عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2009, 12:11 PM   #6
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 5 ـ


12 ـ قال الكاتبُ: [وقعت الحرب الثانية (حرب البسوس)... وانقسمت ربيعة في هذه الحرب كما أوضح البكري في النص السابق إلى قسمين متحاربين: القسم الأول بقيادة بكر بن وائل وانضمت إليها ضبيعة بن ربيعة وعبد القيس وعنزة] ص 19

اشتراكُ عبد القيس في حربِ البسوسِ من مُخترَعاتِ الكاتبِ!! وجميلٌ أنَّه أعادَ إلى نَصِّ البكريِّ الذي أورَدَهُ في ص 17 وفيه: "لَحِقَتْ عنزة وضبيعة ببكر بن وائل". هذا هو نَصُّ البكريِّ الذي استنَدَ إليه الكاتبُ: فأين ذِكْرُ عبد القيس فيه؟!!

13 ـ قال الكاتبُ: [اعتزلت حنيفة ويشكر من بني بكر بن وائل هذه الحرب] ص 20

هذا صحيحٌ، وكان الأجودُ أنْ يقولَ: اعتزلَتْ بنو لُجَيْمٍ ـ وهم حنيفةُ وعِجْلٌ ـ. فيكون الذين اشتركُوا في الحربِ من بكرٍ هم بني ثَعْلَبةَ وحدهم ـ وهم بنو شيبان وبنو قيسٍ وبنو تيم الله ـ، واعتزلهم من بني ثَعْلَبةَ: بنو ذُهْلٍ وبنو عُبَادٍ من قيسِ بن ثَعْلَبةَ، واشترك في آخرِ الحربِ أُناسٌ من المعتزِلين. وهذه نصوصٌ قاطعةٌ في تَسْميةِ مَن قاتَلَ من البكريين:

1 ـ قال مُقاتِلٌ المِسْمَعِيُّ: "لَمْ يُقاتِلْ معنا من بني يَشْكُر ولا من بني لُجَيْمٍ ولا ذُهْل بن ثَعْلبةَ غيرُ ناسٍ من بني يَشْكُر وذُهْلٍ قاتلَتْ بأَخَرَةٍ، ثم جاء ناسٌ من بني لُجِيْمٍ يومَ قضةَ مع الفِنْدِ"( الأغاني 5/38 ).

2 ـ قال ابنُ عبد ربه: "اعتزلَتْ قبائلُ بكرِ بنِ وائلٍ وكَرِهوا مُجامعةَ بني شيبان ومساعدتَهم على قتالِ إخوتِهم، وأَعْظَمُوا قَتْلَ جَسَّاسٍ كُلَيْباً بنابٍ من الإبلِ، فظَعَنَتْ لُجَيْمٌ عنهم، وكَفَّتْ يَشْكُرُ عن نُصْرتِهم، وانقبَضَ الحارثُ بنُ عُبَادٍ في أهْلِ بيتِه"( العقد 5/216). ولو قال ابنُ عبد ربه "كرِهُوا مساعدةَ بني ثَعْلبةَ" لكان أَجْوَدَ.

3 ـ جاء عند ابنِ الأثيرِ الشَّيْبانيِّ: "واعتزلَتْ قبائلُ بكرٍ الحربَ وكرِهُوا مساعدةَ بني شيبانَ على القتالِ، وأَعْظَمُوا قَتْلَ كُلَيْبٍ؛ فتحوَّلَتْ لُجَيْمٌ ويَشْكُرُ وكَفَّ الحارثُ بنُ عُبَادٍ عن نَصْرِهم ومعهُ أهلُ بيتِه"( الكامل في التاريخ 1/416). وهو قريبٌ من كلامِ ابنِ عبد ربه، ولعلَّ مَصْدرَهما واحدٌ.

14 ـ قال الكاتبُ: [واستمرَّت قبائل ربيعة بهذه الثنائية في جاهليتها إلى صدر الإسلام والقرون الأولى من الهجرة] ص 20

صَنَعَ الكاتبُ بناءً مُخْترَعاً للقبائلِ الرَّبَعِيَّةِ وِفْقَ طَرَفَيْ حربِ البسوسِ! ولا أدري: أين رأى (ثنائيةً) في حين أنَّ أكثرَ من نِصْفِ بني بكرٍ لَمْ يَدْخُلُوا فيها! وأنَّ بني عبد القيس ـ وهي من أرْحاءِ ربيعةَ ـ لَمْ تَشْهَدْ من المشاهدِ مَشْهداً!

15 ـ قال الكاتبُ عن قصيدةِ الأخْنَسِ التَّغلبيِّ: [لم يشر إلى عنزة وضبيعة لأنهما داخلتين (كذا!) في بكر] ص 20

هذا من أعْجَبِ الاستنتاجاتِ! فالشَّاعرُ لَمْ يَذْكُر إلا القبائلَ التي تُحادَّ بني تغلب وتُغاوِرُها، أمَّا عنزة وضُبَيْعةَ فليس لهم بلادٌ يَسْتَقِلُّونَ بها ليَذْكُرَهم الشَّاعرُ!


ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً