منبر القارئ
أين أنتم أيها الدعاة
مجلة الدعوة : ص 46 – 2/12/1414هـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إن مهنة الدعوة إلى الله عز وجل من اجل المهن بل وأعظمها وأفضلها فالدعوة إلى الله فيها اجر عظيم وخيره أعظم الم يقل الحق تبارك وتعالى (( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) فالأمر والنهي دعوه لله عز وجل وقال أيضا (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين))ألا يكفي أنها في رفعة شانها أنها مهمة الرسل عليهم السلام فهم أحسن وأفضل خلق الله لحملهم هذه المهمة وقد قال الحسن البصري في الآية السابقة : هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الأرض إلى الله أجاب الله في دعوته ودعا الناس ...الخ كلامه رحمه الله في الثناء على الدعاة قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (من دل على خير فله مثل اجر فاعله ) أخرجه مسلم.فمن دعا إلى الله فله مثل اجر المدعو إذا اهتدى دون أن ينقص من أجره شيء انه والله شرف عظيم للدعاة وفضيلة أعظم في الدعوة إلى الله 0
هذا هو فضل الدعوة إلى الله ولكن ما حكمها ؟
واجبه وهي من الفرائض والأدلة كثيره جدا قال تعالى ((ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) وقوله تعالى ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه )) وصيغة الآيتين أمر لا ينصرف إلى غيره فإذا قام بالدعوة البعض سقط الإثم عن الباقين وإذا تركها الجميع أثموا ، لقد قام المصطفى صلى الله عليه وسلم بأعباء الدعوة إلى الله وتحمل ما نتج عنها من سب وضرب وآذى ونحو ذلك في ذات الله فخرج إلى الطائف داعيا وأرسل إلى القبائل والأمصار يدعوا إلى الله على وسيله وعلم فقد جاء في الحدث المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل معاذ إلى اليمن داعيا ومعلما ، وكذلك أرسل غيره من الصحابة دعاة لله عز وجل ، والواجب عل العلماء أن يوصلوا الدعوة إلى المحتاج إليها ، لكي يعرفوا أمور دينهم ، قال الشيخ عبد العزيز بن باز في مجموع الفتاوى نقلا عن كتاب من أقوال سماحة الشيخ ( الواجب على جميع القادرين من العلماء وحكام المسلمين والدعاة الدعوة إلى الله عز وجل حتى يصل البلاغ إلى العالم كافة في جميع أنحاء المعمورة باللغات التي يستعملها الناس وهذا هو البلاغ الذي أمر الله به ، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ( المائدة 67 ) ، فالرسول صلى الله عليه وسلم عليه البلاغ وهكذا الرسل جميعا عليهم البلاغ صلوات الله وسلامه عليهم ، وعلى أتباع الرسل أن يبلغوا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) وكان إذا خطب الناس يقول ( فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع ) فعلى جميع الأمة فقهاء وعلماء وتجارا وغيرهم أن يبلغوا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الدين وأن يشرحوه للناس بشتى اللغات الحية المستعملة 000 الخ 0
فأقول يجب على الدعاة أن يتجهوا إلى الأماكن البعيدة عنهم والنائية عن مواقعهم والتي يقل فيها الدعاة ، هذا إن لم يُعْدموا وإن وجدوا فعلى قلة علم ، لكن الحظ ( ويا للأسف ) أن أكثر الدعاة الذين لهم كلمة طيبة وأسلوب أطيب قد اقتصر جهدهم على مناطقهم ،، أقول فأين نصيب الباقين ؟ إن انتقال الدعاة إلى أماكن أخرى أوجب من بقائهم في بلدانهم ، إن الآخرين عطشى فمن يسقيهم ، وجوعى فمن يطعمهم ، وعرايا فمن يكسوهم فاتقوا الله يا دعاة 0
إنني لا أطلب من الدعاة أن يضعوا رحالهم وينقلوا بيوتهم إلى هناك ، ولكن أطلب منهم زيارات مكثفة ونشيطة إلى مثل هذه الأماكن ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ، وأختتم كلامي بكلام سماحة الوالد الشيخ ابن باز حفظه الله حيث يقول : وأوصي جميع المدرسين ( أقول والدعاة إلى الله ) في هذه الإجازة ( أقول بل على الدوام ) باستغلالها في إقامة الحلقات العلمية في المساجد والمحاضرات والندوات لشدة الحاجة إلى ذلك ، كما أوصيهم جميعا بالتجول للدعوة إلى الله في البلدان المحتاجة لذلك حسب الإمكان ( أقول والقرى والهجر ) وزيارة المراكز الإسلامية والأقليات الإسلامية في الخارج للدعوة والتوجيه ، وتعليم المسلمين ما يجهلون من دينهم وتشجيعهم على التعاون فيما بينهم والتواصي بالحق والصبر عليه 0
أسأل الله عز وجل أن نرى الدعاة البارزين ذوي الصيت والشهرة يجولون في قرانا ومدننا وأسأله أن يكونوا سبب هداية وصلى الله وسلم على نبينا محمد 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات