بقلم الأستاذ عبدالله بن سمير بن مطر الحنتوشي الفدعاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين النبي الأمي الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ,,, وبعد
قال الله سبحانه وتعالى ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) سورة الحجرات , آيه : 13 .
وقال عز وجل ( أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) سورة الأحزاب : الآية : .
وقال تعالى ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ) سورة الأنفال : آية : 75 .
وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم " مسند الأمام أحمد 2 | 473 .
أن علم الأنساب من العلوم الأجتماعية الأنسانية الشريفة التي عني بها الأنسان منذ القدّم لضبط صلة الدّم والقرابه وقد تميّز العرب عن غيرهم بالأهتمام العالي بالأنساب القائمة على أساس رابطة الدّم بيد أنه تأخر تدوين علم الأنساب وتوثيقه نظراً لنمط الحياة البسيط وعدم توفر وسائل التدوين وأنتشار الجهل وغيرها من المعوقات وكانوا رواة العرب يحفظون أنسابهم وتراثهم في صدورهم ويختزنون في الذاكره كل ما يحدث في عصرهم والعصر القريب لعصرهم ويتناقلون الرواية عبر الأجيال ولكنها ما تلبث أن تنسى ويمحى عليها الزمن إذا لم تدوّن في كتاب ومع ذلك برز الكثير من النسابين ما قبل التدوين ومن أشهرهم على الأطلاق خليفة المسلمين الراشد أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه ثم ظهر بعد ذلك عدد من علماء الأنساب ومن أهمهم مؤرج بن عمرو السدوسي المتوفي عام 195هـ وهو أول من قام بتدوين الأنساب حسب رأي بعض المؤرخين وكذلك يعتبر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفي عام 204هـ رائد التدوين في الأنساب وله مؤلفات كثيره أهمها ( جمهرة ألنسب ) ثم توالى بعد ذلك التدوين والتأليف ألى عصرنا الحاضر .
وللتأليف في مجال الأنساب جملة من الأيجابيات لا يتسع المجال لذكرها في هذه المقدمة وأن كان من فضائل هذا العلم حفظ روابط الدّم ومعرفة الأرحام إلا أنه لا يخلو من بعض السلبيات التي نحاربها جميعاً ومن هذه السلبيات العصبية القبلية الجاهلية المقيته التي نهى عنها الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقال ( دعوها فأنها منتنته ) .
والنسب يعد الهوية والوثيقة للأنسان والأهتمام في علوم النّسب ومعارفه حيث هو أحد علوم التاريخ وتعد الكتابة في تاريخ الأسر والقبائل من الدراسات التاريخية والفكرية المهمّه فهو علم عظيم النّفع جليل القدر .
ومؤلف كتابنا هذا (أنساب قبيلة الفدعان من ضنا عبيد من بشر من عنزه)
هو الأديب والنسّابه الشاعر عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني العنزي الذي أفنى وقته وجهده في خدمة أنساب قبيلته على مدى أربعة عقود مضت فجمع المصادر وحقق الوثائق وأهتم بالتصحيح والتعديل لغيره من الكتّاب والمؤلفين وجمع في مكتبته المنزلية مئات المصادر وقرأ من أمهات الكتب وسمع من الرواة والمحدثّين وكتب من أقوالهم وسجّل بأصواتهم فكم من معلومه بحثها وأخرى صححها ولم يترك شاردة ولا واردة تخص قبيلة عنزه إلا ودونها فكتب أنسابها وجمع قصصها وأشعارها وتحدّث عن مشاهيرها وعزاويها ووسومها وألقابها حتى خرج بعدّة مؤلفات من أشهرها كتابه المشهور الذي يعتبر مرجع لقبيلة عنزه :
أصدق الدلائل في أنساب بني وائل قبيلة عنزة خاصة وقبائل ربيعه عامة والذي تحدّث فيه عن أنساب القبيلة الحاضرة والبادية والجاليات وفرّع تقسيماتها الرئيسية والفرعية بدقّه متناهية لم يسبق عليها وجميع البحوث ذات الصلّة قديماً وحديثاً وكل ماله علاقة تاريخية من مكان أو زمان أو رجال .
ومن خلال بحوثه واجه الكثير من العقبات والمصاعب في مسيرته العلمية والأدبية واستطاع بالصبر والحكمة التغلّب عليها والوقوف إلى جانب الأراء العلمية الصحيحة والمحكّة والمنقولة من المصادر الأصيلة
والموثقة على مختلف أشكالها .
وقد تحققّت فيه مواصفات باحث الأنساب من حيث الحياد والموضوعية والأطلاع الواسع على الوضع الأجتماعي للقبائل والألمام بالتاريخ والمعرفة بالأحكام الشرعية ومدى التوافق بينها وبين علم الأنساب ويزيد على ذلك أنه هو أحد أبناء قبيلة عنزة التي عاش معها وكتب عنها دون التفريق بين قبائلها ولم ينحاز لقبيلة على أخرى ولم يكن صاحب أهواء أو مجاملات بل يكتب ما يصح عنده من معلومة صادقة وموثقة وهذا ما منحه المصداقية عند الباحثين والمؤرخين .
وتتويجاً لمسيرته العلمية والأدبية في هذا المجال فهاهو يضع بين يدينا مؤلفاً مهماً وكنزاً ثميناً وهو ( أنساب قبيلة الفدعان من ضنا عبيد من بشر من عنزة ) وهو على هذا الجهد المبذرل يشكر وعلى جميع صنعه يذكر فهو مجهود رائع وعمل كبير وجمع موفّق دوّن فيه بعد لمحة بسيطة عن قبيلة الفدعان أقسام القبيلة الرئيسية متسلسلة ومتتابعة إسرة تلو الأخرى حسب البطن والفخذ والفصيلة . وبعد ذلك وضع فهرس كشّاف أبجدياً للبحث بالأسر والأفخاذ والبطون من قبيلة الفدعان وقد شمل ذلك الأسر جميعها حاضرة وبادية وبما أن الكتاب في طبعته الأولى سيكون هناك بعض النّقص في المعلومات الدقيقة على الرّغم من أكتماله في الأصول والتفرعات الرئيسية للقبيلة .
ومن هنا أوجّه دعوة لجميع أخواني أبناء قبيلة الفدعان بالتعاون مع المؤلف وتزويده بالمعلومات بمختلف الطّرق سواء الكترونياً أو هاتفياً أو بريدياً أو عن طريق الموقع حتى يكتمل هذا العمل في طبعته الثانية فهو كتاب فريد من نوعه في الجهد والمضمون وهو در مكنون كلما تقادم الوقت عليه بانت أهميته وكثر طلاّبه وباتت الحاجة إليه ملحّه .
وفي الختام أتمنّى لمؤلفنا القدير وباحثنا المبجّل التوفيق والسداد وأتقدّم له بالشكر والعرفان على ما قدّمه لقبيلته بشكل خاص ولقبائل عنزة بشكل عام وللأدب والتاريخ والتراث والله الموفق .
كتبه عبدالله بن سمير بن مطر الحنتوشي الفدعاني
الرياض 5| 3 | 1436هـ
***
( لمحة عن قبيلة الفدعان )بقلم المؤلف
سبق وان دونت في مؤلفاتي السابقة الأنساب العامة والقصص والقصائد والعزاوي والألقاب والوسوم والمشاهير والمفاخر والمآثر والمواقف المشرفة لرجال من قبايل عنزة عامة وقبيلة الفدعان خاصة وهذا الكتاب يخص السلالات الأسرية لقبيلة الفدعان من ضنا عبيد من بشر بن عناز بن وائل من عنزة وبما يخص جذور قبيلة عنزة فقد ذكر بالتاريخ ان جد قبيلة عنزة عامر بن أسد بن ربيعة الملقب ( عنزة ) نشأ في أوائل القرون الميلادية ضمن قبائل ربيعة التي بداية تكوينها في مكة المكرمة مع القبائل العدنانية سلالة نبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السّلام ثم سكن في تهامة الحجاز ضمن قبائل ربيعة ثم هاجرت قبيلة عنزة من تهامة إلى نجد بقيادة زعيمها عامر بن عبدالعزي العنزي وتوغلت في بلاد نجد بالعصر الجاهلي وقبيلة عنزة من القبائل التي احتفظت باسمها منذ وجود جدها عامر بن أسد بن ربيعة الذي تذكر المصادر أنه طعن رجلاً بالعنزة وقتله ولقب (عنزة) وبقي اللّقب على ذريته ولا يزال وأنجب عامر : يذكر ويقدم وتفرّعت منهما ثمانية قبائل معروفة بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام وهم :
1- بنو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة .
2- بنو طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة .
3- بنو سعد بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة .
4- بنو هميم بن عبد بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة.
5- بنو جلان بن سعد بن محارب بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة .
6- بنو الدول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة .
7- بنو محارب بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعه .
8- بنو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة .
وقبيلة عنزة من أقدم قبائل ربيعة حيث مابين جدها عامر وبين ربيعة ألا جد واحد وهو أسد ولها تاريخ يطول شرحه ومن قبيلة عنزة صحابة وتابعين ورواة حديث وقادة وشجعان وهي تشّكل ربع قبائل ربيعة وعندما جاء الإسلام تفرّقت القبائل العربية في بلدان العالم مع الفتوحات ونشر الإسلام وتفرّت قبيلة عنزة في في الولايات الإسلامية وتغيّر الكثير من المسميات القديمة وبرز فروع من جذوع وبقي من أسماء قبائل عنزة الثمانية قبيلة بني هزان من حاضرة عنزة حيث تحضر بنو هزان وسكنوا في شرقي نجد بمنطقة نعام وبرك وبريك والمجازة وماوان والأفلاج والهدار والبديع ولا يزال من بني هزان عوايل في وقتنا الحاضر تعرف بالاسم القديم وهي في ديارها القديمة في وادي العقيق وحدودهم مع أبناء عمهم بني حنيفة من حاضرة بكر بن وائل منطقة الخرج اما بادية عنزة فأنها بعد أن تكاثرت تجولت في ديار نجد ثم هاجرت إلى العراق إلى جنوب العراق وشاركت في معركة ذي قار التي حدثت قبل الهجرة بعشر سنين ثم نزحت إلى شمال العراق وسكنت في عين التمر بمنطقة الأنبار وفي أواخر القرن الثالث الهجري هاجر من عنزة بطون إلى خيبر وسكنت في حرة خيبر وملكت نخيل خيبر وعبر العصور تفرق من قبيلة عنزة قبايل والذي بقي وعرف منذ القرن الخامس الهجري فرع ضنا بشر بن عناز بن وائل وفرع ضنا مسلم بن عناز بن وائل وتكوّن الفرعين في خيبر في شمال الحجاز ثم تواصلت أخبار عنزة في جميع المصادر إلى وقتنا الحاضر أما قبيلة الفدعان فهي قبيلة من قبائل عنزة المهمة وحسب سلسلة عدد الجدود المحفوظة في صدور الرواة فأن الفدعان يجتمعون في أقصى جد لهم وهو فدعان بن عبيد بن بشر بن عناز بن وائل العنزي والذي حفظ من سلسلة الجدود في حفظ الرواة لا يتجاوز خمس وعشرون جد ولابد أن سلسلة من الجدود لا يحيط بها حفظ الرواه وكانت قبيلة الفدعان تقيم في ضواحي خيبر ولها غرس ونخيل في خيبر يتولى سقيه وجداده الشركاء بينما القبيلة بادية تنجع وتعود لموطنها ضمن بقية قبائل عنزة وفي القرن التاسع الهجري وما بعده غادرت قبيلة الفدعان موطنها خيبر بالتدريج وسكنت في منطقة حايل والقصيم ردحاً من الزمن حيث كان من ديارها أنبوان وفدك وضرغط وضريغط وضواحي الرّس وكانت نجعتهم من الحرة إلى المناطق الواقعة بين حائل والقصيم ثم تجولوا في صحراء الجوف وحفروا آبار صوير حسب ما يذكر كبار السن ومكثوا في منطقة الجوف مدّة من الزمن ثم أتجهوا جنوب شرق الجزيرة العربية وأمضوا زمن في منطقة هجر وكانت نجعتهم تصل إلى صحراء الحماد ومن المناطق التي تجولوا بها الشريط المحاذي للحد العراقي في فيضة الأديان والفيجان وما حولها ثم دخلوا أرياف العراق وسوريا وبدأت رحلاتهم تصل إلى حدود تركيا وأحيان يتواجدون في الحماد والبادية الشمالية ولم يستقر بهم المقام حتى جاء عصر النهضة المباركة حيث توطنت القبائل ودخلت في الوظائف فتوزعت قبيلة الفدعان في أماكن متعددة ومنهم في المملكة العربية السعودية خلق ويطلق على قبيلة الفدعان عدّة القاب فخرية منها :
1- حربة عنزة لأنهم واصلوا مسيرهم إلى أن وصلوا حدود تركيا وهم أقصى قبائل عنزة في الشمال .
2- اطلق عليهم لقب بواجت الديارلأنهم تجولوا في مناطق كثيرة في نجد والعراق وسوريا وبلدان اخرى .
3- اطلق عليهم لقب حمران النواظر وهي صفة من صفاة الشجاعة .
4- قيل لهم شرّابة المغر ولهذا اللّقب قصّة بسبب حقوق الضيف في الملحة وهي تدل على حماية المضيّف للضيف واكرامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ومن صفات العرب الحميدة في الجاهلية والإسلام إكرام الضيف وللضيف عند قبائل عنزة حقوق وواجبات ومن تقاليدهم يقلّط الضيف على قراه ولا يقلط معه أحد خشية أن يخجل ولا يشبع وفي الليل من عاداتهم إطفاء السراج بعد تقليط الطعام لكي يأخذ الضيف حريته المطلقة ويكون الطعام كثيراً لكي لا يراه الضيف قليل فلا يشبع ومن عوائد المضيّف أن يتقدم على الطعام فيدلي بأخذ لقمة وذلك لمعرفة نضوج الطعام من عدمه أو لئلا يكون باهتاً أو مالحاً أو حاراً ولإبعاد الشكة وبعد مغادرة الضيف يكون بحماية مضيفه لمدة ثلاث أيام ونصف وتسمى الملحة وقصّة المغر يروي أن رجلاً من الفدعان زار خواله من احد قبائل عنزة فصادف طلابه بين خاله وبين رجل آخر حيث أن خاله ضافه ضيف وعندما ذهب من عنده لحقه احد جماعة خاله بعد ثلاثة ايام وقتله واخذ راحلته وعندما علم المضّيف أقام دعوى على الرجل الذي قتل ضيفه وكانت مدة حماية الضيف ثلاثة ايام فاثبت الرجل انه قتل الضيف بعد ثلاثة ايام لكي يسلم من العقوبة وبذلك تكون قد انتهت الملحة وكان الفدعاني شاب صغير فقال للمتخاصمين سوف أفرق بينكم بالحق واحضر مغر وهو صبغ احمر يمغرون به الغنم وقال سوف اشرب المغر لكي تعرف مدّة الملحة وشرب المغر لمعرفة مدة بقاء الطعام في جوف الإنسان فبقي ثلاثة أيام ونصف وهو عليه أثر المغر وبسببه صارت الحجة على الذي قتل الضيف وأقتص المعزّب من القاتل وأصبحت قاعدة للملحة عند قبائل عنزة تقضي بها العوارف ولقبّ الفدعان ( شرّابة المغر ) بسبب هذا الشاب ولم أتمكن من معرفة اسم الذي شرب المغر ويقال أنه من المهيد وقد حث شعراء العرب على اكرام الضيف واعزاز الجار منذ العهد الجاهلي قال الشاعر ألأعشى :
الضيـف أوصيكـم بالضيـف أن لـه *** حـقـاً عـلـي فـأعـطـيـه واعـتـــرف
والـجـار أوصيـكـم بـالـجـار أن لـه *** يـومـاً مـن الدهـر يثـنيـه فينصرف
وقال الشاعر الشعبي محمد الدسم من قصيدة :
الضيف ضيف الله وصى بـه حبيبـه *** أستقبـل ضيفك فـي تهلي وترحيـب
قـلـط لـه الميسـور وماهـان جـيـبه *** وأحلف مع الميسور دين المعازيب
وقال بركات الشريف من قصيدة طويلة :
الضيف لا تـلقـيـه مقـرن عـلابـيـك *** خـلـه صـديـق لــك مـود إلـى جـاك
وقال صقار الدريعي الفضلي اللامي من اهل القبيسة من قصيدة :
ترى الخوي والضيف والثالث الجــار *** مثل الصلاة مابين فـرض وسـنة
5- ومن القاب الفدعان الفخرية لقب أطلق على قبيلة الخرصة من ضنا ماجد من الفدعان واصبح نخوة وهو ( الروم ) وسبب اللّقب عندما توغلوا الفدعان في حدود تركيا كانوا يطاردون عناصر من سكان تلك البلاد ويسمونهم الروم وصار يقال للخرصة الروم .
6- ومن مفاخر الفدعان أطلق على آل مقحم الشيوخ لقب ( أبن مهيد مصوّت بالعشا لأنهم كانوا في وقت العشا يصوت احد رجالهم ويردد كلمة ( الزاد يالجيعان ) .
7- ومن الألقاب الفخرية لقبيلة الفدعان (عطية غبيني ) لأن حمدان بن عيد ن غبين أعطى حصانه ( شقير ) وهو الذي أسس هذه المفخرة وقصّتة سبق وان نشرتها في كتابي قطوف الأزهار بعنوان ( قصة عطية غبيني ) كان عند حمدان حصان شبّوه يسمى ( شقير) وكان الحصان الآصيل يسىى قطيع من الأبل فطلبه ابن عريعر حاكم الأحساء آنذاك إعاره لكي يشبي خيله منه ولكن حمدان رفض أن يعير الحصان لأبن عريعر واغراه أبن عريعر بالمال لعله يبيعه ورفض حمدان وغضب أبن عريعر وجمع بعض الزقرت الفداويه المتواجدين عنده وقال لهم : من ينهب حصان حمدان بن غبين ويحضره عندي له جميع ما يطلب من مصاريف وقام رجل من بني خالد واستعد لهذه المهمة وذهب إلى حمدان وجلس في بيته فداوي وذلك لكي تحين فرصة فينهب الحصان وكان حمدان ما يرمي مفتاح الحصان من جيبه وبعد مضي سنة من الزمن وهو يحاول الفرصة لكي ينهب الحصان حتى سنحت الفرصة حيث أن حمدان رمى ثوبه الذي به المفتاح ودخل في أحد الغدران يسبح فقام الخالدي وأخذ مفتاح الحصان من جيب ثوب حمدان وفك حديده وأعتلاه وكان حمدان يشاهد الخالدي ولكنه يعرف أن الحصان ما يلحق لذا فقد عرف أنه لا سبيل لرجوع الحصان وعندما ركب الخالدي على الحصان قال استودعك الله يا حمدان لي سنه عن عيالي فقال حمدان للخالدي ( سوف يرميك الزاد والملح ) وهذب الخالدي الحصان وبعد أن قطع مسافة وقع الخالدي من ضهر الحصان وكسرت رجله وعاد الحصان إلى حمدان وركبه حمدان وذهب يقص أثر الحصان ووجد الخالدي مكسور ورحّل حمدان بيته ونزل عند الخالدي وبدأ في جبر كسره وذبح له شاه من الغنم وأعتنا به حتى جبر ولم يسأله عن سبب نهبه للحصان ولم يعاتبه وعندما جبر الخالدي وعادت صحته أبلغ حمدان بمقصده وأعتذر منه وطلب السماح له بالرجوع إلى أهله فقال حمدان طالما أن مكلف من حاكم الأسحاء أبن عريعر خذ الحصان الذي كنت تحاول نهبه هديه وفرح الخالدي وركب الحصان وحضر عند أبن عريعر فأبلغة بالقصة فقال : أبن عريعر رجّع الحصان شقير لصاحبه حمدان وامر بتحميل عدة جمال من الطعام والمتاع والملابس والمال والهدايا وارسلها لحمدان وطلب من الرجال الذين ذهبوا لحمدان أن يبلغونه شكر أبن عريعر ويسلومنه الحصان مع الهدايا وعندما جاء الحصان شقير إلى حمدان والهدايا قبل الهدايا ورفض قبول الحصان شقير وقال هو (عطية غبيني ما ترد ) فذهبت مثلاً وكانوا البادية قديماً عندما يعطي الرجل عطية ثم تحل به حال من الأحوال يطلب استرجاعها وتسمى قديمه اما عطيت الغبيني فهي لا ترد وقد قضوا بها قضاة البدو قديماً وأذكر عندما يعطي رجل عطيه يقول تراها ( غبينية ) ومن قصيدة للشيخ هايس بن جبر المجلاد رحمه الله يقول :
ياما عطينا القود مـع قـب الأفـراس *** حـنـا عـطـيـتـنـا عـطـيـة غـبـيـني
والقاب قبيلة الفدعان الفخرية كثيرة ومعروفة وهذا ما تيسر ذكرة فيما يخص قبيلة الفدعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
***