إستكمالا للموضوع أعلاه هناك بعض الإستدراكات رأيت من الفائدة ذكرها هنا لتقريب الصورة أكثر لدى ذهن القارىء فقد وجدت ان هناك فارق زمني بين بشر بن عناز الذي عاش أواخر القرن السادس الهجري 590هـ 1193م وبين عبدالله بن ديسم أحد رجال عنزة المتصل نسبه الى عنزة بن أسد بن ربيعة وهو من رجال أوائل القرن الثاني الهجري كما جاء مايقارب (13) جد... ومن عبدالله بن ديسم الى عنزة بن أسد (20) جد... فيتضح لنا من هذه الحسبة التراتبيىه الزمنية أن بين بشر بن عناز وبين السلف الأعلى عنزة بن اسد هو (33) جد... وهذه الحسبة مبنية على زمن تواجد بشر تاريخيا في القرن السادس الهجري ومقارنته بسلسلة نسب شريف مكة الحسن بن قتادة المتوفي عام 623هـ وكلاهما من أهالي القرن السادس الهجري ويذكر ابن الأثيرفي الكامل ت 630هـ : في أخبار سنة عشرين وستمائة ( في هذه السنة سار الملك المسعود أتسز بن الملك الكامل محمد إلى مكة وصاحبها حينئذ حسن بن قتادة وكان حسن قد أساء السيرة إلى الأشراف والمماليك الذين كانوا لأبيه وقد تفرقوا عنه ولم يبق عنده غير أخواله من عنزة) وورد كذلك عند تقي الدين الفاسي في العقد الثمين ت 832هـ وفي سمط النجوم العوالي لعبدالملك العصامي ت1111هـ وغيرهم من المصادر والشاهد هنا عند مقارنة نسب بشر بن عناز وحسن بن قتادة المعاصرين في نفس الزمن القرن السادس الهجري تتبعنا سلسلة نسب الأخير حسن بن قتادة فوجدنا أن جده الثالث عشر هو (موسى) بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن ابي طالب رضي الله عنه هو من أهالي القرن الثاني الهجري معاصراَ أيضا لرجل من هزان من يذكر وهو:عبدالله بن ديسم بن بكر بن زيد بن رئاب بن سلمة بن مكروه بن اَزر بن معاوية بن سعد بن الحارث بن رزاح بن مالك بن سعد بن وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة... وكذلك لرجل من طريف من يقدم وهو: مندل بن علي بن الحارث بن عمرو بن قيس بن عبدالله بن عمرو بن جشم بن عمرو بن عامر بن فزاره بن سعد بن عيان بن حبيب بن الأوس بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة... وهذا يعطينا مؤشر ولو من بعيد أن هذه السلسلة من الأسماء المجهولة من بشر الى عبدالله بن ديسم لابد أن لها ذكر أو أحداث على الأقل في القرون الخمسة الهجرية الأولى إذ لايعقل أن تُذكر المصادر قبيلة عنزة في الجاهلية ببطونها وتفرعاتها وسلسلة نسبها والمشاهير من رجالها وفرسانها ثم تأتي على أحداثها مع بكر بن وائل أثناء حلف اللهازم ثم بعد ذلك نراها تغفل وتصمت عن أي ذكر أو حدث لها خصوصاَ في القرون التى تلت القرن الثاني أي في العصر العباسي الذي كثرت فيه المصادر والمدونات والمؤلفات التاريخية ككُتاب السير وكتب المحدثين والعلماء! والغريب أن أغلب هذه المصادر مابعد القرن الثاني دون استثناء قد ذُكرت عنزة جغرافيا عرضا كقبيلة من عرض ذكر القبائل الموجودة اَنذاك سواء كانت في العراق أو في الحجاز أو حتى في حرة خيبر فيما بعد لكن دون التطرق الى بطن من بطونها أو فرع منها اللهم إلا بعض الحوادث التى تجري عادة بين القبائل وهذه من الأمور التى لم نجد لها تفسير؟ وباعتقادى أن السبب وراء هذا يكمن في أمرين الأول: هو أن عنزة مابعد القرن الثاني تحديدا قد إرتدت الى البادية من جديد خصوصا بعد إنفصام حلف اللهازم مع بكر بن وائل مما جعلها بعيدة عن مركز عواصم الأحداث وصناع القرار فيها وهذا بطبيعة الحال جعلها أيضا بعيدة عن عيون المؤرخين وأقلام العلماء والأمر الثاني: هو فقدان الكثير من كتب التاريخ والأنساب والمخطوطات التى لانعلم عنها شيئا؟ فأما أن تكون مفقودة بفعل الأحداث التى جرت على العالم الإسلامي بداية القرن السابع الهجري أو أن تكون فعلا موجودة مخطوطة لكنها محفوضة بسرية تامة في مكتبات وأراشيف الدول مثل دارالكتب والوثائق القومية في مصر أو في المكتبة السليمانية العثمانية دون أن يطلع عليها أحد فلهذه الاسباب ربما خفي علينا الكثير مما لانعلمه عن أنساب هذه القبيلة التى لاأعتقد أن ُيحفظ تاريخها في الجاهلية بكل تفاصيله ثم تُطمس أخبارها وتفاصيل أنسابها في عصور التدوين والعلوم الاسلامية هكذا دون علة ظاهرة وبشكل يدعوا للغرابة؟ ولنا إن شاء الله عودة لاحقا لاستكمال هذا الموضوع إذا مااستجد من جديد .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 10-14-2022 الساعة 02:53 PM
|