الأخ النويبعي كلامك وارد ومع الأسف أن البلافين والكذابين وأهل الرياء والتملّق والمهرجين وضعاف النفوس الكثير منهم توصل إلى معرفة من لا يقيّم الرجال بل يأخذ بالمضاهر وقد أصبحوا من أصحاب الجاه والمال وهم كما وصفت لأن لا أحد ينظر بالمعدن هل هو صفر يلمع أو ذهب خالص وقد قلت قصيدة مسندها على الرجل الفاضل حسين بن علي :
* قال عبدالله بن عبار يسند على حسين بن علي العطيّل الطويلعي :
يا أبـو عـلي خاطـري يالـقـرم ضـاق *** مـا دلـه قـلـبي مع المخلـوق ليـش
صـار مـطـعـوم الـعـسـل مـر المـذاق *** وأصبح التريـاق بـه سـم الحـنيش
الزمـن يا حسين وضـعـه مـا يـطـاق *** والليـالـي خـلـت الـعـاقـل خـريـش
هـكـذا الـدنـيـا تــقـلـّب بـاصـطـفــاق *** لو وطت صم الحجر يصبح جريش
صار جرو الذيب يخشى من العنـاق *** والأسود مـن الثعـل هجـت طـفيش
والأصيـل الـلي معـامـيـقـة أعــراق *** أنـهـلـب مـهــمـا تـبـره بـالـهـبـيـش
أرتـخـا جـري الصـويـتـي بالسبـاق *** حيث صـار الكاس من حظ الكـديش
قـاصر الشوفـة غـدت نـفسه نـزاق *** والـذلـيـل يـعـانـد الـبـطـل الهـويـش
والـوضيع اصبح يحملـق بالحـداق *** صـار يـزمـر مثـل شـراب الحشـيش
الـنـذل والـهـيس لـه ربـع ورفــاق *** والـمـخـمـة صـار لـه شـلـة وجـيش
حـتى ولـد الّـلاش يـا مـال الـفـراق *** يـفـتخـر كـنـه مـن عـيـال الـدويـش
أسـتـوت لأهـل الـتـمـلـق والـنـفـاق *** والكذوب وصاحـب القـلب الغشيش
والصـدوق اليـوم فـيـه الوقـت بـاق *** مـا خــذا حــقــه ولا يـقـدر يـعـيش
مـنـطـوي بالمجتـمع مـثـل الـمعـاق *** والقطـامي مـا يـطـيـر بـدون ريـش
أن حصل ياحسين بالقصر أنشقـاق *** يعـتـبـر مـثـل الصنـادق والعشـيش
وكان طـاح البيـت ما يفيـد الـرواق *** ما يكـن مـن العـواصف بيـت خيش
ولا نـبي يـا حسين تـوسيع النطـاق *** من دخـل عمق البحـر ما طال قيش
قال حسين بن علي العطيّل الطويلعي رداً على عبدالله بن عبار :
يا أبو مشعل كان شفت الوقـت بـاق *** لا تستغـرب وأنشـد الشيخ الربيش
أن حصـل يا الـقـرم بالـدور أنـزلاق *** لـو بـغـيـت تـعـدلـه تـبـلـش بـليـش
الــولــد لأبـوه صــار الـيـوم عـــاق *** لـو حصـل لـه والـده رشـه رشيش
ولـو حصـل بيـن المخـاليـق إتـفـاق *** ما لقيت الـلي سكن لـه في حـويش
والـلـه الـلي كـون الـسـبع الـطـبـاق *** وأنـزل الفـرقـان في صفـوة قريش
ودي الـدنـيـا عـلـى كـيـفـك اتـسـاق *** تشـرب الصافي وخصمك ما يعيش
وش تـبي مـني وأنـا راعـي النيـاق *** مـسـتـعــد مـن الـدمـام لـحـد بـيـش
نحضـر المطلـوب لـو هـو بالعــراق *** ونوجـده لـو كان في جـزرة حنيش
أحـتـزم بـي كـل مـا ضـاق الـخـنـاق *** وقـت عـيـلات الغـشيـم المستهيش
ومـن يـبـي يـحـط بالشـمـل أفـتـراق *** ما نطاوع صاحب العضم الهشيش
والـعـلــوم تـريــد طـاروق وسـيــاق *** يـدرك الـفـاهـم ويخطيهـا عـمـيش
ومـن تجـود فـي ضعـيفـات الـحـلاق *** تـنفـصم بـه ثـم يقـول العـلم ويـش
مـا عـلى الـراس السليم مـن الفـلاق *** والجمـل مـا يلـتـفـت يـم الـوشيش
ولا عـلينـا مـن أهـل السلـك الـدقـاق *** جعـلهـا مـا تجـتـمع دايـم طـشـيش
خـل مشيـك صـوب مطلوبـك حقـاق *** ولا تحسب حساب نخل صار هيش
والكبـينـة لا حـصـل فـيهـا أحـتـراق *** السـبـب فـي كـل هـذا سـلـك فـيـش
وكـان تـبـغـي لـلـعـبـاريـد أنـطــلاق *** يا عساهـا عـن هـدفـهـا مـا تطيش
وقال عبدالله بن عبار رداً على حسين بن علي للمره الثانيه يقول :
راكـب الـلي مـا صـوامـيلـه أعـتـاق *** مـن حـفـيـزه نـاجـبـه مـا قـط نـيش
مـا بـعـد كـربـن ولا صـابـه صـنـاق *** صـوت بلفـه كـان شغـل لـه نشيش
سـتـمــايــه قـيــمـتـه تـمـت غـــلاق *** كـان تنشـد مبلـغ المحـروس بـيش
الشـبح مـبـطي عـلى الـبنـزات فـاق *** مـا صـنـع مـثـلـه ولا جـالـه دقـيش
الـشبـح عـسـى طـريـقـه مـا ايعـاق *** يسبق الـلي هـج من خوفـه نحيش
يعلـم الـلـه يـوم فـوق الـضلـع واق *** كنـه الـلي مـن رمـي قـناص حـيش
سافـر مـن العاصمـة قـبـل الشفـاق *** قـصـده الـدمـام هـو مـيـد الطـريش
سـار لـلي فـاز فـي حسـن الـخـلاق *** أبـو عـلـي مـا يـعـاشـر كـل ديـــش
كـن قـصـر الـوايـلـيـه ضلـع ســاق *** شـيـده لـلـمـرجـلـه جـعـلـه يـعـيش
حـيـن مـا تـلـفـي تـلـفـظ بـالـطـلاق *** وعـلـق العـيتـا عـلى شنكار شيـش
يـلـتـقـي ضيـفـه بلهـفـه وأشـتيـاق *** عـادتـه حـط الهـرافـي فـوق عـيش
لا تــرده خـاطــره لـلـطيــب تـــاق *** يفتكـر فـي قـول محـدى والخـميش
الـصـخـى بـالـوايـلي مـالـه اقـنـاق *** حيـث نبـع الجـود مـن كـفـه يجيش
والمـراجـل دربهـا يـا حسين شـاق *** ما فـرق فيها النحيـف من اللشيش
ولا صبر يا حسين من جلده ارقـاق *** والـليـالـي فـرقـت بـنـي الـحـريـش
بالبشر يا حسين من يشكي الغراق *** وبالبشر يا حسين من كبـده عطيش
فـيـه مـن صـّدر مـن النعمـة ومـاق *** وفيهـم اللي ما حصل لـه سندويش