![]() |
أخينا الفاضل فرج البلاز مشكور على نشر المعلومات ولا يخفى عليك أن الشعر العامي المعاصر ليس مصدر لحادثة مضى عليها اربعة عشر قرن ونصف والذي يتحدث عن تاريخ معركة ذي قار يجب أن يأخذ من مصادر التاريخ ولا يعتمد على بيت شعر لشاعر معاصر يتفاخر وقد كتبت معركة ذي قار في كتابي وهي مشروحة في هذا الموقع من بدايتها إلى نهايتها وقولك ( أغلب جيش العرب كان من بني بكر ( قبيلة عنزة الوائلية ،) وقبيلة بكر لست هي عنزة بل هي قبيلة وعنزة قبيلة وكل قبيلة لها نسب وتاريخ وكلمة عنزة الوائلية اسم مركب مبتدع حديثاً وهو ما تعرفه عنزة منذ أن خلقها الله وفي عصر ذي قار إذا ذكر وائل فهو يعني أبو بكر وتغلب ولا يعني عنزة لأن عنزة قبيلة من قبائلها الثمانية قبيلة بني هزان جدها وائل ولكنها عرفت باسم أبو هزان بحيث يقال بنو هزان ولا يذكر وائل عندهم ألا عندما يترجم لعلم من اعلام رجالهم بحيث يذكر في سلسلة نسبه وائل أما وائل الذي اشتهر في عنزة بالعصور الوسطى فهو جد افرع عنزة المعاصرة ضنا بشر وضنا مسلم بحيث أبوهم عناز بن وائل باتفاق جميع شيّاب عنزة الذين قابلتهم ونقلت منهم وجميعهم افضوا إلى ربهم رحمهم الله ويقال لبشر ومسلم أولاد وائل وحسب ما جاء في سلسلة نسب أفراد من بشر ومسلم فأن وائل عنزة نشأ في حدود القرن الخامس الهجري بعد ذي قار بخمسة قرون والقبيلة التي هزمت الفرس هي قبيلة بكر بن وائل ولا معها أحد من قبائل العرب ألا احلافها وافنائها ولهازمها ومنهم قبيلة عنزة حيث شاركت في معركة ذي قار مع بكر وكانت ضمن اللهازم أما اسم عنزة فهو قد شرح في جميع المصادر وسوف أعيد نشر قصّة معركة ذي قار وقصّة مسمّى عنزة .
|
[ وقعة ذي قار من أهم وقائع قبائل ربيعة ] معركة ذي قار حسب ما كتبت بالمصادر دون زيادة أو نقص من بدايتها إلى نهايتها وهنا يتضح الفرق بين التاريخ الصحيح وبين الخرافات وتلفيق الحكواتيين موقعة ذي قار من أهم أيام العرب في الجاهلية وقد بسطت بإسهاب في عدد من الكتب التاريخية ومنها : كتاب العقد الفريد وكتاب تاريخ الطبري وكتاب تاريخ الرسل والملوك وكتاب الأغاني وكتاب النقائض وكتاب معجم البلدان وكتاب ديوان الأعشى وكتاب أيام العرب في الجاهلية وكتاب موسوعة تاريخ إيران السياسي. وكتاب تاريخ ابن خلدون وكتاب موسوعة تاريخ العرب وكتاب تاريخ /ممالك / دول/ حضارة وكتاب تاريخ العرب قبل الإسلام وغيرها من كتب التاريخ العربي وقد حدثت المعركة في ذي قار قرب الكوفة جنوب العراق قبل الهجرة بعشر سنين وليس في منطقة القريات كما أشيع وهي حرب ضروس دارت رحاها في ذي قار بين قبيلة بكر بن وائل ومعها قبيلة عنزة بن أسد ضمن جمع اللّهازم وقد انتصرت قبيلة بكر على قوات كسرى وهذا النصر يعد من مفاخر قبائل ربيعة وهي مفخرة للعرب عامه وسبب معركة ذي قار كما جاء بشرح القصّة : كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة بالعراق قد قتل عدي بن زيد العبادي وهو ترجمان كسرى ومن خواصه وصار أبنه زيد عند كسرى بدال ابوه مستشار وترجمان لكسرى فأصبح يتحيّن الفرص لكي ينتقم من النعمان بثار ابيه وفي ذات ليلة كان زيد يسامر الملك كسرى واثناء مسامرته تطرق لذكر بنات المناذرة وبالغ في وصف حسنهن وجمالهن وكانوا المناذرة يسمون ( الاشاهب ) لبياض بشرتهم فشوّق كسرى على أن يخطب هند ابنة النعمان بعد أن عرّض بها زيد وهو يقصد المكيدة للنعمان فأرسله كسرى للنعمان لكي يخطب أبنته وزيد يعلم أن العرب ما يزوجون العجم ولا يصاهرونهم فجاء زيد للنعمان وقال : ان الملك ارسلني يتشّرف بمصاهرتك ويطلب بنتك زوجه له فاعتذر النعمان عن الموافقة ورفض تزويج الملك ورجع زيد وهو قد فكر بخطّة يحرض كسرى على النعمان وقال : زيد للمك ان النعمان يقول ( أبنتي ما تصلح له زوجه وإنما يجد في بقر فارس ما يكفيه ) والنعمان لم يقل هذا القول وحيث ان النعمان تابع لكسرى ملك الفرس وكان النعمان ملك على العرب في الحيرة بالعراق وكانوا جدوده منذ عصور قديمة من الزمن وهم يتوارثون حكم الحيرة وعندما نقل زيد لكسرى كلام على لسان النعمان غضب كسرى وكتب للنعمان يطلب حضوره فعلم النعمان أنه يريد قتله ولما أتاه كتاب كسرى بتحريض من زيد حمل النعمان نسائه وعياله وبناته وحاشيته وحرسه الشخصي وخيله وهجنه وبغاله واسلحته وذخائره وتحفه وخزائنه من الذهب والفضة وجميع أمواله ومقتنيات قصره ولحق بجبلي طي وكان متزوجاً إليهم فأراد النعمان من طياً أن يدخلوه الجبلين ويمنعوه فأبوا عليه خوفاً من كسرى وقالوا له لولا صهرك لقتلناك فأنه لا حاجة بنا إلى معاداة كسرى ولا طاقة لنا به ، فأقبل يطوف على قبائل العرب ليس أحد منهم يقبله غير أن بني رواحة بن قطيعة بن عبس قالوا إن شأت قاتلنا معك لمنه كانت له عندهم قال ما أحب أن اهلككم فأنه لا طاقة لكم بكسرى وعندما لم يجد من يحميه من ملك الفرس نزل في ذي قار في سواد العراق عند بني شيبان سراً فلقى هاني بن مسعود الشيباني وكان سيداً منيعاً فاستجار به فأجاره وقال له قد لزمني ذمامك وأنا مانعك مما أمنع حالي وأهلي وولدي ومالي منه ما بقي من عشيرتي الأدنين رجل وإن ذلك غير نافعك لأنه مهلكي ومهلكك وعندي رأي لك لست أشير به عليك لأدفعك عما تريده من مجاورتي ولكنه الصواب فقال : هاته فقال: إن كل أمر يجمل بالرجل أن يكون عليه إلا أن يكون بعد الملك سوقه والموت نازل بكل أحد ولأن تموت كريماً خير من أن تتجرع الذل أو تبقى سوقه بعد الملك هذا إن بقيت فأمض إلى صاحبك وأحمل إليه هدايا ومالاً وألق بنفسك بين يديه فأما أن صفح عنك فعدت ملكاً عزيزاً وأما أن اصابك فالموت خير من أن يتلاعب بك صعاليك العرب ويتخطفك ذئابها وتأكل مالك وتعيش فقيراً مجاوراً أو تقتل مقهوراً فقال كيف بحرمي ؟ قال هاني : هن في ذمتي لا يخلص إليهن حتى يخلص إلى بناتي فقال : هذا وأبيك الرأي الصحيح ولن أجاوزه ثم أختار النعمان خيلاً وحللاً من عصب اليمن وجواهراً وطرفاً كانت عنده ووجه بها إلى كسرى وكتب إليه يعتذر ويعلمه أنه سائر إليه ووجه بها مع رسوله فقبلها كسرى وأمره بالقدوم عليه فعاد إليه الرسول فأخبره بذلك وأنه لم يرى له عند كسرى أي سوء فمضى إليه بعد أن استودع هاني بن مسعود حلقته وأهله وولده وألف شكة حتى إذا وصل إلى المدائن لقيه زيد بن عدي على قنطرة ساباط فقال له : أنج نعيم أن استطعت النجاة فقال له أفعلتها يا زيد ؟ أما والله لئن عشت لك لأقتلنك قتله لم يقتلها عربي قط ولألحقنك بأبيك فقال له زيد أمض لشأنك نعيم فقد أخيت لك أخيه لا يقطعها المهر الأرن ( الأخية العروة تربط إلى وتد مشقوق وتشد فيها الدابة والأرن النشيط ) فلما بلغ كسرى أن النعمان بالباب بعث إليه فقيده وبعث به إلى سجن كان له فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه وفي رواية لابن الكلبي القاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات ورثوه كبار شعراء العرب فمن قصيدة للنابغة الذبياني : مـن يطلـب الدهـر تـدركـه مخالبـه *** والدهـر بالوتـر ناج غيـر مطلـوب ما مـن أنـاس ذوي مجـدٍ ومكرمـة *** إلا يـشـد عـلـيـهــم شــدة الــذيــب حـتى يـبـيـد عـلى عـمـد سـراتـهـم *** بالنـافـدات مـن الـنبـل المـصايـيـب أني وجدت سهام المـوت معـرضة *** بـكـل حتـف مـن الآجــال مكـتــوب وقال الشاعر زهير بن أبي سلمى المزني من قصيده : ألـم تـرى لـلـنعـمـان كـان بـنـجـدة *** مـن الشـر لـو أن أمـرأ كـان بـاقـيـا فـلـم أرى مخـذولاً لـه مـثـل ملكـه *** أقـل صـديـقـاً أو خـلـيـلاً مـوافـيــــا خـلا أن حيـاً مـن رواحـة حافظـوا *** وكـانـوا أنـاس يـقـون الـمـخـازيـــا فـقـال لـهـم خـيـراً وأثـنـى عليهـم *** وودعــهــم تــوديــع ألا تــلاقــيــــا فلما قتل كسرى النعمان أستعمل أياس بن قبيصة الطائي على الحيرة وما كان عليه النعمان وبعث إليه أن يجمع ما خلفه النعمان ويرسله إليه من الدروع وغيرها فبعث أياس إلى هاني بن مسعود يأمره بأن يرسل له ما استودعه النعمان من الدروع وغيرها وقال له لا تكلفني أن أبعث إليك ولا إلى قومك بالجنود تقتل المقاتله وتسبي الذرية فبعث إليه هاني يقول أن الذي بلغك باطل وما عندي قليل ولا كثير وإن يكن الأمر كما قيل فأنا أحد رجلين أما رجل أستودع أمانة فهو حقيق أن يردها على من أودعه إياها ولن يسلّم الحر أمانته أو رجل مكذوب عليه فليس ينبغي أن تأخذه بقول عدو أو حاقد ، فلما منعها هاني غضب كسرى ثم أخذت بكر بن وائل تغير على السواد فوفد قيس بن مسعود بن خالد بن ذي الجدين على كسرى فسأله أن يجعل له أكلاً وطعمه على أن يضمن له بكر بن وائل ألا يدخلوا السواد ولا يفسدوا فيه فأقطعه الأبلة وما والاها وقال : هي تكفيك وتكفي أعراب قومك فكانت له حجرة فيها مائة من الأبل للأضياف إذا نحرت ناقة قيدت أخرى ، فكان يأتيه من آتاه من بكر فيعطيه جلّة تمر وكرباسة حتى إذا قدم الحارث بن وعلة والمكسر بن حنظلة اعطاهما جلتيّ تمر وكرباستين فغضبا وأبيا أن يقبلا ذلك منه وخرجا واستغويا ناساً من بكر بن وائل ثم أغارا على السواد فلما بلغ ذلك كسرى أشتد حنقه عليهم وأرسل إلى قيس بن مسعود وهو بالأبلة وقال له لقد غررتني من قومك وزعمت أنك تكفينيهم وأمر به فحبس في ساباط ثم أرسل إلى أياس بن قبيصة واستشاره في الغارة على بكر فقال له : ماذا ترى ؟ وكم ترى أن نغزيهم من الناس ، فقال له أياس : أن الملك لا يصلح أن يعصيه أحد من رعيته وأن تطعني لم تعلّم أحداً لأي شيء عبرت وقطعت الفرات فيروا أن شيئاً من العرب قد كربك ولكن ترجع وتضرب عنهم وتبعث عليهم العيون حتى ترى غـّرة منهم ثم ترسل حلبة من العجم فيها بعض القبائل التي تليهم فيوقعون بهم وقعة الدهر ويأتونك بطلبتك ، فقال له كسرى أنت رجل من العرب وبكر بن وائل أخوالك فأنت تتعصب لهم ولا تألوهم نصحاً فقال أياس رأي الملك أفضل فقام إليه عمرو بن عدي بن زيد العبادي وكان كاتبه وترجمانه بالعربية وفي أمور العرب فقال له أقم أيها الملك وأبعث إليهم بالجنود يكفوك وكان عنده النعمان بن زرعه التغلبي وهو يحب هلاك بكر فقال لكسرى : يا خير الملوك أدلك على عدو يطلبهم وعلى غـّرة بكر ؟ قال : نعم قال : أمهلم حتى يقيظون فإنهم لو قاظوا تساقطوا على ماء يقال له ذوقار تساقط الفراش في النار فأخذتهم كيف شئت وأنا عندك إلى أن أكفيكهم ومع ذلك فأن مطالبهم في ذلك الوقت كثير وذلك مما يوهن كيدهم ويكون أيسر على الملك هلاكهم فوافقه كسرى وأقرهم حتى قاظوا وجاءت بكر بن وائل فنزلت بالحنو حنو ذي قار ، ولما بلغ كسرى نزولهم عقد للنعمان بن زرعه التغلبي على تغلب والنمر بن قاسط وعقد لخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وأياد وعقد لأياس بن قبيصة الطائي على العرب ومعه كتيبتاه الشهباء والدوسر فكانت العرب ثلاثة آلاف وعقد للهامرز على ألف من الأساورة وعقد لخنابزين على ألف وبعث معهم باللطيمة وقد كانت تخرج من العراق فيها البز والعطر والألطاف توصل إلى باذان عامل كسرى باليمن وأمر عمرو بن عدي أن يسير بها وكانت العرب تخفرهم وتجيرهم حتى تبلغ اللطيمة اليمن وعهد كسرى إليهم إذا شارفوا بلاد بكر ودنوا منها أن يبعثوا النعمان بن زرعة يخيرهم بين ثلاث خصال : إما أن يعطوا بأيديهم فيحكم فيهم الملك بما يشاء وإما أن يعروا الديار وإما أن يأذنوا بحرب ، وكان كسرى قد أوقع قبل ذلك ببني تميم يوم الصفقة فالعرب وجلة خائفة منه وكانت هند بنت النعمان في بني سنان فلما علمت بمسير جموع كسرى قالت تنذر العرب : ألا أبـلـغ بـنـي بـكـرٍ رســـــولاً *** فـقـد جـد الـنـفـيـر بـعـنـقـفـيـر فـلـيـت الجـيـش كـلهـم فـداكـم *** ونفسي والسريـر وذا السريـر كـأنـي حـيـن جـد بـهـم إلـيـكـم *** مـعـلـقـة الـذوائـب بـالـعـبـــور فـلـو أنـي أطـقـت لـذاك دفـعــاً *** إذاً لـدفـعــه بـدمـي وزيـــــري فلما بلغ الخبر بكر بن وائل سار هاني بن مسعود حتى أنتهى إلى ذي قار فنزل به وأقبل النعمان بن زرعة حتى نزل على أبن أخته مرة بن عمرو فحمد الله النعمان وأثنى عليه ثم قال : أنكم أخوالي وأحد طرفي وأن الرائد لا يكذب أهله وقد أتاكم مالا قبل لكم به أحرار فارس وفرسان العرب والكتيبتان الشهباء والدوسر وإن في الشر خياراً ولأن يفتدي بعضكم بعضاً خير من أن تصطلموا أنظروا هذه الحلقة فأدفعوها وأدفعوا رهناً من أبنائكم بما أحدث سفهاؤكم فقال القوم ننظر في أمرنا ، ثم بعثوا إلى من يليهم من بكر وبرزوا ببطحاء ذي قار بين الجلهتين وأخذوا يرتقبون من يأتي من قبائل بكر لا ترفع جماعة إلا قالوا سيدنا في هذه فرفعت لهم جماعة فقالوا : سيدنا في هذه فلما دنوا إذا هم بعبد عمرو بن بشر بن مرثد فقالوا لأ ثم رفعت لهم أخرى فقالوا : سيدنا في هذه فإذا هو جبلة بن باعث بن صريم اليشكري فقالوا : لأ فرفعت أخرى فقالوا في هذه سيدنا فإذا هو الحارث بن وعلة بن المجالد الذهلي فقالوا : لأ ثم رفعت لهم أخرى فقالوا : في هذه سيدنا فإذا فيها الحارث بن ربيعة بن عثمان التيمي في تيم الله فقالوا : لأ ثم رفعت لهم أخرى أكبر مما كان يجي فقالوا لقد جاء سيدنا وإذا رجل أصلع الشعر عظيم البطن مشرب حمرة هو حنظلة بن ثعلبة بن سيّار العجلي فقالوا : يا أبا معدان قد طال انتظارنا وقد كرهنا أن نقطع أمراً دونك وهذا أبن أختك النعمان قد جاءنا والرائد لا يكذب أهله وهذا هاني بن قبيصة يهم بركوب الفلاة ويقول لنا لا طاقة لكم بجموع الملك قال حنظلة فما الذي أجمع عليه رأيكم وأتفق عليه ملؤكم قالوا : إن اللخى أهون من الوهى وإن في الشر خياراً ولأن يفتدى بعضنا بعضاً خيراً من أن نصطلم جميعاً فقال حنظلة : قبّح الله هذا رأياً لا تجّر أحرار فارس أرجلها ببطحاء ذي قار وأنا أسمع هذا الصوت ثم أمر بقبته فضربت بوادي ذي قار ثم نزل ونزل الناس فأطافوا به ثم قال : لا أرى غير القتال فإنا إن ركبنا الفلاة متنا عطشاً وإن أعطينا بأيدينا تقتل مقاتلنا وتسبى ذرارينا ثم قال لهاني بن مسعود يا أبا إمامة إن ذمتكم ذمتنا عامة وإنه لن يوصل إليك حتى تفنى أرواحنا فأخرج هذه الحلقة ففرقها بين قومك فإن تظفر فترد عليك وإن تهلك فأهون مفقود ( والحلقة هي اسلحة النعمان التي استودعها عند هاني ) فأمر بها هاني فأخرجت وفرقـّت في القوم ثم التفت حنظلة إلى النعمان بن زرعة رسول كسرى فقال له : لولا أنك رسول لما أبت إلى قومك سالماً فرجع النعمان إلى أصحابه فأخبرهم بما رد عليه القوم فباتوا ليلتهم مستعدين للقتال وبكر يتأهبون للحرب فلما أصبحوا أقبلت الأعاجم نحوهم يسيرون على تعبية ومعهم الجنود والأفيال عليها الأساورة وكان مرداس السلمي مجاوراً في بكر بن وائل يومئذ فلما رأى الجيوش قد اقبلت إليهم حمل عياله وخرج عنهم وقال يحرضهم : بـلـغ سـراة بـني بـكـر مـغـلغــلــة *** أنـي أخـاف عـليكـم سربـة الـواري أني أرى الملك الهامـرز منصلتـاً *** يـزجـي جيـاداً وركبـاً غيـر اعـياري فـأن أبـيـتـم فـأنـي رافـع ظـعــنـي *** ومنشب فـي جبال اللـوب أضفـاري وجـاعـلاً بـيـنـنـا ورداً غـواربــــه *** تـرمـي إذا مـا رمـى الـوادي بتيـار وكتب لقيط الأيادي إلى بني شيبان في يوم ذي قار شعراً يقول فيه : قـومـوا قياماً على أمشاط أرجـلكـم *** ثم أفزعوا قد ينال الأمن من فزعا وقــلــدوا أمــركــم الــلــه دركــــم *** رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا لا متـرفـاً إن رخـاء العيش ساعـده *** ولا إذا عـض مـكـروه بـه خـشـعـا مـا زال يحلـب هـذا الـدهـر أشطـره *** يـكـون مـتـبـعـاً طـوراً ومـتـبـعـــا حـتى أستمـر عـلى شـزر مـريرتـه *** مستحكم الرأي لا قحم ولا ضرعـا وكان نازلاً في بني شيبان ربيعة بن غزالة السكوني ثم التجيبي هو وقومه فقال : يا بني شيبان أما أني لو كنت منكم لأشرت عليكم برأي مثل عروة العلم فقالوا : أنت والله من أوسطنا فأشر علينا فقال : لا تستهدفوا لهذه الأعاجم فتهلككم بنشابها ولكن تكردسوا كراديس فإذا أقبلوا على كردوس شد الآخر فقالوا : قد رئيت رأياً ، ولما تقارب الزحفان قام حنظلة بن ثعلبة فقال : إن النشاب الذي مع الأعاجم يفرقكم فإذا أرسلوه لم يخطئكم فعاجلوهم اللقاء وابدؤهم بالشدة ثم قام إلى وضن راحلة أمرأته فقطعه ثم تتبع الظعن يقطع وضنهن فسقطن على الأرض فقال : ليقاتل كل رجل منكم عن حليلته ثم ضرب قبه على نفسه ببطحاء ذي قار وآلى ألا يفر حتى تفر القبة وقطع سبعمائة رجل من بني شيبان أيدي أقبيتهم من مناكبها لتخف أيديهم لضرب السيوف وقام هاني بن مسعود فقال : يا قوم مهلك مقدور خير من نجاء معرور وإن الحذر لا يدفع القدر وإن الصبر من أسباب الظفر المنية ولا الدنية واستقبال الموت خير من استدباره والطعن في الثغر أكرم من الطعن في الدبر يا قوم جدوا فما من الموت بد فتحلوا كان له رجال أسمع صوتاً ولا أرى قوماً ويا آل بكر شدوا واستعدوا وإلا تشدوا تردوا وقام شريك بن عمرو بن شراحيل فقال : يا قوم إنما تهابونهم أنكم ترونهم عند الحفاظ أكثر منكم وكذلك أنتم في أعينهم فعليكم بالصبر فإن الأسنة تردي الأعنة يا آل بكر قدماً قدماً وجعل الناس يتحاضّون ويرجزون فقالت امرأة من عجل : أن تهزموا نعانق *** ونفرش النمارق أو تهزموا نفارق *** فراق غير وامق وقال حنظلة بن ثعلبة : قـد جـد اشـيـاعـكـم فـجــدوا *** مـا عـلتي وأنـا مـودٍ جـلـد والـقـوس فـيـهـا وتـرٍ عـرد *** مـثـل ذراع البـكـر أو أشـد قد جعلت أخبار قومي تـبـدو *** إن المنـايـا ليس منهـا بـد هــذا عـمـيــر حـيــة ألــــــد *** يـقــدمـه لـيـس لــه مـــرد حـتى يـعـود كالكميت الـورد *** خلـوا بني شيبان فاستبدوا روحي فـداكم وأبي والجـد وقال يزيد بن حنظلة : من فـر منكم فـر عـن حـريـمـه *** وجــاره وفــر عــن نـديـمـه أنـا أبـن سيـّار عـلى شـكـيـمـه *** إن الـشـراك قــد مـن أديـمـه وكـلـهـم يـجـري عـلى قـديـمـه *** من قارح الهجنـة أو صميمه وقال عمرو بن جبله اليشكري : يا قـوم لا تـغـرركـم هـذي الخـرق *** ولاوميض البيض في الشمس برق مـن لـم يـقـاتـل منكـم هـذا العنـق *** فـجـنـبــوه الـراح وأسـقـوه الـمـرق ووقف الجيشان متقابلين فكانت بنو عجل في الميمنة بأزاء خنابزين وعليهم حنظلة بن ثعلبة وبنو شيبان في الميسرة بأزاء كتيبة الهامرز وعليهم بكر بن يزيد بن مسهر وأفناء بكر في القلب وعليهم هاني بن مسعود فخرج أسوار من الأعاجم في أذنيه درتان من كتيبة الهامرز يتحدى الناس للبراز فنادى في بني شيبان فلم يبرز إليه أحد حتى إذا دنا من بني يشكر برز له ابن حارثة فشد عليه بالرمح فطعنه ودق صلبه وأخذ حليته وسلاحه وخرج الهامرز يدعوا إلى البراز فخرج إليه الحوفزان فقتله وفي ذلك الحين أرسلت أياد وكانت في جيوش كسرى سراً إلى بكر وقال رسولهم أي الأمرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقون القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى الناس أنهزمتم بهم ، وقال يزيد بن حمّار السكوني وكان حليفاً لشيبان أطيعوني وأكمنوا لهم كميناً ففعلوا وجعلوا يزيد رأسهم وكمنوا في مكان يقال له الخبي واجتلدوا وحملت ميسرة بكر وعليها حنظلة على ميمنة الجيش وحملت ميمنة بكر وعليها يزيد بن مسهر على ميسرة الجيش وخرج عليهم الكمين من الخبي وعليهم يزيد بن حمّار فشدوا على قلب الجيش وولت أياد منهزمة كما وعدتهم وأنهزمت الفرس وتبعتهم بني بكر ولحق مرثد بن الحارث النعمان بن زرعة فأهوى له طعناً فسبقه النعمان بصدر فرسه فأفلته ولكن أسود بن بجير العجلي وضع يده في يده ثم جز ناصيته وخلى سبيله ، ثم أتبعت بكر الفرس وأحلافهم من العرب يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم حتى أصبحوا من الغد وقد شارفوا السواد ودخلوه في طلب القوم أما أياس بن قبيصة فكان أول من أنصرف إلى كسرى بالهزيمة وكان كسرى لا يأتيه أحد بهزيمة جيش إلا نزع كتفيه فلما أتاه أياس سأله عن الخبر فقال هزمنا بكر بن وائل فأتيناك بنسائهم فأعجب ذلك كسرى وأمر له بكسوة ثم أستأذنه أياس فقال : إن أخي قيس بن قبيصة مريض بعين التمر فأردت أن آتيه ثم أستأذنه فأذن له كسرى فركب فرسه الحمامة ولحق بأخيه ثم آتى كسرى رجل من أهل الحيرة وهو بالخورنق فسأل : هل دخل على الملك أحد ؟ فقيل : نعم أياس بن قبيصة فقال ثكلت أياساً أمه وظن أنه قد حدثه بالخبر فدخل عليه وحدثه بهزيمة القوم وقتلهم فأمر به فنزعت كتفاه وهكذا انتصرت قبيلة بكر بن وائل على العجم ويوم ذي قار من أهم أيام العرب بالجاهلية وذو قار بير ماء لبكر بن وائل قريباً من الكوفة وقد قيل بهذا اليوم كثيراً من الشعر ونظراً لكثر ما قيل نلخص بعض القصائد قال : صناجة العرب شاعر بكر الأعشى بن قيس من قصيدة : وجند كسرى غداة الحنـو صبحهـم *** مناغطاريف ترجو الموت وأنصرفوا لـقـوا مـلـمـلـمـة شهـبـاء يـقـدمـهـا *** لـلـمـوت لا عـجـزٍ فـيـهـا ولا خـرف فـرع نـمـتـه فـروع غـيـر نـاقـصــة *** مـوفـق حـازم فـي أمــره أنـــــــــف فـيـهـا فـوارس مـحـمـودٍ لـقــاؤهـم *** مـثـل الأسـنـة لا مــيـل ولا كـشــــف بيض الوجوه غداة الروع تحسبهم *** جنـان عيـن عـليها البيض والزغـف لـمـا رأونـا كشفـنـا عـن جمـاجـمنـا *** لـيـعـلمـوا أنـنـا بـكـرٍ فـيـنـصـرفـــوا قـالـوا البقيـة والهـنـدي يـحصدهـم *** ولا بـقــيـة إلا الـسـيـف فـانـكشـفـوا لـو أن كـل مـعــدٍ كـان شـاركــنـــــا *** في يـوم ذي قار ما أخطاهم الشـرف لـمـا أتـونـا كـأن الـلـيـل يـقـدمـهـــم *** مطبـق الأرض تغشاهـا بهـم سـدف بـطـارق وبـنـو مـلـك مـرازبـــــــــة *** مـن الأعـاجـم فـي آذانـها الـنـطـــف من كل مرجانة في البحـر أحـرزهـا *** تـيـارهـا ووقـاهـا طـيـنهـا الـصـدف وضعـنـنـا خـلـفـنـا تجـري مدامعهـا *** أكـبـادهـا وجـلا مـمـا تـرى تـجــــف كـأنـمـا الحـال فـي حـافـات جمعـهـم *** والبيض برق بـدأ في عارض يكـف يحسرن عن اوجه قـد عاينت عـبـراً *** ولاحـهـا عـبـرة ألـوانـهـا كـســــف ما في الخدود صدوراً عن وجوههم *** ولا عـن الطعن في اللبـات منحـرف لـمـا أمـالـوا إلـى الـنـشـاب أيـديـهـم *** مـلـنا بـبـيـض فـظـل الهـام يقتطـف وخـيـل بـكـرٍ فـمـا تـنفـك تـطحـنهـم *** حـتى تـولـوا وكـاد الـيـوم يـنتـصـف وقال الأعشى القيسي يلوم قيس بن مسعود الشيباني : أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد *** وأنـت امرؤ تـرجـو شبابـك وائـل أطـوريـن فـي عـام غـزاة ورحـلــة *** ألا لـيـت قـيس عـرفـتـه الـمقـاتـل لقـد كـان في شيبان لـو كنت عالماً *** قـبـاب وفـيـهـم رحـلـة وقـبـائـــــل رحـلت ولـم تـنظـر وأنـت عميدهـم *** فـلا يبلغـني عـنـك مـا أنـت فـاعـل فـعـريّـت مـن أهـل ومـال جـمعـتـه *** كـمـا عـريـت مـمـا تـمـر المـغـازل لـعـلـك يـوم الـحـنـو إذ صبحــتهـم *** كـتـائـب مـوت لـم تـعـظـك العـواذل وقال الأعشى يمدح بني شيبان : فـدى لبني ذهـل بن شيبـان نـاقـتي *** وراكـبـهـا يـوم الـلـقـاء وقـــلــــت كفـوا إذ أتـى الهامرز تخفق فـوقـه *** كـظـل الـعـقـاب إذ هـوت فـتـدلــت أذاقـوهـم كـأسـاً مـن الـمـوت مـرة *** وقـد بـذخـت فـرسـانـهـم وأذلــــت فـصبـحـهـم بـالحـنـو حـنـو قـراقـر *** وذي قـارهـا منهـا الجنـود فـقـلـت عـلى كـل مـحـبـوك الـسـراة كـأنـه *** عـقـاب سرت مـن مرقـب إذ تدلـت فجاءت على الهامرز وسط بيوتهم *** شأبـيـب مـوت اسبـلـت فاستهـلـت تناهـت بنو الأحزاب إذ صبرت لهم *** فـوارس مـن شيبـان غـلب فولـت وروى هذا البيت في لسان العرب : وهـم ضـربـوا بالحنـو حنـو قـراقـر *** مـقـدمـة الـهـامـرز حـتـى تـولــت قال أبو عبيدة : سئل أبو عمرو بن العلاء وقد تنافر إليه عجلي ويشكري فزعم العجلي أنه لم يشهد يوم ذي قار من بكر غير شيباني وعجلي وقال اليشكري : بل شهدتها قبائل بكر وحلفاؤهم فقال أبو عمر قد فصل بينكما التغلبي حيث يقول : ولـقـد رئـيـت أخــاك عـمـراً مـــرة *** يـقـضي وضيـعـيـه بـذات العـجـرم فـي غمـرة الموت التي لا تشتـكي *** غـمـراتـهـا الأبـطـال غـيـر تـغـمغـم وكـأنـمـا أقـدامـهــم وأكــفـهـــــــم *** سـرب تـسـاقـط فـي خـليـج مـفـعـم ولمـا سمعـت دعـاء مـرة قـد عـلا *** وأتـى ربـيـعـة فـي العـجـاج الأقـتـم ومحـلـّم يـمشـون تـحـت لـوائـهـم *** والـمـوت تـحـت لــواء آل مـحــلــّم لا يصرفون عن الوغى بوجوههم *** فـي كـل سـابـقـة كـلـون الـعــظـلــم ودعـت بـنـو أم الـرقاع فـاقـبـلــوا *** عــنـد الـلـقـاء بـكـل شـاك مـعــلـــم وسـمعـت يـشكـر تـدعي بحـبـّيـب *** تـحـت العجاجـة وهـي تقطـر بالـدم يمشون في حلق الحديد كما مشت *** أسـد العـريـن بـيـوم نحـس مـظلـم والجمـع مـن ذهـل كـأن زهـاءهـم *** جـرب الجمـال يقودهـا ابنـا قـشعـم والخيـل من تحت العجاج عوابساً *** وعـلى مـنـاسجهـا سحائـب مـن دم وقال العديل بن الفرج العجلي : مـا أوقـد النـاس مـن نـار لمـكـرمـة *** إلا اصطـلينـا وكنـا موقـدي النـار ومـا يعـدون مـن يـوم سـمعـت بـه *** للنـاس أفـضـل مـن يـوم بـذي قـار جـئنـا بـأسلابهـم والخـيـل عابسـة *** لـمـا استـلـبـنـا لكسرى كـل أسـوار وقال أبو كلبة التيمي مجاوباً العديل : لـولا فـوارس لا مــيـل ولا عــــزل *** مـن اللـهـازم مـا قـظـتـم بـذي قـار أن الفوارس مـن عجـل هـم أنفـوا *** من أن يخلوا لكسرى عرضة الدار لاقـوا فوارس مـن عجـل بشكـتهـا *** لـيـس إذا قـلـصـت حـرب بأغـمـار قد احسنت ذهل بن شيبان ماعدلت *** في يوم ذي قـار فرسان بن سيـار ونحـن أتـيـناهـم مـن عـند أشملهم *** كــمــا تــلــبــس ورّاد بــصـّـــــدار وقال بكير أصم بني الحارث بن عباد يمدح بني شيبان : أن كـنـت سـاقـيـة الـمـدام أهـلـهــا *** فـأسـقـي عـلـى كـرم بـنـي هــمــام وأبـا ربـيـعـة كـلـهـا ومـحــلــــــــم *** ســبــق بــغــايــة أمــجــد الأيــــام ضربـوا بـني الأحـرار يـوم لقوهـم *** بـالـمـشـرفـي عـلـى مـقـيـل الـهـام شـد أبـن قـيـس شـدة ذهـبـت لـهـا *** ذكــراً لــه فــي مــعــرق وشــــــام عـمـرو ومـا عـمـرو بـقـحـم دالـف *** فــيــهــا ولا غــمــر ولا بــغـــــلامٍ هذا ملخص ما حدث في معركة ذي قار وهي من أشهر أيام العرب في الجاهلية وتسمى يوم ذي قار ويوم الحنو ويوم قراقر ويوم تقطيع الوضن وقد مر ذكرها بجميع كتب التاريخ . |
أخينا فرج أنت تقول : ( وذهب بعض المورخون ان مسمى قبيلة عنزة ليست جديَة وانما هو لقب بسبب هذه المعركة حيث قالوا الناس (عنزهن ) اي ادخل بناته على من افتكهن فقيل عنزة حتى يومنا هذا ) وتقول ) اما الجد الذي لاخلاف عليه هو وايل وأقول لك أن الجد الذي لا خلاف عليه جد عنزة هو عامر بن أسد بن ربيعة أما وائل فهو متكرر في ربيعة وغيرها فهناك وائل أبو بكر وتغلب وعنز وهو وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة وكذلك جد قبيلة بني هزان من عنزة وهو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة وأيضاً وائل جد بشر ومسلم وقد حفظ في صدور الرواة أما صحة مسمّى قبيلة عنزة فقد ورد ذكره بالمصادر وسبق وأن كتبت هذا المبحث :
تصحيح مفهوم خاطيء في اسم جد قبيلة عنزة الصحيح يتناقلون بعض عوام قبيلة عنزة اشاعة تقول أن سبب اسم عنزة أمرأة دخلت على عنزة وكانت مطاردة من قوم ونطحوها عنزة ينتخون ( عنزت عنزت ) يعني تعنزت علينا وبعد ذلك اطلق على أبناء وائل عنزة وهم يشيرون إلى هند بنت النعمان والصحيح أنه شرح عن قصّة ذي قار في مصادر كثيرة موثقة وليس كما ذكر والقبيلة التي لجأ لها النعمان وتركته هم بنو شيبان من بكر وهم لا يزالون على اسمهم ما يقال لهم عنزة بموجب تلك الرواية وهذه بعض المصادر التي ذكرت سبب لقب عامر بن أسد بن ربيعة جد عنزة : جاء في كتاب المعارف تأليف النسابة أبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة المتوفي سنة 276هـ قال : أما عنزة بن أسد فاسمه عامر وسمي عنزة لأنه قتل رجلا بعنزة وعنزة هو ابن أسد بن ربيعة فولد عنزة يقدم بن عنزة ويذكر بن عنزة . وجاء في كتاب الأشتقاق تأليف الكاتب أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد المتوفي سنة 321هـ قال : أما عنزة بن أسد فاسمه عامر وسمي عنزة لأنه طعن رجلاً بعنزة وهي ( خشبة في رأسها زج ) كرأس السهم . وجاء في كتاب الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه العشرة تأليف النسابة محمد بن أبي بكر بن عبدالله بن موسى التلمساني الشهير بالبري المتوفي سنة 680هـ قال : وأسم عنزة عامر وسمي عنزة لأنه قتل رجلاً بعنزة فولد عنزة : يقدم ويذكر ومنهما تفرقت عنزة وجاء في كتاب المصباح المنير للعالم العلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي المتوفي سنة 770هـ قال : ( العنزة عصا أقصر من الرمح ولها زج من أعلاها وعنزة أبو حي من ربيعة ) . وجاء في كتاب القاموس المحيط للطاهر أحمد الزواوي قال [ العنزة وهي رمح بين العصا والرمح فيه زج وعنزة بن أسد بن ربيعة أبو حي ] . وجاء في كتاب توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم تأليف ناصر الدين الدمشقي قال : العنزي بفتح أوله والنون معاً ثم زاي مكسورة ومنهم معبد بن هلال العنزي ومحمد بن المثنى العنزي ومندل بن علي العنزي وآخرون ونسبتهم إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وعنزة لقبه بحيث طعن رجل بعنزة فلقب بها كما ذكره أبو بكر بن دريد في الأشتقاق واسمه عامر بن أسد بن ربيعة . |
الساعة الآن 12:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd