( الحشمة لفلان بقبره )
عندما يخطي رجل من نسل رجل شريف أو من بيت معروف ويتجاوز عن خطاه من طاله خطاه فأنه يقول ( الحشمة لفلان بقبره ) وهذا دليل على الميّت له كرامة ولكن ما هي مشاعر الرجل الذي حشّم على شان أبيه أو أجداده فهذا دليل على أنه لا يستحق الحشمة وما ذاك ألا لأنه نزل عن منزلة أجداده وقد تطرّق لهذا الموضوع الشيخ متعب بن عبدالهادي الفققي وأجاد وصف هذا الموضوع والله در الشاعر العربي حيث قال :
لاتقل أصلي وفصلي إنما *** أصل الفتى ما قد فعـل
ولا يهون القاضي حيث قال :
لا يفتخر من جاد جدّه وخالــــــه *** هي بالهمم لا بالرمم مثل من قال
الجمر يمسي كالخلاص اشتعاله *** ويصبح رماد هامدٍ طافي بـــــــال
ومن مشاهداتي جاء رجل من مشائخنا وهو كريم نفس ومتواضع ولطيف المعشر فجاء إلى مجلس في استراحة وقاموا الجميع وبدأ يسلّم من اليمين حتى انتهى عند آخر رجل ثم جاء رجل آخر من نفس العائلة وهو ليس كبير سن لكي يشفع له كبر سنّة أن يسلمون عليه ولكنه يحمل في نفسه كبر وغرور فوقف عند مدخل المجلس وقام بعض الحضور وسلموا عليه ثم دخل في منصة المجلس وجلس دون أن يسلّم على بقية الحضور وكل رجل من الحضور لسان حاله يقول أن هذا الرجل مغرور ومتكبّر وأصبح يكن له الكره ويكن للأخر المحبة ومنذ ذلك الوقت وهذا الرجل ليس له وزن عند كل رجل من ضروس الرجال الذين لهم كرامة وسمعت رجل يقول للأخر ( قم سلّم على نجل الشيخ كرامة لجدوده ) وهكذا تكون الحشمة لفلان في قبره
والحق يقال أن الرجل المتكبّر يرى الناس كالذباب ويجب أن يرونه كما يراهم ويقول المثل الشعبي ( من حطك عند أنف الحمار حطه عند ذنبه )
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-03-2022 الساعة 12:21 PM
|