الأخ البياعي :
يبدو أنك لم تقرأ أي كتاب عن الأنساب والتاريخ ألا قصة الزير سالم الخرافية والدليل أنك تقول أنني أنكرت الزير سالم أنه ليس من عنزة كما تسميه وأقول أولاً كلمة الزير سالم قصة أستوحاها مؤلف من نسّاج الخيال الذي برزوا في آواخر الدولة العباسية وفي عهد الأتراك وهم بعض المبدعين الذين حولوا قصص وتاريخ بعض أعلام العرب من الواقع إلى الخيال بحيث يتناول شخصية معروفة ويكتب لها بطولات وينتحل قصائد من الشعر حتى تكتمل القصة ثم ينسخها ويوزعها وتتلقفها العوام فيكون في كل مجلس حكواتي يقص القصة على المجالس ويحفظونها عن ظهر غيب ثم تنتشر وبذلك تشويه لواقع القصص الحقيقية للرجال الذين لهم تاريخ واقعي وصحيح وفي هذا العصر شكلت لجنة من علماء التاريخ من قبل الجامعة العربية لتنقية التراث من الشوائب وهنا أفيدك أن الرجل لم يكن من أسماؤه سالم وأسمه الصحيح عدي بن ربيعة بن زهير التغلبي ولقّب المهلهل لأنه أول من هلهل الكلام وحوله إلى شعر ولقبه أخيه وائل بن ربيعة الملقب كليب لقبّه الزير وهو لقب نبزي عندما كان شاب وصاحب مجون وكلمة الزير عبارة عن معيار يعيّره أخيه ولكنه عندما تحمل تركة ثأر أخيه بعد مقتله أقرها بقوله في أحد قصائدة وذلك بعد معركة الذنائب الذي أخذ بها ثأر أخيه فقال:
ولو نبش المقابر عن كليب ** لأخبر بالذنائب أي زير
وعدي بن ربيعة له قصة حقيقية معروفة ومبسوطة في كتب التراث والأدب أما قولك أنني أنكرت أن الزير ليس من عنزة في المقابلة فأنني نسبته إلى نسبه الصحيح فهو تغلبي وليس عنزي وسوالك يا أخي يدل على أنك قد وقعت بالقول الخرافي الذي نشر مؤخراً أن تغلب من عنزة أو بكر من عنزة وأقول لك من يقول أن تغلب وبكر من عنزة أو العكس أدعه يثبت قوله ومن لم يثبت قوله فأني أطلب منك أن تحقق من الكاذب الذي وهمك ووهم غيرك وشكراً