تابع الرد على كاتب النبذة
ونظراً لكثرة من كتب عن آل سعود ونسبهم من عنزة فأن ما أوردنا من هذه الكتب ما هو إلا الجزء اليسير وهذا ما أستندت عليه وأخذت به في وضع نسب آل سعود من عنزة في طبعات كتابي وفي مشجرة قبيلة عنزة وهناك عدد من المصادر نسبت آل سعود من بني حنيفة ومن أقدمهم الشيخ ابن خنين قاضي الخرج وجميع من كتب من بعده نقل عنه وعلى الباحث أن يسأل نفسه هل المصادر الذي نسبت آل سعود من عنزة كلها مغلوطة ؟ وهل من المعقول أن نهمل هذه المصادر المتنوعة وهل هؤلاء الكتاب الذين نسبوا آل سعود من المصاليخ خاصة ومن قبيلة عنزة عامه لا يؤخذ بأقوالهم ؟ وكيف نرجح أقوال طرف على الطرف الآخر ؟ وحيث أن التركيز على نسب آل سعود واثبات نسبهم من حنيفة في هذا العصر أصبح هو الشغل الشاغل لبعض كتابنا المعاصرين ومنهم الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري والشيخ عبدالله بن خميس والشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله والباحث فايز بن موسى البدراني والدكتور فهد بن عبدالله السماري واعتقد أن الباحثين المعاصرين الذين يأخذون بالقول أن آل سعود من بني حنيفة وينفون انتسابهم إلى قبيلة عنزة لهم رأي ( وهو إن الانتساب لقبيلة لها حضور في هذا العصر يعد تعصب مما يثير غيرة القبائل الأخرى وحيث أن بني حنيفة من القبائل القديمة التي لا يعرف لها أسم في الوقت الحاضر فأن الانتساب لها يبعد نظرية العصبية ) ونقول لأصحاب هذا الرأي أنه جاء بالأثر( النسب لا يهدى ولا يباع ) وحيث أن حكم آل سعود قد قام على العدل والمساواة وعلى منهج شرع الله القويم ولم يقوم حكمهم على عصبية ولا يوجد تفضيل قبيلة على أخرى فأن عدلهم على الجميع وفضلهم للجميع ولم تحظى قبيلة عنزة بميزة عن بقية القبائل فكل شعب الجزيرة العربية عندهم سواء لذا فلا تنطبق نظرية العصبية على الواقع الملموس كما أنه فات على أصحاب هذه النظرية أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وهو رسول الأمة منسوب من بني هاشم من قريش وقد أعتز بنسبه ولا منعته الرسالة عن الاحتفاظ بنسبه لذا فأن بعض الكتاب المعاصرين الذين اجتهدوا لتكون نظريتهم وسيلة أقناع لإبعاد نسب هذه الأسرة الكريمة عن عنزة لا تمثل قيمة تاريخية وكيف أن هؤلاء الكتاب يجزمون بصحة نسب آل سعود إلى حنيفة وينفون نسبهم من عنزة ومع تناقض أقوال أهل التأريخ والأنساب وبما أنني قد ألفت عن قبيلة عنزة كتاب ونسبت آل سعود من المصاليخ من عنزة مع الإشارة لقول من نسبهم إلى بني حنيفة فقد استندت إلى قول من نسبهم من عنزة حسب ما جاء بفقه الإمام أحمد الدال على أخذ النسب بالإفاضة حيث ذكر في كتابه الكافي أن النسب يؤخذ بالإفاضة ( بالمسموع والسكوت عن المسموع) والأمر يتعلّق بأصحاب الشأن المعنيين في هذا النسب وماذا يقولون هم عن أنفسهم وهم أدرى وأعلم بنسبهم من غيرهم كما جاء بالحديث الشريف( الناس مؤتمنون على أنسابهم ) ثم أن قبيلة بني حنيفة قد أفلتت عمود النسب وتركت الانتساب إلى حنيفة ومن بقي منها أعتبر من عنزة تجوزاً ومن الثابت أنه في هذا العصر لا ينتسب أحد لبني حنيفة بحيث لا يوجد من في سجله الحنفي وقد اختفى أسم حنيفة منذ القرن السابع الهجري وآخر ذكر لبني حنيفة في مطلع القرن الثامن الهجري عندما مر الرحالة ابن بطوطة بحجر اليمامة ووجد اغلب سكانها من بني حنيفة وأميرهم طفيل بن غانم وبعد هذا التاريخ لا يوجد من يقال له الحنفي كعمود نسب حتى وقتنا الحاضر ومن بقي من بني حنيفة فهم أسر من الحاضرة عرفت باسم الجد الأدنى دون الوصول إلى حنيفة أما العوائل المنسوبة من بني حنيفة فهم قد توقفوا عند اسم العائلة وتركوا أسم القبيلة وأصبح أسم حنيفة يمثل وادي وليس قبيلة ولا يعني تواجد بني حنيفة في هذا المكان في الجاهلية وصدر الإسلام وفي العصور الوسطى من التاريخ الهجري أن من وجد في هذه الديار من بني حنيفة مثالاً على ذلك فقد كانت قبائل عبدالقيس من ربيعة في منطقة هجر وما حولها وهاهي قد اندثرت ولم يبقى منها ألا عدد قليل من العوائل
يتبع