تابع
( قصة المرأة التي قتلت زوجها وانتحرت )
* هذه القصة لرجل توفي والده وهو طفل وتكفل بـه عمه فقام برعايته وتربيته حتى أصبح رجل وكان لعمه أبنه على جانب من العفة والجمال فأراد أن يزوجه من أبنته وكان يرعى الغنم هو وأبنة عمه وبينهم ألفه ومحبه بريئة حتى أن احدهما أصبح لا يطيق فراق الآخر وفي يوم من الأيام أنفرد العم بأبن أخيه وأخبره أنه عقد له على أبنة عمه وهي الآن زوجته على ما أحل الله وأمره بالدخول عليها دون أي مراسم للزواج وكانت أبنة عمه في غنمها ولا علم لها بما عمل والدها من زواجها بأبن عمها وكان يعتقد أن لديها علم فحاول النيل منها وامتنعت فربط جدائلها في شجره وتسرع دون أن يخبرها فقامت الفتاه وكان مع الفتى بندق معلقه في الشجرة فأخذت البندق وكان بها طلقة فأطلقت النار على أبن عمها ووقع يتخبط بدمه فصاح بها وهو بآخر رمق لماذا قتلتيني أليس أنتي قد أصبحتي زوجتي على ما شرع الله وقد أمرني والدك بأن أدخل عليك ثم فارق الحياة وكانت غير مصدقه بما حدث لها ولأبن عمها الذي تحبه محبة عظيمة فذهبت لأهلها مذهولة وأخبرت والدها بما حصل فصاح بوجهها قائلاً لقد عقدت للفتى وأصبح زوجك لماذا قتلتيه فأخذت تردد على مكان مقتله وتبكي وقالت هذه الأبيات وتوفيت وهي تقول :
عديت بالمرقاب وأوميـت بالخـمس *** وأقـول يـا هجـر الـنيـا ويـن خـلي
خـلي عـقـد لـي عقـدتيـن بـلا لمس *** وأنـا عــقـدتـه عــقـدة مـا تـحـلـي
أن كان صاراليوم يابوي مثل أمس *** وأن كـان بـاكـر مثـلهـن زاد عـلي
على بن عمي مت يابوي أنا حمس *** ويـلاه مــن فـرقــاه وكـبـر غــلـي
( قصة الفتاه اليتيمه)
* قصة فتاة يتيمة من قبيلة الفضول حدثنا الراوي المعروف لطيّف بن عويدات البجيدي العنزي فقال : هناك فتاه فضليه توفي والدها وهي صغيرة فأوصى بها عمها وكان عمها باراً بها فرباها تربية حسنة وكان له ولد ويرغب تزويجها بولده ولكنه لا يريد إرغامها على الزواج من ولده وكان هذا الولد يتصف بصفات قبيحة من شين المنظر والمخبر وكان بخيل وأناني ومع ذلك فقد شاورها عمها بالزواج من أبن عمها فقبلت به إرضاء لعمها وتحقيقاً لرغبته ثم أنه تزوجها أبن عمها فقام والده وجهز له بيت من بيوت الشعر وأعطاه قطيع من الإبل وأوصاه أن يحسن إلى ابنة عمه ولا يغضبها لكونها يتيمة وفي ذمته ولكن غريزة البخل وصفة اللؤم أبت ألا أن تسيطر على تصرفات هذا الرجل فقد اشترى لها من قوت الطعام مد من الطحين وأوصاها بالاقتصاد وكانت تعمل له قوته اليومي من هذا المد أما هي فقد كانت تقتات من بيت عمها لكي لا ينفد الطعام وبعد ثلاثة أشهر ورغم حرصها الشديد فقد نفد المد من الطعام فأبلغت أبن عمها بنفاد الطعام وما كان منه ألا أن انهال عليها ضرباً وشتماً ثم أنها صبرت على ضربه وأهانته لها ولكنها لا تستطيع مقاومة شعورها وفي ذات مرة كان عمها نائم فجلست تفليه فأنهمر الدمع من عينيها فنزل على وجه عمها وهو نائم وكانت حرارة الدمع تعبر عن حزن وحسرة فنهض عمها مذعوراً وقال ماذا حل بك أيتها الفتاة وما يريبك فألقت على مسامع عمها هذه الأبيات وتفهم لما تريد فأحضر زوجها وأقسم عليه أن يطلقها ثم بعد انقضاء العدة زوجها برجلاً أختاره لها وهكذا تعاف النفوس الأبية البخل واللؤم وهذه قصيدة الفتاة اليتيمة تقول :
يـا عـم يـا ليـت الطلاق مـن النسـاء *** وأقـول لأبـنـك طـالـق وثـم طـالــق
يا عـم طـلـقـني مـن أبـنـك وخـلـني *** خبيـراً بما فـي البيـت راعي دقايـق
أكـالــنـي بـالــمـد تـسـعـيـن لـيــلـه *** ومـن عـقـبهـا أيـدوّر عـلي اللوايـق
شفقٍ ألنـه جاع ورهق اليا عـطش *** ويـطرد قشـاريـب الخـوا بالشفـايـق
أغن إلى غنـوا وأحنف الـيا مشـوا *** يـا عـم ما هو اللي على القلب لا يـق
يا الله تعوضني عـن مقابـل الردي *** بشغـموم مـن ربعـي وسيـع البنايـق
حايف اليا حافـوا وغزاي لا غـزوا *** ويـقـلـط إلـى هـابـوا مـراح الانـايـق
وحشاش لا حشـوا ورواي لارووا *** وشـيـال لا دنـوا ثـقــال الــوسـايـــق
وترى الولـد ما بين أهـله وخوالـه *** لا بـد مـا تـظـهـر عـلـيـه الـحـقـايـق
وأن جـن ثمان مع ثمان مـع أربع *** تـلـقـى رجـالاً مـع رجـالٍ عـلايــــــق
( قصة وأبيات لفتاه )
* وهذه الأبيات لفتاه خطبها عدد من جماعتها ورفضت الزواج وكانت معجبه برجل تظن أنه من أفاضل الرجال وترغب أنه يخطبها وأتضح لها فيما بعد أنه غير كفؤ حيث خطبتها ووافق ولي أمرها وطلب المهر معيّن ولكنه بخل بالمهر ورفض دفعه وكانت هي خلف قاطع البيت وتسمع ما دار بين والدها والرجل فلوذت القاطع وقالت بصوت مرتفع تهجو هذا الرجل وتتبرأ منه بعد أن خيّب ظنها وقد شبهته بطير الرخم حيث تقول :
نـجـبـتـك مـن لابـتـي لـمـا لـمـومي *** زاهي بعـيني وشوفـي لـك شفاقـه
يا شبيه الـلي عـلى الجيفه يحـومي *** أبـرق الجـنـحـان اسافيـلـه دقـاقـه
الـردي كـانـك نخـيـتـه مـا يـقـومـي *** مثـل خيـط النكث ما يرتـب علاقـه
أنـقـلـع مـانـي خـزيـزه لـلـرخـومي *** يـوم جتني مـنـك مـا احب اللواقـه
يـالـردي كـوبـان مـالي بـك لـزومـي *** يا حسافـة عشقـتي بعتـن بـنـاقـه
يتبع