة لها؟ فكيف تحافظ عنزة بن أسد على اِستقلالها وتعتزى بعزوة وجد غيرها ؟ ولازلنا حتى الاَن لانعرف من الذى تداخل مع من؟أما القول الثالث أن تكون العزوة الى وائل اَخر من نسل عنزة فهذه هى الحقيقة الغائبة؟ وهذا مانقوله ونقر به فوائل العزوة هوووائل النسب لافرق بينهم وهو من نسل عنزة بن اسد بن ربيعة
سواءً كان هو وائل بن هزان أو وائل غيره المهم أن يكون من نسل عنزة! وقوله( ووائل ابو قبائل عنزية) هو اِقرار واِعتراف منه وحقيقة ثابته لاجدال فيها بوجود جد بأسم وائل تنحدر منه قبيلة عنزة اليوم فكيف اِذن يستقيم هذا والقول بأنه وهماً عامياً بعد غلبة الأمية والبعد عن العلم المدون؟!
7- يقول الدكتور عبدالرحمن الفريح فى كتابه (بنوبكر بن وائل) ص292 نقلا عن( ابن خلدون فى العبر) (وابن كثير فى البداية والنهاية) وهى عن حروب الردة مايلى( وفى ذات ليله سمع المسلمون فى معسكر الحطم فتقدم عبدالله بن حذف وكان أخواله من بنى عجل ودخل معسكر الحطم فصاح يأبجراه! فجاءه أبجر بن بجير زعيم ردة بنى عجل تحت قيادة الحطم لاأضيعن الليله بين اللهازم علام أقتل وحولى عساكر من عجل وتيم اللات وقيس وعنزة ) اِنتهى:
رغم أن عنزة فى هذا الحلف وانها مع بنى عجل وتيم اللات وقيس اِلا أنها لازالت تُذكر باسمها الصحيح والصريح كقبيلة محتفظة بكيانها واستقلالها لم تنصهر وتذوب وتندمج مع بطون بكر المتحالفه معها بدليل ذكر عبدالله بن حذف قبائل اللهازم بأسمائها ومنها (عنزة) فهذا يدل ان قبائل اللهازم وهم بهذا الحلف كانت معروفة بكيانها ومعروفة باسمائها لايجمعها رابط أو تداخل اِلا رابط الحلف فقط فهو رابط وحلف سياسى حربى لاأكثر ولاأقل فهناك الكثير من التحالفات القبيلة أثناء الحروب فهناك حرب الفجار فى الجاهلية بين قريش وقبائل كنانة من جهة وبين قيس عيلان فلم تتداخل قبائل كنانة مع قريش أو العكس؟ وهناك حرب داحس والغبراء بين ذبيان وعبس وكلاهما من غطفان ولم تتداخل القبائل مع بعظها بل اِحتفظت كل قبيلة بكيانها ونسبها فجميع التحالفات القبيلية سواء كانت فى الجاهلية أوفى الأسلام قد ذكرها المؤرخون وفصلها النسابون فلماذا لم يذكر واحدا من هؤلاء دخول عنزة بن أسد فى بكر بن وائل تداخلاً قبيلياً وليس حلفاً حربياً سياسياً كما هو معروف فهناك فرق شاسع واِختلاف بين الحلفين فهناك الحلف الحربى والتداخل القبلى فشتان بينهما.
8- يقول الدكتور الفريح ص341 نقلا من (الفتنة ووقعة الجمل للتميمى) مايلى( ولم تضعف الهزيمة من موقف مالك بن مسمع فعندما فر اتباع طلحة والزبير منوسط المعركة يلتمسون النجاة اِلتجأ مروان بن الحكم الى مالك بن مسمع وقد كان قد اَوى الى
أهل بيت من ربيعة من عنزة ) اِنتهى:
هذا أيضاً نص كسابقه من النصوص يذكر عنزة بالاسم ويدل على اِستقلاليتهم وهم مع ربيعة فى جيش الأمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وهم من اَجاروا وادخلوا مروان بن الحكم بعد هزيمة جيش أصحاب الجمل( 36هـ) وقوله(أهل بيت من ربيعة من عنزة) تؤكد بهذا النص القطعى الثابت أن عنزة كانت معروفة ومشهورة بنسبها بل ومستقلة بكيانها عن باقى قبائل ربيعة فى بداية القرن الاول الهجرى على الأقل! بدليل قوله (وقد كان قد اَوى الى أهل بيت من ربيعة من عنزة) ولم يقل الى أهل بيت من ربيعة من بكر؟!
9- يقول:ماكس أوبنهايم فى كتابه (البدو) وهويتحدث عن قبيلة عنزة مايلى: يدرج علم الأنساب عنزة فى عرب الشمال وانهم من ربيعة تقول شجرة نسب القبيلة هو عنزة بن أسد بن ربيعة . (اصدق الدلائل) المجلد الأول 2010م ص248
وهذا أوبنهايم ينسب هذه القبيلة العريقة المفترى على نسبها ويقول أنها تنتسب الى عنزة بن أسد بن ربيعة وهو قطعاً قد أخذ وأستقى هذه المعلومات من رجال عنزة انفسهم الذين التقى بهم وروى عنهم ولم ينقل لنا من قال منهم أن عنزة من بكر أوتغلب؟ وهم أدرى بنسبهم وقبيلتهم من غيرهم .
10- قال الرحالة البريطانى الكابتن (روجر أبيتون) الذى زار المنطقة عام 1874م1875م فى كتابه(الخيول الأصيلة من الصحراء العربية) الطبعة الاولى2000م ص137 مايلي:(فعنزة بدلاً ان يكونوا قبيلة واحده اِلا انهم يؤلفون شعبا كاملا منفصلا عن العرق العربى وهم اكثر البدو نفوذا وعددا ويحق لنا دعوتهم بالاستقراطية اِذ أن تاريخهم يعود الى فترة قديمة جداَ وكان جدهم ومؤسس عائلتهم هو(عنزة بن أسد بن ربيعة الفرس)الذى كان الابن الثالثلنزار بن معد بن عدنان)
هذا أيضاً مؤرخ ورحالة عاش بين عنزة أخذ منهم وروى عنهم وذكر نسبهم الذى توارثوه منذ قرون ولم يجد عندهم اِختلاف أو شكاً فى نسبهم الى عنزة بن أسد! بل ولم يسمع منهم أو ينقل عنهم أنهم من بكر اوتغلب أو أنهم من عدة قبائل ربعية! فهل نحن أعلم بنسبنا وتاريخنا وأصل قبيلتنا من هؤلاء الاَباء والأجداد الذين توارثوا هذا النسب منذ القدم وحفظوه لنا هذه اِخوانى بعض النماذج والأمثلة وهى قليل من كثير ذكرناها على سبيل الاستشهاد والاستدلال العلمى ومن باب اِثبات نسب وجذورهذه القبيلة العريقة المفترى عليها والتى ذُكرت باسمها الصحيح والصريح منذ الجاهلية مروراً بالقرون التسعة الهجرية حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجرى 1350هـ فلم نسمع أونقرأ نصاً تاريخياً متقدماً من المؤرخين والنسابة والرحالة والمسشرقين والمهتمين بالانساب من قال أوذكر أن قبيلة عنزة هى من أصول بكرية وتغلبية أو من أخلاط ربعية! بل العكس هو الصحيح فالكل دون اِستثناء أجمع على أن قبيلة عنزة هى من( عنزة بن أسد بن ربيعة) فهذا هو نسبنا الثابت!!

(ودمتم سالمـــــــــــين)

أخي أبو مشاري الرفدي :
لقد تعبنا من التوضيح عن نسب عنزة ومع الأسف أن الإشاعة الكاذبة التي بثّت تغلغلت في عقول أكثر الجهلة والمقصود الذين يجهلهم علم الأنساب وتاريخ ونسب عنزة بالذات فأنا أقول الجهلة حتى ولو أنهم حصلوا على شهادة الدكتورات فالجهلة الذين تمسكوا بوائل بن قاسط وأجمعوا على أنه هو العزوة التي تعرف بها عنزة وقد فات عليهم أن وائل بن قاسط لا تنتسب له عنزة أطلاقاً وقد يجهلهم أن كلمة ( أولاد وائل ) تعني أبناء جد ليس بالأعارة وقد ركزوا على وائل بن قاسط وفخموه وعظموه وأطلقوا عليه القاب معظمة فهناك من يقول وائل ربيعة ومن يقول وائل المشهور ومن يقول ليس غيره بربيعة وائل والذي أعرفه منذ أن خلقت أن وائل مجرد جد يرد في بيت من الشعر ويقصد من ذكره أن عنزة أولاد وائل وليس يرد كفخر أو مجد لأن الجد لا يرفع شأن القبيلة بل أن القبيلة يرفع قدرها وشأنها رجالها بأفعالهم وفي هذا العصر جعلوا وائل نسب وجعلوه أسطورة والحقيقة أن القبيلة في كل ما ورد لها من ذكر سواء مليح أو قبيح فهي عنزة ولها جد أسمه وائل مؤكد وإذا بحثنا في جذور قبائل عنزة في العصر الجاهلي وجدنا جد أسمه وائل عنزي وهو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة وله ذرية كثيرة عرف منها وأشتهر قبيلة بني هزان ولهم بقية كثيرة من الأسر في وقتنا الحاضر وهم الهزازنة وكانت ديار بني هزّان ومركزها نعام ولا يزال بقاياهم في نعام ويحملون نفس الأسم وهم يتوارثون أنهم من عنزة دون شك والأمر الشاذ الذي لا يمكن أن يصدقه عقل هو رفع نسب عنزة إلى وائل بن قاسط والكل يعرف ألا الجاهل أن أبناء وائل بن قاسط الصرحاء الذين لهم عقب هم ثلاثة وهم بكر وتغلب وعنز وهؤلاء الأبناء أصبحوا عمود نسب قبائل ولا يرد ذكر وائل ألا عندما يذكرون الجدود الثلاثة فقط أما القبائل فهم بكري وتغلبي وعنزي بسكون النون ولا يقال لأي فرد من أبناء هذه القبائل الوائلي ألا عندما يسلسل نسب رجل فيرد اسم وائل جد مثل من سواه من الجدود وهو ليس له أية ميزة أو أفضلية
والسؤال الذي يجب طرحه على من زوّر وائل عنزة وجعله هو وائل بن قاسط هو كيف وضع عنزة بن أسد الأبن الرابع لوائل بن قاسط وهو خلق قبل وجود وائل بن قاسط بمأتين سنة ولا أدري الأجابة كيف تكون هل هو أبن لوائل بن قاسط بالتبني بمعنا أنه كان ربيب في حجر وائل فأكتسب العزوة وأصبح ينتسب له أو أنه أشترى نسب وائل بن قاسط ولكن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول ( النسب لا يهدى ولا يباع ) ويقول ( لعن الله من أنتسب لغير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه ) ألا تردع هذه الأحاديث العبثون ؟ وكيف يجزمون أن عنزة ليس لها جد يسمى وائل ؟ والمؤكد أن وائل موجود في عنزة وطالما أنه موجود فلماذا يتهربون من الأنتساب له ألا يصلح أن يكون هو جد عنزة ؟ وماذا به من عيب ياترى ؟ ثم من هو المعني بقولهم وائل ربيعة ؟ هل ذكر في التاريخ أو كتب الأنساب وائل مخصص لربيعة وقد سمي من ربيعة مئات الرجال بسم وائل فلماذا تعقيم هؤلاء ولم يبقى منهم ألا وائل بن قاسط ولماذا لا يكون جد قريب اسمه وائل كما يرى الرواة وهو أبو فرعي عنزة بشر ومسلم المهم أنهم فتحوا مجال لمن يريد أن يزدري أو يقهقه ملأ فيه من الذين يطلعون على ما كتب من خزعبلات وأقول لعل الله سبحانه وتعالى أن يقوّض لهذه القبيلة رجال يشعرون بالعبث والتلاعب فيفزعون لنسبهم ويثبتونه ويوقفون كل عابث ومتلاعب ومتكهّن دون مصدر عند حده ولعلهم ينهون عبث الذين أغووا الجهلاء الذين لا يدركون ونحن ننتظر

اقتباس :

فهناك الكثير من التحالفات القبيلة أثناء الحروب فهناك حرب الفجار فى الجاهلية بين قريش وقبائل كنانة من جهة وبين قيس عيلان فلم تتداخل قبائل كنانة مع قريش أو العكس

الله يصلحك إليك الصواب




قريش طال عمرك من قبائل كنانة و ارجع لكتب الأنساب تستفيد حول من هو قريش جد القرشيين و ما اسمه الحقيقي و إلى أي القبائل ينتسب


لكن أهم من كل كتب الأنساب إليك قول سيد الخلق النبي الهاشمي القرشي الكناني المضري العدناني حين قال صلى الله عليه و سلم : (( نحن بنو النضر بن كنانة لا نقف أمنا، ولا ننتفي من أبينا )) من صحيح مسلم




