تكملة"بنو عجل وحنيفة"
وفى الجزء الأول من " عشائر العراق " للعزاوى ص9" بنو عجيل تصغير عجل وهذه أيام الفتح كانت ماتزال مشهورة, وأن رئيسهم الذى مال الى الأسلامية وناصر العرب المسلمين فى حروب فارس هو سويد بن قطبة العجيلى وكان يغير على فارس من جهة الأبله فى خلافة أبى بكر رضي الله عنه, ومن المعلوم الاَن أنه دخل فى قبيلة حجام واختلط بها عوائل وبيوت وأسر قد انظموا تحت بيرقها وهم ليسوا من أصل نسبها, وقد فنيَ أكثرهم فى حروبها السجال وصاروا منها بالإسم والرسم, (8) وهذا شأن كل القبائل فليس بالضرورة أن تكون القبيلة مختصرة على نسب واحد فإن من المتعذر أن نجد عشيرة واحدة محتفظة بوحدتها النسبية ورسمها الجذري لم يدخل فيها غيرها, وأن تكون كلها منحدرة من أصل واحد, فالعشيرة اليوم على الأغلب أن تكون خليطاَ من تكثرات وأصلاب مختلفة جمعتها الأرض والمصاهرة والنخوة والعبرة دائماَ بعمود القبيلة الرئاسي, فمهما تعددت الانتماءات والأنساب فى وجود القبيلة المتباينة الأعراق فإنها تتوحد تحت إسم عمود الرئاسة فيبقى هو القدر الجامع بين الأفراد والموحد لمجموعتها كما هو حاصل فى هذه القبيلة وفى غيرها.
وهنا لابد من تقسيم العشيرة الى قسمين: أحدهما ابن القبيلة الصلبي بالأصل والعرق والاَخر ابنها بالبيرق والرأي ومسؤولية النخوة, وبيت الرئاسة فى هذه القبيلة كان مبجلاَ فى وسطها وكان الجميع يعرفون لهذا البيت قدره كما يحترمونه ويكبرونه بينهم ولايقدومون عليه أحداَ ويتجنبون خطبة النساء من هذه الأسرة حتى أجمعوا على جعل دية الواحد منهم مضاعفة على دية الاَخرين تكريماَ لبيت الرئاسة, والسبب لأن هذا البيت هو الرعيل الذى يتساقط أبناؤه تحت البيرق قتلى وجرحى فى كل معمعِ تخوضه هذه القبيلة وكان أجدادنا ينهلون من دماء صدورهم فداء لهذه القبيلة ودفاعاَ عنها فى حروبها وسننها وتقاليدها, قال المؤرخ الموصلى عبدالمنعم الغلامى فى كتابه "أنساب الأسر "1/226 بنو حكام ذكرهم صاحب المعجم بمعرض كلامه عن الحكامية:الحكامية نخل باليمامة لبنى حكام قوم من بنى عبيد بن ثعلبة بن حنيفة, وبنو حكام اليوم فى أنحاء سوق الشيوخ والرئاسة فيهم لبنى عمهم من بنى عجل بن لجيم , ومن أحفاد شيوخهم معن العجلى كما قال الغلامى .
وفى كتاب "القبائل العراقية " ليونس ابراهيم السامرائى1/154ط الأولى بغداد: حكام قبيلة عربية مشهورة تقطن حوالى سوق الشيوخ فى المجرة وهى من(9) ربيعة , وشيوخها من بنى عجل بن لجيم من سلالة أبى دلف القاسم بن عيسى العجلى والى هؤلاء يرجع الدلفيون العجليون الموجودين فى منطقة الدحلة فى بزايز وادى حران من قضاء مندلى, وليس من الممكن الاَن استيعاب الكلام عن ديار بنى عجل القديمة ولا الإحاطة بوقائعهم وحوادثهم وأيامهم فى الجاهلية وفى القرون الأسلامية ولكنى جمعت أخبار هذه القبيلة فى عصر الراشدين وفى أيام الخلافة الأموية والعباسية وأبرزت الفقاء والحفاظ والأمراء فى كتابى الخطي الذى أشرت اليه, والمطلوب فى يومنا هذا هو الإشارة الى المنازل والبقاع التى يسكنها العجليون فى هذا الزمان, فبعد سقوط الإمارة العجلية التى كانت مشتملة على الجبل والكرج على يد الخليفة المعتضد العباسى عام 284هـ تفرقت بنو عجل وحنيفة وانحل ماكان معقوداَ منها وتوزعت بين الكوفة والجبل وحلب وماردين, والموجودين فى حلب يسكنون عزاز ويطلق عليهم اَل عجيل( تصغير عجل) أما الموجودين فى ماردين فهم بنو عجل أهل ماشية.
