الوثيقة الثالثة
الصراع بين الرشيد ومبارك أخذ منحى تأليب العثمانيين
رسالة عبدالعزيز الرشيد للسلطان العثماني (2)
هذه الوثيقة عبارة عن صورة من التلغراف نامه التي بعثها أمير نجد عبدالعزيز الرشيد إلى السلطان العثماني في 23 رجب 1319هـ/ 6 أكتوبر 1901م، وتعد هذه الرسالة واحدة من ضمن حلقات الصراع الدائر بينه وبين الشيخ مبارك الصباح، فقد حاول كل منهما أن يستميل الدولة العثمانية لجانبه، ويؤلبها على الآخر.
فيوجه عبدالعزيز الرشيد خطابه إلى السلطان العثماني، ويلقبه بـ «السلطان المعظم»، ويبدأ رسالته بالدعاء للسلطان، ويخبرنا الأمير عبدالعزيز الرشيد بالتالي في خطابه:
أولا: انه ابتعد عن بلاده مدة أربعة أشهر لمصلحة عامة، وخلال هذه المدة بقي في منطقة الحفر (حفر الباطن)، وهو مكان قريب من البصرة والكويت، وسبب ذلك أنه اراد اعطاء الدولة العثمانية الفرصة لتأمين الطرق والمسالك أمام الحجاج والمسافرين، ولما فيه مصلحة المسلمين، ويقول في ذلك: «قد حرمنا من بلادنا من مدة أربعة اشهر طلبا لما فيه مصلحة عمومية، وفرصة للدولة العليا في تصليح السبل وتأمين الطرق للحجاج والمسافرين».
ثانيا: يتناول في خطابه الشيخ مبارك بحكم الصراع الدائر بينه وبين الشيخ مبارك، ويقول عن الاخير بأن لديه نوايا سيئة تجاه الدولة العثمانية، ولم يوضح لنا ابن الرشيد ما المقصود بنوايا الشيخ مبارك السيئة تجاه الدولة، ولم يعطنا صورا منها، وإنما ترك الموضوع عائما من دون توضيح، لكنه بين بأن شرح تفاصيل اكثر في البريد المرسل للدولة بقوله: «وقد عرضنا تفصيل الحال الواقع للاعتاب العلية تحريرا في البوسته».
ويختتم رسالته بذكر تاريخ تحريرها في 23 رجب 1319هـ، وذيّلها بتوقيعه: «محبكم الخالص أمير نجد عبدالعزيز الرشيد».
الوثيقة الرابعة
[العثمانيون اعتقلوه ووضعوه في سجن البصرة]
شكوى الشيخ مبارك باعتقال وكيله عبدالعزيز سالم البدر
هذه الوثيقة عبارة عن رسالة كتبها الشيخ مبارك الصباح في 27 مارس 1318هــ / 28 يوليو 1900م، ورفعها الى الاعتاب الجليلة يشتكي منها حول قيام السلطات العثماينة باعتقال وكيله عبدالعزيز سالم البدر ووضعه في سجون في البصرة، ويستغرب الشيخ مبارك من اعتقاله، حيث انه لم يقم بأي امر فيقول عن ذلك: «وكيلي في البصره عبدالعزيز السالم هذه الايام محبوس بولايت البصره بواسطت المغرضين مغلص عليه في الحبس المهين».
ويوضح الشيخ مبارك سبب اعتقاله بأنه استلم طردا بريدياً مسجلاً باسم الشيخ مبارك، فقام الوكيل بتحويله الى الشيخ مبارك، ويقول: انه لما فتح الظرف وجد فيه نسخة من جريدة الخلافة، ولما اطلع عليها استنكر ما فيها، وطلب عدم ايصال نسخ من الجريدة اليه مجددا، فيصف الشيخ مبارك ذلك بقوله: «والسبب لذلك جريدة اسحبها (كذا) الخلافة دفعة واحدة اتت في البوسته المعلومه في البصره داخل ظرف ممهور باسمنا وكون انه عبدالعزيز وكيلي في قبض الظرف وارسله الينا، ولم يعلم ما بداخله فلما رأيناها رفضناها ومنعنا انصالها (كذا) لنا ولطرفنا».
ويرفع الشيخ هذه البرقية الى جناب السلطان ليقوم بفك اسره واخراجه من السجن، ويربط ذلك الشيخ بعدم رضا السلطان لاهانة وكلاء الشيخ مبارك وايداعهم في السجون، فيقول الشيخ مبارك: «فاسترحم امر بخلاص محسوبي عبدالعزيز من هذه الاهانه الذي قالو بها اهل الغرض مطلوبهم فحاشا مرحمة مولاي ان يقبل اهانة اتباعي».

(وثيقة ابن رشيد للسلطان)
(وثيقة الشيخ مبارك الصباح)