عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2013, 05:47 AM   #3
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 39
افتراضي





وكانت أحد هذه الحملات بقيادة وزير والي بغداد وبقوات ضخمه وهزمها حاكم مملكة المنتفق هزيمة كبيرة ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي , في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين, حوادث سنة 1103 هـ - 1691م , متحدثا عن الوزير أحمد باشا البازركان , المجلد الخامس , ص 156 ((( وهذا الوزير أرسل كتخداه بجم غفير الى مانع شيخ المنتفق فعاد بمغلوبية فاحشة ))). وطوال العامين 1692م و1693م دخل الأمير مانع بن شبيب في مواجهات عسكرية متعددة مع حملات ولاة بغداد العسكرية ، وانتصر فيها كلها وقتل بعض قادتها وأسر آخرين ، حتى أصبحت هزيمته حلما يراود كل القادة والولاة العثمانيين في المنطقة. وكانت ولاية البصرة قد أسندت الى حسن آغا (نائب والي بغداد) على أن يسير للمدينة وينتزعها من حاكم مملكة المنتفق الأمير مانع بن شبيب ، الا أن حسن آغا خسر كل مواجهاته العسكرية مع الأمير مانع ولم يتمكن من دخول المدينة ، يذكر مؤرح العراق الكبير عباس العزاوي , في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين, حوادث سنة 1104هـ - 1692م ( حوادث البصرة ) ، عند حديثه عن والي البصرة , المجلد الخامس , ص 158 ((( عهد بالولاية الى كتخداه حسن آغا ومنح طوغين الا أن مانعا شيخ المنتفق حاربه كثيرا))).

تخلل هذه المواجهات فتح الدولة العثمانية لجبهة أخرى ضد مملكة المنتفق وذلك بطلب العون من دولة بني خالد في شرق الجزيرة العربية وهو ماسوف يأتي الحديث عنه في القسم التالي.

7- طلب الدولة العثمانية العون العسكري من دولة بني خالد ضد مملكة المنتفق:


كانت دولة بني خالد (دولة آل حميد) في الأحساء (شرق الجزيرة) في تلك الفترة هي ثاني أقوى الدول الإقليمية في داخل الجزيرة العربية بعد دولة الأشراف في الحجاز (غرب الجزيرة العربية) ، لذلك طلبت الدولة العثمانية العون من الدولتين ضد مملكة المنتفق (أولا طلبت العون من دولة بني خالد ولاحقا من دولة الأشراف كما سوف يأتي تفصيله في قسم لاحق من البحث). يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو , ج 3 , ص: 595 , متحدثا عن نفوذ حكام دولة بني خالد ((( في منتصف القرن الثامن عشر كان أمراء الأحساء بعد أشراف مكة ، أقوى أمراء شبه الجزيرة العربية. وكان أمراء العيينة ، مسقط رأس محمد بن عبدالوهاب، وأمراء منفوحة خاضعين لهم ، وفي الشمال كانت الكويت تابعة لهم ، وكانت عنزة بزعامة ابن هذال ، والتي كانت تخيم آنذاك في القصيم ، تقدم لهم المقاتلين عند الحاجة وتلبي دعوتهم للحرب))).

ونظرا لكون دولة بني خالد كانت تمتلك حدود مباشرة مع مملكة المنتفق فقد طلبت الدولة العثمانية (عام 1692م) التعاون من دولة بني خالد لفتح جبهتين ضد مملكة المنتفق بحيث تتقدم قوات دولة بني خالد من جنوب مملكة المنتفق وتتقدم القوات العثمانية من شمال مملكة المنتفق حتى يسهل تشتيت قوات الأمير مانع بن شبيب بين جبهتين وبالتالي يمكن إستعادة مدينة البصرة منه. قاد تحرك قوات بني خالد الأمير براك بن ثنيان وهو أحد المرشحين الأقوياء لحكم دولة بني خالد ، إلا تحالف الدولتين (العثمانية ودولة بني خالد) أدى الى خسائر كبيرة للطرفين ، حيث خسرت الدولة العثمانية أمام مملكة المنتفق على الجبهة الشمالية ... بينما خسرت قوات دولة بني خالد على الجبهة الجنوبية وقتل قائدها الأمير ثنيان بن براك ، يذكر عبدالكريم المنيف الوهبي في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 356 ((( بوفاة محمد تولى ابنه سعدون المرشح الأول للزعامة الخالدية مقاليد الحكم دون أي معارضة لاسيما أن ثنيان بن براك أحد المرشحين الأقوياء لتولي تلك الزعامة الخالدية كان قد قتل قرب البصرة أثناء قيادته لقوات بني خالد في صراعها مع المنتفق سنة 1103هـ / 1692م ))). ويشيرعبدالكريم المنيف الوهبي الى أن سبب هذه المعركة هو طلب العثمانيين من دولة بني خالد العون العسكري، وذلك في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 391 (((فمن المستبعد أن ينسى بنوخالد هزيمتهم على يد مانع ومقتل ثنيان بن براك ، ولأن هذا الصراع كان سببه محاولة بني خالد القضاء على تمرد مانع بتحريض من سلطات البصرة العثمانية ))).

ملاحظة: سقطت دولة بني خالد (دولة آل حميد) بعد أكثر من مائة سنة من الفترة التي يغطيها هذا البحث ، وذلك على يد الدولة السعودية الأولى (عام 1208هـ - 1794م) عندما ضم حاكم الدولة السعودية الأولى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الأحساء الى دولته وعين كوالي عليها (اسميا) الأمير براك من آل حميد ، يذكر المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد،أحداث سنة 1208هـ ، ج:1 ، ص: 206 (((زالت ولاية آل حميد المستقلة لهم في الأحساء والقطيف ونواحيها ، لأن ولاية براك هذه كانت لعبدالعزيزبن محمد بن سعود))).

8- قوات مملكة المنتفق تكسر حملة عثمانية كبيرة وتخلع بدلات الإنكشاريين – أشرس القوات العثمانية:


بعد فشل التعاون العسكري بين العثمانيين ودولة بني خالد ضد مملكة المنتفق ، أمر الخليفة العثماني بتجهيز حملة كبيرة أخرى تكون بقيادة خليل باشا الذي عينه لولاية البصرة وأسند له مهمة إنتزاع المدينة. وتكونت هذه الحملة من قوات ولاية بغداد والموصل وشهرزور وديار بكر ، يذكر علي ظريف الأعظمي ، في كتابه مختصر تاريخ البصرة ، ص: 154 ((( فجمع خليل جيشا من بغداد وجائت اليه الجيوش نجدة من الموصل وشهرزور بأمر من السلطان لقتال أمير المنتفك مانع))). وقد تحركت الحملة بإتجاه مدينة البصرة وخرج حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب للتصدي للحملة وأصطدم بها في منطقة الجزائر في مملكة المنتفق ، وأستمرت المعركة عدة أيام في شهر رمضان ، وأنتهت الحملة بهزيمة كبيرة للعثمانيين وأصبحت قوات الحملة مابين مصاب وقتيل ، وهرب العثمانيين إلى بغداد وبعضهم فقد صلته بالآخرين وهرب لمدينة البصرة ، وأصبحت سفن التجار الذين رافقوا الحملة غنائم لمملكة المنتفق ، وعاد خليل باشا الى بغداد مكسورا ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي , في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين, حوادث سنة 1104هـ - 1692م , حوادث البصرة, المجلد الخامس , ص: 158 ((( ثم عهد الى الوزير خليل باشا أخي أحمد البازركان بإيالة البصرة فسمع مانع بذلك فتأهب للطوارىء ، وللإستيلاء على المدينة وتسليمها الى الوزير الجديد جعل والي بغداد أحمد باشا قائدا وأن يكون في صحبته ولاة كركوك والموصل ومقدار من جيش ديار بكر فوصلوا , قابلهم الشيخ مانع في جزائر البصرة فدامت المعركة بضعة أيام , وبالنتيجة في سلخ شهر رمضان انهزم الباشا وانكسر جيشه , وحينئذ انتهب العربان ما معهم من معدات حتى النقود وصارت سفن كثير من التجار غنائم . فهلك قسم من العسكر والقسم الأخر فر الى البصرة وبعضهم ورد بغداد مجروحا مسلوبا. وبهذه الحالة عاد خليل باشا الى بغداد ولم ينل مأربا))).

وكانت هذه الحملة العثمانية قد تم دعمها بقوات الإنكشاريين (أشرس القوات العثمانية) وقد قام رجال قبائل المنتفق بعد هزيمتهم للعثمانيين بإنتزاع بدلات الإنكشاريين ولبسها ، ودخلت قوات مملكة المنتفق إلى مدينة البصرة وهي ترتدي بدلات هذه القوات العثمانية مما شكل إهانة للعثمانيين أمام القوى الدولية المتواجدة في البصرة تجاريا ( مثل بريطانيا العظمى وهولندا والدولة الفارسية وغيرها ) وهذا ما ضاعف من تأثير الخسارة وأجبر العثمانيين على طلب التفاوض (كما سوف يأتي في القسم التالي من البحث) ، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , عند حديثه عن نزع بدلات القوات الإنكشارية ، ص: 150 ((( فاشتبكت الحملة مع الجيش القبائلي في منطقة الجزائر. وهنالك خذلت وتفرق الجيش ، ونزع رجال القبائل الخشن بدلات الإنكشاريين))).

9- مخاطبة الخليفة العثماني لحاكم مملكة المنتفق والدفع ماليا له مقابل ترك البصرة بعد هزيمة القوات العثمانية وإهانتها:


كان تأثير نزع بدلات الإنكشاريين أشرس قوات الدولة العثمانية كبيرا وحمل إهانة قاسيه للدولة العثمانية خصوصا بعد دخول قوات مملكة المنتفق للبصرة مرتدين بدلات هذه القوات أمام القوى الدولية المتواجدة في البصرة ، لذلك بدأت الدولة العثمانية في وضع اللائمة على ولاتها لتعديهم على سكان البصرة وهو ما تسبب في التحركات العسكرية لحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب وتسبب في ضمه لمدينة البصرة عسكريا لدولته. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي , في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين, حوادث سنة 1104هـ - 1692م , حوادث البصرة , المجلد الخامس , ص: 158 ((( وهذه الواقعة عرضت تفاصيلها الى الدولة فوجهت لائمتها على الولاة وان تعدياتهم اضطرت الشيخ مانعا أن يقوم في وجه الحكومة فارتكب ماارتكب))). وبناء على إعتراف الدولة العثمانية بخطأ ولاتها فتحت باب التفاوض مع حاكم مملكة المنتفق ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو, ج3, ص: 595 ((( وبعد فشل محاولة لإستعادة المدينة بالقوة لجأ العثمانيون الى التفاوض))).

وقد وافق الأمير مانع بن شبيب على التفاوض ولكن وفق شروطه ، ورحبت الدولة العثمانية بذلك وتعهدت بإعفائه من أي مطالبات مقابل فقط أن يعد الدولة العثمانية بالولاء مستقبلا، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، ص: 151((( وأعقب مانع انتصاره هذا باقتراح شروط للهدنة ، فأعفي من كل شيء بشرط أن يعد الدولة بالولاء في المستقبل))). لكن الأمير مانع بن شبيب طلب مقابل مالي مستمر مقابل التخلي عن المدينة ، وقد أشارت بعض المراجع التاريخية الى أن مانع بن شبيب كان يستلم فعليا قبل هذه الأحداث مخصصات مالية تتعلق بمدينة البصرة وأنه طلب زيادتها وهذه المخصصات يبدو أنها كانت تدفع بعد مساعدة مملكة المنتفق للعثمانيين في إخراج أسرة أفراسياب من البصرة قبل ما يقارب ربع قرن من الزمان ( كما ذكرنا في فصل سابق) ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو, ج3, ص: 624 (((وبالفعل وافق مانع على تسليم المدينة للباشا المعين حديثا، لكنه اشترط الحصول لقاء ذلك على حقوق أميرية جديدة))).

وقد وافق الخليفة العثماني على زيادة المبالغ التي تدفع لحاكم مملكة المنتفق الأمير مانع بن شبيب (مقابل التخلي عن المدينة) وذلك بعد أن ارسل له الخليفة خطابا لإستمالته وتحذيره بنفس الوقت ، يذكر علي ظريف الأعظمي ، في كتابه مختصر تاريخ البصرة ، ص: 154 ((( وقوي أمر مانع حتى اضطر السلطان الى إستمالته وكتب اليه كتابا يدعوه فيه الي الطاعة والخضوع وينصحه ويحذره عاقبة الشقاق والخلاف. وأصدر أمره بزيادة مخصصاته فخضع مانع لأمر السلطان وعاد لمقره وهدأت الأحوال))). وبناء على ما تم قام حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب بإعادة المدينة للعثمانيين وسافر لها خليل باشا واستلم ولايتها، إلا أن خليل باشا أعتقد انه يستطيع أن يفعل مايحلو له بالمدينة وسكانها .. وأن حاكم مملكة المنتفق لن يتدخل بعد خطاب الخليفة والعرض المالي ، غير أنه أخطأ التقدير وتم طرده من مدينة البصرة ودخلها حاكم مملكة المنتفق الأمير مانع بن شبيب .. وهذا ما سوف نتحدث عنه في القسم التالي من البحث ، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , ص: 151 ((( وأصبح خليل واليا. غير ان مانعا لم يكن قادرا على امساك نفسه في التهام هذه الفريسة الهينة ، فطرده ثانيه واتخذته البلدة والقبائل واليا))).

