تابع
* أما الشاعر صالح بن هذلا الخمشي فهو شاعر مقل ومن أفاضل الرجال ولم يحترف الشعر كشاعـر ولكنه يحفظ قصص وقصائد الرجال كان عند الشيخ عقيل بن مجلاد ثم لحق بربعه ولد سليمان وكان يتردد على مجلس الشيخ أبن قعيشيش وكعادة الرجل الرصين لا يتسرع في الأكثار من الهرج في مجلس الا بعد أن يتعرف على جميع الرجال الذين قد يجهله طبائعهم وكان يلتزم الصمت طيلة وجوده بالمجلس حتى ينصرف وفي أحد الليالي قام من مجلس بن قعيشيش وقبل أن يبعد سمع رجل يقول لماذا صالح بن هذلا ساكت أعتقد أنه ما يسولف الا عند عقيل المجلاد ؟ فغضب صالح بن هذلا ورجع للمجلس وكان قد حـّرم شرب الدخان من قبل فقال هذه القصيدة يثني على عقيل بن مجلاد :
لولا الحرام أهـوم أنـا خـمـة الكـيس *** وأملا السبيل وقلت عـدوا زنادي نكوي عروق القلب عن الحواسيس *** بمعطش شربـه على الريق بادي ولـولا التمنع قـلـت خيـلي مراويس *** نخـاف مـن درب النقـادة نصـادي وأذكر لكم يا أهل القلوب الغواطيس *** الطـيـب لـولا قـوة الصبـر غـادي وغير الخرش كل المواكـر حماليس *** يـا وي حـر يـوم وقـت الـهـدادي عـقيـل عـقــّال الـقـروم الـمـلابـيـس *** حتى الصعب كرب عليه الشدادي المصطفق ما ينعرض له اليـا ديـس *** اليـا ما تـزل غضابتـه ثـم سـادي وإلى سمع عـلـم النـذر قـيّـد العـيس *** ومـر على القطعان والزمل قادي أخـو هـوى نجره مـثل قعـدة الهيس *** وقت الضحى يجذبك حسه ينادي ذبـاح جـزلات الغـنم وأعتـق التـيس *** وذباح كـوم مصلفحات الـتـوادي
* أما الشاعـر جديع بن سودان الخمشي رحمه الله فهو شاعر مجيد ولم يدون شعـره مع جودته
ومن قصائده هذه القصيدة قالها في رثاء زوجته رحمهما الله فيقول :
يـا رجـم عـديـتـك وعـدابـي البـيـن *** والـقـلـب فـي راسـك تبـيّح كنيـنـه
الـلـه لا يـسـقـي مـفـالـيـك عـاميـن *** ذكرتـني بـراعي الطبـاع الحسينـه
مرحوم يا اللي جهزوا يـوم الأثنين *** العـصر من فـوق النعش شايلينـه
حطوا عـلى خلي من الطين زافيـن *** حـطـوا عـلـيـه الـلـبـن وملحـدينـه
يا ليت كفي حـدر خـده عـن الطيـن *** والكف الآخـر فـوق صافي جبينـه
أو ليـت يـومي قبـل يومـه بيومين *** ولا الـمـرض مـا بـينـنـا قـاسميـنـه
لا يا حيـاة الشر عقب أريش العين *** لا وهـنـي مـن شـافـنـا تـابـعـيـنــه
شربت أنا مـن صافي الغبن كاسين *** قـطـع معـالـيـقي وكـبـدي مـتـيـنـه
يـا ونـتي ياشيـن فـرقـى المحـبيـن *** يا عـيني الـلي مـن فـراقـه حزينـه
يا سهـر عـيني والمخاليق ممسين *** يا قـلـبي الـلي مـثـل دق المـكـيـنـه
قـالـوا علامك عشرك اليـوم ثنتيـن *** قلت اعذروني زيـن الأطباع وينـه
قـالـوا تـخـيـّر بـالـبـنـات المزاييـن *** قلت كـل العذارى غيرهـا منكرينـه
قالوا عجوز وقـلـت وافالكـم شيـن *** الخـمس والعشـريـن قـيمـة سنينـه
وجـدي عليها وجـد راعي بعاريـن *** أمسى خـلاوي والسـرق حـايفينـه
هـن راس ماله واشلعوهن شيابين *** وأصبح عـلى الجـرة يفـرك يدينـه
أو وجـد مـن لحقـوه طلابـة الديـن *** صـكـت عـمي الـقـايـلـه لاحـقـيـنـه
لحقوه عصمان الشوارب مغـنييـن *** وتـشـاوحـوه بـكـل شـلـفـا سنيـنـه
هـذا وصـلـوا عـد نـبـت البساتـيـن *** عـلـى نـبـي كـلـنــا تـابـعــيـنــــــــه
وقال جديع بن سودان يخاطب قبر زوجته بعد أن عادت به الذكريات :
يـا قبـر أسالـك بالـذي نـّزل الكـاف *** أنشدك بالـلـه صاحبي وش جرالـه
يا قبـر خبـرني ترى القـلب ميلاف *** قـلـبـي مـهـايـم والـمـودة حـمـالــه
قال أنا احسب جديع عاقل وعراف *** وتـريـك تـغـالـط بالغـبـا والجهـالـه
مـار أنـتـزح عـني وخـل التحساف *** صـاحبـك والـلـه مـا تحـلا خـيـالـه
وأقفيت منـه معيـف والدمع ذراف *** عـز الـلـه أنـه مـا فعـل بـي جمالـه
ليتـه يذكر لي وراء شـط الأسيـاف *** أوصـلـه لـو أنـه بـعـيــد مـحــالــه
أرجيه رجا البدو صدفات الأريـاف *** وأقـسمـت بـالـلـه مـا نـدور بـدالـه
البيض غيـر مغيـزل العيـن تنعـاف *** عـنـدي وكـلـن لـه طـريـق لحـالـه
وجدي عليها وجد من ديـر بكتـاف *** قـادوه لـلمـصمـك ولـجـوا عـيـالـه
أو وجـد مـن خـلـوه والهجن زلاّف *** خـلـوه بـالـمـظـمـأ ولا لــه زمـالـه
خـلـوه بالصمـان وأيـقـن بالأتـلاف *** الـمـاء بـعـيــد وبـايـدات انـعــالــه
على صخيف الروح منبوز الأرداف *** الـلـه يبـيحه كـل مـا جـاء مجالـه
أيست منه وخاطري شاف مـاعـاف *** والقـلـب مـن فـرقـاه وا عـزتـالـه
* الشاعر فهد الدغيّم الخمشي من شعراء الخمشة في الأسياح ومن شعراء الخمشة بالأسياح عدد من الشعراء المعاصرين حاولت أن أجمع بعض أنتاجهم ووجدت أنه قد دون في بعض المؤلفات الشعبية وقد ذكر بعض قصائد الشاعر دهيسان بن قاعد والشاعر سند بن قاعد فأثرت عدم الأكثار من شعر المعاصرين بحيث أن اصحابه قد يجمع أحدهم ديوان خاص به أو يقوم شخص آخر بجمعه مع حرصنا على جمع التراث القديم الذي يكاد أن يفقد وهذه الأبيات من قصيدة الشاعـر فهد بن دغيّم الخمشي من أهل الأسياح قالها يمدح الشيخ زيد بن عليق الرويضان الشرقي من القمصة من السبعة وكان الشيخ زيد بالمدينة المنورة حيث حصلت مشكلة على بعض الرجال فذهب الشاعر فهد للشيخ زيد وهو بالمدينة وقام الشيخ زيد بوجاهة وحل المشكلة وتسبب في أطلاق المساجين وقال فهد هذه القصيدة يثني على الشيخ زيد ويشير لقصة والده عليق عندما باطلوا بعض الرجال بحقه وقام بعمل خطة أستطاع أن يسترد حقه كاملاً من الرجال الذين باطلوا بحقه وهذه أبيات فهد يقول :
زرت المـدينـة يـوم وازانـي البـيـن *** زبـنـت أخـو سلمى وجـدد حيـاتـي
عـاشت يميـن الـلي فزع للمساجين *** أبـو مـحـمـد كـاسـب الـطـايــلاتـي
فضايلـه تـلـقـا عـلى العسر والليـن *** عسـاه مـا تـبـكي عـليـه الخـواتـي
أبـوه قبـلـه بـه شجـاعـة وبـه ديـن *** ولـه عـادة يشرف على النايفـاتي
كلـن دري عـن حجـرتـه للمصلـيـن *** لـيـن أدوا حقـوقه بخشم القنـاتـي
شافـوا افعـولـه ثـم قـفـوا معـيفيـن *** يفعـل عـلى مـا قيـل فعـل الـزنـاتي
مـن لابـة بـأفعـال الأمجـاد جسرين *** مركاضـهـم تـشبع بـه الحـايـماتـي
عسـاه يـوم الحشـر يحشـر بعـليـن *** وعـسـاه يـلـقـا عـنـد ربـه نجـاتـي
الشايب اللي بـه من الطيـب ثـنتيـن *** للضيف ريـف ويروي المرهفـاتي
لطيف للصاحب وعـلى العـدا شيـن *** ومن صادقه حاش الفخر والنجاتي
تـراه أخـو سلمى سطـام المعـاديـن *** أنـشـد وتـلـقـا كـل عـلـمي ثـبـاتـي
كان اعتزى يدعي العصاه العنيدين *** مـثـل الحـبـاري كـلـهـا خـامـراتـي
يتبع