تابع
* أما الشاعـر سليمان اليمني المضياني من السلقا من العمارات من عنزة فهو من أشهر شعراء عنزة وكان ملازماً الشيخ ساجر الرفدي وقد أرخ غزواته بشعر متداول ومحفوظ كتب له الأمير محمد الأحمد السديري في كتابه أبطال من الصحراء عدد من القصائد وهنا نورد بعض شعره الذي لم يدوّن أو دوّن ولم يكمتل فمن قصائد سليمان هذه الأبيات من قصيدة يذكر أحد غزوات الشيخ دهام بن قعيشيش وجماعته الخرصة وقد اختصرت بعض أبيات هذه القصيدة منها قوله :
أبوخميس اليا ولا الخصم ما عاش *** كان أرتـخى حبـل المراكب كربهـا
يـتـلـيـه جـمـعٍ للخصيـميـن دهـاش *** يـا مـا عـلى جمع المعادي حطبهـا
تـرد الـمـنايـا يـوم الأشنـاب كـّلاش *** ويـوفـون للـروح العـزيـزة ندبهـا
مـواجـدٍ تـدلـه بـهـم كـل مـرهــاش *** يـروون لـدنـات القـنـا مـن غـلبهـا
ومن شعر سليمان اليمني هذه القصيدة قالها ينذرالشيخ دهام بن قعيشيش بعد أن تصاحب هو والشيخ عبدالكريم الجربا حيث كان الشيخ ساجر الرفدي قد أمضى عدد من السنين عند الشيخ عبدالكريم الجربا ثم رحل من ديار الشيخ عبدالكريم الجربا وتوجه إلى ديار عنزة فبلغ ساجر خبر أنه بعد رحيله من عبد الكريم الجربا نزل عليه الشيخ دهام بن قعيشيش وجماعته ضنا ماجد من الفدعان حيث تصاحبوا وقال ساجر من يذهب وينذر دهام بأن لا يصاحب عبدالكريم الجربا فذهب سليمان اليمني وعندما وصل وجد الشيخ عبدالكريم الجربا والشيخ دهام بن قعيشيش متراكين على الشداد والخيل مربطة ومعلق عليها وضنا ماجد كل خيال وخيالين عند بيت من بيوت شمر ضيوف وذبائح النزايل تطبخ والجميع فرحين بهذا الصحب فسلم سليمان وهو راكب على شداد قعوده لم ينزل فطلب منه الجربا النزول ورحب به ولكنه رفض النزول وقال عندي أبيات أرغب أن يسمعهن الشيخ دهام فالقا القصيدة على مسامع دهام والجرباء والحضور وقد بدأ لهم أن الأبيات هجاء بالشيخ دهام ولكن دهام فهم ما يعني فركب فرسه مسرعاً وأنحرف سليمان وولى مدبراً كأنه خايف من دهام وبدأ دهام كأنه يريد اللحاق به ليطعنه وعندما ابتعدا عن الرجال تواقفا قليلاً وأخبره سليمان بخبر وابلغه بوصاة ساجر عن صحب الجربا فذهب سليمان ولحق بقومه ورجع دهام فرد النقا على الجربا وركبوا الفدعان خيلهم وخرجوا من نزل شمر وهم يرددون الحداء كناية عن نقض الصحب وهذه قصيدة سليمان التي القاها أمام دهام يقول :
قـلـت آه لـو قـول آه يجـمع عمامـه *** اللي وراء سنجار يسمع اعيـاطي
الـلـي مـقـادمـهـم رجـال الـنــدامــه *** أهـل شـمـات وبـرعٍ بـالـغـلاطـــي
يـا حـيـف يا خطـو الغـلام الفـدامـه *** ما يـروح العـطبة وريح الشواطي
يرعى كما يرعى الجمل من رمامه *** ويبرك على النملـة وسيع الأباطي
يـا دهـام يـا صيـاد فـرخ الـنـعـامـه *** تـوكـر على دسم العـلف بالرباطي
إلـى ضربـت الـراس تـنثـر عظامـه *** يا مودع ريش الحبـاري شطـاطي
يا دهـام دونـك مـرقـدي ذق منامـه *** جـنـة نـعـيـم بـيـن شـط وشـاطــي
عـنـد الشـيـوخ مـزوديـن الكـرامـه *** لا هـبـت النـكـبـا بليـالـي شبـاطـي
كـم حـايـل جـاهـا البلا مـن سنـامـه *** تـذبـح لـدسمين الشـوارب تـلاطي
وكـم منسف يركز وحطـوا ايـدامـه *** أن صكـوا البيبـان حمـر الحناطـي
فرحان هـو فرحان ساس الشهامـه *** وعبدالكريم أطيـب أساميه غـاطي
يا ما عطوا ياما معطوا من جهامه *** صـوارم فـتـخـان الأيـدي سـواطي
نافـوا عـلى بيـت الشعـر والعمامـه *** بعطي الركايـب والمهـار المعاطي
وأن ثـار من عـج السبـايـا كـتـامـه *** والجو به غبراء سوات الغطـاطي
نعـميـن لا جـت خيلهـم بـالـتـمـامـه *** حـمـر وصفـرٍ لـونهـن بـغـتـلاطـي
وحـنـا وايـاهـم مـن قـديـم رحـامـه *** سلـقـا وسـنجـاره بـنـات العـلاطـي
ومن شعر سليمان اليمني هذه القصيدة وقد أوردها الأمير محمد الأحمد السديري في كتابه أبطال من الصحراء غير كاملة وعثرنا على ما فقد من أبياتها وهاهي كاملة قالها يوصف ما حصل في أحد غزوات الشيخ ساجر الرفدي ويحذر من مغبة صولات العمارات :
قـال الـذي عـنـده مـن القيـل مينـه *** قـرايـض مـا قـالـهـن كـل بـيـطـــار
تـرى حـلات الـقـيـل يـا قـايـلـيـنــه *** مع السعـد يمشي على كل ما صار
طـلال قـل لـعـبـيـد بـيـنـك وبـيـنــه *** هـو كيـف يأمـن والعمـارات عمـار
عمارات وفـوا صاحب الدين دينـه *** راعي الجمايـل مـا يجـازا بالأنكـار
حـريـبـهـم مـا تـقـبـل النـوم عينـه *** من كثر ما يضرب على الوجه ويدار
مـن بـاب بـغـداد لـبـاب الـمـديـنــه *** تلقـا ضنا وايـل عـلى الكـود صبّـار
ومـن ثميل للنقـره لغـربي شنيـنـه *** تـرعى بـهـا قطعانهم سـر وأجهـار
وكـم حلـة فـوق الرمـك ساهجينـه *** بـقـفـار نـجـد وكـل ديـره لـهــم دار
من فوق الأنضى ما بغوا واصلينه *** مستجنبـيـن قـّرح الخـيـل وامـهـار
وكـم خـايـع وقـت الخطـر نازلينـه *** صمع القلوب ولا يهابون الأخطـار
وكـم عـايـل بـرمـاحهـم جـادعينـه *** من ضيمهم يشرب قراطيع الأمرار
وكـم خـفـرة بالكون تـنعى جنيـنـه *** خـلي لسحمـان الضـواري بالأقفـار
حـر شلـع مـن مـرقـب مـرقـبـيـنـه *** يصيـد جـزلات الحبـاري إلـى طـار
غـنـام صـيـّاد الـشـواه الـسـمـيـنـه *** طلعـه بعيد وصيدتـه حص الأوبار
ساجـر وبرجس بالمراجـل خـدينـه *** بـمصـافـق الـغـارات لـلـضـد دمـّار
حـر ضـرب حـرٍ هــوات مـتـيـنـــه *** وأدلى على نزل الزميلي بالأصخار
كون الضياغم من بخت حاضرينـه *** طرشٍ كثيـر وباغـي الفـود يختـار
ذروات يتـليـهـن مـن الـذود عينـه *** وضح تخافـق وسطهن تقـل جمـار
راعي البـويـضا خبـروا جـاهـلينـه *** كـم حـلــة خــلا عـمــدهــا تـنـثــار
ساجـر حـلـف حلـف وتـمـم لـدينـه *** وأخـوان بتـلا لـلعـدو كسـر تعـبـار
وللشاعر سليمان اليمني مواقف مشهودة فهو رجل بعيد النظر ويحرص على جمع شمل قبيلته ويكره تفرقها ومن أيجابيات الشاعر أن يكون على مستوى القبيلة ففي أحد الأيام قام سليمان اليمني بزيارة للشيخ زيد الهذال ووجد عنده الشيخ دهام بن قعيشيش وكان بينهم موضوع يدرسونه للأتفاق ضد قبيلة السبعة فأراد سليمان أن يبطل مخططهم الذي من شأنه أن يفرق شمل القبيلة وعندما أنفردوا في مكان لهذا الغرض على أنفراد ويسمى( منجوي ) قام سليمان وجلس بينهم وقال أني ضيف منجوي فقالوا أنت واحد منا ولا عنك سر فقال أسمحوا لي أن اسمعكم أبيات فقالوا تفضل هات ما قلت فقال سليمان هذه الأبيات ثم أفشل المخطط وهو يقول :
يـا زيـد ابـن هـذال مسيـت بالخـيـر *** كيف أنت يا ترثـت زبون الونيـات
أيـاتـكـم يـا زيـد سـمي عـصيـفـيـر *** هـو أنـت ولا دهـام ذيـب السريـات
أحرص عـلى دلاق سقـم الطوابيـر *** لابة هـل العـرفا رجال الشجاعـات
لا عقلوا حـدب الضهور الخواويـر *** خيالهم يدحم على الموت لـو مـات
وأحذر من الفدعـان ترهـم قماميـر *** مـن جـرف قاعـد يقلعونـك لبانـات
من حالف الفدعان شاف المحاقيـر *** يصبرعلى التجحيش ولا الرزالات
ومن قصايد سليمان اليمني هذه القصيدة قالها يشير على الشيخ ساجر الرفدي عندما نوى الرحيل وكان يفكر إلى أي جهه يتوجه فقال سليمان :
