المكرّم محمد بن عايد الدوهان أبو عبدالعزيز حفظك الله :
اشكرك على أطلاعك وأشادتك بهذا الموقف والحقيقة أنني كنت انوي اصدار كتاب من مشاهير عنزة وكنت أنوي ذكر مواقف لرجال من عنزة رغم وجود بعض الأحداث وقد عاصرت رجال كبار سن وكنت أسألهم عن قصص وقصائد وسوالف طريفة وأفعال ولكن هناك أسباب حالت دون ما كنت أنوي
وأذكر في عام 1394هـ كان عندي الرجل الشجاع مزعل الحوسي من الساري من الفدعان وكان يبلغ من العمر فوق الثمانين وقد أمضى فترة وكان رحمه الله رجل نشاش والمعروف عنه أنه شجاع ولاحظته أنه أثناء وجوده عندي قليل الأكل فخشيت أن الطعام ما يعجبه أو أنه يشكي من محسّة فسألته وقلت يا أبو بشير اسمع بالمثل الذي يقول ( أكل الرجال قدر أفعالها ) وأنت رجل لك أفعال ولكنك ما تاكل فقال ( والله يا بناخي أنني من يوم كنت شاب ما أخلّص الرغيفة ) قلت إذاً المثل خطأ وكان يسّيّر علينا مجلد بن عوينان الرويلي أبو مونس رحمه الله وهو من الرجال الذين حضروا المغازي وكان حينها قد تجاوز المائة وكان يسولف عن الماضي فأورد سالفة على مزعل قال : جونا خيالين من الفدعان واستاقوا أبل من قطعاننا ولحقناهم ونحن سربة وحاولنا فكاك الأبل من الخيالين ولكنهم صعبين وكادوا يهزموننا ويأخذون أبلنا لولا أن ذبحنا حديهم والثاني ترك الأبل وذهب ومن الصّدف أن الذي ترك الأبل هو مزعل الحوسي الذي يحدثّه الرويلي ولم أكن أعلم أنه هو وكانوا يتسلون بسوالفهم ويذكرون أفعال بعضهم في كل صدق وأمانة ودون زيادة أو نقص وعندما قام مجلد كان رجل ثالث كبير سن لم يحضرني أسمه قال يا مزعل القصّة التي رواها مجلد أليس هي عليك أنت وفلان قال : ( نعم ولكني ما اشتهيها لأن رفيقي قتل وأنا تركت الأبل حيث مابها مهاش ) وهكذا الرجال ومواقفهم
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-27-2022 الساعة 02:23 PM
|