يمكن الرجوع الى الملحق الأول في هذا البحث لبعض الإشارات التاريخية حول ماكانت تدفعه الدولة العثمانية لحكام مملكة المنتفق مقابل عدم المطالبة بمدينة البصرة وهو يغطي القرن الثامن عشر وبدايات التاسع عشر، وهو تحت عنوان:

ملحق1: البصرة وماتدفعه الدولة العثمانية تاريخيا لحكام مملكة المنتفق في مقابل عدم المطالبة بها.

10- ضم البصرة لمملكة المنتفق للمرة الثالثة بعد طرد سكانها للوالي العثماني عام 1694م:


بعد عودة مدينة البصرة للعثمانيين قام الوالي العثماني (خليل باشا) بإعطاء الأوامر لأتباعه لإضطهاد سكان المدينة معتقدا بأن الأمير مانع بن شبيب لن يتدخل هذه المرة بين العثمانيين وسكان المدينة وأن العرض المالي وخطاب الخليفة سوف يجعل حاكم مملكة المنتفق يغض الطرف عن ما يحصل لسكان مدينة البصرة ، وقد أدى الظلم الواقع على سكان المدينة الى قيام ثورة كبيرة ضد العثمانيين في داخل مدينة البصرة ، ويبدو أن هذه الثورة كانت بدعم من حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب ، وقد أنتهت الثورة بطرد الوالي العثماني والموظفين العثمانيين ، وقام السكان بتسليم المدينة طوعا الى حاكم مملكة المنتفق ، يذكر علي ظريف الأعظمي ، في كتابه مختصر تاريخ البصرة ، ص: 155 ((( لما صفى الجو لخليل باشا والي البصرة أطلق العنان لأعوانه فأستبدوا بالأمور وظلموا الأهليين واضطهدوهم على مرأى ومسمع منه حتى ضاق الحال بالبصريين فأتفقوا على طرده ، فثاروا عليه وطردوه هو وأعوانه وسلموا المدينة الى أمير المنتفك الشيخ مانع وذلك في سنة 1106 هـ ، والظاهر أن الشيخ مانع هو الذي سبب هذه الثورة ليتسنى له الحكم بالبصرة))). وبذلك أصبحت البصرة عاصمة لمملكة المنتفق مرة أخرى ، يذكر المؤرخ حمد بن لعبون ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، ولد قبل عام 1768م وتوفي عام 1844م، كتاب تاريخ حمد بن محمد بن لعبون ، احداث سنة 1106 هـ ، ص: 303 (((وفيها: ملك مانع بن شبيب البصرة))).

وبعودة المدينة إلى مملكة المنتفق بدأ عهد جديد فيها أستمر لثلاث سنوات متتالية ( وهو ما إضطر الدولتين العثمانية والصفوية للتعاون ضده عسكريا في سابقة تاريخية كما سوف يأتي في فصل لاحق من هذا البحث) ، وقد قام حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مانع بن شبيب آل شبيب بتوطيد عرى التجارة مع الدول الأجنبية في مدينة البصرة وقام بتأمين المدينة وأسس المشاريع ونظم التجارة فيها وأهتم بأسواقها وشوارعها ، كما قام بدعم الزراعة أيضا. يذكر المؤرخ حامد البازي ، في كتابه البصرة في الفترة المظلمه ، بعد حديثه عن توطيد الأمير مانع لعرى التجارة مع الأجانب في مدينة البصرة ، ص:110 ((( أسس المشاريع ووطد الامان ونظم الشوارع والاسواق وشجع الزراعة حتى قيل ان في عهده جاء الهنود بكثرة الى البصرة ، واعتنوا كثيرا بزراعة الموز ، وأصبحت كل دار فيها حديقة تزينه شجرة الموز ، خاصة وان الطقس والماء البصري يساعدان على نمو هذه الشجرة ، فكانت أسواق خليج البصرة وايران وتركيا كلها تشتري الموز البصري))).

ولانعرف تفاصيل أكثر عن أعمال الأمير مانع في البصرة على عكس فترتين لاحقتين إنتزع فيها حكامين لمملكة المنتفق (من ذرية الأمير مانع بن شبيب) مدينة البصرة من العثمانيين، لذلك سوف نخرج عن مسار الموضوع قليلا للحديث عن الفترتين وأهميتهما وعن أبرز أعمال حكام مملكة المنتفق في مدينة البصرة في هاتين الفترتين التاريخيتين ، وذلك للتوضيح للقارىء عن أهمية مدينة البصرة لمملكة المنتفق وحكامها تاريخيا.

10.1- أبرز أعمال حكام مملكة المنتفق في البصرة في فترة لاحقة - عام 1704م:


الفترة الأولى كانت في عهد ابن الأمير مانع بن شبيب الذي يدور حوله هذا البحث ، وهو الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب ( عم الأمير سعدون بن محمد بن مانع الذي عرفت الأسره باسمه لاحقا) ، حيث انتزع الأمير مغامس مدينة البصرة من العثمانيين عام 1704م بعد وقوع اختلاف بينه وبين نائب والي البصرة العثماني ، يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، عند حديثه عن والي البصرة خليل باشا ، ص: 156 (((تنازع نائبه مع رؤساء المنتفك))). والأمير مغامس بن مانع آل شبيب هو الذي واجه الدولة العثمانية عام 1708م بأكبر جيش عربي يقابلهم تاريخيا في العراق والجزيرة العربية ( مائة ألف مقاتل أكثر من نصفهم من القبائل الخاضعه لحكمه المباشر) ، يذكر جيش الأمير مغامس بن مانع .. مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص: 206 ((( وكان جمع الأمير مغامس يبلغ نحو مائة ألف أو يزيدون. انتشروا في الصحاري والمواطن المجاورة))). وكان الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب قد ضم مدينة البصرة لحكمه لما يقارب 4 سنوات ، وأسس فيها حكم مدنيا وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق.

وكانت أبرز أعمال الأمير مغامس في مدينة البصرة هي تعيينه قاضي للشرع (تابع لمملكة المنتفق) وهو الشيخ سلمان، وإنشأؤه للمدرسة المغامسية وأوقافها في مدينة البصرة ، واخذه للرسوم الجمركية على التجار الأجانب الاوربيين وغيرهم، وكان الأمير مغامس بن مانع آل شبيب أيضا قد قام بتوقيع إتفاقية تجارية مع الهولنديين وأخرج الإنجليز (حلفاء العثمانيين في تلك الفترة) من أسواق البصرة في سابقة تاريخية ، وكان ذلك تأكيدا منه على إنهاء أي مظهر لما تبقى من نفوذ العثمانيين في الخليج العربي ، وصدق هذا العقد من قبل قاضي مملكة المنتفق الشيخ سلمان، حيث حضر إليه في 7 تشرين الثاني في عام 1705 م الربان الهولندي (بيتر مكاره Peter Makare) لتوقيع عقد اتفاق تجاري يتعلق بالبواخر الهولندية وبالتجارة بين هولندا ومملكة المنتفق ممثلة بحكومة الأمير مغامس بن مانع آل شبيب في عاصمة مملكة المنتفق في مدينة البصرة. وقد قام الأمير مغامس بن مانع آل شبيب أيضا بتوقيع إتفاقية تتضمن صك حماية للمسيحيين في البصرة ، وهو ما كانوا يحصلون عليه تحت الحكم العثماني الا ان الأمير مغامس زاد على ذلك بإعفائهم من الجزية والخراج في سابقة تاريخية في تاريخ العراق في الحقبة العثمانية ، ويوضح نص الخطاب التالي مظاهر الحكم المدني في مملكة المنتفق في تلك الفترة خصوصا اذا ماعلمنا أن الخطاب صدق من القاضي الشرعي قبل إعتماده. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، نص خطاب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع بن شبيب آل شبيب لحماية كنيسة الكرمليين والإعفاء من الجزية , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , المجلد الخامس , ص 196 (((توكلت على الله، تعلمون به الواقفون على كتابنا هذا من كافة خدامنا وعمالنا وضباطنا، بأنا أعطينا حامل الورقة (البادري حنا) على موجب ما بيده من فرمانات أولياء الدولة القاهرة، ومن أوامر الوزراء العظام، والأمراء الكرام، وله منا فوق زيادة الحشمة والرعاية، وقد أسقطنا عن خدامه وترجمانه الجزية والخراج، وكتبنا له هذا الكتاب سنداً بيده يتمسك به لذي الحاجة إليه، وعلى كتابنا هذا غاية الاعتماد، والله تعالى شأنه ولي العباد، وبه كفى.
حُرّر في ثاني وعشرين من شهر رجب الفرد سنة سبعة عشر وماية ألف.
الفقير مغامس آل مانع))).

وهذه صورة الوثيقة التاريخية:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ويمكن الرجوع للبحث التالي لمزيد من التفاصيل حول الإتفاقيات التاريخية لمملكة المنتفق التي تم تصديقها شرعيا من قبل قاضي مملكة المنتفق في عهد الأمير مغامس بن مانع آل شبيب ، أو حول قضاة مملكة المنتفق بشكل عام والذين وصلنا ذكرهم تاريخيا ، ويشمل البحث أيضا المساجد والمدارس والأوقاف التي انشأها حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف منذ القرن الثامن عشر وحتى الحرب العالمية الأولى :

أبرز قضاة مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها - أسرة السعدون الأشراف

http://www.bnabar.com/vb/showthread.php?t=7723

10.2- أبرز أعمال حكام مملكة المنتفق في البصرة في فترة لاحقة - عام 1787م:


الفترة الثانية كانت في عهد حفيد الأمير مانع بن شبيب الذي يدور حوله هذا البحث ، وهو حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد بن مانع الذي عرفت الأسرة بإسمه لاحقا) ، وقد بدأت هذه الفترة عندما رأى حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله (عام 1787م) ان الوقت قد حان لإخراج العثمانيين من العراق بأكمله ، وكان ذلك بعد أن استجار به سليمان الشاوي (شيخ قبيلة العبيد قرب بغداد) بعد أن هرب من العثمانيين (الذين كانوا يطاردونه) وطلب الحماية من الأمير ثويني بن عبدالله الذي اجاره ووعده بالحماية الكاملة من العثمانيين.

وقد كان الأمير ثويني بن عبدالله وقتها محاصرا لبلدة بريدة ، وذلك لأن أمير القصيم التابع للدولة السعودية الأولى أغار على قافلة تجارية ضخمة خارجه من البصرة وسوق الشيوخ (عاصمة مملكة المنتفق) وقتل رجالها ونهبها عند وصولها الى منطقته (القصيم) وبذلك أشعل فتيل الحرب في المنطقة كلها . يذكر المؤرخ الشيخ حسين بن غنام ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى (المعاصر للأحداث ) ، في كتابه تاريخ نجد ( روضة الأفكار والأفهام) ، ص: 163 ((( وغزا حجيلان بن حمد أمير (القصيم) بأهل بلده وانضمت اليه جماعة من عنزة ، فذكر له أن ثمة قافلة عظيمة خارجة من (البصرة) و (سوق الشيوخ) فرصدهم في الطريق ، الى أن أقبلوا عليه بما معهم من الأموال والأحمال ، فهجم عليهم ، فتقاتلوا حينا ثم انكشفت القافلة وانهزم رجالها . وغنم حجيلان وجماعته ماكان معها من الأموال ، واستاقوا ابلها و أغنامها ، وقتلوا عددا من رجالها ))). وكان نهب القافلة والإعتداء عليها وقتل رجالها من قبل أمير القصيم بمثابة إعلان حرب ، لذلك قام حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب بجمع قوات ضخمه من القبائل والحواضر التابعه له ، حيث بلغ عدد الأبل التي حملت المدافع والبنادق في جيشه 700 بعير ، ولنا ان نتصور كم تكون حمولة الجيش كاملا اذا كان حمولة البنادق والمدافع والذخيره لوحدها 700 بعير ، وسار الأمير ثويني بن عبدالله بجيوشه هذه الى نجد متوجها الى أمير القصيم . يذكر المؤرخ الشيخ حسين بن غنام ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى (المعاصر للأحداث ) ، في كتابه تاريخ نجد ( روضة الأفكار والأفهام) ، أحداث سنة 1201هـ ، ص: 164 ((( وفي أول هذه السنة ، سار ثويني بن عبدالله بجيوشه الكثيرة من (المنتفق) وأهل المجرة وجميع أهل (الزبير) وبوادي شمر وأغلب طيء وغيرهم ومعه من العدد والعدة مايفوق الحصر ، وتجهز بالمدافع والبنادق والقنابل التي تدك الحصون والأسوار))). ويذكر المؤرخ حمد بن لعبون ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية (المعاصر للأحداث) ، ولد قبل عام 1768م وتوفي 1844م، كتاب تاريخ حمد بن محمد بن لعبون ، ص: 552 ((( وفي سنة 1201: في المحرم سار ثويني بن عبدالله آل محمد آل شبيب على نجد بالعساكر والجنود ومعه من القوة والعدد والعدة مايفوت الحصر ، حتى ان حمول زهبة المدافع والبنادق سبعمائة حمل ، ومعه جميع المنتفق ، وأهل الشط ، والمجرة ، والنجادى ، وشمر ، وغالب طيء ، وغيرهم من الخلق ))).

وقد وصل الشيخ سليمان الشاوي الى معسكر حاكم مملكة المنتفق في أثناء الحصار، يذكر الحملة العثمانية التي طاردت شيخ قبيلة العبيد سليمان الشاوي وانسحاب هذا الشيخ والتجاؤه الى حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله عندما كان محاصرا لبلدة بريدة، المؤرخ العثماني التركي الشيخ رسول الكركوكلي ، في كتابه دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء ، ص: 186 ((( بينا آنفا ان الحملة التي تشكلت بقيادة احمد كيهة، كانت قد واصلت سيرها حتى بلغت المكان الذي تحصن فيه الحاج سليمان وهو المسمى ابيرة، ووقع بينهما صدام خفيف فر على أثره الحاج ومن معه نحو المنتفك والتجأ الى شيخ ثويني، وعلى العادة العربية قبله هذا وتعهد بمساعدته والدفاع عنه))). ولذلك عاد حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله الى مدينة البصرة بقواته عازما على طرد العثمانيين من العراق بأكمله ، يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث)، عند حديثه عن الأمير ثويني بن عبد الله، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية، مختصر الشيخ أمين الحلواني، ص: 281 (((فوصل البصرة، فأخذه الغرور وحدثته نفسه أن يملك العراق أجمع، فحاصر البصرة حتى ملكها))). يذكر دخول حاكم مملكة المنتفق لمدينة البصرة واتخاذه لها كعاصمة لمملكة المنتفق ومقرا لحكومته ، المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , ص: 244 ((( وارسل ثويني في اليوم التالي قسما من خيالة المنتفك , فدخلت البصرة واستولت على السراي ثم فرقت الحامية وشتت شملها . ومع ذلك كله بقي البلد سالما من الاضطراب الى ان دخل ثويني مع خمسة آلاف من رجاله في اليوم الثالث. فعادت حكومة البصرة عربية قبيلية))).

وقد كان هذا الحدث هو أول إعلان تاريخي لإستقلال العراق بأكمله في العهد العثماني، حيث كانت أسرة السعدون في تلك الفترة تحكم نصف العراق الجنوبي وتتقاسم السيطرة على مدينة البصرة مع العثمانيين بعد أن قامت بتحريرها من الفرس ، بينما كان العثمانيين يحكمون نصف العراق الشمالي. وقد سعى الأمير ثويني بن عبدالله لضم القسمين كلاهما تحت حكمه وطرد الأتراك من العراق بشكل كامل في سابقة تاريخية لم يسبقه اليها أحد ولم يكررها أحد بعده، وأسس أيضا مجلسا استشاريا للحكم لكامل عرب العراق في سابقه تاريخيه أيضا ، وقد أرسل خطابا سياسيا بذلك للخليفة العثماني (خطاب موقع من قبل وجهاء العراق في تلك الفترة وحمله قاضي البصرة الذي كاد يعدم في قصر الخليفة العثماني) ويتضمن هذا الخطاب حفظ كرامة الدولة العثمانية بالإضافة إلى وصول الأمير ثويني بن عبد الله إلى هدفه (طرد العثمانين من العراق)، حيث يشمل قبول الأمير ثويني بن عبد الله بتبعية العراق الجديد الأسمية فقط للدولة العثمانية مقابل أعترافها بحكمه للعراق كله رسميا وبدون أي تواجد عثماني فيه أو الحرب في سبيل طردهم منه. يذكر وصول مفتي البصرة لمقر الخليفة العثماني وهو يحمل هذا الخطاب، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق، ص: 406 (((فلما وصل (الآستانه) عرضها على أعتاب السلطنة فغضبت غضبا شديدا وكادت أن تأمر بصلب المفتي لولا تدارك بعض العلماء ذلك اكراما للعلم))).