ومعروفين هناك بين قبائل العرب الواقعة تحت السيطرة التركية فى إقليم أورفا الذى كان من عواصم العراق فى الزمن البابلى وبجوارهم بنو زيد وبنو خالد واَل ظفير وقبائل عربية أخرى, وقد ذكرنا الدلفيين العجليين فى الدحلة وفى الطيب من محافظة ميسان وفى الأحواز من ديار عربستان, فلما سقطت الخلافة العباسية 654هـ انهدم بنيان القبائل جميعاَ وسقطت الأمة كلها أمام المغول وأكثر القبائل العربية هربت فراراَ من منازلها فى جبال فارس وخراسان واندفعت شاردة الى الصحراء ولائذة فى سواد العراق وانحدرت السلالة الدلفية العجلية من منازلها فى الجبل الى أطراف البصرة وبر الفاو, وكان أجدادنا من سلالة أبى دلف القاسم بن عيسى قد مضوا زمناَ طويلاَ فى بر الفاو ثم صعدوا الى أرض ذى قار فى نهاية القرن العاشر الهجرى واتخذوا منازلهم (10) فى أم العتل فى صحراء الشامية على القرب من تل اللحم وامتدت منازلهم الى شقراء البئر المعروف الشهير الواقع الى الشمال من تل اللحم وهى ديار بنى عجل وبنى شيبا نفى القديم.
واستمر حالهم الى ظهور المشيخة السعدونية فدخلت هذه القبيلة فى حروب طاحنة ضد بنى أسلم وقبائل أخرى, وحوصرت بحملات متوالية من الحكومة العثمانية والمشيخة السعدونية فانقسمت فئتين: فئة اَل عويد العجليين واخوانهم الذين توجهوا الى الدير من توابع البصرة فنزلوه عنوه واستولوا على أرض بنى مالك فيه واستبدوا بالأرض فى (الهارثة) (والشافى) (والغميج) وطردوا العشائر الموجودة هناك بقوة السلاح وسيطروا وتحكموا بتلك الأرض على شط العرب من جانب الشامية مدة طويلة من الزمن, ثم حوصروا فى مكانهم الحالى من الدير ويطلق عليهم الاَن ربيعة العجلية وكان السبب لهذه المغامرة هو أن يسكنوا خلف هور سليمان بن داود, ويتحصنوا وراءه لحمايتة أنفسهم من حملات الجيش التركى الذى كان يعزز المشيخة السعدونية ويثبتها كان هذا هو السبب لمغادرة شقراء وأم العتل, جاء فى "موسوعة العشائر العراقية"5/246 لثامر العامرى قال: وهم ربيعة بن (11) عجل بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل, وقد توزعت منازلها من ناحية الدير والهارثة والفاو والقرنة ومركز محافظة البصرة. ونخوتهم (12) إخوة علياء وذكر فروعها" 1- اَل راشد: وهم الرؤساء 2- اَل خلف: ورئيسهم شاكر صلال فالح 3- الناصر: ورئيسهم عبدالنبى ثانى جبر4- الغالب: رئيسهم عبدالنبى شلواط 5- المحايد: رئيسهم سلمان عبدالمحسن 6- العويد: رئيسهم جميل السعود 7- اَل يحي: ورئيسهم عبدالوهاب عبدالرزاق 8- اَل مريسيل: رئيسهم صالح عبدالحسين 9- اَل مطلك: رئيسهم خير الله عبيد المطلك 10- اَل الفاو: ورئيسهم عبدالرزاق جاسم , هذا ماذكره مؤلف الموسوعة أما أنا فإنى لم ادخل بينهم ولم أطلع عليهم حتى الاَن, ولقد حاولت الوصول اليهم والححت على ذلك ولم أستطع لأنهم لم يعبأوا بالبحث عن النسب, ولم يكترثوا لتاريخ هذه القبيلة ولكنى على اتصال دائم برئيسهم الأول العميد الركن طيار المتقاعد ناجح شناوه فلم أعرف أحداَ غيره منهم, ولعلى بعد تحرير هذه الكلمات أن ألم بالمعلومات المطلوبة عنهم ولقد علمت أن عددهم كبير وانتشارهم واسع فى محافظة البصرة, ولاشك أن من بين هؤلاء من شملهم إسم القبيلة فانظموا اليها وإن لم يكونوا منها بالأصل بل ربطتهم العشرة وجمعتهم بهذه القبيلة ووصلت بينهم الإقامة الطويلة والمشاركة فى السراء والضراء كما هو الشأن فى القبائل الأخرى على ماأوردناه سابقاَ.
"ويليه الجزء الأخير مع الإستدراك والفوائد"
َ