الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن الخاص المنتدى العام
المنتدى العام لجميع المواضيع العامه والتي ليس لها منتدى مختص
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-24-2010, 04:30 PM   #1
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي رايات النفاق

الخطبة الأولى
أما بعد: لو تداعى المصلحون المخلصون من الدعاة وطلبة العلم إلى عقد مؤتمر يتدارسون فيه أخطر ظاهرة مُني بها المسلمون في تاريخهم لما وجدوا ظاهرة أشد خبثاً وأسوأ أثراً من النفاق والمنافقين.
لا فارق بين نفاق الأمس ونفاق اليوم من حيث الجوهر، أما الظروف فقد اختلفت، فالنفاق بالأمس البعيد أيام تمكين الدين كان ذُلاً يستخفي، وضعفاً يتوارى، وخضوعاً مقموعاً يمثله عمالقة أقزام ورؤوس أزلام، حيات وعقارب موطوءة تكاد ألاّ تنفث السم إلاّ وهي تلفظ الحياة.
كان تمكين الدين وقتها يمكّن المؤمنين من جهاد أولئك الأسافل باليد واللسان والقلب وبإقامة الحدود، فلا يُرى أحدهم إلاّ وهو محاصر مكدود، أو محدود مجلود.
أما اليوم، فالنفاق صرح ممرد، وقواعد تتحرك، وقلاع تُشيّد، إنه اليوم دولة بل دول ذات هيئات وأركان، إنه أحلاف وتكتلات وكيانات، بل معسكرات ذات قوة وسلطان، سلطان سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي، يمارس الضرار في كل مضمار.
إن النفاق اليوم له قيادة، وهذه القيادة تخطط وتنظم حركتهم، ويغذونهم بالباطل والكفر، والقرآن يسمي هذه القيادة بالشياطين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [البقرة:14]، وقادة المنافقين قد يكونون ممن يتسمون بالإسلام وقد يكونون من الكفرة أو من اليهود أو من النصارى أو غيرهم وهم يتصلون بالمنافقين في ديار المسلمين شرقيها وغربيها عبر قنوات خفية مستورة، وبذلك يكون المنافقون أخطر على المسلمين من الكفرة المستعلنين، فقد أثبت التاريخ يوماً بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات وأن نكايتهم فيها وجنايتهم عليها تزيد على كل النكايات والجنايات، فالكفر الظاهر على خطره وضرره يعجز ـ في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام ـ أن ينفرد بإحراز انتصار شامل عليها ما لم يكن مسنوداً بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين ويتسمى بأسماء المسلمين، يمد الأعداء بالعون، ويخلص لهم في النصيحة، ويزيل من أمامهم العقبات، ويفتح الأبواب.
أيها المسلمون، لقد عادت حركة النفاق اليوم متمثلة في التيار العلماني، وسبب العودة هو فيئة المسلمين إلى دينهم وظهور هذه الصحوة المباركة ورجوع الشباب المؤمن بالله ورسوله إلى منهج سلفه الصالح، وصار يفضح مخططات أعداء الله، إضافة إلى ظهور حركات إسلامية مختلفة ومتنوعة في بقاع شتى من العالم، بعضها حركات دعوية وبعضها جهادية وبعضها فكرية.
فقرر قادة الكفر أن يربُّوا أشخاصاً على النفاق ليعمل هؤلاء في صفوف المسلمين في كل المجالات، فئة تظهر الإسلام وتصلي في المناسبات وتؤدي بعض الشعائر ثم تظهر بمظهر الحريص على هذا الدين، فيثق بهم الغافلون والبسطاء، ويعمل هؤلاء المنافقون معلمين ومربين وموجهين وسياسيين وصحفيين وكتاب ومؤلفين ورجال فكر ورجال علم.
ثم تصنع لهم الأمجاد الزائفة عن طريق الإعلام، ويُلمّع هؤلاء ليتخذهم العامة منارات يستقى منها التوجيه والتحليل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَ مَا يَشْعُرُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [البقرة:9].
قال ابن القيم رحمه الله: "فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه، وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من عَلم له قد طمسوه، وكم من لواءٍ له مرفوع قد وضعوه، وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها، وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون".
أيها المسلمون، لقد افتتح ابن سلول طريق النفاق ثم سارت فيه من بعده أفواج المنافقين عبر التاريخ، وفي عصرنا الراهن لا تخطئ العين ملامح العلمنة والنفاق الظاهر المتظاهر مع الكفار في القضايا الكبرى من قضايا المسلمين، شوهد ذلك في تركيا قبل سقوطها وبعد سقوطها خلال أكثر من ثمانين عاماً، ثم شوهد ذلك في فلسطين بعد احتلالها منذ ما يزيد على خمسين عاماً، ويزال المسلمون يرون صوراً من النفاق في أماكن شتى سلخها المنافقون لصالح الكافرين عن هويتها الإسلامية وبنيتها الاعتقادية، فيخطئ من يظن أن النفاق الذي أفاض القرآن في الحديث عنه وأسهب في التحذير منه كان يمثل مرحلة تاريخية انقضت بدخول الناس في دين الله أفواجاً.
إن القرآن الذي أُمر النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بجهاد المنافقين سيظل يُتلى إلى يوم الدين بقول الله تعالى: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [التوبة:73]، والآية تدل على أن النفاق سيظل موجوداً وسيظل محسوساً ملموساً من أشخاص وهيئات ودول تُرى فيهم آيات النفاق.
والنفاق المقصود في الآية ليس قاصراً على النفاق ذي المرامي السياسية والأهداف التسلطية فقط، بل هو النفاق بكافة أشكاله وصوره عندما يكون موجهاً إلى ضرر الدين وأصحاب الدين، سواء كان صادراً من أهل السياسة أو من أهل الثقافة أو أهل الفن والقلم أو حتى من بعض المنسوبين للعلم والفتوى في بعض البلدان، فالأمة تعاني اليوم من شرذمة ظهرت على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، تتكلم باسم العلم والفتوى، تمرر قضايا خطيرة جداً فيها من التلبيس على عقول الناس ما الله به عليم، تصب في تحقيق أهداف أشخاص يخدمونهم باسم الدين والله المستعان. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلارْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [البقرة:11، 12].
أيها المسلمون، إن جهاد المنافقين من أجلّ فرائض الدين، لا يقلُّ شأناً عن فريضة الجهاد ضد الكافرين، وقد ذكر بعض العلماء بأن جهاد المنافقين فريضة دائمة، بينما جهاد الكافرين قد لا يكون على الدوام، وذلك من خمسة أوجه:
