حياك الله يابومشعل وأسعد الله أوقاتك والشكر لك على إفادتنا بهذه المعلومات الموثقه سواء كانت شواهد تاريخية أو حقائق واقعية ملموسة لايمكن تجاهلها بأي حال من الأحول أوتحت أي ذريعة كانت والحقيقة بودي أن أعلق على نص شارح ديوان ابن المقرب كما تفظلت بطرحه والشىء بالشىء يُذكر وأقول : من هو شارح ديوان ابن المقرب؟ هو رجل في حقيقة الأمر مجهول لم يذكر لنا إسمه ولانعرف عنه شيء؟ لكن مالفت نظري أن هناك من يعتقد بل ويجزم أن الشارح هو نفسه الشاعر وهذا مالم يقله الشاعر حقيقة عن نفسه ولم يذيل الشرح بإسمه بل ولم يقل به جميع من حقق هذا الديوان حتى هذه الساعة بدليل أن لو كان الشارح هو الشاعر لكان شرحه يأتي بصيغة المتحدث نفسه أي بلسان الشاعر الشارح وهذه من بديهيات اللغة كأن يقول مثلاَ (وقيل لي أو سمعت من فلان أو ذكروا لي جماعة) هذا إن لم يكن معاصراَ للحدث وهذه طبيعة وعادة سياق المتحدث خصوصا في الشرح أو في الرواية والدليل أن الشارح ليس هو الشاعر قوله في بداية شرحه (وكان من الحديث في وقتنا هذا) وهذه الجملة كافية لبطلان القول أن الشارح هو الشاعر أو أن الحدث قد وقع في وقته كما يدعي البعض فلو كان كما يقولون لكانت الرواية لازالت حيه متداوله وشائعة بين العامة لقرب حدوثها فلاداعي إذن لقوله (وكان الحديث من وقتنا هذا) وهذه دلاله على ان الحدث فعل ماضي لم تكن على لسان الشاعر أصلا وإلا لو كان معاصرا لها فمن باب أولى أن يذكرها بصيغة الملم باحداثها وبكل تفاصيلها لا ان يقتصر فقط على ذكر هذين الاسمين دون التوسع بتفرعات القبيلة على سبيل المثال أومن أي البطون هي تنتمي ومتى استوطنت خيبر وماالى ذلك من أمور كثيرة تتعلق بالدراية والمعرفة بأنساب قبائل العرب وشؤونها التى لابد للشاعر هنا من ذكرها والإطناب فيها كعادته في كثير من قصائده التى لاتخلوا من الفخر والإعتزاز بقبائل ربيعة وامجادها لا أن يكتفي بهذا الشرح المقتضب الضبابي مما يؤكد أن القصيدة قيلت قبل زمنه بكثير فابن المقرب من شعراء الجزيرة البارزين أواخر القرن السادس واوائل السابع الهجري وهو لاشك من الملمين بأنساب العرب واحداثهم وقريب عهد من نقاء وصفاء جذورالقبائل العربية في عصره كونه شاعر وراوية فكل هذه الأمور مجتمعه تشير بوضوح أن الشارح ليس ابن المقرب بل رجل متاخر عن عصر الشاعر هو الشارح الحقيقي للديوان؟ لكن السؤال هو لماذا قيل أن الشارح هو نفسه الشاعر؟ الجواب:لأنهم لو قالوا أن الشارح هو غير الشاعر لأنتفت بذلك حجتهم بان عنزة لم تكن موجودة في الحجاز أصلا قبل القرن السادس؟!وهذا مايدندن عليه أصحاب عنزة البكرية القائلين بأن عنزة لم تذكر في خيبر إلا في القرن السادس تحديداَ لذك هم قالوا ان الشاعر هو الشارح نفسه كونه معاصراَ لهذا الحدث لذلك فهو يعتبر أصدق شاهد من وجهة نظرهم على إثبات وجود عنزة في القرن السادس الهجري وليس منتصف القرن الثالث وقد فاتهم ان وجود عنزة في خيبر في هذا القرن على فرض قولهم لاينفي بالضرورة وجودهم في الحجاز مسبقاَ فالحجاز إقليم واسع من ضمنه خيبر وهذا لايتعارض مع وجودهم في خيبر سواءَ في القرن السادس أو حتى في القرن العاشر فالأساس هو وجودهم تاريخياَ في الحجاز وليس في خيبر أما شارح الديوان فهو رجل مجهول لذلك غفل عنه أو الاشاره اليه جميع من حقق ديوان ابن المقرب حتى الإصدار الأخير والله اعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 10-15-2022 الساعة 12:55 PM
|