
من اراد الله به خيراً فقهه بالدين .
اهلاً استاذي الكريم ابو مشعل العبار من جديد ، يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، بالحديث المشهور، (من يرد الله به خيراً يفقهه بالدين) وعند دعائه لبن عباس رضي الله عنه وعن ابيه ، حين قال صلى الله عليه سلم (اللهم فقهه بالدين وعلمه التأويل) ،ومن لا حظ له بالفقه، فهو ابعد ما يكون في تفسير حركة التاريخ وتدبرها ، وكذلك علم الانساب ، الا ترى علماء الانساب والتاريخ، اكثرهم فقهاء وأدباء ،ومحدثين ، ولولا علم الفقه وهو اصل المعرفة لما وصلوا الى ما وصلوا اليه في علم التاريخ والانساب ، والجرح والتعديل ، والتراجم ،انظر الطبري مؤرخ محدث ، انظر بن قدامة فقيه نسابة ، كذلك بن حزم الظاهري ، وبن الاثير ، وبن خلدون ،وكثير ممن لا نحصيهم عدداً .
اما نسب الرسول الكريم ،فهو عقيدة بالنسبة للمسلم ،يقول ابن حزم رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه الجمهرة : فمن شك في محمد -صلى الله عليه وسلم - أهو قرشي ، أم يماني ، أم أعجمي ، فهو كافر ، غير عارف بدينه ، إلا أن يعذر بشدة ظلمة الجهل ، ويلزمه أن يتعلم ذلك ، ويلزم من صحبه تعليمه أيضاً .
اما بالنسبة لنسب قريش، فإنه ذهب ادراج الرياح ، ولا يعرف منهم ، من له نسب صريح موثق، إلا بني هاشم او من يطلق عليهم الاشراف الحسنيين ، والساد الحسينيين ، الذين تعرفهم العرب في جزيرتهم العربية ،وعايشوهم وعاصروهم من القرون الاسلامية الاولى ، كالقتاديين ، سلالة ابو عزيز قتادة الحسني الهاشمي الذي أصهر الى قبيلة عنزة ابن اسد في أوآخر القرن الخامس الهجري عندما كان أمير في ينبع البحر وينبع النخل ، ثم أمير على مكة المكرمة ، ولو أتاك رجل من خارج السعودية وقال لك أنا قرشي قح، ولكني مصري ،او مغربي، او شامي، ،وطلب مصاهرتك ، فهل تقبل به كما تقبل بأشراف بني هاشم السعوديين ، اشك في ذلك .
أما التداخل بالأنساب ، بعد سقوط دولة الخلافة على يد المغول فحصل منه الكثير بين القبائل العربية ،وقبيلة عنزة ليست خارجة عن هذا الخط ، الفرق فقط في ان تداخلاتها تعود الى ربيعة بأمتياز ، عكس غيرها من القبائل ،بل هذا التداخل حصل منه شي قبل دخول المغول بغداد، خذ مثل عندما نقرأ التاريخ في اسلوب فقهي ،يقول الطبري في تاريخه ،تاريخ الامم والملوك ، الجزء الخامس ص484 - 500 قال محمد بن الحسن: حدثني محمد بن سمعان ، قال : كنت احضر مجلس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المعروف ب(((( ببريه))) أقول أنا وهو هاشمي النسب وهو إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس . يقول فحضرته وحضر يوم الجمعة لعشر ليال خلون من شوال سنة سبع وخمسين ومائتين ، وعنده شهاب بن العلاء العنبري ، فسمعت شهاباً يحدثه أن الخائن أقول أنا يعني صاحب الزنج . يقول شهاب أن الخائن قد وجه بألاموال إلى البادية ليعرض بها رجال العرب ، وانه قد جمع جمعاً كثيراً من الخيل ، وهو يريد ثورة البصرة بهم وبرجالته من الزنج ،وليس بالبصرة يومئذ من جند السلطان الا نيف وخمسون فارساً مع بغراج ، فقال ((بريه)) لشهاب : (( إن العرب لا تقدم علي بمساءة ،) ، ( وكان بريه مطاعاً في العرب ، محبباً إليهم)) ،ثم نعود الى ص500 سنة 260 هـ يقول الطبري : وفي هذه السنة اشتد الغلاء في عامة بلاد الاسلام ، فانجلى - فيما ذكر - عن مكة من شدة الغلاء من كان بها مجاوراً الى المدينة وغيرها من البلدان ، ورحل عنها العامل الذي بها مقيماً وهو((بريه))، قلي بربك أين ذهب ((بريه)) هذا ان لم يكن في غطفان وهم قبيلة مطير اليوم ، الم يكن رمز حي وعلم مشهور ويعتبر جد لأحد جذمي مطير اليوم . ودخل فيهم ( كالطيار اليوم في عنزة ابن اسد ) .
وعندما يذكر بن المقرب العيوني في زمانه بالقرن السادس الهجري عندما ذكر بعض بطون، القبائل الطائية ،في منطقة لينة ولم يقل الشمرية ،لأن قبيلة شمر لم تتشكل في زمانه بعد، فذكر منهم قبيلة المسعود ، وقبيلة السلمان ، الطائيتان ، في زمانه ، فأين هما الآن ، لقد تحولا الى بطون من شمر الآن ، فالمسعود . فخذ في الأسلم . والسلمان ، فخذ في احد بطون الزميل سنجارة ، فحركة التاريخ ياسيدي تحتاج الى متابعة بأستمرار ، وإلا من الصعب جداً الاحاطة ببعضها ولن نفعل ولن نستطيع .
|