يا أبو رجا يالقرم عنـدي لكم شـور *** والشور مبطي بين مخطي وصايب
لـمحـلا المعـبـار مـن عـنـد منجـور *** مطـول شـوشات الزعـل والحرايـب
من عند أبن هباس بالطيب مذكـور *** عـز القصيـر وعـز عجـز الطـنـايب
نسكن من الشما إلى الخر أبو زور *** مـرتـع لـشـرهـات البـكـار العـرايـب
يبرونـك السلـقـا رجـال تـقـل سـور *** وخيـل تجيـب الخيـل معـهـا جنايـب
ولا أنص ابن شعلان والعـز مديور *** ولا يقـطع النـوهـات كـود الصلايـب
تلقـا هـل العليا عـلى الخيل صابـور *** عـدوهـم يـنهـج عـلى غـيـر طـايـب
أولاد عبـدالـلـه مـع أولاد مـشهـور *** مـرويـن حـد مصـفحـات القضـايـب
ومـعـاجـلـه بـيـاعـت المـال بكسـور *** كسور البـيـوت النـايـفـات التعايـب
ومن قصائد الشاعر سليمان اليمني هذه القصيدة قالها ينصح الشيخ جدعان بن مهيد عندما لاحظ أن الشيخ دهام بن قعيشيش
يحاول أصطياده في أساليب وكان الشيخ دهام يسمى بلاص الرجال فقال سليمان :
يامـن يـوصل لأبـو تـركي رسايلـك *** كـان الكلام لشـيخ الأبطـال يـنجـاب
قـلـه تـرى مـانـي بقـولـي مسايلـك *** عنـك انتحيت وعدنـا عنـد الأجنـاب
أنـذرك عـن صولـة عـديـم يحايلـك *** أفـطـن لحـالـك لا يصيـدك بمخـلاب
اقسمـت بالـلي صـورك ثـم مـثـلـك *** أنـه يـداورك اشقـر الـريش حطـاب
لا يـوهـمـنـك الـبـواشـك ويـاكـلــك *** يصير في نجعك من العج ضبضاب
ترى ما هو بخني بنا وأنت يجهلك *** لا تـأمنـه كـود الرجـل يأمـن الـداب
ترى صديقك من نـزل كـره منزلـك *** وتـرى عـدوك مـن نخيته ولا ثـاب
وأشـوف بـنـت بالـمـوده تـخـايـلـك *** تغـزل بعينـه وأنت تضحك بالأنياب
أجـزم عليها وحلـل العشـق بالملـك *** أوأعز عنها ونسدح وسط الأقراب
وهذه القصيدة كنت احفظ منها أبيات تردد على السن الرجال في مناسبات كثيرة وهي تحض على عزة النفس وتحمّل المشاق وبها وصف لمن هو عكس ذلك وعندما بدأت بالبحث عما تبقى من التراث والتقاطه من صدور حفاظه الذين أخذت الأيام تنسيهم الحفظ مما تسبب في ضياع الكثير من تراثنا الموروث وهذه القصيدة رويت لنا في بداية الأمر للشاعر الفارس العقيد مريبد العدواني البجيدي ثم رواها بعض الرواة لسويدان الحلام العمري وبعد أختلاف الرواة بدأت بالبحث بجد فثبت لنا بمالا شك فيه أنها للشاعر سليمان اليمني المضياني وقد قالها عندما كبر أبنه العريان وأصبح شاباً كسول يميل إلى الخلود للراحة وكان سليمان يأمل أن يكون ابنه بغير هذه الصفة فوجه له سليمان هذه القصيدة وغضب الأبن وذهب هو وصديق له من القصان من الحسن من الضواوية من الجعافرة من ولد سليمان وسكن الصديقان في قرية تسمى جعبر قرب مدينة الرقة بالحويقة وتزوجوا من أهل القرية وبقيت ذرية الرجلان إلى وقتنا الحاضر وهذه قصيدة سليمان اليمني بأبنه العريان يقول :
الـلـه مـن قلـب هـوابـه هـوى بـرد *** بـقـران حـادي والشـمـالي حـداهـا
وأن هبـت النكباء وانجومهـا جـرد *** والقـاع عافـت كبدهـا شرب مـاهـا
خطـو الولـد يلـوم حظـه من القـرد *** وهو قاعد دروب الخطر ما وطاها
مـا رافـق العيرات ولا جرب السرد *** ولا ذاق جوعات الخلا ولا ظماهـا
لا رايـح سـارح ولا هـو مع الـورد *** ولا قـيـل هـذي باعـهـا واشتـراهـا
يـفـرح إلى قـلط لـه الخبـز بالـثـرد *** ويزرى على اللي شيمته ما رماها
هـذاك ودك تقلعـه من وراء الكـرد *** لـديـار قــوم مـا يـعــربـن لـغــاهــا
هـذاك اللي يستاهـل القـلع والطـرد *** صـوب الحويقـة ينكعـم في قراهـا
يتبع