في ليلة من ليالي اول فصل الربيع في حوالي سنة 1958كانت الارض مجدبه والقحط عم ديار قبيلة عنزه في بادية قبائل عنزه في الشمال
وتغيرت الاحوال كان . المرحوم ناوي بن راضي بن عريان القصاد الدوامي ساهرا تلك الليله وكان القمر ساطعا والارض جرداء وكانت تلك الايام بداية فقدان اغلب قبيلة عنزه لقطعان الابل
وتفرقت العربان وحل الكبت والعوز وضاقت الانظمه عليهم وقست
ناوي . له ذاكره قويه وشاعر وبتلك الليله جلس ووجم قليلا وهو ينظر الى ضو القمر وتحرك شريط ذاكرته وصور ذكرياته في مخيلته وتذكر الخمائل والفياض المتعاقبه من متختلف النبت الربيعي وماء الغدير وحنين الحيران مع اطلالة نور الصباح وصوت الرعاة الخافت بين عدد من الخلفات ليبهل على حيرانها ومن ثم ملىء الصميل او اناء معد للحليب . هنا لاحت بذاكرته لمحة اخرى هي بصيص توقد
نيران القطين صباحا مع ظهور الفج الاول للنور وكان يرى بعض النساء تتعاقب لاقباس الجمر من الجيران لتوقد حطب لتضع الصاج
لتقوم با اعداد الخبز ومعه تخرج رائحة زكيه ممزوجة مع نسمات خفيفه لتاتي بعطر شذي من جهة الخمائل مختلفة النبات..وكان ناوي يعرف تلك النبات تذكر الفقع
تذكر القطين والهدوء تذكر الاشتراكيه الحقيقيه الاسلاميه بين ابناء القبيله وتذكر الوفاء والصدق والعفه والايثار . تذكر المظاهير والسلف
والطير والصيد دون كلفه . تذكر رجال سهرو ا على ايصال تلك القطين الى مواقع القفر . وديان وواحات لايوجد فيها سوى الغزلان ووحوش البر . تذكر الراي الواحد والسمر والمحبه
لحضات وعاد شريط ذكرياته وتوقف مع نداء احد اقربائه ليخبره. ان
الجماعه يريدون يرحلون قال ها ها يرحلون بيش. يرحلون( بيش )تعني باي وسيله " قال ممكن نستاجر وسيلة تنبيل تنبيل السياره يسمونه التنبيل النقلي"
هنا فاضت قريحة المرحوم ناوي كما رواها الله يرحمه بنفسه

قال

يا القرم هذا رحيل عماس* رحيلنا راح مع دوره
يوم اخو هدلا يقود الناس* نرحل وننزل على شوره
ويمحلا تيت العساس * من فيضة زاهيا نوره
تلقى الكما والزهر محتاس* جديد والقاع ممطوره
اخو هدلا / رمضان بن عقيل الفققي
هدلا . جدة السحاحره

والى لقاء اخر مع ذاكره اخرى

الشيخ متعب الفققي

لا عدمناك ذكرايات حلوة مع مرارتها وقساوتها على هؤلاء القوم الذين هم من صناديد عنزة ونعم باخو هدلا والفققيه كلهم0

يوم اخو هدلا يقود الناس= نرحل وننزل على شوره

بارك الله فيك يا أبا عبد الله وبنتظار الجديد

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متعب الفققي [ مشاهدة المشاركة ]

في ليلة من ليالي اول فصل الربيع في حوالي سنة 1958كانت الارض مجدبه والقحط عم ديار قبيلة عنزه في بادية قبائل عنزه في الشمال وتغيرت الاحوال كان . المرحوم ناوي بن راضي بن عريان القصاد الدوامي ساهرا تلك الليله وكان القمر ساطعا والارض جرداء وكانت تلك الايام بداية فقدان اغلب قبيلة عنزه لقطعان الابل وتفرقت العربان وحل الكبت والعوز وضاقت الانظمه عليهم وقست ناوي . له ذاكره قويه وشاعر وبتلك الليله جلس ووجم قليلا وهو ينظر الى ضو القمر وتحرك شريط ذاكرته وصور ذكرياته في مخيلته وتذكر الخمائل والفياض المتعاقبه من متختلف النبت الربيعي وماء الغدير وحنين الحيران مع اطلالة نور الصباح وصوت الرعاة الخافت بين عدد من الخلفات ليبهل على حيرانها ومن ثم ملىء الصميل او اناء معد للحليب . هنا لاحت بذاكرته لمحة اخرى هي بصيص توقد نيران القطين صباحا مع ظهور الفج الاول للنور وكان يرى بعض النساء تتعاقب لاقباس الجمر من الجيران لتوقد حطب لتضع الصاج لتقوم با اعداد الخبز ومعه تخرج رائحة زكيه ممزوجة مع نسمات خفيفه لتاتي بعطر شذي من جهة الخمائل مختلفة النبات..وكان ناوي يعرف تلك النبات تذكر الفقع تذكر القطين والهدوء تذكر الاشتراكيه الحقيقيه الاسلاميه بين ابناء القبيله وتذكر الوفاء والصدق والعفه والايثار . تذكر المظاهير والسلف والطير والصيد دون كلفه . تذكر رجال سهرو ا على ايصال تلك القطين الى مواقع القفر . وديان وواحات لايوجد فيها سوى الغزلان ووحوش البر . تذكر الراي الواحد والسمر والمحبه لحضات وعاد شريط ذكرياته وتوقف مع نداء احد اقربائه ليخبره. ان الجماعه يريدون يرحلون قال ها ها يرحلون بيش. يرحلون( بيش )تعني باي وسيله " قال ممكن نستاجر وسيلة تنبيل تنبيل السياره يسمونه التنبيل النقلي" هنا فاضت قريحة المرحوم ناوي كما رواها الله يرحمه بنفسه قال يا القرم هذا رحيل عماس* رحيلنا راح مع دوره يوم اخو هدلا يقود الناس* نرحل وننزل على شوره ويمحلا تيت العساس * من فيضة زاهيا نوره تلقى الكما والزهر محتاس* جديد والقاع ممطوره اخو هدلا / رمضان بن عقيل الفققي هدلا . جدة السحاحره والى لقاء اخر مع ذاكره اخرى

الشيخ متعب الفققي كل عام وانتم بخير .... قصة تحكي واقع الحال عن اولئك الجيل رحمهم الله وابيات هجينية رائعة ... ونعم فيكم جميع .... لك وافر التحايا .

المكرم الأخ متعب الفققي حيّاك الله نطلب المزيد من مثل هذه الذكريات :
وبخصوص ما حصل فأن لله في أمره شئون وهو سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه ( عسى أن تكرهو شيئاً وهو خيراً لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شراً لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم
كان يتصوّر في ذهني مشهد رئيته في وادي الأمياه عندما كانت القبيلة مقيضة في العدود المتناثرة في ذلك المكان وعندهم من قطعان الأبل والشاه مالا يحصى ومع ذلك تجدهم بدو يعيشون في الحياة البدائية ولكنهم في أوج عزهم من أجتماع الشمل والتكاتف والأعتزاز في بعضهم وعندما يصدّر حلالهم تجد المجالس في البيوت المعاني وهكذا ثم قدّر الله وما شاء فعل فجاء الدهر المسمى الخراب وأهلك المواشي ألا القليل وهلاك المواشي هو السبب في توجه القبيلة للمدن وطلب الشباب الوظائف حتى وصلنا إلى ما نحن به ولله الحمد من بناء البيوت وأمتلاك وسائل العصر والتعليم وهكذا ولو لم يموت الحلال فأنهم لا يزالون يتبعون ذلك الحلال وعلى بداوتهم الأولى رحم الله ناوي القصّاد وكلامه في محلّه ولكن رب ضارة نافعه فقد قابلته وسجلت منه شريط من قصائده وهو مستأنس تحت المكيّف والكهرب والع ولا عاد يتمنى الروض والأبل

الاخ الفاضل ابو عبدالله الف شكر لك على هذا الطرح الرائع والسرد الممتع جداً الله على تلك الايام لو ما عشنها ولكن سمعنا بها من اهلها وتوجدهم عليها

الف نعم بالدوام قاطبه

لك خالص تحياتي

الله يعطيك الف عافية

والله يرحم ناوي القصاد واخو هدلا رمضان الفققي

بارك الله فيك وننتظر القصة القادمه عن الدوام

يعطيك العافيه ابو عبدالله

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .