ان أكرمكم عند الله أتقاكم
سعودية تقول لسوداني ياأسود فيكتب قصيدة وينشرها
كنت أسكن قبل أشهر في إحدى المدن السعودية ، وفي يوم من الأيام وأنا بالمحل مع
زوجتي ، جاءت امرأة بدوية إلى (الكاشير) (المصرف) وأبت نفسها أن يتقدمها هذا
الأسود كما ظهر ، فقالت له بلهجتهم (وخر يالأسود) ، بتشديد الخاء وكسرها ،
وترجمتها بالسوداني للما بعرفو السعودية (زح يا عبد) فتفاجأ بهذا الإحراج أمام
جميع المشترين (والذين بالطبع أغلبهم رجال يسكتون حين تظهر امرأة لتشغل جميع
حواسهم الأخرى ابتداء من العين) ، وسط ذهول الجميع قال لها: (أسود ؟ أسود ؟
الأسود ساترك يا مرا ....!) ويقصد اللبس الأسود أي العباءة..
وهذا أقصى ما استطاع قوله لحظتها والمرارة في قلبه من منظره أمام
الناس ، وبكل أسف كانت زوجته بعيدة عن الموقف فلم تتكفل بالرد على بنت القبائل
تلك بما يليق (أولايليق) مر الموقف مع اندهاشها من رده..
عاد إلى البيت وبدأ كتابة هذه القصيدة ، والتي أفلح لاحقا في إيصالها لهذه
المرأة عبر(الشغال أو البشكار) الهندي بتاعهم ، ثم بعث بها إلى إحدى المجلات
> قالت لي يا أسود - رجعت للوراء
> حنطي لونها وبشرتي سمراء
> مغرورة شكلها تحب الطاعة والولاء
> السواد هو الوطن في القارة السمراء
> سوادي هبة خالقي وأحس بالرضاء
> لوني شرف لي وللكعبة كساء
> للرجال مميز للشوارب واللحاء
> سوادي في العيون زينة وبدونه عماء
> لوني شهامة ورجولة ما به ما يساء
> سوادي خيام بادية لعروبة كرماء
> تعلمين لوني للمرأة ستر وجمال وغطاء
> سوادي على كل رأس أمنية النساء
> وإن كان شعرك أبيض تشترين لوني بسخاء
> وبعدما تضعينه تعودين شباباً للوراء
> تقولين أسود ؟ تقولين أسود ؟
> وكل من يزور الكعبة يقبل لوني بانحناء
> السواد هو صندوق سر لرحلات الفضاء
> السواد هو بترول مبدل صحاريك لواحة خضراء
> لولا السواد ما سطع نجم ولا ظهر بدر في السماء
> السواد هو لون بلال المؤذن لخير الأنبياء
> لولا السواد لا سكون ولا سكينة بل تعب وابتلاء
> تقولين أسود ؟ تقولين لي أسود ؟
> والسواد فيه التهجد والقيام والسجود والرجاء
> فيه الركوع والخشوع والتضرع لاستجابة الدعاء
> فيه ذهاب نبينا من مكة للأقصى ليلة الإسراء
> لو ضاع السواد منا علينا أن نستغفر ونجهش بالبكاء
> عـزيزتي..
> تأملي الزرع والضرع وسر حياتنا في سحابة سوداء
> اسمعيني والله أنتي مريضة بداء الكبرياء
> أنصتي لنصيحتي يا مرا و لوصفة الدواء
> عليك بحبة مباركة من لوني مع جرعة من ماء
> أنا لست مازحاً وستنعمي والله بالصحة والشفاء
> سامحيني يا مغرورة لكل حرف جاء وكلمة هجاء
> وكل ما ذكرت هو حلم في غفوة ليل أسود أو مساء
> لا أسود ولا أبيض بيننا في شرعنا سواء
> كلنا من خلق الله الواحد نعود لآدم وأمنا حواء
رسالة من صديق
عبدالواحد التركي