و النضر بن كنانة هو قريش للمعلومية فمن كان من ولد النضر قيل له قرشي و من كان من سائر أولاد كنانة قيل له كناني


لك و للقراء خالص التحية

أشكر الإستاذ الفاضل أبومشعل على مداخلته التوضيحية لتبيان وشرح ماخفى على الأخ المتداخل الكناني والذى يبدوا أن الأمور
قد اختلطت عليه بخصوص ماورد عن قريش وكنانة وإن كنت أرى أن الأخ الكناني لم يحدد الجزئية التي خالفت فيها الصواب
فأنا لم أقل أن قريشاَ ليست من كنانة؟ بل كان موضوعي منصباَ عن التحالفات القبلية أثناء الحروب؟ فذكرت حرب الفجار على سبيل المثال والاستدلال فقط فما وجه الغرابة فى ذلك! فقريش من كنانة وكنانة من جماجم مضر كل هذا نعلمه ولكن كنانة ليست كلها قريش فهناك بني مالك وملكان وعبدمناة وعامر وعمرو والنضير وغنم وسعد وعوف وجرول والجداَل وغزوان ومحربة وغيرهم كل هؤلاء قبائل كنانة ذكرتهم كتب الأنساب وهم المعنيين بحلفاء قريش فى حرب الفجار وقريش إحدى هذه القبائل؟ أما القول بارك الله فيك بأن النضر ابن كنانة هو قريش فهذا مختلف عليه عند العلماء! فقد قيل أن النضر بن كنانة هو قريش الأكبر وقيل فهر بن مالك قريش الأوسط؟ وذلك لقول مصعب الزبيري" كل من لاينتسب الى فهر ليس بقرشي؟ فحياك الله يالكناني وانعم واكرم بقريش وقبائل كنانة"

ما عليك زود أبو مشاري و أشكر ابن عبار على الرد التوضيحي

أنا اعتقدت من الجزئية التي اقتسبتها من موضوعك أبو مشاري أنك تعتقد أن قريش شاركت كنانة في حربها ضد قبائل القيسيين حلفا و هذا كما تعلمون خطأ فقريش شاركت كنانة الحرب لأن قريش فرع من كنانة نسبا و كلنا يعرف أن سادات كنانة في تلك الحرب كانوا : حرب بن أمية القرشي الكناني و بلعاء بن قيس الليثي الكناني و غيرهم من سادات كنانة


بالنسبة لردك أخوي عبدالله بن عبار صدقت قريش استقلت باسمها و قد قال هذا قديما القلشقندي حسبما أظن حين قال في بداية كلامه عن قريش : (( قريش قبيلة من كنانة من العرب العدنانيين غلب عليهم اسم أبيهم فقيل لهم قريش ))




و شهادة هذا قول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : (( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ))




بالنسبة لمن هو قريش و هل هو النضر بن كنانة أم فهر بن مالك بن النضر بن كنانة




فالراجح عند العلماء أن قريشا هو النضر لحديث النبي صلى الله عليه و سلم لحديث الأشعث بن قيس حين أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : (( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة ولا يروني إلا أفضلهم فقلت يا رسول الله ألستم منا فقال نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا قال فكان الأشعث بن قيس يقول لا أوتى برجل نفى رجلا من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد))




و أما من قال من العلماء أن قريشا هو فهر و ليس جده النضر فاحتج بأن الأغلبية العظمى من ذرية النضر تجتمع في فهر بن مالك بن النضر ما عدا بيت واحد من بني الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة و أما بنو يخلد بن النضر بن كنانة فالراجح أنهم انقرضوا و لهذا نُسبت قريشا إلى الجد الجامع الأقرب وهو فهر بدل الجد الجامع الأبعد وهو النضر و لكن الصحيح أن قريشا هو النضر

تقبلوا فائق احترامي

"ولك فائق المحبة والإحترام"

بارك الله فيك ابو مشاري
وأضيف أن ابن خلدون ذكر عنزة في جهات خيبر وذكر ربيعة في موضع آخر من كتابه في نص أرى أنه مهم وهو
(و أما ربيعة فأجازوا بلاد فارس و كرمان فهم ينتجعون هنالك ما بين كرمان و خراسان. و بقيت بالعراق منهم طائفة ينزلون البطائح و انتسب إلى الكوفة منهم بنو مياح و معهم لفائف من الأوس و الخزرج. فأمير ربيعة اسمه الشيخ ولي، و على الأوس و الخزرج طاهر بن خضر)
فهذا يدل على وجود ربيعة وعدم تداخل فروع ربيعة في عنزة

حياك الله اخي سعود وأشكرك على هذه الإفادة والشكر موصول للإستاذ الفاضل أبومشعل على مداخلته وتعقيبه القيم
فنعم هناك الكثير من النصوص التى تشير لهذا المعنى وهي مبسوطة فى المصادر والكتب التاريخية لانستطيع حصرها فربيعة ومنها على وجه الخصوص بطون بكر وتغلب منتشرة فى أغلب الوطن العربي كالشام والعراق ومصر ونجد وشرق الجزيرة كعُمان وهي محتفظة بانسابها حتى اليوم وإن غلب عليها طابع التحضر ولكنها مشهورة بذلك؟ فإذا كان علماء الأنساب والمؤرخين وحفاظ السير لم يتركوا واردة ولاشاردة إلا وذكروها ودونوها بخصوص القبائل وتداخلاتها واحلافها ؟ فهل جاء عن قبيلة عنزة ذكراَ بهذا الشأن! بل العكس هو الصحيح فقد إختلف العلماء فى أصول وجذور أغلب القبائل العربية إلا قبيلة عنزة التى أجمعت كل المصادرالمتقدمة منها أوالمتأخرة على عنزيتها دون خلاف؟ فهذا نسب وتاريخ لايؤخذ بالتاولات والإعتقادات والإستنتاجات من هنا وهناك فمن لديه مايخالف ذلك فليأتنا به ونحن له من الشاكرين!!

الأخ الكناني بخصوص الباحث أبو مشاري الرفدي فهو يقصد بما ذكره ضرب مثل عن تكتلات القبائل وتحالفاتها وليس تحقيق نسب قريش وكنانة لذلك فهو لم يتعمّق في هذا المبحث ومن المعروف أن قريش عرفت بأسم مستقل عن كنانة بينما عرف فرع من كنانة بالأسم الأشمل وهذا جعل أسم قريش مرادف لكنانة كما هو في عصرنا الحاضر تشتق قبيلة من قبيلة وتشتهر بأسم مثل العجمان وآل مرّة فهم من يام ويعرفون بهذه الأسماء وبقية قبيلة يام قد احتفظت باسم القبيلة الأشمل كما أن في عنزة قبيلة الرولة عرفت بأسم الرولة كأسم موازي لعنزة وكذلك قريش فهي من كنانة نسباً ولكنها عرفت بقريش وهذا ما عناه الأخ أبو مشاري وشكراً

شكراً لأخينا الكناني على تعمقه في علم نسب قبائل كنانه وحرصه على هذا الحسب والنسب كما أشكره على تفهمه لما يعني الأخ أبو مشاري 0

كما أشكر أخينا أبو مشاري على تحفظه دائماً وتحريه للصدق وهو أهل لذلك 0

والشكر موصول للأخ سعود حيث أنه حلل ما كتبه أبن خلدون عن وجود قبيلة عنزة في المكان والزمان وكل رجل عاقل ومتعقّل يبصر ويرى ويعرف أن عنزة في هجرتها من العراق ووجودها في خيبر هي بمفردها ولم يكن معها أحد من ربيعة كما يدعي بعض المتهورين في البحوث الملفقة حيث أن قبيلة بكر وتغلب ليس خفيه ولا مجهولة ولو دخل فرد منها مع أبناء عمها قبيلة عنزة لورد له ذكر عند المؤرخين ولو أن بكر وتغلب دخلت في عنزة فأن حدث دخولها لا يكون تكهّن من الباحثين بل يرد نص مثل نص أبن خلدون ولابد أن يذكر أو على الأقل يتوارث البطون التغلبية والبكرية نسبها ولكن لا هذا ولا هذا موجود وكل ما في الأمر أنه أخطأ شيخنا الراحل حمد الحقيل في تصنيف عنزة وقسمها بكرية تغلبية ثم تبعه أبن عبّار ولكنه عرف الحقيقة وتراجع ثم ترك الخوض في الخطأ لمن تنقصه الدراية وبدات هذه الحكايات الملفقة حتى وصل الأمر إلى نشر مشهد وعليه تواقيع مبني على الخطأ ولكن كل رجل واعي ومدرك قد فهم