تابع
* الشاعر محمد بن منيزل الخمشي من ضنا عليان من ولد سليمان شاعر معروف ومن شعره هذه القصيدة قالها يمدح غازي أبا الروس المحيني وسبب القصيدة هو أنه غزا العقيد الشجاع جبل الشقاوي شيخ قبيلة السلمات من ضنا عليان من ولد سليمان ومعه جمع من الرجال كان من ضمنهم الشاعـر محمد بن منيزل الخمشي وعندما وصلوا إلى طوارف النفود حطوا عن ركابهم ليستريحون بعد عناء وجهد من المسير واطلقوا الركاب يرعن في الفلاة وجمعوا حطب وقاموا بعمل قرصان من البر غدأ ومع نضوج قرصانهم أنكبت عليهم غاره مفاجئة وكانوا الغزو بقيادة الشيخ العقيد الشجاع عودة أبو تايه من زعماء الحويطات ومن أشهر رجال البادية في بعد المدلا ومعه قوة كبيرة تفوق قوة الشقاوي وجماعته فركب جبل الشقاوي ذلوله وركبوا جماعته وأصبحوا كما يقال السلامة غنيمة حيث لم يمكنهم أبو تايه من حمل أمتعتهم لذلك تركوها وصار الدفاع دون الأرواح والركايب واستطاعوا ولد سليمان من التخلص من أبو تايه وجيشه رغم قلتهم وكثرة المهاجمين ثم أن الشقاوي أنكف وكر راجعاً وليس معه هو ورفاقه لا ماء ولا طعام وجدوا في المسير يومين ثم شاهدوا بيوت من البادية وكانوا ينوون المضيف عند أهل البيوت وكان من عادت العرب عندما يكونون أكثر من اثنين يتفرقون على النزل بحيث يكون كل رجلين أو ثلاث عند بيت وذلك لشح الزاد في ذلك العصر وعندما اقبلوا على البيوت وكانوا نزل من الدهامشة أرادوا أن يتفرقوا فشاهدهم غازي أبو الروس المحيني وعرف أنهم جياع وكان عنده قطيع من الغنم وخشي أن القوم يقسمون عليه أن لا يذبح من الغنم ولكنه أخرج السكين وحل بالغنم يذبح حتى ذبح عدد كثير من الغنم واقسم عليهم أنهم جميعهم بضيافته ولا يتفرقون فقلطهم وتعشوا وأستراحوا وذهب الجوع والظمأ وتقهووا ثم سألهم غازي عن قصتهم فأخبروه بما حل بهم وقال الشاعر محمد بن منيزل قصيدة طويله منها هذه الأبيات يذكر ما جرى لهم ويثني على غازي أبا الروس المحيني فيقول :
ياهل الركاب اللي مطاليق ومروس *** كـلـن رمـى هـقـوة ذلـولــه ورايـه
مـا فطنـوا الا فيهم الـرمي مكبوس *** واقشاطهـم حـالـوا عـليـه التـوايـه
وفروعلى اللي واحدتهن تقل قوس *** وعافوا طريق الفود هـو والفوايـه
واكتافهن كـلش من العـزم ملهوس *** كـنـه ملايـعـهـن مـع الغـش سـايـه
الفـوا على نجع لغـازي أبـا الروس *** وتـريحـوا عـقـب التعـب والردايـه
هلا بهم وأركا عـلى الحيل بالموس *** وكبش الغـنم مخطر ولابـه روايـه
اللي يحط الهيل يعـوس بـه عـوس *** ويصب من البن الحمر هـو وشايه
مـن لابـة مـا طـبهـم كـل مـنحـوس *** أولاد عــلـى لـلـعــشـايـر حـمـايـــه
ولا فيهم الـلي بالمواجيب دنفـوس *** الـلـه يــقـديــهـم لـدرب الـهــدايـــه
وقال محمد بن منيزل اللولسي الخمشي هذه الأبيات في أحد الغزوات في الزمان القديم يخاطب عقدا القوم فيقول :
يـا راكب مـن فـوق كـور الذلـولي *** لا ازداد مـمشـاهـا تـزاود اجـفـالــه
مـن فـوقهـا قـرم يـبـوج الخلـولي *** يـفـوج عـسـرات الـمـوارد لـحــالـه
مـن عـنـدنـا يـم النـشاما تـحـولي *** ريـف الـركـاب إلـى تـوامـن احبالـه
وش عـلمكـم يـا طيبيـن الفعـولي *** الـبـوق لا يـضـفـي عـلـيـكـم جـلالـه
مـن خلقت الدنيـا ودور الرسولي *** يـامـن خـبـر حـي يـبــوق الـزمـالـه
خملاتكـم بـانـت بـروس التـلـولي *** وتضفـي عـلى كـل الـرفاقـه خمـالـه
وقال محمد بن منيزل الخمشي هذه القصيدة يثني على الشيخ فهد بن عبدالمحسن بن هذال فيقول :
يا الـلـه يا اللي معتـني بالمخالـيـق *** يا الـلـه تـخـلي كـل عـيـن شـقـاهـا
يا مسقي بالغيث عشب الـزمالـيـق *** من مـزنـة غـرا نشت مـن سماهـا
لي لابـة لاحت عن الشيخ واتويـق *** تـبي العـوافـي وصـار هـذا بـلاهـا
بغـى بهـم يـا مسندي فكـت الـريـق *** مـار أنــهـم ربــع قـلـيـل هــداهـــا
تـسـانـدوهـا بـالـمـشـوط التفـافيـق *** وراحـت مـنـاكيـف تـراقـل لحـاهـا
جـهـامـة شـدت ومـدت بـتـشـريـق *** صميمة تقضي الغرض من عداهـا
شدوا على شيب النواصي مطاليق *** وغـنـوا عـلى شقـح تـفطـر ذراهـا
وجابـوا نياق اللي سعى بالتفاريق *** وخـلـوا بـلاويهـا عـلى مـن بغـاهـا
بعض المشاور جعلهم بالخوازيـق *** عسى اهـل الأشـرار مـنهـا اوراهـا
بـاسبـابهـم راحـوا عيـال هـدالـيـق *** صـيـارم طـاري الحـرايـب مـنـاهـا
ونعـم بأخـو بتـلا إلـى قالـوا البيـق *** شيـخ الشيـوخ اليـا تـزاود عيـاهـا
كنـه هـديـب الشـام شـال المعاليـق *** وأن شـاف زلات الـرفـاقـه رفـاهـا
طيـر الجروم مشلق الخرب تشليق *** ولـولا فـعـالـه ديـرتـه مـا حـمـاهـا
وربعـه يخلطـون الحلل للمساويـق *** وعيـن المعـادي باللزم هـم دواهـا
* وقال الشاعر صبر بن فحمان الغضوري هذه القصيدة ولا تخلوا من بعض المعاني رواها لنا هويمل بن عواد الغضوري رحمه الله يقول :
يا راكب اللي بالخلا تـوثـب أوثـاب *** اوثـاب هيق صاعه الملح وأخطـاه
وإلى خبطته بالعصا يسرب اسراب *** اسـراب بـزوى عـن زبنهـا معـداه
ومربع بـيـن الصعـافيـق واهضـاب *** الياما لحق نابي النسانيس منهـاه
يلـفي حصـانٍ يلحـق الخيـل هـّذاب *** وإلـى نهـم يـاطـأ النواهيـم بـحـذاه
يـا ذاكـريـن الـلـه حـزات الأطـلاب *** الـحـق مـا مـن حـق نـعــوذ بـالـلـه
لـولاك يا مرذي مخاضيع الأرقـاب *** والـلـه لـو يطلبني الحق مـا انصاه
هو كيف عقب الشيب له نابت ناب *** يـبي يعـض بـداثـر الـنـاب وأدمـاه
الـحـق حـطـه لـلـمـخـالـيـق دولاب *** ونفـرح إلـى قالـوا فلجنـا وفلجنـاه
ثـلاث مقصورات مـا بيـن الأقـراب *** الضيف هـو الجـار مع ذابح الشاه
* أما الشاعـر عشوي الحانوت الغضوري رحمه فهو شاعر له الكثير من القصائد وقد التقيت به وهو في سن الثمانين وأعتذر لي أنه
فقد معظم شعره ولم يحفظه ومن آخر قصائده هذه الأبيات يثني على الشيخ عبيد بن صالح بن غبين رحمه الله فيقول من قصيدته :
يا الـلـه يا حـلال شـربـوك الأشـراك *** يـا عـازل لـيـل الدجـا عـن نـهـاره
يا الـلـه تـفـك عبيـد من شـر بلـواك *** فـي جـاه مـن وجـه لـبـيتـك وزاره
زيـزوم ربـع مـا يـهـابــون الأدراك *** شيـخ كـريـم ولا يـهـاب الـخـسـاره
مفـراص مـاص وللـواليـب مفـراك *** كـم مـن عـديــم فــل غــزلـه وداره
يا عبيد لـولا الـلـه ومـن ثـم لـولاك *** وادي الحمـر ما يبتـني بـه عمـاره
خـليـت لـك نـاس تـكيّـف بـالأمـلاك *** لـقـت حـيـاة الـعـز عـقـب الـعـزاره
كـم شيخ قـوم مـا يـسوي سـوايـاك *** يـا مسـقي العـدوان كـاس المـراره
* أما الشاعـر سليمان بن جفال بن شليل الغضوري العنزي رحمه الله فمن شعره هذه الأبيات ولها قصة وهو أنه عاش حياته في البادية يتنقل بمواشيه حيث يشاء وبعد أن زحفت الحضارة والحياة العصريه على المجتمع ودخلوا أبناء البادية في السلك الوظيفي وسكنوا في بيوت المدر بعد بيوت الشعر وآلفوا العيش الرغيد في القصور والكهرباء والسيارات فقد استقروا وهجروا الحياة القديمة أما كبار السن الذين لم يألفوا حياة العصر الحديث فهم متعصبون لنمط حياتهم السابقة ومن ضمن هؤلاء الشاعـر سليمان فقد دخلوا أبناءه بالوظايف وبقي هو في البادية ثم أن أبنه سعدون طلب منه أن يترك حياة البادية ويسكن عنده في أحد أحياء الرياض فهناك الكهرباء والماء العذب والمكيّفات والعنايه الصحية وكل ما تتطلبه وسائل العيش الكريم فقال سليمان وهل هناك مجالس رجال وشبت النار وأصوات النجور قال سعدون نعم كل ما تريد متوفر ووافق سليمان على مرافقة أبنه سعدون فجاء وسكن في بيت أبنه سعدون ثم أن سعدون احضر لوالده القز وأسطوانة الغاز وقال هذا بدل الوجار والحطب واحضر له المطحنة الكهربائية وقال هذه تطحن القهوة بدل النجر وفي صبيحة اليوم الأول استيقظ سليمان وعمل القهوة وفتح الباب وأنتظر لعل يأتيه أحد ولكن دون جدوى حيث أن معظم أهالي الحي موظفين وأهل أعمال والأبناء بالمدارس ثم أستمر على هذا المنوال فتره من الزمن ولم يألف هذه الحياة حيث كان متعود أن النجع من عرب البادية يستيقظون فجراً ويشبون النار ويدقون النجور والبيوت مكشوفه يشاهد الرائي أن المجلس عند فلان أما القصور فأنها أبواب مقفله ولا يشاهد أحد فتأثر سليمان وندم على أنه أطاع أبنه سعدون وسكن في المدينة وعندما جاء سعدون من الدوام وجد والده متعمس فسأله أتشكو من شي يا والدي قال سليمان نعم أشكو من قلة الأناسه فأين النجر وأين النار وأين مجالس الرجال ؟ فقال سعدون مازحاً هل قلت شعر في هذا الوضع ؟ قال سليمان نعم قلت وأسمع ما قلت ثم ترنم بقصيدة منها هذه الأبيات يقول :
لـيـه يـا سعـدون مـعـيـه مـا تغـنـي *** تـمتـني الـلي كـل صبح شـب نـاره
شـفـي الـبـدوان نـاقـتـهـم تـحــنـي *** مع عـمود الصبح يرزم له احواره
الـكـهـارب عـنـدكـم مـا نــاسـبـنـي *** ولا تـشب النـار في وسط العمـاره
والـمـكـيـف دوم بـجـنـوبــه يـرنـي *** والبيبان مصككه ما يشوف جـاره
شـف طويل الصوت عـيـا لا يـدنـي *** يشتـكي الظيـم مـن قـنيت خسـاره
حسهـا بالـبـيـت تـقـل صيـاح جـني *** أو كسيـراً تـوهـم حـطـوا اجـبـاره