موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه

موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه (http://www.bnabar.com/vb/index.php)
-   المقالات العلميه والبحث العلمي (http://www.bnabar.com/vb/forumdisplay.php?f=98)
-   -   مفهوم المشيخة وإعتلال المفاهيم! (http://www.bnabar.com/vb/showthread.php?t=9685)

ابو مشاري الرفدي 06-03-2014 01:42 AM

مفهوم المشيخة وإعتلال المفاهيم!
 
قرأت موضوعاَ فى أحد المنتديات ينفى فيه كاتبه قصة الشيخ ساجر الرفدى مع ذلك الرجل المدعو خليف الذى قتل السلوقى وكسر العظم ونثر الدلة وهى القصة المشهورة المتداولة بين العامة, والكاتب هنا يشكك فى صحة القصة والقصيدة على أنها لساجر الرفدى أو أن هذه الحادثة قد جرت عليه أصلاَ, ويتسائل الكاتب قائلاَ : كيف تنسب هذه القصة لرجل بحجم ساجر الرفدى؟ ساجر الذى غزا القبائل صغيرها وكبيرها يكون بهذه الفاقة ولايجد فى بيته قهوة ويفطر على ماء؟ساجر الذى أكد الكثيرين أن بيته لاتكاد طرفة وشبته للنار تُرى من بعيد كأنها سارية ودلاله الكبيرة؟ ساجر الذى قاد الجيوش الجرارة لايجد قهوة يفطر عليها؟ ساجر الذى أخذ ذروات إبن رشيد لايجد قهوة ويفطر على ماء؟ هل مرافقة وخوة الشيوخ بهذه السهولة قديماَ؟ ساجر الذي حوله من ابناء جماعته والعبيد والذين معه ياتي خليف منفردا ويرافقه في الصيد ويرمي طير ساجر ويقتله؟ وهل بيت ساجر لايوجد فيه إلا دلة واحدة حتى يأتى واحد مثل خليف وينثرها هكذا عبثاَ؟ هل مجالس الشيوخ قديماَ بهذه الفوضية حتى يأتى خليف وينثر الدلة أمام شيخ أرعب حكام الجزيرة العربية من إبن رشيد وإبن سعود والأتراك حتى وصلت جيوشه أبواب بغداد؟ وهل ساجر الذى كان يجلس على يمينه الأبطال والشيوخ وعن يساره زحول الرجال وعقداء القوم لديه متسع من الوقت لكي يخاوى شخص مثل خليف؟ ساجر الذى يملك الالاف من الخيول والابل ليصيد بها روس الرجال ويغنم اطيب الحلال يتحسر على دله وسلوقي وطير؟ ومن يخاويه خليف؟! ساجر الذي تحمل اكبر المصائب والبلاوي يعدد اربع مصائب وهي سلوقي وطير ودله وتتن وتشغل باله؟ ثم يختم الكاتب كلامه مستغرباَ: أي عقول يفكرون بها هولاء القوم؟! إن هذا تحليل واجتهاد منى لكنى غير مقتنع البته بهذه القصة التي أجزم يقينا انها لشخص غير الشيخ ساجر.....إنتهى

هذه بإختصار تساؤلات الكاتب وفكرته التى بنى عليها هذه الرؤية والتحليل, وملخصها أن هذه الرواية والقصيدة لاتصح عقلاَ ولامنطقاَ أن تنسب للشيخ ساجر الرفدى بناء على تلك المعطيات التى ذكرها, وهى تساؤلات تبدوا مشروعة ومنطقية للقارى حين قراءتها للوهلة الأولى بحكم أن لكل جديد دهشة! وأنا هنا لست بصدد إثبات صحة هذه الحادثة من عدمها, لكن مالفت نظرى فى هذا المقال رغم عسر قبولى لهذا التحليل, أن المتسائل فى هذا قد أسقط رؤيته ونظرته الشخصية لمفهوم المشيخة التى يراها هو بكل أبعادها وإستحقاقاتها, على مفاهيم وقيم إجتماعية لها مفاهيمها الخاصة التى تختلف تماماَ عن هذا المفهوم الضيق الذى يعتقده الكاتب, فالمشيخة هنا أو الزعامة ليست شأن إلهى مقدس يجب تنزيه صاحبها عن كل مايجرى على خلق الله من أحداث قد لاتتناسب ومكانة هذه المشيخة! وهذه لاشك من المفاهيم المقلوبة والرؤى الخاطئة وهندسة مختلة بنى عليها أخينا الكاتب هذا الرأى والتحليل المجانب للصواب, والسبب وراء هذا أننا بفطرتنا قد نميل الى عشق الرموز وتقديس الأسماء دون النظر الى واقع ذلك الزمن, ومعطيات تلك الفترة التاريخية الذى كانت تعيشه تلك المجتمعات سواءً بإيجابياته أو بسلبياته, وهى قطعاَ لاترى مايراه أخينا المتسائل بأن هناك قداسة للأفراد أو الشخصيات مهما علت مكانتهم الإجتماعية لدى قبائلهم أومجتمعهم الذى يعيشون فيه

والسبب فى هذا أن ثقافة تلك المجتمعات ليست ثقافة كسروية تقدس الفرد وتمجد الأشخاص وكأنهم نصف اَلهه كما هو حال واقعنا اليوم! فساجر الرفدى رحمه الله ومن كان فى زمنه كانوا يعيشون واقعهم كما هو دون تعقيد أو تصنع أو الإدعاء بما ليس فيهم, ورغم أن حالتهم المعيشية هى حالة متغيرة غير مستقرة فرضتها عليهم ظروف تلك المرحلة الزمنية القاسية, الذى قد يصبح فيها الفرد بين ليلة وضحاها غنياَ ذا مال وحلال وقد يمسى خلال ساعات فقيراَ معدماَ لايملك من حطام الدنيا أى شىء! فهون عليك ياأخى فالأمر أبسط مما تتصور وتعتقد لو أنك تبسطت أكثر فى تحليلك ولم تغفل تلك الجوانب الحيوية, خصوصاَ الجانب الحسى والمعنوى لمفهوم المشيخة ومدلولها الإجتماعي لدى تلك المجتمعات, الذى لاشك انه مفهوم يختلف إختلافاَ جذرياَ وعميقاَ عن المعانى والمفاهيم والرؤية االفلسفية لمفهوم المشيخة لدى مجتمعاتنا اليوم فشتان بين الأمرين! فمجتمع ذلك الزمان كانوا أقرب للفطرة والواقعية المثالية فى التعامل مع الأشياء بطبيعتها كما هى دون تكلف ولا تعقيد, لاكما يعتقد البعض كما هو واضح لدى الأخ الكاتب

فقديماَ كان الشيخ أو الفارس أو الكريم الجواد لايستنكف عن مخالطة الناس أو مجالستهم على مختلف مستوياتهم الطبقية والإجتماعية, بل لايجد فى هذا غضاضة أو حرج من هذا الوضع إطلاقاَ, وهذا هو سر بقاء هذه الأسماء خالدة حتى هذا اليوم! فالقول أن ساجر الرفدى ليس لديه متسع من الوقت كي يخاوى شخص مثل خليف؟ وأن خوة الشيوخ ليست بهذه السهولة؟ الى اَخر هذه الديباجة التى لاتتسم بروح القبول والإتساق, لهى حقاَ إعتلال فى المفاهيم ورتل مختل من النرجسية القبلية تغلل فى النفوس قبل العقول مما أدى فى النهاية الى هذه الثقافة الجديدة المدمرة! وهو الأمر الذى يتكرر يومياَ لدى الذين يتهالكون على المديح تدفعهم بذلك روح المكابرة والغرور حتى أصبحنا إضحوكة عند أكثر القبائل؟ فهؤلاء الأعلام ياعزيزى ليسوا بحاجة الى هذا الملق والمديح المستملح, بقدر ماهم بحاجة الى إبراز ماَثرهم وذكر مناقبهم دون تسطيح أوإفتراضات فضفاضة كهذه الشرنقة المعقدة التى لاأساس لها من الواقع والله من وراء القصد!!

عبدالله بن عبار 06-03-2014 09:25 AM

المكرّم الشيخ أبو مشاري الرفدي حفظك الله : لقد أفدت وأجدت ولمست كبد الحقيقة وأخينا كاتب المقال الذي يستغرب هذه القصّة ويستنكر حدوثها هو لم يأخذ بحسابه أوضاع القوم وحياتهم المعيشية في ذلك العصر وما يمر عليهم من شظف العيش كبيرهم وصغيرهم كما أنه قد تجاهل الظروف السابقه فهو يتصوّر أنه في هذا العصر ويرى أن الشيخ ساجر بالقرب منه السوبرماركتات والمحلات منتشره والسيارات والسواقين واقفه وأي سوق يريده في خلال دقائق يصل أليه وهو لم يسمع أحاديث كبار السن عن حال البادية في الوقت الماضي وكيف للشخص الذي يعيش في الحماد وفي صحراء بعيده عن المدن أن يتوفر عنده كل ما يريد والبدو عندما يفرغ مكيلهم لا يستطيع شخص بمفرده أن يذهب ليحضر الطعام من كثر الغزاه والحناشل ولكنهم يتجمعون رجال القبيلة ويسفرون بقافله ضخمه معها حمايه من الفرسان وقد يمضون شهر أو أكثر وهكذا
وفي عصر الرسول صلّى الله عليه وسلّم والصحابة رضي الله عنهم جرت لهم قصص كثيرة من الجوع والفاقه بأمكان من يرغب الأطلاع عليها أن يقرأ السيره وفي عصرنا القريب وبعد حكم الإمام عبدالعزيز طيّب الله ثراه توجد وثائق كتب بها أن الملك عبدالعزيز تسلّف من فلان بن فلان مائة ريال فهل هذا يعيب الملك ؟ وهو الملك وفي عصر الملك عبدالعزيز قبل أن يفتح الله على البلاد خزائن الأرض يقدمون عليه مشائخ قبائل فيخرجيهم بعشرين ريال وأحيان قلّة تمر فهل في هذا غرابة ؟

عندما تعاونت مع الدكتور سعد الصويان في بحثه للحصول على الدكتوراه في الشعر الشعبي وكنت أجيبه لكبار الرواه فيسجّل منهم قصص وأحداث أهدى عليه صور لبعض مشائخ عنزة النادره حيث احضرها من مكتبات الغرب وهي الذي وضعتها في الطبعه الأولى من كتابي وكان لم يطلع عليها أحد من المشائخ وهناك صورة أحد مشائخ عنزة الكبار وبجانبه طفل صغير عليه ثوب رث وهو بدون غتره ويسير حافي ومكتوب أن هذا الطفل فلان بن فلان حفيد الشيخ وعندما شاهده أحد أحفاده قال لي لا تكتب اسم هذا الطفل فلان بن فلان بل أكتب أنه من أطفال العشيره وهو بذلك لا يريد أن جدّه بهذا المنظر ولكن هم رحمهم الله بأفعالهم وليس بمناظرهم لأن الرجال مخابر وليس مناظر والرجل الذي كتب يستنكر ما حدث مع ساجر من قصّة خليف لابد أن يكون له مقصد ولو أردنا أن نذكر شخصيات شيوخ عنزة في العصور القديمه ونعدد مآثرهم فأننا لا نجد بهم أحد إلا وله من المجد والسؤدد مالا يحصى فهاهو أبن شعلان قد حكم الجوف والنقره وهاهو أبن مهيد قد سيطر على أملاك وبلدان وهاهو أبن ملحم في عصر من العصور ما تخرج قافلة من اسطنبول إلا بخفارته وهاهو أبن سمير قد حارب الدول وهاهو أبن هذال بلغ من الشهرة والمجد ما بلغ كذلك العواجي والأيدا والفقير وأبن مجلاد وغيرهم وغيرهم وقد تجري معهم قصص في ذلك العصر حسب ظروف الحياه وفي عصرنا القريب جاءت سنه تسمّى سنة الحقّه حيث كان الطعام يباع بالحقّه وهي وزن من أقل الأوزان وفي عصر الشيخ حاكم بن مهيد قبل مائة سنه كان قد جاء على الفدعان فلج دم الأرض ومات الحلال وكادوا الأوادم يهلكون فتضمّن الشيخ حاكم رحمه الله أفران مدينة الرّقه وعيّش القبيلة وكان هذا الدهّر يسمى جلغيف وقيل به الكثير من القصائد حيث قال الشيخ جهبل أبو زهرة من هجينيه :
يا راكب فوق مامونــــــه *** سلّم على شيخ الأطرافي
ضّمّن حلاله بطابونـــــــه *** يوم الحطب دمّه السافي
حرش العراقيب مرجونه *** والقاع ما عاد تنشافي
وقال آخر :
مهبلك يا مزعلك جلغيف *** جلغيف جلغف مخاليقي
أخذ حلال وبنات هيـــف *** وأخـذ عيالن هداليـقـي
ونحن ننظر للرجال من زاوية أفعالهم وليس من نمط حياتهم المعيشيه

ابو مشاري الرفدي 06-03-2014 10:07 PM

حياك الله يابومشعل والشكر موصول لك على هذه الإفادات والومضات التاريخية التى لاغنى لنا عنها والحقيقة أن باب العذر واسع خصوصاَ لأولئك الذين ليس لهم دراية ولاعناية ولارواية فى هذا الشأن فهم من هذا الباب قد يسيؤون لهذا الموروث من حيث لايشعرون وذلك بحجج واهية وإعتقادات خاطئة وتصورات ذهنية عالقة لاأساس لها وهذه نتيجة حتمية ومتوقعة لثقافة التدمير الممنهجة وسياسة شحن الأذهان بالخرافات والأكاذيب وتزييف الحقائق كنظرية المؤامرة التى إبتلينا بها خلال السنوات القليلة الماضية!

عبدالله بن عبار 06-03-2014 10:52 PM

شكراً لأبو مشاري الرفدي على تمحيصه لكل خبر يجانب الصواب ومن القصص التي دونتها في كتابي قطوف الأزهار :

يقال أنه حصلت معركة بين ابن سويط شيخ الضفير والشيخ أبن هذال وفي أثناء المناخ فقد ابن سويط الدخان فذهب إلى بيت أبن هذال ودخل وسكب فنجال من الدلة فشربه وتمثل قائلاً :
جينـاك يا شيخ السلـف والجهـامـه *** زيـزوم ربـعـه بالـنهـار الكـبـيـري
جيتك عـلى شقـراء بـداجي ظـلامـه *** الـراس مـنـي دايـخ مـسـتـديــري
فقال أبن هذال مجاوباً أبن سويط :
هـلا هـلابـك يـا خـلايــف سـلامـــه *** رحبت بـك يا شيخ والـلـه خبيـري
الـبـن الأخـضـر تـو فـكـوا بـلامـــه *** مع شف فنجالـه اعماسك يطيـري
وصـيـنـيـة عـلـيـه مـثـل الـعــدامـه *** كرامـة مـا غـاب عـنهـا القصيري


فهل يأتي شخص ويشكك بقصص القدامى ويقول كيف أبن سويط الشيخ المعروف يفقد الدخان ؟ نحن نكتب ما سمعنا من قصص الرجال ولست شهود عيان ولكن على ذمّة الراوي والله اعلم

ابو مشاري الرفدي 06-04-2014 12:53 AM

نعم صح لسانك يابومشعل وماقلته هو عين الصواب وقس على هذا القصص والأمثلة التى تحاكى هذا الواقع وهى كثيرة وحاشدة والسؤال:هل هناك من شكك بهذه الرواية من أصحاب الشأن أواعترض عليها أو إستغرب كيف إبن سويط وهو من هو فى قبيلته ومكانته لايوجد لديه دخان؟ وهل هذا قلل من شأنه أوأسقط من قدره كإبن سويط شيخ الظفير! بالطبع لا... فذاك زمن له ظروفه وخصوصيته لايجب أن نسقط مانحن عليه من تبدل بالمفاهيم وتغير فى الرؤى والمعاييرعلى ذلك العصر ثم نقيس عليه بعد ذلك تلك المقاييس الخاطئة وبتأويلات تحمل معانى سلبية اكثر منها إيجابية وإلا أصبح هذا يٌعد من الشغف بالمبالغات والتهويلات والعبث المحض الذى لامعنى له!

متعب الفققي 06-15-2014 06:37 PM

تحيه طيبه واحترام وتقدير لجناب الاخ الشيخ ابو مشاري الرفدي اشكرك على تفنيد تلك القصه وتنويرنا بان الرجال العظماء سابقا عظمتهم في افعالهم وتواضعهم وبروزهم عند الملمات فقط وقد يجري عليهم كما ذكرت رعاك الله من شظف العيش والقله احيانا ولكنهم لايبنون مجدهم على اعلام او فضائيات او ديكورات واحضار الكماليات الملونه امامهم وانما كانو احيانا يفترشون الارض ويلتحفون السماء وظروفا احيانا لاتتيح لهم توفير مايحتاجونه بالسهوله وهذا لايثني عزائمهم عن تنفيذ القاعده المتعارف عليها ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب بدون كمرات ثلاثية الابعاد تدبلج المناسبات لقد اعطيت الموضوع حقه ولدينا شواهد كثيره
حصلت للمرحوم الشيخ ساجر وغير من اعلام وقادة قبائل احيانا يبيتون بدون لقمة عيش حتى يردون اعتبارهم في وقت كانت ظروفهم تحتم عليهم ذلك
ولكن كان مكانهم معروف ولا احد يتجرى ان يجلس بمكانتهم وقد يتهوم قليلون الدرايه ان الامور كما هو حاصل اليوم ؟

اكما اشيد بتعقيب الاخ الكبير ابن عنزه البار ابو مشعل على الاضافه المعتبره تاريخيا والله يحفظكم ويمد با اعماركم على مايرضي وجه الله

طبتم وطاب مسعاكم

ابو مشاري الرفدي 06-16-2014 12:54 AM

حياك الله أخى الشيخ أبوعبدالله الفققى وأشكرك على هذه المداخلة والتعقيب القيم والحقيقة أخى أنك لمست ذلك الواقع بكل أبعاده بالعدل والإنصاف وهو واقعاَ يختلف كما تفظلت عن واقعنا اليوم خصوصاَ فى المفاهيم والسلوك والقيم والواقعية! فهناك من يعتقد أن المشيخة سابقاَ هى كمشيخة اليوم بكل أبعادها ومفاهيمها الإجتماعية وهذا غير صحيح البته؟ بل أن واقع الحال فى تلك الفترة الماضية يثبت بالوقائع والأحداث عكس ماعليه اليوم من تبدل بالمفاهيم ومن إختلال بالسلوكيات وحتى بالأخلاق والمشاعر وهذا ليس من السر المعلن؟ وقد أثرت أخى نقطة مهمة بقولك "أن الرجال سابقاَ عظمتهم هى فى أفعالهم وتواضعهم وبروزهم عند الملمات" وهذا تشخيص صحيح وتقرير حال واقعى وحقيقى لذلك الجيل السابق مما يؤكد أن المشيخة هى تحصيل حاصل وإن الافعال والحرص على مكارم الأخلاق هو المعيار الفعلى الذى يحرصون على التمسك به والمحافظة عليه قبل كل شىء بما فيها المشيخة نفسها وهذا من المعلوم بالفطرة! حيث أن مفهوم المشيخة وإن كانت حقيقة واقعة إلا أنها لم تتبلور معالمها وتتضح خصوصيتها وأعرافها بشكلها الحالى إلا خلال النصف القرن الماضى تحديداَ! هذه اخى بعض الشواهد سقناها على مهل وحذر حول مفهوم المشيخة وإلا فالموضوع أعمق بكثير من مما ذكرناه!!

"وتقبل تحياتى"

عبدالله بن عبار 06-16-2014 07:11 AM

الأخوين الكرام الشيخ أبو مشاري الرفدي والشيخ أبو عبدالله الفققي بارك الله في سعيكما ودامت سعادتكما

هناك فوارق بين الشيخ في العصر القديم والشيخ في الوقت الحاضر تتلخص في ما يلي :


الشيخ القديم : يتقدّم القبيله في الحروب وتكون أول طعنه يطعنها هو أو يطعن بها


والشيخ الحالي : أول من يقلط على المفطحه هو وأول لقمه يزقطها هو


الشيخ القديم : يشيخ بالكرم والشجاعه وسمو النفس والعزه وبعد النظر والحكمه


والشيخ الحالي : يشيخ بما ورثه من جدوده بصرف النظر عن صفات المشيخه


الشيخ القديم : يفعل يرأس القبيله وله القدر والجاه وهو يقدرونه الرجال على فعله


والشيخ الحالي : مرتدي عباءة جدّه وينقل عظامه على متنه دون فعل إلا ما قل


الشيخ القديم : كما قال الشيخ عبدالرحمن بن معيتق رحمه الله بأحد قصائده :
أنشد عن الهذال من دور منديل *** عند العرب هم الشيوخ الأوايل
شيوخ توكل ما تدور المـواكيـل *** وتذكر عطاياهم سمان جـزايـل


والشيخ في هذا العصر : كما قال أبن عبار بأحد قصائده :
زومه كبير وزايد الكبـر مطـغيـه *** ينقل على متنه رواميس موتاه
اليا عزمته جاك من حين تدعيه *** لاشك مـا يفـزع اليا جيت تنخاه


الشيخ القديم : يصلح بين جماعته أذا حصل بينهم خلاف


والشيخ الحالي : يفتن بين جماعته [size=6][/size


الشيخ القديم : يقدّر الطيّب من جماعته ويفتخر به


والشيخ الحالي : أبغض ما عليه من يبرز من جماعته حسد وغيره


الشيخ القديم : يصدق مع جماعته ويحبّهم


والشيخ الحالي : يخدّع جماعته ويحرّض بعضهم على بعض ويكرههم


الشيخ القديم : يتلمس أحوال جماعته ويبذل لمحتاجهم

والشيخ الحالي : ينظر لما في جيوب جماعته ويسلبهم

الشيخ القديم : يقرّب العقلاء وأهل الرأي من جماعته


والشيخ الحالي : يقرّب السفهاء والمهرجين والبهلوانيه


والصفات القبيحه ليس كل شيخ تنطبق عليه ولكن من تنطبق عليه هذه الصفات سوف يغضب

العسيري الوايلي 06-16-2014 09:55 AM

جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموجز بمفهوم ( المشيخة ) و فعلاً لا يقارن شيوخ اليوم بالأمس , إلا في ما ندر , و الله المستعان على كل حال

متعب الفققي 06-16-2014 12:59 PM


رغبت ايراد قصيدتي في رثاء العم دلي الفققي رحمة الله برحمته الواسعة، وقد جعلني انقلها هنا تعقيب ابو مشعل على الصفات الحميدة لرئيس القوم وهذي الصفات أنا أعرفها عن المرحوم بإذن الله



سنة الخالـق علـى المخلـوق مكتوبـه=المـوت حـقٍ رب السمـاوات كاتبهـا
العبـد يذكـر فـي تعازيـه ماجـوبـه=سنّة محمـد تقـوم ناسٍ بواجبـهـا
مرحوم ياشيخٍ كـل الأصحـاب عزوبـه=المحبـة بيـن ربـعـة دوم كاسبـهـا
الشيـخ دلّـي ما عمـر ربعـه تحاكوا بـه=عزيـز نفـس ودوم نفسـه يحاسبـهـا
ما عاش بالباطـل ولا شيخـات مكذوبـه=ولا جاب كذبـه علـى العربـان جالبهـا
أنا اشهد إنـه صـادق ماجمّـع ذهوبـه=ولا اهتـم بالدنيـا ولا غـرّه مكاسبـهـا
ولا طق باب الحاكم على الشحذات بالنوبه=ولا شكى الخالق على المخلـوق يكسبهـا
بِشـوش دايــم راضــي بمكتـوبـه=ولا عمر نـم بأطـراف ربعـه يعذربهـا
لا كبـرت القـالـه يـاقـف بماجـوبـه=تصغـر بعينـه الكبيـرة مـع سبايبهـا
يوم المصيبة ماجابـوا حاكـم وزاروبـه=بيده الشريفة رقـع شقـوقً ومقاطبهـا
أصـدق عفـو يـوم الأسـرة تماشوا بـه=يفـرح الصدقـان والعـدوان يغضبـهـا
أقسـم لـو المنايـا تبـدّل ومطلـوبـه=أسكـن بقبـرة واحـط فوقـي ترايبهـا
أجرك على الله يابو مممـدوح محسوبـه=تفـوز بالجـنـة وعليـيـن تكسبـهـا
ياشيـخ المزاهيـف واجبهـم وقاموبـه=مبطـي مزاهيـف لـو نعـدد مناقبـهـا
كم مرةً حقهـم علـى العـدوان عيوبـه=وكـم وقفـةً نميّـل الكفـه ونكسبـهـا
لو هو على الموت أرواحهم دوم مجلوبه=يشهـد التاريـخ والاشـعـار كاتبـهـا
توثيق علمي ما هـي سواليـف مقلوبـه=مـن منافـق فـي هـروجـه يقلبـهـا
شيختك ماهي من احدى الاطراف موهوبه=ورثٍ ورى ورثٍ للاحـفـاد واهـبـهـا
نشوف ناسٍ بامـراض العصـر مكلوبـه=قامـت تزيـف والحقـايـق تحاربـهـا
راع الـردى يشـرب المـاي بعـذوبـه=وراعي الشيمـه تكـدرت لـه مشاربهـا
الديرة الي بها حـق الأجـواد مسلوبـه=جعلهـا تبلـى بمثـل هيلاكـو يخربهـا
وصلاة ربـي عـد ما بالحرميـن صلوبـه=على الرسول جـود للعـروة مقاضبهـا









كلمات: متعب بن عبدالهادي الفققي

ابو مشاري الرفدي 06-17-2014 02:07 AM

"أحد مفاهيم المشيخة"

من المفاهيم المغلوطة حول نظام المشيخة سابقاَ بمظاهرها وإستحقاقاتها المترتبة عليها أنها كانت أحد مكونات الوضع الإجتماعى لبعض الأسر عند قبائل البادية تجرى ضمن قياس طبيعى بين الأفراد بسلاسة وعفوية لاغموض فيها ولاتعقيد! وكان ينظر اليها على أنها مجرد مكانة إجتماعية ليس لها أي ميزة إستثنائية قد تميز صاحبها عن باقى أفراد القبيلة اللهم عدا حفظ المنزلة والمقام فقط؟ وهذا المفهوم كان سائداَ عند أغلب أهل البادية على العموم بإستثناء إمارات أهل القرى والبلدان التى قد تختلف مضامين هذا المفهوم لديها عن تلك المفاهيم المذكورة بعض الشىء! فالمشيخة فى السابق ليست معياراَ للوجاهة اَنذاك أوللفخر والإعتزاز المجردة من الإعتبارات الأخرى! بل أن الفروسية والشجاعة وسائر مكارم الأخلاق كانت أكثر فاعلية وقبول لدى ذلك المجتمع من مجرد مكانة إجتماعية أومشيخة مكتسبة لاروح فيها؟ فقد كانت قيمة الرجل الإعتبارية هى فى فعله وإنجازاته وقدرته على التأثير والتغيير الملموس على أرض الواقع وهى معانى ومفاهيم كانت محببة للنفوس ومحط إستحسان وتقدير وهو مايتوافق والفطرة السليمة التى نشأت عليها تلك الأجيال وبعفويتها التقليدية المجردة من الأهواء والملق والتصنع مما جعلها تنظر الى تلك المفاهيم والقيم الأخلاقية الراقية نظرة إحترام وإجلال يتجاوز بكثير من نظرتها الى المشيخة كمكانة وعرف ومدلول إجتماعي طبيعى لاغرابة فيه ولذلك لامندوحة إذا قلنا أن أغلب مشائخ عنزة سابقاَ كانت تدرك هذا المعنى وتعى اهميته كمفهوم إجتماعى ملموس ومحسوس يجب المحافظة عليه والتمسك به كونه هو المعيار الحقيقى والميزان الواقعى التى تُبنى عليها سمعة الفرد وتُمجد فيه شخصية الرجل وتُذكر فيها ماَثره وخصاله الحميدة كي يبقى إسمه خالداَ وذكره باقياَ لذلك نجد أن أسماء كثيرة قد إختفى ذكرها من صفحات التاريخ كونها إعتمدت فقط على مشيختها ومكانتها دون الأخذ بتلك المفاهيم المعتبرة التى كانت تجرى ضمن مقاييس قدرية كونها تلامس الروح والعقل والمنطق بعيداَ عن فنون الفلسفة والأساطير الخيالية التى يراد إسقاطها على ذلك العصر وتسويقها بهذه المفاهيم المعكوسة التى لاأساس لها على أرض ذلك الواقع !!

عبدالله بن عبار 06-17-2014 11:12 AM

في نظري أن الرجل الذي من سلالة مشائخ أو رجال لهم دور بالمجتمع تجعل القبيله تحترمهم على سمعة جدودهم عليهم حمل ثقيل ما يستطيع حمله إلا هم وهي حماية السمعة التي ورثوها ولكن أذا الرجل يحمل صفات ذميمه مثل الحقد والكذب والبخل والجشع وعدم الغيره على القبيله وعدم السعي لتصليح شئونها والبعد عن مجالسها تكبّر واحتقار رجالها فأن رأيي يقول أنه مهما كان جدّه فهو كمن تدحرج من جبل كان في قمتّه ثم نزل للهاويه

وحماية مفاخر الجدود هي بالكرم والعفه والحميه والصّدق والأمانه والتواضع والدفاع عن مكتسبات الجد بالفعل الطيّب

والحقيقه أنني عندما يعرض مجال ويكون هناك داعي لمدح شخص وهو ليس له فعل يبرزه ولكنه من سلالة شيوخ فأن اسلوبي أجيب أول بيت باسمه ثم أبدأ في مدح جدوده فأقول جده عمل كذا وكذا واذكر أحد الزملاء تردّى به ضابط من حموله معروفه فسبّه بقصيده ومدح أبوه وجدوده ومثل هذا قد يدمّر سمعة جدوده وينعدم احترام الناس له ونسأل الله أن لا يحط من قدر الأجواد بسبب خمول وتكاسل ذريتهم

مع الشكر الجزيل للشيخين أبو مشاري الرفدي ومتعب الفققي وأمثالهم من يحفظ سمعة الجدود

متعب الفققي 06-18-2014 01:14 PM

وقبل ان ننتهي من هذا الموضوع اولا اشكر الاخ ابو عبد العزيز على تعديل وانزال كلمات الرثاء بالعم دلي الفققي والذي قال ابو مشعل عن اوصاف بعض اعلام الاقوام والعم رحمة الله انا كنت ملازما له وتذكرت ماقاله اخينا الكبير ابو مشعل عن الصفات التي يجب ان تكون بمن يمثل قومه
ثانيا ----
بودي اذكر قصة تلاحم بين ابناء قبائل عنزه عند الكلمات قديما مهما حدث من خلافات جانبيه
القصه حدثت في حدود تاريخ 1905م او قبله او بعده بقليل كانوا الدوام والعبده في ديرة تسمى الرحبه وما جاورها وكانت ظروف القبائل تسودها التطاحن والخلافات وكما هو حاصل اليوم حتى في هذا القرن والنظام الدولي هاهي الخلافات والحروب والاطماع لازالت كما هي الا انها تختلف الوسائل -------- اغارت أحد القبائل المعاديه آنذاك على ابل رمضان الفققي المغاتير وجاءه النذير يخبره بما حصل فقال رمضان الله يستر من اللي ازود قال احد جماعته وش اللي ازود يبو هزاع قال اللي ازود اخذكم للقوم الان وهم في حماسهم وثم افقد احدكم او اكثر هذا ازود من اخذ الابل لكن عطوهم فتره مهله وثم نغزي عليهم نجيبها ونجيب معها فطاعوا امر وشور الشيخ رمضان وفي اليوم الثاني حضر عند الشيخ رمضان بعض وجهاء القبيلة وقالوا نبي نجمع لك ابل بدل أبلك ونحن ما نرضى أنه يمر يوم وبيتك ما قدامه أبل وحلايب قال والله مايجيني ولو حاشي اصبروا وسوف تدبر الامور وبينما هم في هذا الحديث وأذا بالخيال عل فرسه قد أقبل متجه لبيت الشيخ رمضان الفققي وكان الشيخ رمضان يتقهوي رجل من وجها الدوام فقال رمضان يالربع هذا الخيال اما بشير او نذير انتبهوا ؟ ثم وقف الخيال عند بيت رمضان ولا نزل عن صهوة جواده وقالو له اهل البيت رمضان هناك عند هاك البيت هذاك فذهب إلى البيت الذي به رمضان وهذب فرسه مسرعاً وهو يزعق بأعلا صوته ويقول ابشر بالبل يارمضان ابشر بالبل يارمضان قام رمضان وقاموا الربع واستقبلوه وحولوا به وقالوا اعطنا علومك ؟ قال علومي خير ؟ كنا غزو مع الشيخ ابن تمران من مشائخ السلقا يم هاك العربان اللي اللي أخذوا أبل رمضان وعندما اقبلنا على اطراف العربان ارسل ابن تمران سبر يسبرون غور القوم وعادوا السبر وأخبروا الشيخ خشم بن تمران بأنهم رصدوا قطيع أبل في فيضه مبركه وعندها رماح كثير مغززه روس الرماح تبين لنا غربي العربان فاجتمعو غزو خشم عنده وقدروا الموقف قال خشم تعلمون وشي هالابل ؟ قالو ماندري قال انا ادري واتوقع انها من أبل عنزه ماخوذه ويبون لين يصبحون يجون يحدون انهم كاسبين لكن النشاما عليهم نفك الابل لأنها لعنزه مؤكد ولا نبي فود فودنا وكسبنا فكت الابل وهجموا عليها واخذوها ومعها ركاب القوم وبعد أن هللوا عليها بالسلامه عرفوها انها ابل الدوام ولرمضان الفققي وهم يجيبونها ماراح منها لوهو حاشي 0
هذا الفداء والتلاحم عند الملمات رحم الله خشم بن تمران شيخ الحسني من السلقا من بشر من عنزه

القصه مرويه ومتواتره من شيبان الدوام معيشر وسعيد الاظليم ومنزل فرهود الهنداء وناوي القصاد ونحن كذلك نحفظ تاريخ الرجال الافاضل امثال الشيخ المرحوم خشم بن تمران ونحفظ من الصادقين الامناء على صحة الخبر اللهم ارحمهم وتجاوز عنهم وادخلهم الجنه انك انت ارحم بعبادك-- الهدف من ايراد القصه لتقويه اللحمه بين ابناء القبيله في الحاضر

ابو مشاري الرفدي 06-19-2014 03:12 AM

بارك الله فيك يابوعبدالله على إيراد مثل هذه القصص الإعتبارية ذات المضامين الهادفة التى تدل على مدى التلاحم والتراحم لدى ذلك الجيل فرغم شظف العيش وقلة ذات اليد إلا أنهم كانوا ذوي أخلاق عالية ومشاعر راقية وصدق نية وثقة وتوكل على الله فرحم الله الشيخ دلى الفققى والشيخ رمضان الفققى والشيخ خشم بن تمران وعوضهم عن دنياهم الجنة والمغفرة وجميع أموات المسلمين


الرجال العنزي 06-20-2014 10:48 AM

كله من التمثيليات البدوية اللي كانت تجي بالتلفزيون هي اللي رسمت صوره لكثير من الناس ان الشيخ يجلس بالبيت لابس بشت ويصوت صب قهوه ياولد وتظهر الشيخ بلباس مميز وساذج ومتكبر وشكل غبي وإلا في الحقيقة وكما قالت العرب سابقاً سيّد القوم خادمهم ..

متعب الفققي 06-21-2014 09:42 PM

الاخ الرجال العنزي اهلا بك لايخفى ان المسلسلات البدويه هي اسائت الى المجتمع القبلي ولايعرف ذلك الا الذين يعلمون في الموروث والمشكله ان الجيل الحالي يجهل حقائق كثيره

عبدالله بن عبار 06-22-2014 07:38 AM

مع الشكر الجزيل للشيخ متعب بن عبدالهادي الفققي
( السبعه أهل بخت )


يتحدّث الرواه عن قصص كثيره جرت لرجال من قبيلة السبعة تدل على التقوى والصلاح والكرامه من الله سبحانه وتعالى وقد نشرت في كتابي قطوف الأزهار عدد من القصص ومن هذه القصص ما يلي ننقلها كما نشرتها :


(من قصص ابن شتيوي السحيمي)

* كان الشيخ ابن شتيوي شيخ قبيلة السحيم من القمصة من السبعة كان رجل فاضل وصاحب تقوى وله كرامات ومن مواقفه وحرصه على الرزق الحلال كان عنده قطعان من الأبل وكان يحلب للفقراء والأيتام من حليبها ويوزع في كل يوم وفي أحد الأيام حلب ناقه وخلط حليبها مع حليب أبله يعتقد أنها له ثم أبلغه الراعي بأن الناقة ليس من أبله فأعتبر أن هذا أثم فأستغفر ربه وندم ويقال أنه لم يقترف ذنب أكبر من هذا طيلة حياته مع أنه عاش في عصر السلب والنهب والحياة القاسية ولكن الله سبحانه وتعالى هداه وكان يصوم ويصلي ويصل الرحم وفي أحد الأيام كانوا جماعته رحيل في مطلع اشهر الصيف وقد لحقهم ظمأ شديد فنزلوا على أن يتواصل مسيرهم في اليوم التالي ولكنهم لا يجدون قطرة الماء فأيقنوا بالهلاك ثم أن أحد افراد القبيلة قد رأى ما يرى النائم أنه أتاه رجل ذات هيئة حسنه فقال له ( معكم التقي النقي الذي فيه العيب ما يلتقي ) فأطلبوا منه أن يدعوا ربه ويستغيث فسوف ينزل عليكم المطر ثم أنه تكررت هذه الرؤيا لهذا الرجل ثلاث مرات فأخبر قومه وقالوا نعم أن هذا الوصف ينطبق على ابن شتيوي فحضروا عنده وأخبروه بهذه الرؤيا وطلبوا منه أن يستغيث لهم فتوضى وصلى ركعتين وقال اللهم أني ما أذكر عملت عمل يغضب وجهك الا ( الهنيهنة ) وكان يقصد حلبته للناقة التي توهم أنها من أبله فأستجاب الله سبحانه وتعالى لطلبه وأنزل المطر فشربوا وشربت أبلهم وخيلهم وملؤا قربهم

( قصّة أبن دخين )

* ومن القصص المنسوبة لابن دخين من القمصة يقال أن أبل ابن دخين أخذت من قبل قوم غزاة وهي في راس الفلاة وكان من عادة الرجل الذي تؤخذ أبله أن يستصرخ جماعته ويطلب منهم النجدة للحاق بالغزاة وتخليص الأبل وكثيراً ما ينتج عن ذلك فقد رجال وخيل أما أبن دخين فهو قد اقسم على جماعته الا يلحق أحدٍ منهم أبله وقال إذا فيها نصيب فسوف تعود وبقدرة الله سبحانه وتعالى عادت الأبل بعد يومين والسبب أن القوم عطشوا وغم عليهم فتركوها وعادت إلى صاحبها ومعها بعض خيل القوم الذين هلكوا من الظمأ


(من قصص حمود بن سمدان السحيمي)


* ومن مواقف أهل الكرم والحظ قصة حمود بن سمدان السحيمي من القماصي السبيعي وهو كريم وعطوف على الفقراء والمساكين وصاحب منيحة وقرضة حدثنا رويشد بن سمدان رحمه الله وهو من أحفاد حمود يقول كان حمود يعطي من أبله منايح لمن ليس عنده أبل وفي أحد السنين ذهب مع قافلة ليكتال التمر والتمن من العراق وكان معه قافلة كبيرة من جماعته وكان معظم أبل القافلة من المنايح فكره أن يكون مع هذه الحملة خشية أن جماعته لا يحملّون الأبل كونها من حلاله وهو معهم فودع بالجمال الذي يرغب تحميلها ورجع لكي يأخذ كل رجل حريته ومن قصص حمود كان عنده أبل كثيرة وسرح معه راعي أجنبي من أحد القبايل ثم بعد أن انتهت مدته اخذ حسابه وذهب إلى أهله ثم أنه فكر بأن يأخذ من أبل حمود بن سمدان بحيث أنها كثيرة ولا يعرف عددها فنقض الملحة وعاد إلى أبل حمود في آخر الليل وأخذ عدد من الأبل وذهب بها وعند الفجر خيّل له بأنه قد لحقه فارس مرتدي بشت أبيض ناصع البياض وراكب على فرس وشاهراً سيفه فترك الأبل ولكن هذا الرجل لم يتركه فقد توجه صوبه وهو يسير ببطأ فرجع الراعي إلى بيت حمود لكي يلجأ عليه ويطلب العفوا لعله يعتقه من هذا الرجل صاحب البشت الأبيض وعندما أقبل على بيت حمود بن سمدان أنقطع عنه هذا الخيال فرحب به حمود وقدم له القهوة والطعام وقد أستغرب حمود رجوع راعيه بعد أن ودعه منذ أيام وذهب إلى أهله فسأله عن شأنه وأخبر حمود بما نوى عليه من نقضه لطعام حمود وأخذ عدد من أبله ثم أنه لحقه صاحب البشت الأبيض فقال حمود أن صاحب هذا البشت هو حظنا ولا يوجد عندنا أحد بهذه الصفة ومنذ ذلك الحين اطلق على أبن سمدان لقب ( أبو بشت ) وهذا اللقب مشاع ومعروف عند قبيلة السبعة وغيرها من القبايل ولا يزال
( قصة بطولة أبن دوهان الرماحي)

* قصة بطولة ابن دوهان الرماحي من العبدة من السبعة يروى أن ابن دوهان الرماحي كان سائراً في الصحراء ومعه زوجته فصادف سرية من جيش الترك فطمعوا به حيث أنه يسير بمفرده وأغاروا عليه واخذوا زوجته فلم يبقا امامه الا أن يفادي بروحه لتخليص زوجته وقال الدمار ولا العار وكان رجل مسن فقال احديه طالما سمعتها تتكرر على السن كبار السن فأقبل على السرية وهو يرتجز
هـو هـو لـلـشايـب هـو هـو لـه عـلـى أم عــيــالــه نـادولــــه
فجندل قائدهم بالسيف ومال على باقي السرية فقتل من قتل وهرب الباقين وحمى زوجته من غدر الأتراك

ابو مشاري الرفدي 06-22-2014 10:19 PM

نعم هذا صحيح ومثل هذا كثير وأشكر الإستاذ الفاضل أبومشعل على إيراد مثل هذه القصص ذات المعانى الهادفة وهذا مصداقاَ لقوله تعالى"ومن يتقى الله يجعل له مخرجاَ ويرزقه من حيث لايحتسب" الطلاق/2-3
ولاشك أن صدق النية والأعمال الخيرية لها شأن عظيم عند الله "فقد أخرج الطبرانى فى الكبير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قوله"صنائع المعروف تقى مصارع السوء وصدقة السر تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد فى الرحم" أما مايخص المسلسلات البدوية والافلام التاريخية بشكل عام فلاشك أنها فشلت فى إبراز الجوانب الحقيقة للأحداث التاريخية كما هى فأكثرها مجرد فروض وتصورات لاتحاكى الواقع التى كانت عليه بأي حال؟ وهذا راجع لمنظومة اللأهواء والاَراء لمؤلفيها الذين لايمتلكون القدرة الموضوعية ولا النظرة العلمية فى معالجتهم لوقائع التاريخ وأحداثه مما جعل هذه الأعمال تخرج الينا وهى أقرب الى الماورائيات والفوق منطقيات والأحاجى والألغاز!!!

"والشكر موصول لجميع الإخوة المشاركين"


الساعة الآن 02:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd 

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009