![]() |
من آداب المنطق وحُسن الكلام
من آداب المنطق وحُسن الكلام
من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب .. حتى قالوا: « لكل مقـام مقـال ». فيقال للمريض "معافى"، وللأعمى "بصير"، وللأعور "كريم العين"، وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران، فسأل وزيره الفضل بن الربيع: ما هذه ؟. فأجابه الوزير: عروق الرماح يا أمير المؤمنين. لماذا لم يقل له: إنها الخيزران؟ لأن أم هارون الرشيد كان اسمها "الخيزران"، فالوزير يعرف من يخاطب؛ فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة. و أحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار : ما جمع مسواك ؟ فأجابه ولده بالأدب الرفيع : (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين). فلم يقل الولد: (مساويك) لأن الأدب هذّب لسانه، وحلّى طباعه. و خرج عمر- رضي الله عنه- يتفقد المدينة ليلا، فرأى نارا موقدة، فوقف، وقال : يا أهل الضَّوء، وكره أن يقول: يا أهل النَّار. و لما سُئِل العباس- رضي الله عنه، وعن الصحابة أجمعين-: أنت أكبر أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ؟. فأجاب العباس قائلا : (هو أكبر مني، و أنا ولدت قبله). ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله -عليه الصلاة والسلام-!. اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف فى مجتمعاتنا، وأصبح بعضنا يبرر ذلك لنفسه ببعض الكلام مثل: أنا صريح، و أنا أتكلم بطبيعتى، أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق. والحقيقة أن هناك فرقا كبيييرا جدا بين النفاق، ومراعاة مشاعر الآخرين ، وبين الصراحة، والوقاحة. يجب ان نعي جيدا أن بين كسر القلوب وكسبها خيطا رفيعا اسمه "الأسلوب". *رزقني الله واياكم الحكمة في الامور كلها وهدانا الى الطيب من القول* |
الساعة الآن 09:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd