القاريء الكريم ، نقدم لك متعة القراءة والأكتشاف عن شاعر قديم ورمز من رموز الشعر الشعبي في الجزيرة العربية. ألا وهو الشاعر راشد الخلاوي والذي تعلقت به أساطير وقصص ، واختلف الناس حول نسبه وعصره، وفي هذا الكتاب ، يقدم الباحث دراسة علمية جادة للبحث عن نسب الخلاوي ن وعصره ، وتحقيق شعره ،وقد نشر الباحث أغلب مادة الكتاب في سلسة مقالات ووجدت أصداء جميلة لدى القاريء ،والمهتم بالشأن الادبي في الجزيرة العربية ، حيث توصل الباحث ، الى كشف جديد عن راشد الخلاوي يخالف جميع ما ذهب إليه الباحثين سابقاً والذين قالوا ان الخلاوي من اهل القرن الثاني عشر او الحادي عشر .فيمل تؤكد الدلائل القوية التي ساقها الباحث في هذا الكتاب ان راشد الخلاوي من أهل القرن الثامن الهجري . الى هنا نقف ولا نريد ان نكون في محل دعاية للكتاب وتسويقة .
النتيجة كما جائت في خاتمة البحث في الكتاب :
يقول الاستاذ سعد بن عبدالله الحافي مؤلف الكتاب :
مما سبق يرجح لدينا أن الشاعر راشد الخلاي هو أبو محمد راشد الخلاوي العجلاني من ولد عبدالله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من هوازن عاش في القرن الثامن الهجري ومطلع القرن التاسع الهجري اشتهر بصحبته لمنيع ين سالم أحد امراء مانع من بني عصفور من بني عقيل .
الحقيقة هكذا يكون البحث في التاريخ والا فلا . فبين ايدينا دراسة علمية تحقيقية محايدة اختتمها بقوله مما سبق يرجح لدينا . ولم يجزم بشيء تارك الامر مفتوحاً للجميع ليدلوا بدلوهم . وانا اتفق معه فيما ذهب اليه من اثبات تاريخ عصر الخلاوي راشد ، ولكن اختلف معه في تحديد نسبه ،الى بني العجلان ،لأن الخلاوي راشد ذكر ان له جاذبة نسب في الهند، والمغرب، وبغداد، وانه طلب العلم لدى العلماء في روضة الرسول بالمسجد النبوي ، وانه لم يكن يوماً من الايام هناك احد فوق سلطة قومه الا الله فهذا ان دل على شيء فإنه يدل على قرب نسبه من العباسيين .ولوكان من بني عقيل الهوازنية .مالفائدة من هروبه وتخفيه وهو مصاحب لابن عمه منيع بن سالم العصفوري ، ولو كان هكذا حقيقة نسبه لاستدل عليه خصومه بلا مشقة .
ثانياً نستفيد من البحث في هذه القصة .ان نكون مستعدين لقبول كل جديد مما لم يطرق اسماعنا ولم نحيط به علما ، ولو تناقض مع ما ورثناه من قصص شعبية ، وان هذه القصص وخصوصاً التي لم توثق بكتب الباحثين ،ولم تؤصل من قبل المختصين لابد من غربلتها كما غربلها الاستاذ الحافي مبتدءاً في قصة راشد .
وطالما شنفوا اسماعنا العامة في اساطير تقال عن راشد الخلاوي .ما أنزل الله بها من سلطان . ولقد اشتهر عنه على لسان العامة الرواية ، المشهورة عن البادية قوله((شدوا ولا مدوا ورحيل البدو مراوات) مستدلين بذلك على عدم كذبه البته . وهذه القصة وردة في كتاب الامثال للميداني وتروى لغلام حاول احدهم ان يوقعه بالكذب من خلال مراهنة بينه وبين عم الغلام حتى يحصل على اموال سيده اذا كذب , والقصة تروى عن تاريخ ما قبل الاسلام من تاريخ العماليق ،فليس كل ما ورد في قصصنا الشعبية لها اصل بالتاريخ حتى ولو رويت عن طريق اعز الناس لدينا .