الوجه الأول: أن جهاد الكفار يجيء ويذهب باختلاف الأزمنة والأمكنة وبحسب وجود دواعيه ومسبباته من مداهمة الكفار لبلدان المسلمين أو فتح المسلمين لمعاقل الكفار، أما المنافقون فجهادهم قائم ودائم في السلم والحرب لأن أذاهم للدين موصول في السلم والحرب.
الوجه الثاني: أن عداء المنافقين في الغالب مستتر خفي، وعداء الكفار معلن جليّ، ولا شك أن المستعلن بالعداء يعطي من يعاديهم فرصة للتحفز والاستعداد وأخذ الحذر بخلاف من يتآمر في الخفاء.
الوجه الثالث: أن خطر المنافقين ينطلق من الداخل بين صفوف المسلمين بينما يجيء خطر الكفار الظاهرين في أكثر الأحيان من الخارج، وخطر الخارج لا يستفحل دائماً إلا بمساندةٍ من الداخل.
الوجه الرابع: أن عداوة المنافقين شاملة لا تقتصر على جانب دون جانب، فهي تبدأ من الكلمة همزاً ولمزاً وسخرية وغمزاً وتنتهي إلى الخيانة العظمى بالقتال في صف الكفار وتحت راياتهم والتآمر معهم على المسلمين وكشف أسرارهم.
الوجه الخامس: أن جهاد الكفار قد يكون عينياً أو يكون كفائياً وقد يسقط بالأعذار أو الإعذار، أما جهاد المنافقين فهو غير قابل للسقوط إذا وجدت مسوغاته، فهو واجب على كل مكلف بحسبه، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خُلُوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) رواه مسلم.
أيها المسلمون، ويأخذ جهاد المنافقين أحكام جهاد الكافرين إذا ظهر من نفاقهم الكفر الجلي بقول أو فعل، قال ابن كثير رحمه الله: "روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف: سيف للمشركين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلاشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [التوبة:5]، وسيف لكفار أهل الكتاب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةقَـٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ وَلاَ يُحَرِمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَـٰغِرُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [التوبة:29]، وسيف للمنافقين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ جَـٰهِدِ ٱلْكُفَّـٰرَ وَٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وسيف للبغاة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَقَـٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىء إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الحجرات:9]، ثم قال ابن كثير: "وهذا يقتضي أن يُجَاهَدوا بالسيوف إذا أظهروا النفاق وهو اختيار ابن جرير".
فإذا كان واقع المسلمين اليوم في أكثر الأحوال لا يسمح بجهاد المنافقين بإقامة الحدود أو الإغلاظ عليهم لكف شرهم، فلا أقل من تعويض ذلك بجهادهم باللسان وما يقوم مقامه من كل وسيلة ترُدُّ ما يستطاع من كيدهم للدين، وإلا فإن ذلك النفاق سيظل يتوحش ويطغى حتى يهدد بهدم معالم الإيمان والدين في كل بلاد المسلمين.
إن علماء الإسلام عندما تحدثوا عن أحكام جهاد المنافقين لم يفترضوا واقعاً خيالياً، بل تحدثوا عن واقع عاشته الأمة الإسلامية معهم، منذ وُضعت لبنات مجتمعها الأول في المدينة وصفحات السيرة والتاريخ تقطر بمواقف مخزية لحزب المنافقين الذي ظهر أول ما ظهر في مجتمع الطهارة الأول في عهد الرسالة، ولم يستح ذلك الصنف من الناس أن يكون له حزبه وجنده في أطهر مكان وأفضل زمان في تاريخ الإنسان، لتعلن هذه الفئة أن خطرها لن يستثني زماناً دون زمان، ولا مكاناً دون مكان، ولا إنساناً دون إنسان، ولو كان هذا الإنسان هو خير البشر وسيد الرسل صلى الله عليه وسلم.
ففي أخطر لحظات الدعوة الإسلامية وأدق المراحل التي واجهت فيها أعداءها الخارجيين كان حزب النفاق بالمرصاد لهذه الدعوة في صف أعدائها، ففي غزوة أحد عندما حشدت قريش ثلاثة آلاف مقاتل بكامل الإعداد والعتاد وكان جيش المسلمين لا يزيد على ألف مقاتل وفي موقف دفاع، وبينما كان الفريقان يستعدان للنـزال في معركة فاصلة إذا بزعيم النفاق ينخذل عن جيش المسلمين بثلاثمائة من قومه ليعود للقعود في المدينة، يصور القرآن هذا المشهد ويحكي هذا التصرف في معرض حديثه عن هذه الغزوة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقّ ظَنَّ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلاْمْرِ مِن شَىْء قُلْ إِنَّ ٱلاْمْرَ كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فِى أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلاْمْرِ شَىْء مَّا قُتِلْنَا هَـٰهُنَانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [آل عمران:154].
وقد عدّ القرآن هذه المواقف الانتهازية من المنافقين خيانة لأهل الإسلام بإسلامهم إلى الأعداء ومسارعة إلى الكفر ونصرة له قال الله تعالى لنبيه بعد أن سجل على المنافقين جرمهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِى ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإيمَـٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [آل عمران:176، 177].
وأما عن مناصرة المنافقين لليهود فلهم في ذلك صولات وجولات، فقد سطرت كتب التاريخ مواقف غدر وخيانة لهم مع بني قينقاع وبني النضير، سجل القرآن أحداثها نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَـٰفَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الحشر:11].
إن من يريد أن يقتفي أثر إفساد المنافقين خلال عهد الرسالة عليه أن يبحث عن ذلك في مظانّ الحديث عن اليهود، فأينما وُجد اليهود وجد المنافقون.
أيها المسلمون، التاريخُ وعاءٌ لما يقضى من القدر خيره وشره، فأقدار الخير يهيئ الله لها رجالاً عظماء شرفاء، فبعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كم من رجال تألقوا في التاريخ بل تألق التاريخ بهم، من علماء ودعاة ومجاهدين وقادة، وغيرهم وغيرهم ممن نفع الله بهم الدين والدنيا.
وأما أقدار الشر فقد خُلق لها الأشرار ممن لوثوا صفحات التاريخ بأسمائهم وقبيح أفعالهم من باطنيين ومنافقين وعلمانيين ومجرمين، فكانوا ولا يزالون كالورم الخبيث الكامن في الجسد بانتظار لحظة من الوهن والإنهاك حتى يفرض نفسه منتشراً بالداء والبلاء.
فنسأل الله جل وتعالى أن يكفينا شر المنافقين والعلمانيين.


رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 04:31 PM   #2
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي


الخطبة الثانية
أما بعد: وأما عن علاقة المنافقين بالنصارى فهي علاقة حميمة وقديمة ولنستعرض مثالين يدلان على ذلك:
المثال الأول: قصةُ غزوةِ تبوك: في ظرف من أدق وأشق الظروف التي مرت على الدعوة الإسلامية في عهد الرسالة نما إلى مسامع المسلمين في المدينة في أواخر عمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أكبر قوة في الأرض آنذاك تعد لسحق المسلمين في دارهم وطي صفحة الإسلام من التاريخ بتخريب مدنه واجتياح أرضه وتقتيل أهله وتشريدهم.
لقد تواردت الأنباء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نصارى الروم على وشك القدوم فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يباغت القوم بالحرب قبل أن يكملوا الاستعداد، وفي وقت نضج فيه الثمر وطاب فيه المقام مع شدة الحر، ندب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس للنفير دفاعاً عن الإسلام المستهدف من أعتى عدو في العالم آنذاك، فاستجاب الصادقون المخلصون خفافاً وثقالاً رغم المكاره، وأطاعوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في تقدير شجاع لخطورة الموقف. فتحرك النفاق الذي كان يتوق إلى يوم تتهاوى فيه قلعة الإسلام وتسقط راياته.
فجاءت سورة التوبة التي تسمى أيضاً بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت وبعثرت أسرار المنافقين، جاءت السورة حافلة بأخبار النفاق وسلوك المنافقين لترسخ في أفهام المسلمين أهمية أن يتفقدوا صفوفهم ويختبروا بطانتهم، حاملين قبس القرآن ليكشف لهم بإيضاح وجلاء ماهية ونوعية وسجية المنافقين حتى يكونوا منهم على حذر، ويكونوا لجهادهم والتصدي لهم على أهبة واستعداد.
المثال الثاني: دور المنافقين في استقدام النصارى الصليبيين إلى بلاد الشام:
ما السر في أن نصارى العرب يكثر تواجدهم في الشام أكثر من غيرها؟ الجواب: المنافقون: تظاهر رأس من رؤوس المنافقين بالتشيع، وهو أبا الخطاب بن الأجدع، وهو الذي نسبت إليه الفرقة الخطابية، وسلك طريق النفاق المعتاد بادعاء الصلاح، فصاحب جعفر الصادق في حياته وادعى أنه وصيه بعد مماته رغم تبرؤِ جعفرَ منه، وتتلمذ على أفكار ذلك المنافق زنديق آخر هو ميمون القداح المنحدر من أصول يهودية، وعمد هذا الآخر إلى الدعوة للتشيع على الطريقة الإسماعيلية المنحرفة، وتحركت بإيحاء من تلك الأفكار الحركة القرمطية التي تبنت نشر المذهب الإباحي الداعي إلى إباحة المحرمات وإسقاط الواجبات. وكان لميمون القداح حفيد يدعى سعيد، ادعى أنه أحد أبناء الأئمة المستورين من ذرية إسماعيل بن جعفر الصادق، فزعم على هذا أنه علوي يستحق الخلافة! وقد بدأ يدعو إلى نفسه بالخلافة بعد أن سمى نفسه عبيد الله، وشايعه جمع من المنافقين على ذلك وأشاعوا أنه حقاً من العلويين من ولد فاطمة رضي الله عنها، وتطورت دعوتهم بعد أن كسبت الأنصار، فأقاموا الدولة الفاطمية بالمغرب، وكان إخوانهم القرامطة والإسماعيلية قد أقاموا دولاً قبل ذلك في البحرين واليمن.
واستمرت دولة العبيديين في المغرب من عام 297هـ حتى عام 363هـ حيث انتقلت بعد ذلك إلى مصر في عهد الخليفة العبيدي المعز لدين الله، فأقام لدولة النفاق الشيعي كياناً في مصر. وقد كان هؤلاء العبيديون الخبثاء يقربون الكفار وبخاصة النصارى ويتخذون منهم البطانة ويولونهم المناصب ويكثرون من الزواج منهم، وكانت هذه البطانة سبباً أساسياً من أسباب استفحال أمر النصارى في الشام بعد سيطرة العبيديين عليها، حتى آل أمر الشام إلى أن سقطت في أيدي الصليبيين بعد أن فرّ أمراء العبيديين منها، وتركوها لقمة سائغة لهم، حتى احتلوا القدس وسيطروا على المسجد الأقصى ورفعوا الصلبان على مآذنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما عن علاقة المنافقين بنصارى اليوم فعجب وأي عجب، فبعد أن أعلن الغرب حربه على الإسلام في أنحاء العالم والتي أسماها الإعلام الغربي وبوقه العربي الحرب على الإرهاب، بدأ المنافقون يسخرون أقلامهم في كتابات عفنة في طول العالم العربي والإسلامي وعرضها يؤيدون الغرب، وتبرعوا بأكثر مما طلب منهم.
إن الحرب بين المسلمين والغرب حرب مستمرة منذ عقود طويلة، واليوم ناب عنهم فيها منافقون علمانيون أصبحوا يحاربون الدين وأهله تارة باسم الحرب على الرجعية، وتارة على أعداء التقدمية، وتارة ضد المتطرفين والظلاميين والأصوليين، وأخيراً استقر اصطلاح المجرمين على تسمية الحرب ضد الإسلام بالحرب على الإرهاب موافقة لأسيادهم، وإلا فأين الغرب وحلفاؤهم من التحدث عن الإرهاب اليهودي في فلسطين، والإرهاب الهندوسي في كشمير، والإرهاب الروسي في الشيشان، بل الإرهاب النصراني الغربي في الفلبين وأندنوسيا وأفغانستان وغيرها من بلدان المسلمين.
هل كان بإمكان الغرب أن يقوم بهذه الحرب لوحده لولا وجود مخلصين له في الداخل؟ هل يستطيع الغرب وأمريكا أن تعلن وتنفذ بهذه الجرأة والشراسة والشمول لولا استنادها إلى مواقف أكثر جراءة وشراسة وشمولاً من المنافقين. وإلا فمن للغرب بالتدخل المباشر في الأحوال الداخلية لكثير من الدول في صوغ مناهجها والتحكم في إعلامها وتوجيه الرأي العام بها ومحاصرة الدعوة والإصلاح فيها؟ ومن للغرب أن يجعل البلدان الإسلامية أرضاً مستباحة للأغراض العسكرية والاقتصادية والثقافية والمخابراتية وغيرها. إنهم المنافقون..
ولا نستطيع أن نفسر هذا الإخلاص العجيب من المنافقين لأسيادهم من الغرب إلا بأنه كراهية ما أنزل الله. هذا السبب الذي يتفرع عنه بقية الأسباب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الزمر:45]، يكفيك أن تطالع الأعمدة اليومية والأسبوعية لكثير من أعمدة النفاق لترى مصداق ذلك في أقوام جُلّ همهم فيما يتقيئون على أوراق الصحف والمجلات أن يَحزُنوا الذين آمنوا.
لقد انقسم الناس إلى معسكرين متميزين لا ثالث لهما: معسكر إيمان وصبر وجهاد ينضم إليهم من يحبهم وإن لم يعمل مثل أعمالهم، ومعسكر كفر ينضم إليهم من يحبهم من المنافقون والعلمانيون والخائنون، وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود في سننه بسند صحيح عندما حدّث أصحابه عن تتابع الفتن التي ذكر منها فتنة الأحلاس ثم فتنة السراء ثم ذكر فتنة الدهيماء التي وصفها بقوله: ((لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه)).
فنسأل الله جل وتعالى أن نكون من أهل الإيمان الذين هم أهله وخاصته...

رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 04:32 PM   #3
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

النفاق الاجتماعي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

د. عائض القرني
أصبح لكل رمز ديني أو سياسي أو وطني بطانةٌ يمارسون معه لعبة التضليل والتَّملّق والتّزلّف والمديح المزيف، فشيخُ العلم لديه أتباع من المحبِّين والمعجبين يخلعون عليه صفات الكمال ويوهمونه بأنه بركة العصر، ووحيد الدهر وشبيه البحر، وأن الله نفع بعلمه العباد والبلاد، وأن كتبه وفتاويه ودروسه شرّقت وغرّبت، فيصدّق المسكين ويقع في الفخ ويصاب بداء العجب والتيه. والسياسي عنده بطانة تقتات بكلمات الإطراء ومقامات الثناء الممجوج، وتوهمه بأنه الملهم وقلب الأمة النابض ومحبوب الجماهير، وتذكر له أحلاماً منامية كاذبة تدل على صلاحه وعدله وإيمانه واستقامته، وتخبره هذه البطانة أن العجائز في البيوت يدعون له، وأن الشيوخ والأطفال يعيشون على حبّه، وأن عدله وصل الجميع وبرّه وَجُوده عمّ الكل، (فيتوهّق) و(يتورّط) في دهاليز العلو في الأرض والتّكبر على عباد الله والتّجبر على الأمة. والأعيان من العسكريين والتجار والمشاهير لهم جُلاّس وسُمّار يمارسون معهم لعبة الضحك على الذقون وتمويه الحقائق، ويعطونهم صورة خاطئة عن الواقع ليكسبوا الحظوة لديهم، وينالوا شرف صحبتهم، ويبتزوا أموالهم، فإذا غابوا عنهم سلقوهم بألسنة حِداد شِداد، فإذا أتيتَ تريد المكاشفة والصدق والوضوح والشفافية ضاع صوتك بين الأصوات وصرت ثقيلاً وأصبحت نشازاً، فتضطر رغم أنفك للمشاركة في حفل تأبين الضمير وفي جنازة موت الحقيقة، وهذا يدلّك على الغثائية التي وصلت إليها الأمة. أما كان الأعرابي يحاور عمر ويناقشه وهو على المنبر؟ أما طلب عمر من الناس تيسير المهر وعدم المغالاة في الصداق، فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت لعمر: يا عمر كيف تريد تقليل المهر والله تعالى يقول: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا(؟ فصاح عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر. نحن لا نطلب من الناس سوء الأدب مع الرموز الدينية والسياسية والوطنية وسائر الناس، ولا التجريح ولا التشهير، ولكن نطالب الجميع بالكف عن هذا النفاق الاجتماعي وحجب الحقائق وإدخال هذه الرموز في نفق مظلم من الوهم. يقول الحسن البصري: «تولّى الحجاج العراق وهو عاقل كيّس، فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشاً سفيهاً»، فلما ضعف الوازع الديني عند الأمة وقلَّ الصدق أكثرتْ من ألقاب المديح وصفات التّزلّف بعدما كان الصحابة في عصر الخيريّة والقيادة والريادة ينادي بعضهم بعضًا، فيقولون: يا أبا بكر، يا عمر، يا عثمان، يا علي، وهم قد فتحوا القلوب والأسماع والأبصار والبلدان بالإيمان والعدل والسلام، ولكن الرئيس العربي ركَّبَ على صدره النياشين وعلى أكتافه النجوم وفي الشوارع أقواس النصر وهو لم ينتصر في معركة واحدة بل إن أجزاء من بلاده تحتلها إسرائيل.
إن تمويه الحقائق على الرموز وصنّاع القرار والمؤثِّرين معناه ضياع البلاد والعباد، فهؤلاء المتملِّقون والمتزلِّفون من البطانة همهم أنفسهم، وهم الذين يحملون شعار (كل شيء على ما يرام)، فتجد الشيخ مثلاً عنده أخطاء كبرى ومغالطات عظمى لكن بطانته يصوّبون قوله وفعله حتى يوصلوه إلى درجة العصمة، فيبقى على خطئه، ويستمر على أوهامه، والسياسي تُحجب عنه حقائق الوطن والناس تحت مظلّة (الناس مرتاحون ويدعون لكم وهم في أرغد عيش وأحسن حال)، فيُعطَّل اهتمام الوالي بأحوال الناس وحاجاتهم، وتنحدر البلاد في التّخلّف والفقر؛ لأن هذه العصبة قد ضمنت مصالحها، واطمأنت لمستقبلها، فلا يعنيها حال أحد من البشر. فينبغي أن تُخلع الأقنعة السوداء عن وجوه هذه البطانة التي تحفّ بالوالي والعالم والوجيه والرمز؛ ليرى الأمور كما هي، وتتضح له الأشياء على حقيقتها، ويتخذ القرار المناسب والقول المناسب والرأي المناسب في الوقت المناسب، وبإمكانك أن تسأل كل بطانة متنفّذة نفعية عن الرمز الذي تحفّ به فسوف تسمع من التقديس والغلو والإطراء ما تنفر منه الأسماع، وتشمئز منه الطباع، ويورث الرأس الصداع.
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 04:33 PM   #4
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي


النفاق وموقف الاسلام منه






النفاق كلمة قبيحة بلا شك ولقبحها هرب الناس منها -كلفظ واستبدلوها بكلمات جذابة
كالمجاملة...والتعامل الدبلوماسي..والمرونة..وغير ذلك من الكلمات التي نسمعها كل يوم
....وهي في الحقيقة ليست الا اغلفة براقة للنفاق....
فهذا موظف لا يكتفي بالسكوت عن الباطل بل لا يفتا يزينه ويبحث له عن المسوغات تزلفا منه
ونفاقا..
وذاك صحفي يزور الحقيقة او يشوه صورتها رغبة او رهبة..
والكثير من الناس يقابل بعضهم بعضا بالفرح و الابتسام.. حتى ادا اعطى كل واحدظهره للاخر
..كال له من الشتائم انواعا ومن القبائح اصنافا..
هي مجاملات اوقل مصالح وسياسات غير انها في حقيقة الامر لا تخرج عن خلق النفاق.. وتحكي
صورة تدمي القلب عن تردي اخلاقنا وتعاملاتنا لدرجة اصبح النفاق خلقا مقبولا لا نستطيع انكاره
او الاعتذار عنه فضلا عن رفضه وازالته من قاموسنا...

موقف الاسلام من النفاق

لقد شن الاسلام حملة شعواء على هذا الخلق الذميم.. فبين النبي صلى الله عليه وسلمعلامات اهله
وحذر منهم في قوله(اربع من كن فيه كان منافقا خالصا..ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها..اذا اؤتمن خان..واذا حدث كذب و اذا عاهد غدر واذا خاصم فجر)
رواه البخاري و مسلم.

ولعل من أسباب تسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأخلاق نفاقاً، هو أن القاسم المشترك
فيمن يتصف بها إظهار خلاف ما يبطن، فهو يظهر الصدق مع من يحدثه مع أنه كاذب في حديثه،
وقع في خصومة تناسى كل ذلك وفجر في خصومته، ويظهر الأمانة حتى إذا استلمها خانها،
وهكذا ديدنه في حياته كلها .

النفاق الاصغر يؤدي للنفاق الاكبر

وهذه الأخلاق وإن كان العلماء يعتبرونها من النفاق الأصغر، إلا أنه يخشى على من اتصف بها أن تنتقل به عدوى النفاق من الأخلاق العملية إلى أمور الاعتقاد والإيمان، أو يبلغ به الضلال فيعامل ربه بالنفاق كما يعامل الناس، فيكذب على الله عز وجل في دينه وشرعه، أو يعاهد الله بأمر ينوي الإخلاف به، فيعاقبه الله بنزع الإيمان من قلبه ويبدله نفاقاً، كما حكى الله قصة الرجل الذي عاهد الله لئن أعطاه من فضله، ليتصدقن وليبذلن من ماله في سبيل الله، فلما أعطاه الله المال، أخلف وعده، فأبدله الله نفاقا في قلبه، قال تعالى:{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون }(التوبة: 75-77) .

الفرق بين النفاق الاصغر والنفاق الاكبر

يختلف النفاق العملي عن النفاق الاعتقادي بأنه يختص بالأفعال والسلوكيات كالكذب والغدر والخيانة، وأما النفاق الاعتقادي فيختص بالاعتقادات وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وله كثير من الصور والمظاهر العملية التي تبرز ما خفي من سوء اعتقاد صاحبه وكفره بالله، كالفرح بانتصار الكافرين على المسلمين، والاستهزاء بالعلماء وأهل الخير في الأمة .
وصاحب النفاق الأكبر حكمه الكفر عند الله، بل إن كفره أسوأ أنواع الكفر، ومصيره في الدرك الأسفل من النار كما قال تعالى: { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا }(النساء: 145) وذلك لأنه زاد على الكفر الخداع لله وللمؤمنين، كما وصفهم الله في كتابه بقوله: { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون }(البقرة:9 ) .

خوف الصالحين من النفاق

إن معرفة المسلم بخطورة النفاق كمرض انتشر في الأمة وأصاب شرائح كثيرة منها يوجب عليه الخوف والحذر منه، والتدقيق في أخلاقه، لينظر هل ابتلي بشيء من صفات المنافقين، وقد كان هذا هو هدي سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، فتجد الرجل منهم – مع إيمانه وصلاحه – يخشى أن يكون تلبس بشيء من صفات المنافقين وهو لا يعلم, فعن ابن أبي مليكة قال: " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه" . ويقول الحسن البصري عن النفاق: " ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ". ويقول إبراهيم التيمي :" ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا " .

ما ليس من النفاق

هناك أخلاق يلتبس على البعض فهمها فيظنونها من النفاق وليست منه، كالتبسم في وجه من لا تحب، والسلام على من تكره، والمداراة وهي: لين الكلام والملاطفة في حق من تعتقد شره وفسقه، فكل هذا ليس من النفاق وإنما هو من كرم المسلم وحسن

فالنفاق العملي هو أن تظهر الأخلاق الفاضلة وأنت تبطن خلافها، كمن يطلق الوعود ناويا الإخلاف بها، أو يظهر العفو وهو يضمر الخصومة، أما المداراة فالمسلم يعامل بالأخلاق الحسنة من ليس جديراً بها، فيبستم في وجه عاص تأليفاً لقلبه، أو يصافح رجلا سيئاً اتقاء لفحش لسانه، فهذا مما حث الله عليه في كتابه حيث أمر أن ندفع بالحسنة السيئة وألا نقابل السيئة بالسيئة بل نعفو ونغفر، فقال تعالى:{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة }، وهذا هو خلق النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد جاءه رجل سيء الطباع، واستأذن في الدخول عليه، فقال عليه الصلاة والسلام مبينا حاله، ومحذرا من سوء خلقه: ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه عامله بلطف وكرم وأظهر له البشاشة في وجهه . فاستغربت عائشة – رضي الله عنها - هذا الموقف . فقال - صلى الله عليه وسلم – ( إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه ). وهو أدب نبوي رفيع يبين كيف يتقي المسلم الأشرار بالبسمة والمعاملة الحسنة ليصون نفسه وعرضه بكرم أخلاقه، ولا يعني ذلك أن يمتدح ظالما أو يؤيده على ظلمه فإنه بهذا يخرج عن حدود المداراة المسموح بها إلى المداهنة المذمومة المحرمة .


