عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2011, 06:28 AM   #9
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,421
افتراضي

( أيها الأخوة أروي لكم هذا الموقف من تجربتي )

لا أريد أن أذكر مثالب أحد ولكن لا غيبة لمجهول ولكي يعرف الجميع نوعية الرجال الذين مسحوا تاريخ أسلافهم كنت في ذات مرّة مدعوا على سحور في رمضان وكنا في العشر الأواخر وكانت المناسبة كرامة لأحد المشائخ فحضر الشيخ ومعه عدد من الرجال وعندما أخذ كل رجل مجلسه وبدأ الحديث قال الشيخ القبيلة الفلانية من قبائل عنزة ما يتزوجون منهم قبيلتهم ولا يزوجونهم وكانت القبيلة من أعز قبائل عنزة ومن أكثرها عدداً ومن أشجعها ومن آصلها فسكت الحضور وهم يصغون له حتى كأن على رؤسهم الطير ( فقلت لا يا طويل العمر القبيلة التي تقول عنها نعرفها تمام المعرفة ولا ينطبق عليهم هذا الكلام أبداً ) فقاطعني أحدهم ( قائلاً ما بقي عليك ألا أن تكّذب الشيخ ) فنظر لي الشيخ وهو يبحلق بعيونه فقلت هذا الطعن بهذه القبيلة لا يشكل عليها ولكن الشيخ مكذوب عليه فقال الرجل صاحب الكلام الأول ( هذي أكبر من الأخرى وبعد ترى أن الشيخ يأخذ بالكذب ) وكان هذا الرجل يريد أن يحرض الشيخ ويلفت نظر لنفسه أنه مع الشيخ فقلت ( على رسلك يا رجل الشيخ ليس بحاجة لدفاعك ) فسكت وتكلّم آخر وقال اسمحولي أن أقول أن هذا الشيخ من بيت لا يوجد مثله في العالم العربي ثم بدأ يتحدث برياء صارخ فأعجب الشيخ وأتكا وصد عن الحضور وبدأ ينظر خارج الخيمة وعندما فرغ هذا المتملّق من حديثه قال الآخر أريد أروي لكم قصّة فقال طلعنا مع الأمير الفلاني فخيّم الأمير وطلع يتمشى حولنا يجمع الكماة وكان القهوجي من أحد القبائل فسكب لي فنجال وقال ( تقهو هذا ماهو فنجال شيخك أبن فلان ) وهو يعني بذلك الشيخ الجالس ويقول أنني أخذت الفنجال وصفقته مع جبهته والياهو يتمرمح فشافني الأمير وجاء يركض وحجزني عنه وقال مالك ؟ فأخبرته بما قال ثم شكرني الأمير وعندما انهى حديثه قلت هذه القصة أريد أن أدونها ولكن من يؤكدها ؟ فقال اسأل الأمير فلان وكان الأمير الذي يقول عنه من أكبر حكامنا الذين لا يستطيع يصل إليهم ألا صاحب مظلمة فقلت له شوري عليك لا تسولف هذه السالفة فقال بعض الرجال منحوس فقلت لا بل بعض الرجال كذوب
ثم نظر لي الشيخ نظرة غضب وكاد أن يتكلم ولكنه عرف أنني لست من بعض النوعيات ثم بدأ يسأل عن شخص أعرفه مهرج وبهلوان ومصنّف هرج فقال المعزّب لقد عزمته وعلى وشك أن يأتي وماهي ألا برهة وإذا بالشخص الذي يسألون عنه قد حضر فطاروا به فرحاً فتبهلل خاطر الشيخ وقال عطنا علومك فقال نعم ( ذهبت أنا وفلان إلى بلاد كذا وأخذنا تكس ولم نفهم اللغة فأشرنا للسايق بأننا نريد كذا وكذا ؟؟؟ وكان مطلبهم مخزي ثم أومأ السائق برأسه على أنه عرف مقصدنا ثم جابنا إلى حوش مظلم وأنزلنا وأشار بأصبعه إلى الحوش ففهمنا أن مطلوبنا داخل الحوش وعندما جئنا بوابة الحوش وإذا هو مقبرة ) فبدأ الشيخ يضحك ثم استمرت الأحاديث بالنزول إلى أحط وأسفل النكات وهكذا وناسة الشيخ فقلت يا جماعة نحن في رمضان وفي العشر التوالي فقال المهرّج الصلاة والحديث بالمساجد فعرفت أن هذا المجلس سيقومون عن جيفة حمار فقمت دون أن يشعر صاحب البيت ورجعت لمنزلي وكان أهم شيء في الأمر أن هذا الشيخ يعرف أنني أكتب عن عنزة وهو عندما طعن بنسب أحد قبائل عنزة يفكّر انني سوف أكتب هذا الكلام لكي أقع بورطة ولو أسندت عليه سوف يجحدني وهكذا بعض المشائخ ومن يجالسون

وفي أحد الأيام عزم أحد رجال عنزة الشيخ محمد الفرم شيخ بني علي من حرب وعندما جاء الشيخ محمد وإذا معه عشرة رجال عليهم جميعاً أثر الهيبة والوقار وبعد أن ديرت القهوة قال الشيخ لمن معه المجلس ما يصلح به السكوت عطونا من علومكم والبداية من اليمين فبدأ كل رجل يتحدث هذا يورد قصة من قصص الرجال وهذا يجيب قصيدة ولم يتعدى السرى أحد فعجبت من أختيار هذا الشيخ لمرافقيه وجلسائه وعندما جاني السرى أخذت دوري معهم وتذكرت المجلس السابق وكيف أختار الشيخ الأول جلسائه وكيف أن الفرم أختار الرجال الذين يجملونه فشتّان بين الشيخين الأول يختار اسفل الجلساء والفرم يختار نوادر الرجال والله المستعان

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 12-05-2022 الساعة 08:53 AM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس