06-11-2009, 12:27 PM
|
#36
|
مؤرخ
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
|
ـ 35 ـ
68 ـ قال الكاتب: [قبيلة عنزة الوائلية بعد أن تركت عين التمر وديار ربيعة في العراق طاب لها المقام في الحجاز، ومع ذلك فهي لم تنقطع عن بلاد الشام أو برية نجد؛ كونها قبيلة بدوية تتبع مواقع القطر ومناطق الرعي وكان لها حلفاء في تلك المناطق تتبادل معهم المنافع التجارية والسياسية]، ثم قال في الهامش: [تذكر الكثير من المصادر النجدية أخبار (كذا) متناثرة عن قبيلة عنزة تؤكد العلاقة القوية بين شيوخها وبين آل عريعر أمراء بني خالد وحكام الأحساء قديماً، وهذه العلاقة أشبه بحلف استراتيجي بين الطرفين] ص 73
تكاثرتِ الأحداثُ هنا على الكاتبِ فصارَ يَضْرِبُ في كلِّ وادٍ على غير هُدَى!
1 ـ فلو قال الكاتبُ: إنَّ عنزة بعد نزولِها الحجازَ لَمْ تنقطع صِلاتُها بالعراقِ... لكان هذا قولاً مقبولاً عقلاً، بمعنى: أنَّ هؤلاءِ القوم نَزَلُوا بلاداً جديدةً ولَمْ ينقطعوا عن بلادِهم القديمةِ.
لكنَّ الذي لا يُجِيزهُ عقلٌ ولا يطَّرِدُ مع سياقِ الأحداثِ أنْ يقولَ الكاتبُ: إنَّ عنزة نَزَلُوا بلاداً جديدةً هي الحجازُ ولَمْ ينقطعوا عن بلادٍ جديدةٍ أخرى هي الشَّامُ ونجدٌ!
ألَمْ يَقُلِ الكاتبُ عن ربيعةَ في عَصْرِ بني أميَّةَ في ص 47: [هذه العوامل جعلت ربيعة تستقر في العراق وتنطوي على نفسها ولا تتوسع في ديارها خصوصاً باتجاه الشام]؟! إذاً... الشَّامُ ليسَتْ من منازلِ ربيعةَ كما يقول الكاتبُ. وأيُّ عُذْرٍ يتمَحَّلُهُ الكاتبُ لنفسِه هنا يُوقِعُه في تناقضاتٍ لا آخرَ لها، فإنْ كانت ربيعةُ في الشَّامِ فماذا حَلَّ بهم حين هاجرتِ جموعُ ربيعةَ من العراقِ إلى الحجازِ: أَهاجَرُوا معهم أمْ بَقُوا في شامِهم؟! وما كان اسْمُهم: أسماؤُهم الرَّبَعِيَّةُ القديمةُ أم صارَ اسْمُهم عنزة؟!
وكذلك الشَّأنُ في نجدٍ؛ فالكاتبُ يُنْهِي كلَّ وجودٍ لربيعةَ في نجدٍ، ولا يُعَرِّجْ على هذه البلادِ أبداً في كتابِه منذ نهايةِ حروبِ الرِّدَّةِ، وهو تجاهلٌ كإقرارٍ بأنَّ ربيعةَ لَمْ تَبْقَ في نجدٍ بعدها! فإنْ كان ذلك... فما بالُ الكاتبُ يقول: إنَّ عنزة بعد نزولِها الحجازَ لَمْ تقطع صِلاتِها بنجدٍ؟! فإنْ كان نزولُها نجداً أمراً حادثاً بعد نزولِها الحجازَ فلِمَ لا تُحَدِّثْنا عن هذا النُّزولِ: كيف كان؟ ومتى كان؟ وإنْ كان نزولُها نجداً أمراً سابقاً لنزولِها الحجازَ فما بالُكَ طَوَيْتَ ذِكْرَ هؤلاءِ النَّجْدِيِّين من ربيعةَ طِوالَ هذه القرونِ منذ حروبِ الرِّدَّةِ حتى نزولِ عنزة في الحجازِ في القَرْنِ السَّادسِ؟!
2 ـ وأعجَبُ من ذلك أنْ يُورِدَ الكاتبُ أحداثاً وَقَعَتْ في القَرْنِ الثَّاني عشر الهجري فيَجْعَلَها شاهداً على الحالِ في القَرْنِ السَّادس!! فآلُ عريعر ـ حلفاءُ عنزة الاستراتيجيين كما قال ـ كان ابتداءُ دولتِهم في أواخرِ القَرْنِ الحادي عشر. أَيَصِحُّ أنْ تكونَ أحداثُ القَرْنِ الحادي عشر والثاني عشر دليلاً على أشياءَ مُدَّعاةٍ في القَرْنِ السَّادس؟!
ـ يتبع إن شاء الله ـ
|
|
|