وقد تبع الإعلان معركة فاصلة كبيرة وعنيفة بلغ عدد جنود الطرفين فيها سبعين ألف مقاتل واستخدمت فيها المدافع من الطرفين (مملكة المنتفق و الدولة العثمانية) ، يذكر د. علي الوردي، في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج1، ص:177 (((وقعت المعركة الفاصلة بين الفريقين في موقع "أم الحنطة" قرب البصرة، وقد أستخدمت العشائر فيها المدافع))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، عند حديثه عن أهمية المعركة حيث كان يترتب على نتيجتها بقاء أو فناء الوجود العثماني في كل العراق كله ،ص: 217 (((فالتحم الجمعان في موقع يقال له (أم الحنطة). وهناك وقعت معركة عنيفة اشترك فيها سليمان باشا بنفسه، ونزل إلى الميدان منتضيا سيفه، فأخذ يقاتل قتال المستميت، لأن الموقعة كانت من المواقع الحاسمة التي يتقرر فيها مصير المماليك، ويحجز فيها بين بقاء حكومتهم وزوالها من الوجود نفس واحد لاغير. واستقتلت القوات العربية في النضال والطعان، وهي تعرف انها كانت تقاتل من أجل شرف أمتها وعروبتها في عقر دارها))). يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، عند حديثه عن المخلفات الثمينة لفترة حكم آل سعدون وعن أول من سعى لإستقلال وحكم العراق بأكمله وهو الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب (حاكم مملكة المنتفق) ، ص: 31 ((( ايجاد الفكرة العربية وبعث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسه في هذا القطر ، فان اول من استفز للقضية بعد ان دثرت ومزقتها اعمال المغول والتاتار والاتراك والفرس هم آل سعدون ، فأول ساع للبعث و أول دماغ حمل الفكرة الصالحة هو دماغ الشيخ ثويني العبدالله ، فسعى لعقد حلف عربي يتكون من اضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق ، تكون غايته طرد الأتراك من العراق و تأسيس دولة عربية ))).

وقد كانت أبرز أعمال حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله في مدينة البصرة كالتالي ، أولا قام بعزل العثمانيين من مناصبهم في المدينة واستبدلهم بعرب قام بتعيينهم بنفسه ، ثم قام بترحيل والي مدينة البصرة العثماني و كبارالموظفين العثمانيين الى الهند مرورا بمدينة مسقط وذلك عن طريق البحر. يذكر ج.ج. لوريمير , في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج: 4 ، عند حديثه عن الأمير ثويني بن عبدالله , ص: 1884 (((وتولى حكم البصرة مستوليا في الوقت نفسه على الاسطول الأيراني. ولم تحدث أية حوادث عنف ، واحترمت الملكية الاحترام الكامل ، لكن المسئولين المدنيين عزلوا من مناصبهم وعين آخرون بدلهم ، كذلك تولى بعض العرب قيادة سفن الأسطول ، ونفي المتسلم ، وكبار أنصاره ، أو لعلهم اختاروا المنفى بإرادتهم ، فنقلوا بحرا الى الهند ))). وكان ترحيل الوالي العثماني وكبار موظفيه قد تم مرورا بدولة عمان التي كان بينها وبين مملكة المنتفق تعاون مشترك في تلك الفترة ، يذكر د. عماد عبدالسلام رؤوف ، في كتاب رحلة القائد العثماني سيدي علي التركي ، وهو الكتاب المتضمن لعدة أبحاث أخرى عن الجزيرة العربية والعراق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، ص: 102 ((( وتكشف الأحداث التالية عن أن نفي ابراهيم أفندي الى مسقط لم يكن وليد اختيار طارئ ، وانما كان ثمرة تنسيق بين آل السعدون أمراء اتحاد قبائل المنتفق والزعماء البوسعيديين في عمان ، وهو تنسيق استمر بين الزعامتين أربعة عقود تالية من السنين في أقل تقدير))).



__________________
آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م:


أبرز قضاة مملكة المنتفق وأشهر مساجدها ومدارسها وأوقاف حكامها - أسرة السعدون الأشراف:

ولد الأشراف متواجد حالياً   رد مع اقتباس