موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه - عرض مشاركة واحدة - فلسفة العصر الحديث في معرفة قبائل ربيعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2013, 03:21 PM   #15
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي

فلسفة الأنثروبولوجيا في علم الوراثة


تبحث الأنثروبولوجيا الطبيعية في الجوانب البيولوجيةللإنسان ، والعوامل التي أثرت في تكوين السلالات البشرية ، وساهمت باختلاف وتوزيعأجناس الإنسان وتعددها بين قوقازي وزنجي ومغولي ، رغم انتمائها جميعاً إلى فصيلةواحدة هي فصيلة الإنسان العاقل. غير أن الاختلاف لايكمن إلا في الشكل وفي الصفاتالخارجية فقط ، ويبقى التركيب الداخلي والبيولوجي واحداً بين جميع أفراد الجنسالبشري . وتتعين العوامل التي تسهم في تحديد الاختلافات بين أفراد النوع الواحد عنطريق التنوع بشطريه الدخيل والوراثي ، الذي أطلق عليه بعض العلماء اسم التنوعالأصيل لتمييزه عن التنوع الدخيل الذي يتم من خلال عوامل أخرى لا ترتبطبالوراثة.
وعلى هذا فعندما تبحث الأنثروبولوجيا الطبيعية في الاختلافات الكامنةفي النوع الواحد فإنها تأخذ بعين الاعتبار في دراستها عوامل البيئة والمحيط الخارجيمن جهة ، والعوامل الداخلية المرتبطة بالوراثة من جهة أخرى . ولقد أضحت الدراساتالأنثروبولوجية تعتمد على علم الحياة بشكل عام وعلى علم الوراثة بشكل خاص ، حيثأصبحت قوانين الوراثة مدخلاً هاماً لفهم التنوع الأصيل ، وخاصة بعد أن تمت تعديلاتكثيرة على قوانينها ، أدت إلى تطورها منذ البدايات الأولى التي حدثت على يد العالممندل (1822-1884) ، الذي دحض النظريات الأولى المتمثلة بنظرية أبوقراط والتي تفترضوجود صلة مباشرة بين الأب وأبنائه ، وقد استمرت هذه النظرية حتى القرن التاسع عشردون أن يطرأ عليها سوى تعديل طفيف .
أما التحدي الرئيسي لهذه النظرية فقد ظهرمع أعمال أوغست وايزمن (1834-1914) حين افترض وجود صلة مباشرة بين الأب وأبنائه ،فقد قطع هذا العالم أذناب بعض الفئران ، وبعد أن زاوج بينها قام بمراقبة ما حصل فياثنين وعشرين جيلاً من الأجيال التالية ، ولوكانت الوراثة مباشرة ، حسب النظريةالسابقة ، فإن الفئران مقطوعة الذنب سيكون لديها أنسال بدون أذناب ، إلا أن هذهالجراحة لم تكن قادرة على تبديل الصفة ، أي وجود ذنب بأي شكل ، ومن هنا استنتجوايزمن بأن الوراثة لابد أن تتم بشكل غير مباشر ، بمعنى أنه لابد من التمييز بينالخلايا التناسلية (المنشئة الأصلية) والخلايا الأخرى في الجسم (الجسمية) ، فتبدلالخلايا الجسمية لم يؤثر على الخلايا التناسلية.
أما عن آلية نقل الصفاتالوراثية من جيل إلى جيل فيتم بواسطة (الصبغي) وهو عبارة عن بنيان بروتيني معقديوجد في نواة الخلية . وتتألف الصبغيات من آلاف المورثات التي تعد الوحدات الأساسيةللوراثة ، فالمورثة في الواقع هي المسؤولة عن انتقال صفات وراثية معينة . وبالرغممن أن المورثات تبقى ثابتة عادة من جيل إلى جيل ، إلا أنه من المحتمل أن يطرأ عليهاتبدل ما ، وهو ما نطلق عليه اسم (طفرة) ، وبذلك تظهر صفة جديدة أو مغايرة ، حيثينتقل هذا التبدل إلى الأجيال اللاحقة ، وقد تحدث الطفرة بشكل عفوي ، وقد ستكونمحرضة من قبل عوامل محيطية كالأشعة أو الأدوية أو الإنتانات ، وأحياناً يكون تقدمسن الأم سبباً في زيادة احتمال حدوث طفرة .
وانطلاقاً من ذلك يملك الإنسانالطبيعي (46) صبغيّّّاً في كل خلية من خلاياه الجسمية ، حيث تنتظم هذه الصبغيات فيأزواج عددها (23) ، إلا أن أحد هذه الأزواج يعين جنس الفرد ، لذلك يدعى بالصبغيينالجنسيين ويشار لهما بـ (xx) في الأنثى و )) xy) في الذكر ، أما الأزواج الـ(22) البقية فتدعى بالصبغيات الجسمية غير المحددة الجنس.
وإذا كان اعتمادالأنثروبولوجيا على علم الوراثة اعتماداً كبيراً ، فإن الأنثروبولوجيا تمد علمالوراثة بمعطيات تتعدى المسائل البيولوجية المحضة إلى التباين في أنواع السلالاتالبشرية وأثر البيئة في تعديل الصفات الجسدية للإنسان ، وهكذا يبرز التشابكوالتداخل بين المجالين في كل من الموضوعات والمعارف العلمية.
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس