"الجزء الأخير من بنو عجل وحنيفة"
أما أجدادنا الذين تتألف منهم قبيلتنا المسماة الاَن ( بنو عجل أمس حجام اليوم ) فقد كانوا كإخوانهم الذين نزلوا الدير, لقد رفضوا دفع الضرائب للحكومة التركية التى كانت تجبي عن طريق المشيخة السعدونية فهوجموا بالعساكر التركية والقبائل الموالية لها, وفى عام 1275هـ حسب روايات أجدادنا المدونة عندى أن الشيخ ثامر بن سعدون بن محمد شيخ المنتفق يومذاك هاجم قبيلتنا فى أم العتل بعسكر من الحكومة التركية وجمع غفير من عشائر الأجود وانظم اليه بنو الأسلم فقُتل فى هذه المعركة الشهيرة التى سُميت معركة أم العتل جدى الثامن(13) عبدالعلى بن أحمد رأس هذه القبيلة وقائدها فى تلك المعركة, وتمزقت هذه القبيلة بعد ذلك شر ممزق؟ وتوالت عليها الحملات التركية وانتقلت من مكانها فى أم العتل خلسة فاستولوا على الأرض التى هم فيها الاَن الواقعة خلف هور السناف على جانبي الفرات والممتدة عرضاَ وطولاَ بين الخميسية الى مايقارب أرض بنى سعيد, ويدخل فى ذلك نهر أبو شعثاء والأرض التى يسكنها اَل شميس واَل زيَاد فى الوقت الحاضر وكانت من اليابسة فى ذلك الزمان.
وكان الغرض من ذلك أن يجعلوا هو السناف العميق حائلاَ بينهم وبين خيالة الأتراك والسائرين معهم وقيل: أن هذه الأرض قد كانت تُسمى(14) "البرس" وهى من ديار ربيعة بن عجل فى الزمن السحيق, وكان رئيس هذه القبيلة فى ذلك الزمان الشيخ على بن عبدالعلي الذى قتله الأتراك فى السماوة بعد مقتل أبيه بعامين فى حادث لاأعرف أسبابه, فأقاموا على هذه الأرض التى هي ديارهم الاَن على الشريطين من جانبي الفرات هم وحلفاؤهم عشائر المجرة وكان عدد هذه القبيلة يقل سنة بعد سنة من خوض الحروب وكثرة القتل ومرارة الفقر والجدب والحملات العسكرية التركية والفيضانات المتواليه كالذى أشرنا اليه فى ماسلف, وقد كانت هذه القبيلة مؤلفة من عشرين فرعاَ إنقرض أكثرهم كان ذلك قبل أن يتكاثر عددهم بسبب وفرة المنضمين اليهم كفلاحين فى الأرض التى استولوا عليها عنوة وبالقوة, وكان عماد هذه القبيلة فى البأس وشدة المراس مائة وخمسين خيالاَ من المياميز عبيد العجليين المختصين, ولقد كان هؤلاء حطب لتك الحروب لأنهم حملة البيرق وقتل أكثرهم ولم يبقى منهم إلا شرذمة قليلة لهم سلالات ضئيلة فى الوقت الحاضر.
وبما انهم لم يحسنوا فلاحة الأرض التى استولوا عليها فقد استقدم شيخهم الكبير صالح بن على العجلي عشائر من اَل شميس واَل زيَاد والشقانبة والدلاهمة وكانوا يزرعون فى الحمار؟ وسلمهم هذه الأرض ومحصولها واستمرت هذه المصلحة المتبادلة سنين طويلة اعتورتها انشقاقات وخلافات ومداخلات فى إراقة الدماء لغاية ثورة 14تموز1958م فتركت هذه الأرض وملكت لمن كانوا يزرعونها, وقد كان ضيدان بن فهد شيخ هذه القبيلة وحفيد صالح؟ قد خاض حرباَ ثلاث سنين كاملة من أجل نزع هذه الأرض ممن كانوا يفلوحنها وزهقت أرواح كثيرة فى وقتها وحدثت فتن عظيمة, وهذا الكلام هو مجرد ذكريات والفاظ يلوكها التاريخ وإلا فلا خير فى تلك الأرض ولا نفع فى الكلام عنها, إن سقوط إمارة العجليين فى الجبل عام 284هـ كان السبب الأول لتشريد هذه القبيلة واضطرابها فى الاَفاق ثم تفريقها وقتل بعضهم بعضاَ وقد استمر هذا التطاحن بين أكابرها الى زماننا هذا, وإن تناقص عددها وانكماشها كان ناجماَ عن ذلك ونتيجة له وإن قتلى هذه العشيرة فى جميع حروبها الطويلة فى منازلة خصومها الاَخرين لايساوي عشر معشار قتلاها بسلاح بعضها بعضاَ .
وقد اتضح لكل مؤرخ فى هذا المحيط أن عشيرة حجام كانت دائماَ هدفاَ للقتل والمحاصرة والتهديد من قبل الحكومة التركية قبل المشيخة السعدونية وخلالها وفيما بعدها مما جعل هذه القبيلة تتنفس دائماَ بغبار الهيجاء وتدافع عن نفسها بكبريات من المعارك ذكرت بعضها فى هذا الكتاب وقد كانت محفوفة بقبائل المجرة وعلى الأخص القبيلتين العظيمتين(اَل ابوحميدى, واَل حسن) وعند اطلاعى على كتاب الميجر دكسن"الكويت وجاراتها" فقد تأكدت ميراث الحقد والخبث والدس والكيد لهذه القبيلة ونزعة التفريق الشريرة التى تركتها الحكومة التركية لوريثها الإحتلال البريطانى من أجل تدمير هذه القبائل وإخماد أنفاسها, وعلمت أن السياسيين البريطانيين فى جنوب العراق قد درسوا أحوال القبائل قبل أن يحتلوا العراق فعرفوا تواريخها ومنازلها ومواطن القوة والضعف فيها فاستهدفوا قبيلة حجام فخربوها تخريباَ تاماَ, واحدثوا فيها الفتن المدمرة التى أتت على أعلى الرؤوس, فلقد أشعل(15) الميجر دكسن معاون الحاكم السياسي البريطانى العام فى العراق ومقره سوق الشيوخ الحرب بين أهلنا وإخواننا وأضرم البارود المحرقبداهية دهماء ودسيسة شيطانية خر فيها أربعون قتيلاَ من بيوتنا ضد بعضنا بعضاَ على رأسهم ناصر بن ياسر ووالدى شناع بن جناح بن سفاح وهو فى الثامنة عشر من عمره.
( تعريف مختصر فى أنساب بنى عجل وحنيفة والغشارة الى ديارهم فى هذا الزمان)
حجام (حكامْ) بنوعجل وحنيفة قبيلة واحدة فى ذي قار من سوق الشيوخ بأرض المجرة مشمولين بإسمين: "مرة بن عجل ومرة بن حنيفة" وجميعم من بنى عجل استناداَ الى الوثائق والأدلة التاريخية, ويساكنهم كثير من الناس من أصول متفرقة تابعون لهم جمعهم البيرق الواحد وبيت الرئاسة هنا عمودى رئاسي متسلسل الأعلام وراثي منحدر من سلالة الأمير أبى دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمير بن شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبدالعزى بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل, وأبو دلف وهو أمير الكرج مقدم الإمارة العجلية فى الجبل والمصادر على ذلك كثيرة, فإن بيت الرئاسة هنا محصور فى اَل عبدالعلى بكسر العين وتشديد اللام – وهم العنوان الأعلى المتمثل فى حمولتى اَل صالح واَل حسين, وإخوتهم اَل موسى بن عبدالعلى اَل شحيل واَل ذياب بن عبدالعلى, أما بنو عمومتهم المندرجون فى هذا النسب فهم اَل خرساء واَل طعيمة واَل بودحيل واَل بوفضيل واَل بويشي والربيحات(الربيعات) واَل جمعة واَل مانع واَل ربيع واَل بوقريش واَل سلمان واَل بو دلي واَل شمس واَل ناهي واَل بوغطيش واَل مالح واَل سواد واَل سويهي واَل باحر وهم اَل شوكة واَل على وهم الحسجاويين واخوانهم واَل رومي فى اَل بوشعيرة واَل عبادة فى السماوة, كل هؤلاء من بنى عجل واَخرون لم تحضر أسماؤهم.
يتبــــع