كان ذلك تعريفا بالنفاق العملي وبيان أخطاره وآثاره، التي تقضي على الروابط الاجتماعية الصادقة، ليحل محلها الخداع والتلبيس والغش، فتنعدم الثقة بين الناس، وتنحسر المودة في تعاملاتهم، ويسود الحذر والحيطة والشك والريبة بدلاً من الثقة والأمانة، وقد انتشرت - للأسف - تلك الأخلاق السيئة انتشاراً عظيماً، وإذا كان الحسن البصري - رحمه الله – يقول عن زمنه: " لو كان للمنافقين أذناب لضاقت بكم الطرق "، فكيف لو رأى زماننا
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 04:34 PM   #5
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي



يقول المشتبهون: هل من الأمانة أن يزّور الإنسان في عقيدته وينكر إلهه الحي في سبيل إرضاء الناس؟ قال المسيح "وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ اللّهِ" (لوقا 12: 9).
حتى قال قائلهم: كل يوم يزداد اقتناعى بان الاسلام ليس من عند الله .. وهاهى اية النحل 106 واحدة من اساسيات هذا . يقصد قوله تعالى: { مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النحل106
الرد عليها:
أقول: إن هذه الآية تحديدا تدل على أن الإسلام من عند الله لأنه لا يرحم الناس ولا يقدر ظروفهم إلا خالقهم يا عزيزي طاقة أي إنسان محدودة وكل إنسان له من هذا المحدود حدود فقد تتحمل أنت ما لا أتحمله أنا والعكس ممكن وفي حالة عمار بن ياسر قد عذب الرجل إلى درجة لم يستطع بعدها أن يتحمل عذابا آخر فقال كلمة بلسانه لم يقنع بها قلبه لأجل أن يخلص نفسه من عذاب جسدي فاق طاقته وقدرته على التحمل
يا أخي أنت ربما وأنت تكتب هذا الكلام تجلس في غرفة مكيفة وأمامك كوب من الشاي أو القهوة ترتشفه أما عمار فقد تحمل ما لم تتحمله الجبال الرواسي عذب أليم العذاب قتل أبوه وأمه فماذا نطلب منه فوق هذا فوالله لو طلب الشرع مني أن أتحمل في هذه الحالة ما لا أطيقه لشككت في أنه من عند الله نعم إن عادوا فعد إنها السماحة إنه الدين الإلهي الذي يعذر أتباعه حيث يكون لهم عذر ولا يكلفهم مالا يطيقون
يا عزيزي لو قدر لك أن تتشرف بالمثول أمام شرطة ظالمة لتدلي ببعض الأخبار أعتقد أنك ستخر عند أول تهديد أو تلميح بأن يروقك العسكري فلان ....وستقول ما يريدون هم لا ما تريد أنت وسوف يتفهم المحيطون بك موقفك وتعذر من غيرك فماذا عساك أن تفعل مع من هو أقوى منك
فلماذا نطلب من الناس أن يتحملوا فوق طاقة البشر
أما كان الأجدر بك وأنت تنقل موقف عمار وتستشهد به على أنه مدعاة لإباحة النفاق أن تراعي ذلك الضغط النفسي الذي لا يطاق بعد أن رأى ما فعل بأبويه وأذكرك بما نقلته من تفسير القرطبي يقول القرطبي :
قال ابن عباس: أخذه المشركون وأخذوا أباه وأمه سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما فعذبوهم, وربطت سمية بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة, وقيل لها إنك أسلمت من أجل الرجال; فقتلت وقتل زوجها ياسر, وهما أول قتيلين في الإسلام.
فهلا عذرت عمارا وعذرت كل من كان حاله كحال عمار ؟!!
يقول المشتبه:
( ياترى لو قارنا بين قول الانجيل وقول القران .. بين قول المسيح (و لكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السماوات (متى 10 : 33) وقول محمد لعمار (فإن عادوا فعد). .......... ترى ما هو كلام الله الحقيقى وما هو الكلام المحرف المزيف؟؟ )
قلت:
يا عزيزي لو كان ما يقصده الإنجيل أنه في حالة كحالة عمار يكون الجزاء أن ينكر أمام الرب لأنه لم يتحمل ما يفوق طاقته فأنا أول كافر بالإنجيل وأنا لأشد تثبيتا على أن القرآن كلام رب العالمين وان الرسول صلى الله عليه وسلم هو النبي الحق المبلغ عن الله
وأنا أعيد عليك السؤال بطريقة أخرى تدعوك إلى الموازنة بين ما يخبر به الإنجيل - بالمعنى المذكور - وبين ما يقرره القرآن الكريم والنبي الكريم فأقول لك:
أيهما أكثر رحمة في ذلك الإنجيل أم القرآن ؟
ولا تشك معي في أن الرحمة أخص صفات الله تعالى فمن مال جانبه إلى الرحمة وتقدير الظروف فهو الإلهي لا غيره
يا عزيزي ببساطة شديدة رب لا يرحم عباده ولا يقدر ظروفهم ليس برب وهذا ما زادنا إيمانا بربنا الرحيم بنا الذي لم يكلفنا أبدا ما لا نطيق { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }
وأنا أعتقد أن كلام الإنجيل في مقام آخر غير مقام الإكراه فهو في مقام الطواعية يعني من ينكرني طواعية أمام الناس يكون جزاؤه من جنس عمله بأن أنكره أنا أمام الله هكذا يستقيم المعنى وتظهر خصائص الألوهية
فإذا كان القانون الطبعي لدى البشر يعذر المكرهين أفلا يعذرهم ربهم وخالقهم ؟ !!!

وفي الرد على مداخلة لمشتبه آخر رمز لنفسه بـ " نيومان "
قلت:
السيد نيومان
كما يعجبني جدك ونشاطك يستهويني خلطك للأوراق بغية إماتة القضية الأساس تماما كما فعلت معي في مقال " أدلة بسيطة على أن القرآن من صنع البشر للسيد بيام " لكنك حتى في حالة الخلط تفتح لنا موضوعات شيقة وجديدة فشكرا لك
عزيزي في تشريع رباني متكامل لمجتمع تتعدد فيه الشرائح وتتفاوت فيه الطاقات لابد من ملاحظة هذا التفاوت فشريعة لا تتفاعل مع جميع شرائح أفرادها هي شريعة ناقصة.
ببساطة شديدة لو أن دولة ما قبضت على جاسوس من دولة أخرى يقوم بالتجسس عليها لحساب بلده ثم بدأت تنكل به وتذيقه العذاب ألوانا فلم يكن أمامه طريق للنجاة إلا أن يعلن عدم مواطنته لبلده - التي هي في الأصل بالنسبة له محل القلب - وأنه ما جاء إلى هنا إلا لسبب آخر غير التجسس فهل يقلل ذلك من قدر مواطنته أم أنه يعذر بسبب ما وقع فيه .
عندنا في الإسلام قاعدة عظيمة تقول: الضرورات تبيح المحظورات وهي في الأصل قاعدة إنسانية وشريعة أو نظام لا يُراعَى فيه ذلك هو نظام أجوف جامد لا يتفاعل مع أفراده في عالم متغير الأحوال والظروف لا تمضي الحياة فيه كما تمضي المسائل الرياضية
ولأن الناس تتفاوت طاقاتهم في التحمل فقد راعت الشريعة ذلك وتجاوزت عما يصدر بإكراه قال صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ولأن الإسلام دين الفطرة فقد سلكت القوانين الإنسانية هذا المسلك في كثير من قوانينها وأهم ذلك ما نعلمه من أن النيابة لا تلتزم بتقارير الشرطة واستجواباتها لشبهة الإكراه هذه
وفي المقابل يبقى الأصل وهو الصبر والتحمل والجلد وإن فقد الإنسان حياته في مقابل ذلك فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن سيد الشهداء " رجل قال كلمة عند سلطان جائر فقتله " فهذه هي العزيمة ويبقى الحكم الاستثنائي كما في حالة عمار رخصة لمن أراد أن يترخص بها فالضرورات تبيح المحظورات
ولقد نقلت لنا المصادر أن كثيرين من المسلمين قد أبوا أن يظهروا الكفر بلسانهم مؤثرين الموت على لفظة باللسان كذلك صنعت سمية أم ياسر وهي تطعن بالحرية في موضع العفة حتى تموت وكذلك صنع أبوه ياسر وقد كان بلال رضوان الله عليه يفعل المشركون به الأفاعيل حتى إنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر ويأمرونه بالشرك بالله فيأبى عليهم وهو يقول أحد أحد ويقول والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها وكذلك حبيب بن زيد الأنصاري لما قال له مسيلمة الكذاب أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول نعم فيقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أسمع فلم يزل يقطعه إربا إربا وهو ثابت على ذلك. وفي تاريخنا من ذلك الكثير والكثير ولعلك أن تبحث عن موقف عبد الله بن حذافة السهمي مع ملك الروم لتقرأها وتقف على أبعادها الإيمانية.ولولا أن يطول الكلام كثيرا لذكرتها لك ولقد ذكرها الحافظ ابن عساكر في تاريخه
وعلى ذلك فالأمر واضح فلا تعارض بين قوله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به .........} وبين آية النحل لأن الآية الأولى هي فيمن اختار الشرك قلبا وقالبا والأخرى هي إعذار في حالات الاضطرار ويشترط فيها ألا يعتقد القلب ما يلفظه اللسان
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 04:54 PM   #6
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر + حد النفاق

الشيخ عبدالرحمن السعدي


السؤال الرابع عشر : كـم مـراتـب الإيـمـان بـالـقـضـاء والـقـدر ومـا هـي ؟

الـــجــــــــــواب :


مـراتـب الإيـمـان أربـعـة لا يـتـم الإيـمـان بـالـقـدر إلا بـتـكـمـيـلـهـا :


1/ الإيمان بأن الله بكل شيء عليم ، وأن علمه محيط بالحوادث دقيقها وجليلها .


2/ وأنه كتب ذلك باللوح المحفوظ .


3/ وأن جميعها واقعة بمشيئته وقدرته ، ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .


4/ وأنه مع ذلك مكن العباد من أفعالهم ؛ فيفعلونها إختياراً منهم بمشيئتهم وقدرتهم كما قال تعالى : (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إنَّ ذلك في كتاب )) .


وقال : (( لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين )) .

السؤال الخامس عشر : ما حد الإيمان باليوم الآخر وماالذي يدخل فيه ؟

الجواب :

كل ماجاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت ؛ فإنه داخل في الإيمان باليوم الآخر .

* كـ أحوال القبر ، والبرزخ ، ونعيمه ، وعذابه .

* وأحوال يوم القيامة ، وما فيها من : الحساب ، والثواب ، والعقاب ، والصحف ، والميزان ، والشفاعة .

* وأحوال الجنة والنار ، وصفاتها ، وصفات أهلها ، وما أعد الله فيهما لأهلهما إجمالاً وتفصيلاً ؛ كل ذلك من الإيمان باليوم الآخر

السؤال السادس عشر : مـا حـد الـنـفـاق ومـا أقـسـامـه ؟

الـــجـــــــــــواب :

حد النفاق إظهار الخير ، وإبطان الشر .



وهو قسمان :

1/ نفاق أكبر إعتقادي ، مخلد صاحبه في النار .

وذلك مثل ما أخبر الله به عن المنافقين ، في قوله : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) .

من المبطنين للكفر المظهرين للإسلام .

2/ نفاق أصغر علمي :

مثل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (( آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أئتمن خان )) .

فالكفر الاكبر والنفاق : لاينفع معه إيمان ولا عمل .

وأما الأصغر منهما : فقد يجتمع مع الإيمان فيكون في العبد خير وشر وأسباب ثواب ، وأسباب عقاب .


رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 04:55 PM   #7
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

النفاق كلمة قبيحة بلا شك ولقبحها هرب الناس منها -كلفظ واستبدلوها بكلمات جذابة
كالمجاملة...والتعامل الدبلوماسي..والمرونة..وغير ذلك من الكلمات التي نسمعها كل يوم
....وهي في الحقيقة ليست الا اغلفة براقة للنفاق....
فهذا موظف لا يكتفي بالسكوت عن الباطل بل لا يفتا يزينه ويبحث له عن المسوغات تزلفا منه
ونفاقا..
وذاك صحفي يزور الحقيقة او يشوه صورتها رغبة او رهبة..
والكثير من الناس يقابل بعضهم بعضا بالفرح و الابتسام.. حتى ادا اعطى كل واحدظهره للاخر
..كال له من الشتائم انواعا ومن القبائح اصنافا..
هي مجاملات اوقل مصالح وسياسات غير انها في حقيقة الامر لا تخرج عن خلق النفاق.. وتحكي
صورة تدمي القلب عن تردي اخلاقنا وتعاملاتنا لدرجة اصبح النفاق خلقا مقبولا لا نستطيع انكاره
او الاعتذار عنه فضلا عن رفضه وازالته من قاموسنا...

موقف الاسلام من النفاق

لقد شن الاسلام حملة شعواء على هذا الخلق الذميم.. فبين النبي صلى الله عليه وسلمعلامات اهله
وحذر منهم في قوله(اربع من كن فيه كان منافقا خالصا..ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها..اذا اؤتمن خان..واذا حدث كذب و اذا عاهد غدر واذا خاصم فجر)
رواه البخاري و مسلم.

ولعل من أسباب تسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأخلاق نفاقاً، هو أن القاسم المشترك
فيمن يتصف بها إظهار خلاف ما يبطن، فهو يظهر الصدق مع من يحدثه مع أنه كاذب في حديثه،
وقع في خصومة تناسى كل ذلك وفجر في خصومته، ويظهر الأمانة حتى إذا استلمها خانها،
وهكذا ديدنه في حياته كلها .

النفاق الاصغر يؤدي للنفاق الاكبر

وهذه الأخلاق وإن كان العلماء يعتبرونها من النفاق الأصغر، إلا أنه يخشى على من اتصف بها أن تنتقل به عدوى النفاق من الأخلاق العملية إلى أمور الاعتقاد والإيمان، أو يبلغ به الضلال فيعامل ربه بالنفاق كما يعامل الناس، فيكذب على الله عز وجل في دينه وشرعه، أو يعاهد الله بأمر ينوي الإخلاف به، فيعاقبه الله بنزع الإيمان من قلبه ويبدله نفاقاً، كما حكى الله قصة الرجل الذي عاهد الله لئن أعطاه من فضله، ليتصدقن وليبذلن من ماله في سبيل الله، فلما أعطاه الله المال، أخلف وعده، فأبدله الله نفاقا في قلبه، قال تعالى:{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون }(التوبة: 75-77) .

الفرق بين النفاق الاصغر والنفاق الاكبر

يختلف النفاق العملي عن النفاق الاعتقادي بأنه يختص بالأفعال والسلوكيات كالكذب والغدر والخيانة، وأما النفاق الاعتقادي فيختص بالاعتقادات وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وله كثير من الصور والمظاهر العملية التي تبرز ما خفي من سوء اعتقاد صاحبه وكفره بالله، كالفرح بانتصار الكافرين على المسلمين، والاستهزاء بالعلماء وأهل الخير في الأمة .
وصاحب النفاق الأكبر حكمه الكفر عند الله، بل إن كفره أسوأ أنواع الكفر، ومصيره في الدرك الأسفل من النار كما قال تعالى: { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا }(النساء: 145) وذلك لأنه زاد على الكفر الخداع لله وللمؤمنين، كما وصفهم الله في كتابه بقوله: { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون }(البقرة:9 ) .

خوف الصالحين من النفاق

إن معرفة المسلم بخطورة النفاق كمرض انتشر في الأمة وأصاب شرائح كثيرة منها يوجب عليه الخوف والحذر منه، والتدقيق في أخلاقه، لينظر هل ابتلي بشيء من صفات المنافقين، وقد كان هذا هو هدي سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، فتجد الرجل منهم – مع إيمانه وصلاحه – يخشى أن يكون تلبس بشيء من صفات المنافقين وهو لا يعلم, فعن ابن أبي مليكة قال: " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه" . ويقول الحسن البصري عن النفاق: " ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ". ويقول إبراهيم التيمي :" ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا " .

ما ليس من النفاق

هناك أخلاق يلتبس على البعض فهمها فيظنونها من النفاق وليست منه، كالتبسم في وجه من لا تحب، والسلام على من تكره، والمداراة وهي: لين الكلام والملاطفة في حق من تعتقد شره وفسقه، فكل هذا ليس من النفاق وإنما هو من كرم المسلم وحسن

فالنفاق العملي هو أن تظهر الأخلاق الفاضلة وأنت تبطن خلافها، كمن يطلق الوعود ناويا الإخلاف بها، أو يظهر العفو وهو يضمر الخصومة، أما المداراة فالمسلم يعامل بالأخلاق الحسنة من ليس جديراً بها، فيبستم في وجه عاص تأليفاً لقلبه، أو يصافح رجلا سيئاً اتقاء لفحش لسانه، فهذا مما حث الله عليه في كتابه حيث أمر أن ندفع بالحسنة السيئة وألا نقابل السيئة بالسيئة بل نعفو ونغفر، فقال تعالى:{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة }، وهذا هو خلق النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد جاءه رجل سيء الطباع، واستأذن في الدخول عليه، فقال عليه الصلاة والسلام مبينا حاله، ومحذرا من سوء خلقه: ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه عامله بلطف وكرم وأظهر له البشاشة في وجهه . فاستغربت عائشة – رضي الله عنها - هذا الموقف . فقال - صلى الله عليه وسلم – ( إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه ). وهو أدب نبوي رفيع يبين كيف يتقي المسلم الأشرار بالبسمة والمعاملة الحسنة ليصون نفسه وعرضه بكرم أخلاقه، ولا يعني ذلك أن يمتدح ظالما أو يؤيده على ظلمه فإنه بهذا يخرج عن حدود المداراة المسموح بها إلى المداهنة المذمومة المحرمة .


كان ذلك تعريفا بالنفاق العملي وبيان أخطاره وآثاره، التي تقضي على الروابط الاجتماعية الصادقة، ليحل محلها الخداع والتلبيس والغش، فتنعدم الثقة بين الناس، وتنحسر المودة في تعاملاتهم، ويسود الحذر والحيطة والشك والريبة بدلاً من الثقة والأمانة، وقد انتشرت - للأسف - تلك الأخلاق السيئة انتشاراً عظيماً، وإذا كان الحسن البصري - رحمه الله – يقول عن زمنه: " لو كان للمنافقين أذناب لضاقت بكم الطرق "، فكيف لو رأى زماننا ؟!!
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2010, 09:18 PM   #8
مشرف أخبار أبناء قبيله عنزه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,389
افتراضي

جزاك الله خيرا
مفضي الوحداني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-25-2010, 03:23 PM   #9
المراقب عام
 
الصورة الرمزية رياض بن سالم منزل العنزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
افتراضي

شكرأ لك أخوي الوحدني
رياض بن سالم منزل العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد



 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

 
 
 

الساعة الآن 01:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009