وتعليقاً على كلامك, أقول:

مر حلف اللهازم بمراحل عدة, بدأت كما ذكر عن أبي عبيدة معمر بن المثنى في (الديباج) بـ:

بني عجل بن لجيم
وتيم اللات بن ثعلبة.

تلتها مراحل أخرى حيث انضمت القبائل الأخرى للحلف تباعاً فوصلت إلى ثمان قبائل في صدر الاسلام ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى نفسه حيث يقول في سياق احد الأخبار:

(...فأبت اللهازم، وهم:
بنو قيس بن ثعلبة
وحلفاؤهم عنزة
وشيع (كذا, ولعله تصحيف تيم, أو انه يقصد جماعات) اللات وحلفاؤها عجل
حتى توافوا هم
وآل ذهل بن شيبان
وحلفاؤها يشكر،
وذهل ثعلبة
وحلفاؤها ضبيعة بن ربيعة بن نزار؛
أربع قبائل وأربع قبائل، وكان هذا الحلف في أهل الوبر في الجاهلية، فكانت حنيفة بقيت من قبائل بكر لم تكن دخلت في الجاهلية في هذا الحلف، لأنهم أهل مدر، فدخلوا في الإسلام مع أخيهم عجل، فصاروا لهزمةً، ثم تراضوا بحكم عمران بن عصام العنزي أحد بني هميم...)إلخ.. تاريخ الطبري.

فلا أعلم لماذا تنفي شمول حلف اللهازم لقبائل بكر بن وائل, مع ان المفهوم من النص السابق هو دخول جميع قبائل بكر بن وائل في اللهازم منذ الجاهلية إلا بني حنيفة, والتي بدورها دخلت في هذا الحلف, ولكن في الاسلام.

وليست المرحلة السابقة هي المرحلة الأخيرة بالنسبة لحلف اللهازم, فقد دخلت بعض قبائل تغلب في حلف اللهازم, وهذا الأمر ثابت, وقد حصل في الاسلام في العهد الأموي وليس في الجاهلية وهم قوم الشاعر الشهير كعب بن جعيل بن عمير بن قمير بن عجرة من بني عوف بن مالك(أحد الأراقم الستة) بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط.

وهذا الأمر موثق شعرياً, فقد كان بين كعب بن جعيل والاخطل هجاء متبادل, فقال الاخطل يهجوا كعباً وقومه:




ويقول الشاعر أبو تمام (ت 231 هـ) : (بنو تغلب ستة أصناف الأراقم, والقماقم, واللهازم, والأبناء, والقعور, وريش الحباري)

ولي ملاحظة على كلامه, وهي ان قوم كعب بن جعيل هم من الأراقم أساسا, ولا أعلم لماذا عدهم ابو تمام فرعاً مستقلا, ولعلهم غلب عليهم اسم اللهازم, بعد انضمامهم للحلف, فحسبهم أبو تمام فرعاً مستقلا, والله أعلم.

والمرحلة السابقة لحلف اللهازم, مع انه لم يذكر أحد (حسب علمي القاصر) شيئا بعدها فيما يتعلق باللهازم, فلم يذكر أحد من المتقدمين (فيما أعلم) انها المرحلة الأخيرة التي انفض الحلف بعدها.

أما بالنسبة لقولك ان حلف اللهازم قد انفض في صدر الإسلام ولم يبق له وجود. فصدقت في قولك انه لم يبق له وجود, ولكن ما مصدرك في انه انفض في صدر الاسلام؟ ومتى تحديداً؟ وكيف؟


حيث لم أجد من قال بهذا إلا بعض المعاصرين, واستدلوا بكلام للمستشرق أوبنهايم.


وهذا الرجل على جلالة قدره في مجال البحث, وعلى انه بذل مجهوداً عظيماً في كتابه, وبناه على كثير من الوثائق والابحاث المنشورة وغير المنشورة, فإنه غير ملم بتاريخ ربيعة, ويعذر في ذلك فكتابه ليس مخصصا للحديث عن تاريخ ربيعة, والملاحظ ان بعض كلامه في هذا الباب هو استنتاج شخصي, نتجت عنها أخطاء شنيعة, ولعل من أشدها قوله ان التاريخ الاسلامي لا يخبره عن إسلام عنزة, وغيرها كثير, وقد رددتم عليه مشكورين في كتابكم الموسوعي (أصدق الدلائل في أنساب بني وائل). وعليه: فلا يحتج بأوبنهايم في هذا الأمر.

ختاماً, أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك وأحب أن أعرف رأيكم بالتعريف اللغوي للهازم, وتشبيه اللهازم بالحيس؟ وما دلالة هذا الأمر؟

وتقبلوا عاطر تحياتي

تلميذكم: أبو عمر أحمد الذيب الحبلاني العنزي