عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2013, 02:52 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
باحث
إحصائية العضو







ذيب الشويرد غير متواجد حالياً


افتراضي

وعلى الرغم من ذلك، فان اية ثقافة لا تؤلف نظامامغلقا، او قوالب جامدة يجب إن يتطابق معها سلوك اعضاء المجتمع جميعهم. ويتبين منالتأكيد على حقيقة الثقافة السيكولوجية، إن الثقافة بهذه الصفة، لاتستطيع إن تعملاي شيء، لانها ليست سوى مجموع من سلوكات وانماط وعادات تفكير، عند الاشخاص الذينيؤلفون مجتمعا خاصا، في وقت محدد ومكان معين. (هرسكوفيتز، 1974، ص 65) فالثقافة لاتوجد الا بوجود المجتمع، والمجتمع من جهته، لا يقوم ويبقى الا بالثقافة، لانالثقافة طريق متميز لحياة الجماعة ونمط متكامل لحياة افرادها، وهي التي تمد هذهالجماعة بالادوات اللازمة لاطراد الحياة فيها، وان كانت ثمة آثار في ذلك لبعضالعوامل البيولوجية والجغرافية.

المجتمع.. ‏

وبينما تتطور هذهالادمغة كل بمفرده وتستقر ثم تموت، تتقدم دوما ادمغة جديدة لتحل محلها. ومع انهتوجد حالات كثيرة من المجتمعات والثقافات التي طمستها قوى خارجة عنها، الا انه منالصعب إن نتصور إن المجتمع او ثقافته، يمكن إن يموت بسبب الشيخوخة. (لينتون، 1964،ص 387). ‏

وهنا يتجلى تأثير الثقافة القوي والفاعل في تكوين شخصية الانسان،الفرد اولا، والمجتمع ثانيا،


التثقيف اكثر من غيره. ‏

وهنا يمكن إن نميز بين ثلاث طرائق في بحثالتفاعل بين الفرد وبين وسطه الثقافي. ‏

الطريقة الاولى: هي طريقة «الاشكالالثقافية»، التي تسعى الى تحديد الانماط السائدة في الثقافات، والتي تحبذ نمو بعضنماذج الشخصية. ‏

الطريقة الثانية: هي طريقة «الشخصية النموذجية» التي تؤكدردود فعل الفرد تجاه الوسط الثقافي الذي ولد فيه. وهي طريقة اثنولوجية في اساسها،لان المرجع فيها دائما هو النظم الاجتماعية، والانماط الثقافية، التي تشكل الاطرالتي ينمو بداخلها بنيان الشخصية السائد لدى الجماعة. فهي تركز اهتمامها على الفرد،معتمدة على تطبيق التحليل النفسي وعلى الدراسة المقارنة لمشكلات اوسع، تتمثل فيمشكلات التلاؤم الاجتماعي. ‏


ومما يلاحظ إنسيكولوجية الشخصية، سارت في خط تطوري يكاد يكون مماثلا لخط تطور الاثنولوجيا. فقدوقع هذا الفرع في بادىء الامر، تحت تأثير العلوم الطبيعية، فحصر اهتمامه في الفرد،وحاول تفسير اوجه التشابه والفروق الفردية على أسس نفسية. ومع إن علماء النفس سرعانما ادركوا اهمية البيئة في تشكيل الشخصية، فإن فائدتها اقتصرت _ في البداية _ علىاستخدامها في تفسير الفروق الفردية. ‏

وبما إن الثقافة _ في جوهرها _ ظاهرةنفسية، تعيش في عقول الافراد، ولا تجد تعبيرا عن نفسها الا عن طريقهم، فان دورالشخصيات الفردية في الابقاء على الثقافة يتضح بصورة جلية جدا، في الطريقة التيتتمكن بها اية ثقافة من البقاء على قيد الحياة، حتى بعد انقطاع التعبير عنها فيسلوك خارجي ظاهري، وحتى بعد زوال المجتمع الذي كان يحمل هذه الثقافة في الاصل. ولذلك، يستطيع عالم الاثنولوجيا إن يستعيد العناصر الاساسية لثقافة مجتمع منقرض، منآخر رجل من هذا المجتمع بقي على قيد الحياة، كما يستطيع إن يستعيد المهارات الخاصةالتي سبق إن تدرب عليها هذا الرجل. (لينتون، 1964، ص 384). ‏



وتأسيسا علىما تقدم، نجد إن ثمة علاقة وثيقة وتفاعلية بين الثقافة وابنائها، فهي التي توجههمفي جوانب حياتهم المختلفة، لدرجة انهم يتصرفون بطريقة منسجمة وآلية، في معظمالاحيان، والافراد في المقابل، يؤثرون في هذه الثقافة ويسهمون في تطويرها واغنائها،من خلال نتاجاتهم وابداعاتهم الفكرية والفنية والعلمية.

ولذلك، نرىاهتمام علماء التربية والاجتماع ، بدراسة الثقافة للتعرف الى السماتالعامة للفرد او الجماعة (المجتمع) في اطار مكونات هذه الثقافة، والتعرف بالتاليعلى انماط الحياة الاجتماعية للناس، وتفسيرها والتمييز فيما بينها. ‏


الفلسفة التطبيقية


تهدف العلوم التطبيقيةبشكل عام إلى الاستفادة من نتائج العلوم النظرية البحتة وتطبيقها في المجال العملي . وينقل العاملون في المجال التطبيقي نتائج خبراتهم ، والصعوبات التي واجهتهم أثناءالتطبيق إلى المجال النظري مرة أخرى ليتم إيجاد الحلول الناجمة لتلك الصعوباتوتدعيم نجاحات التطبيق. وهكذا ، فمع أن العلوم التطبيقية تقصر اهتمامها على تسخيرالمعرفة الإنسانية لصالح الإنسان ، وتطوير أحواله المادية والاجتماعية والنفسيةوالصحية ، إلا أن تشابكها مع العلوم النظرية واضح في حلقتين أساسيتين على الأقل : حلقة تأخذ بنتائج المعرفة وتحيلها إلى برامج عملية تطبيقية ، وحلقة أخرى تسجل علىالمستوى النظري الصعوبات والنجاحات التي واجهت عملية التطبيق العملي.







رد مع اقتباس