عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2015, 09:40 PM   #6
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 76
افتراضي فارس حميد العبدي وعشيرة الرولة .

في الحقيقة موضوع فارس حميد العبدي ذو شجون ،لقد امضيت سنوات وسنوات في هذه القضية ،وكان عندي حدس قوي بأن عميرة بن اسد ، شقيق عنزة ابن اسد ، ما هو، الا قبيلة العمارات البشرية العنزية ، ولكن لقلة المصادر العلمية بين ايدينا ، ولقلة الموارد المالية ، التي تمنعنا من السفر وطلب المراجع في مضانها . وكل تلك الظروف مجتمعة وغيرها أقعدتني عن هذا البحث . فعندما وقع في يدي كتاب جمهرة النسب لأبي المنذر الكلبي ، ووجدت ما كنت ابحث عنه عندما فصل في بطون وجدود عميرة ابن اسد ، فوجدت ذكر جعثنة وبني علي وبني العيار وبني ذو الرجيلة والجبل ،وزبينة ، وبني عائش ، وبني عصر ، وبني زيد، فتأكد لدي فيما لا يدع مجال للشك ، بأن العمارات ما هي الا عميرة ابن اسد . ولكن لكي تربط حركة التاريخ بعضها البعض ،لابد من قاعدة نسب تقول ، (ان كنت تريد البحث عن عميرة ابن اسد ، ففتش في عبد القيس) لأنهم دخلوا في حلف العمور قديماً منذ الجاهلية وقبل حلولهم بالبحرين ، وشكلت ثلاثة القبائل الديل بن عمرو ، وعجل بن عمرو ، ومحارب بن عمرو ، من عبد القيس ، حلف العمور مع عميرة ابن اسد ، فشيء طبيعي ان يكون تاريخهم مشترك ومتداخل حتى بعد سقوط الدولة العيونية .
كذلك القاعدة الأخرى تقول : (اذا كنت مفتشاً عن عنزة ابن اسد ، ففتش عن اللهازم ) ، فإن تاريخهم مشتركاً ،ولم ينفصلوا عنهم الا بعد هجرتهم الى خيبر .
ولكن المشكلة التي حلها بن الكلبي لم تكن إلا مسكن عن الألم فقط ، ولم تشفي غليل ، او تنير طريقاً قد أصبح اكثر ظلمة بالنسبة إلي ، لأن تاريخ بن الكلبي قد انقطع حين وفاته ، واصبحت الفترة التاريخية التي بعدة مبهمة حتى وقع بين يدي ديوان ابن المقرب العيوني العبدي وشرحه ،وبما انه عبدي النسب من عبد القيس ، ومشترك التاريخ والحلف مع عميرة ابن اسد، فقد أزال كثيراً من الابهام في الامور التاريخية الخاصة بهما ، والمرتبطة خصوصاً بعميرة ابن اسد، ومن دخل معهم من بعض البطون الوائلية التي كانت تسكن منطقة البحرين ، عند استقرار الدولة العيونية العبدية على مدى مئة وسبعين عاماً .
الحقيقة الموضوع الذي طرقه فارس العبدي ، كان من الصعب التطرق له ، دون ان يتطرق اليه مثقفين القبيلة ، العنزية ، وخصوصاً عشيرة الرولة العزيزة ،ولكن ما دام طرح هو الموضوع كما يزعم في منتدى الرولة ، فلا مجال للتردد في نقاش ما ذكره فارس العبدي . ولو كنت اختلف معه في بعض ما طرحه كقوله عن بني هزان انهم من العرب البائدة ، فهذا امر يرده التاريخ المتواتر من الجاهلية حتى اليوم ، وكذلك يرده أجماع العرب ونسابوهم ،وشعرائهم ، وأدبائهم ، فأقول وبالله نستعين ، فعشيرة ( الرولة ) تعتبر من جمرات العرب ، حينما كانت الاضطرابات في جزيرة العرب ، كذلك كانت تذكرني بتاريخ شيبان بن ثعلبه البكري ،فهناك من عدهم في جمرات العرب في الجاهلية ، باستغنائهم عن بقية قبيلة بكر الوائلية ، فالحقيقة كان هناك تباين وتمايز في عادات الرولة عن بقية قبيلة عنزة ، لامن حيث اللسان ، ولامن حيث بنيتهم لبيوت الشعر عندما كانوا بادية ، وهذه يعرفها كل من عاصر ذلك الجيل ، والحقيقة لم اكن اشك في نسبة بشر الى عبد القيس ،ولكن المفاجئة هي نص بن المقرب العيوني العبدي على ان الرولة من عبد القيس ، كيف نفهم ذلك ، عندما ذكر عين الرحا ، (رحا الرولة) في جزيرة البحرين أوآل وهي مملكة البحرين اليوم ، والتي صحفت إلى رحا الزولة ، او الدولة ، وهو على ما أظن تصحيف متعمد ، لإبعاد الذاكرة عن أسم الرولة لأنه اسم علم لا يمر على القاريء مرور الكرام ، لشهرتها عند كل الناس سواء من عنزة او غيرهم ، ولو كان التصحيف غير متعمد فالأولى الكاتب يذهب الى حرف الراء قبل الدال ، فهو الاقرب للزين ،ولكن لكي اتأكد من ذلك ذهبت الى البحث عن اسم البهلول بالرولة ،وذلك عندما ذكر ابو البهلول العبدي ، فكانت المفاجئة هي تطابق كثير من الاسماء في منطقة البحرين مع اسماء رموز في عشيرة الرولة .بل واغلب عنزة اليوم ، والذي ثبت لدي من اطلاعي على الطبعة الثانية وشرحها لديوان بن المقرب العيوني ، فإن الرولة هم من اسقطوا حكم القرامطة في جزيرة أوال .وكانوا هم من دق اول مسمار في نعش دولة القرامطة ، والسبب الرئيسي في اسقاط دولتهم ، بالأضافة الى مساعدة اخوانهم الفدعان والذين هم بالنسبة لي حكام الدولة العيونية بأمتياز ، اما انتساب الرولة لجد اسمه جلاس النكري لا أعلم ذلك الا ما ذكره كتاب الاشاجعة عن حلف جلاس النكري ، ولو كان ذلك صحيحاً لورد ذكره في ديوان بن المقرب العيوني لقرب زمانهم من بعضهم البعض ، وما مسلم الرمز العنزي بالنسبة لي الا مسلم بن محمد بن يوسف بن الزجاج العبدي الرويلي فيما بعد عالم وخطيب جزيرة أوآل الذي بنى اول مسجد جمعة وجماعة بعد انقطاع دام مئة واربعون سنة بسبب هدم القرامطة للمساجد ومنع الصلاة والصيام والشعائر الدينية الاسلامية السنية والعقيدة السلفية وقطع مسلم الخطبة عن الفاطمي في مصر وخطب للخليفة العباسي في بغداد فقامت الحرب بينه وبين القرامطة ،انظر رسالة ابو البهلول العبدي الى الخليفة العباسي ، من خلال ديوان ابن المقرب العيوني ،والحقيقة ان بن المقرب اجاب عن كثير من تراثنا الذي كنا نسمع منه جزء من الحقيقة في الروايات الشفهية لكبار السن وذلك لتباعد الزمن بينهم وبين ضبط الرواية ،فمن تتبع الاسماء والاعلام في الدولة العيونية وأمرائها لوجدهم متفرقين كرموز بين بطون قبيلة عنزة وذلك لأسباب سياسية في زمانهم لا تخفى على القاريء ومن قرأ سيرة ابن المقرب العيوني ، يجد ان العائلة المقربية قد انقسمت ساسياً الى قسمين ،قسم بقي مع آل ماجد وآل محمد أبناء آل أبي منصور العيوني حكام الأحساء وهم الأكثر ولا يزالون معهم الى اليوم ، وهم كثرة ، والقسم المقربي الآخر بقي على إنقسامه وولائه السياسي لبني أبي الحسين وبسبب زوال اللغة الفصيحة عند البدو تغيرت مسميات الاعلام من بني ابي الحسين، الى الحسين وهم جزء من عشيرة السبعة العزيزة وكانوا حكام القطيف في زمان بن المقرب ومن ثم حكموا البحرين كله حتى سقوط دولتهم الدولة العنزية البشرية الفدعانية السبيعية المشتركة وهذا فخرٌ لا شك فيه لأي عنزي ولا يزال سلالة اخو الشاعر المقربي وهم قلة لأنه لم يذكر له ولد عندما أوصى ببناته الى عمهم وهو شقيقه ،اقول لا يزالون مع بني ابي الحسين حتى اليوم ، هذا وأرجوا من استاذنا وأديبنا الغالي ابو مشعل ان يتسع صدره لما وجدنا في بطون الكتب ، فالتاريخ موسوعة لا نهاية لها، وهذا وما ذكرناه سالفاَ ، كذلك لا يلغي ما ذكرناه حقيقة نسبنا القائم والمتوارث اليوم ، فهو الأساس ، ولكن هذه مفاخر لا يجب ان تطمس لمجرد الخلاف الفكري والثقافي بين ابناء القبيلة، ولو وجدها غيرنا وله بها ادنا شبهة تفيده بمجد لا يضاهيه مجد، ومفخرة لأهله وقبيلته لتلقفها بأدنا دليل وأضعفه .
اما بالنسبة لما قاله فارس العبدي عن نسب آل سعود الى عبد القيس، فقد ورد في بحث الاخ المهلب الرويلي ،الذي اسماه "نفح العود في نسب آل سعود" ناقلاً عن الاستاذ راشد العساكر في قوله عن مخطوطة نادرة بعنوان : (آل سعود أمراء الوهابية في العارض واليمامة ) لمؤلف مجهول ما يفيد بأن نسب الأسرة ما نصه " أولهم محمد ابن سعود بن محمد بن مقرن العبدي من أولاد علي من عنزة كان ابوه سعود رئيس عشيرته . اقول ماهو من اللازم ان يكون بن سعود عبدي مباشرة ، ولكن ينسب الرجل الى دولته او من كان يغلب على منطقته من قبيلة مسيطرة على الحكم ، كما نحن ننسب اليوم الى الدولة السعودية وخصوصاً خارج البلد بسبب تبعيتنا الى آل سعود كذلك من كان في دولة عبد القيس من الحاضرة ينسب اليهم ، الا ترى العيونيين من بني أنمار العبديين ولا يعرفون الا بالعيونيين نسبة الى العيون . اما ما ذكر وتواتر تاريخياً وعند عامة اهل الجزيرة العربية عن نسب آل سعود أنهم من المصاليخ ، وكذلك ما أورده الاخ المهلب الرويلي في تحقيقه حول نسبتهم الى المصاليخ ومما ينسب عن الشيخ عقيل بن يعيش من مشايخ قبيلة المصاليخ أنه وفد على الملك عبد العزيز ودار الحديث حول حمولة الغزلان من الخليفة من المصاليخ ، فقال الملك عبد العزيز هل تعلم أن أقرب المصاليخ لآل مقرن هو الغزيل . اقول كل اسماء العيون والهضاب والسواحل البحرية في واحة القطيف تقول وتشهد بان عيال صاعد كلهم كانوا هنالك وليس المصاليخ فقط وإلا ماذا نسمي ساحل غزلان ، وعين الخليفي ، وعين القضبا ، وعين الجهيمي ، وعين الحسيني ، وعين الصخيري ، وعين سعدون ،وكل ذلك ورد في شرح ديوان بن المقرب العيوني . هذا وبالله التوفيق .
خيال الرحا بن قاسط متواجد حالياً   رد مع اقتباس